الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجلة لوري .. طن و نص !

عبد الجبار السعودي

2011 / 1 / 18
حقوق الانسان


كان يبدو لنا مشهداً هائلاً ، ليسَ بحجم ما يتم حمله وأفراغه من أكياس ٍ للطحين ، بل بعدد العمال المقهورين من ( الحمــّالين ) الذين يُفرغون عجلة ( اللــــــوري ) تلك، الأمريكية الصنع والمتشابكة في قضبانها الحديدية، من أكياس ٍ للطحين، على ظهور أولئك البؤساء المقوّســـــة والمتعبة والذين غطـــّت وجوههم المتهالكة عرقاً ،غبار الأتربة الممزوجة ببياض الطحين الذي لا تــُعرف ألوانه، من تلك الأكياس الضخمة التي يزن الواحدة منها الخمسون كيلو غراما !
مشهدٌ لا يزال يتكرر للآن في الكثير من القرى والمدن العربية المحرومة والجائعة والبائسة بكل مقومات الحياة والعيش الكريم والآمن والمُستحق !
مشهد ٌ غابت تفاصيل آلامه منذ عقود مضت ، لكنه يعاود الظهور ثانية و بجرأة حقيقية لا تخلو من ثورية المقهورين أنفسهم من أبناء الشعب التونسي هذه المرة وإن أختلفت الأحداث وهم يتابعون أذلالهم و قهرهم ومن ثم أخباراً دراماتيكية عن هروب حاكم بلادهم وعائلته وهم يحملون محتوىً من الذهب ما وزنه الــ ( طن و نصف الطن ) كما تناقلت الأخبار وغيره من (غير المعلوم به)، هاربين أمام جموع الجائعين الصامتين على قهرهم طوال عقود منصرمة، رغم ما كان يُـــنقل لهم خداعاً من برامج ٍ و وعود ٍ و مشاريع كاذبــــــــــة تتقافز بها الملايين من الدولارات الخضر التي لايعرفون وجهتها الحقيقية ! وقبل كل ذلك ما كان يُصاحب الصمتَ و التطبيل معاً من تقييد للحريات العامة تحت عدة مسميات !
طــــن ٌ و نصف .. هي أحمالُ تلك العقود وكل ما حملت ولا تزال من آلام و مهانة و ذلّ ٍ و قهر ٍ وحرمان ٍ و دموع وحيث لا يزال فقراء وكادحي الشعوب و ( خريجي الجامعات والمعاهد ) وكل العاطلين عن العمل في المدن والقرى العربية يعتاشون وينامون ليلهم على هضم آلامهم وصراع بطونهم وهم يتراكضون وراء عجلات المستغلين والمنتفعين بكل حمولاتها المختلفة هذه المرة، أذلاء ً و مُهانين، في مشهد ٍ، يقصمُ ليس ظهور الضحايــــــا وصغارهم وحسب، بل وحتى تطلعاتهم الأنسانية نحو حياة كريمة تليق بهم وبعائلاتهم و بأحقيتهم كمواطنين !
( عجلــــــة اللـــــوري ) التي قصمت ولا تزال ظهور الملايين من كادحي الشعوب العربية، ستدور عجلاتها حتمـــــــــاً هذه المرة و تباعــاً، لتسحق ظهور ملاّكيـهــــــا وسائقيها وسارقي ثروات الأوطان، من الخليج الثائر الذي أرادوا له أن يهدأ و يستكين تحت سطوة المؤامرات وأحابيل الطغاة والسلاطين والأساطيل البحرية، الى المحيط الهادر الذي خــُدعت به شعوب البلدان العربية ونامت لحين ، حتى أنتفظت من جديـــــــد !
* * *
بصـــرة - أهـــوار
كانون الثاني- يناير 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3