الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير الشعبية في تونس تتصدى لمحولات سرقة ثورتها

المختار النحل

2011 / 1 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



لم يتمكن مهندسوا المشهد السياسي التونسي الجدد بعد سقوط رأس النظام و فراره إلى العربية السعودية، من إنجاح مناوراتهم للاستيلاء على السلطة و قطف ثمار ثورة شعبية حقيقية كسرت قيود سنوات الاستبداد، و هي الآن مستمرة في ثورتها على بقايا و فلول نظام بن علي البائد، و ترفض رفضا قاطعا بقاء عدد من رموزه في مناصبهم الحكومية.

إن التطورات التي تحصل على مدار الساعات المتوالية، و التي خرجت فيها جماهير تونس الخضراء للشارع من جديد مطالبة برحيل الغنوشي و كل المتورطين من بقايا نظام الفساد المنهار، و رفضها لحكومة " وحدة وطنية " على المقاس، تؤكد لكل من يدعي أو يشكك في أن الثورة التونسية انطلقت بدون تأطير سياسي هو قول مردود عليه، لسبب بسيط هو استمرارية هذه الثورة في تحقيق أحد أهدافها الكبرى : تقرير مصيرا لشعب التونسي .

إن ثورة شعب تونس العظيمة هي الآن مستمرة بلجانها الشعبية في كل أرجاء تونس و التي تصدت لمرتزقة النظام المنهار و سهرت على حماية المواطنين و ممتلكاتهم إلى جانب الجيش الوطني التونسي الذي سيشهد له التاريخ عدم إطلاق رصاصة واحدة على جماهير تونس الثائرة ، بل وقف إلى جانبها و حماها من المجرمين أعداء الثورة.

إن مطالبة جماهير ثورة تونس باستقالة أعضاء الحكومة المنتمين إلى الحزب الحاكم سابقا هو مطلب شرعي و غير قابل للتأويل بحكم مسؤوليتهم فيما عرفته تونس طوال سنوات حكم بن علي، كما أن مطالبتها باستقالة ممثلي المعارضة من الحكومة الجديدة منطقي لأن الحس الجماهيري لا يمكن أن ينخدع لمجرد وعود قد يتم التراجع عنها في ظل حكومة مؤقتة غير منسجمة، كثير من أعضائها مسؤولون سابقون عن الوضع في تونس ووجودهم فيها هو نوع من استمرارية حكم بن علي في إدارة شؤون البلاد بعد أن غادرها هاربا.

إن تشبث جماهير تونس المناضلة بمطالبها العادلة تفند كل الادعاءات المغرضة التي تحاول خلق الفوضى بين صفوفها، و خروجها إلى الشارع للتظاهر ضد الحكومة المعلنة، يؤكد بشكل واضح أن الجماهير مؤطرة بكل قواها الحية المناضلة من سياسيين و نقابيين و حقوقيين، محامين و فنانين ، و هي سائرة في طريقها لتحقيق الإنجاز الكبير الذي يتمثل في أن يقرر الشعب التونسي مصيره و يختار حكامه و من يتولى تسيير أموره على جميع المستويات.

لقد بينت الأيام السابقة أن الجماهير التونسية الثائرة لها قادتها في الميدان و هي الآن لا تحتاج إلى نصائح من أي كان كما فعل دكتاتور ليبيا ، و أن هذه الجماهير هي الآن محتاجة إلى دعمها إعلاميا و الإشادة بثورتها، و الوقوف إلى جانبها حتى تحقيق النصر النهائي في التغيير الشامل و الكامل على كل المستويات من أجل القطع مع مخلفات الماضي و الشروع في بناء مجتمع تونسي متحرر و ديمقراطي ، تسوده العدالة و الحرية و الكرامة و سيادة القانون و إقامة مؤسسات بديلة منبثقة عن إرادة الشعب التونسي البطل.



المختار النحل
سلا في 18/01/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح