الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها التونسيون المنتصرون حذار من ثعالب المرحلة الجديدة ..!

جاسم المطير

2011 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تم أمس إعلان الحكومة التونسية الجديدة خلال 48 ساعة بعد سقوط الدكتاتور زين العابدين بن علي وبعد هروبه من البلاد حاملا آلاف الأطنان المترية من الجرائم المتنوعة بحق الشعب التونسي. كان المحرك الأول لهذا السقوط هو الشارع السياسي، الواعي، اليقظ، وكان يفترض بالمعارضة الوطنية الديمقراطية أن ترفض رفضا قاطعا الاشتراك بحكومة محمد الغنوشي وفقا لأخلاقيته في إشراك ستة وزراء من أعمدة النظام الدكتاتوري السابق ومنهم وزيري الداخلية والدفاع اللذين كانا من صلب الدائرة الأولى المحيطة بالدكتاتور، المتجاوزة على حقوق الشعب التونسي ومصالحه.
إن تقييم منفعة تشكيل الحكومة الجديدة هو من حق الشعب التونسي الذي هو صاحب المصلحة الأولى وصاحب الرأي الأول وصاحب الاختيار الأول، لكن أي مراقب للأحداث التونسية ولتاريخ الحكومة التونسية الأخيرة يمكنه أن يوزن الأمور بميزان العدالة وأولويات الأخلاقية السياسية، التي كان وزيرا الداخلية والدفاع يقودان القوى العسكرية الضاربة للمتظاهرين والمتظاهرات في الشارع التونسي أودت بحياة 78 تونسيا وجرحت المئات منهم.
إن القاعدة الذهبية الأولى في تشكيل حكومات ما بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية هو صعود القوى الديمقراطية إلى رأس السلطة كي تكون قادرة على انجاز الإصلاح السياسي والاجتماعي بسرعة فائقة، ولا ينبغي القبول بتغيير جزئي في المسئوليات الحكومية وإبقاء القوة العسكرية بيد كبار رموز وحماة النظام الدكتاتوري السابق.
اعتقد أن الحركة الديمقراطية التونسية ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة قادرون جميعا على قيادة البلاد في طريق جديد، طريق الحرية والديمقراطية. هذه القوى لها في تونس الخضراء مواقع وأحجام ومسافات نضالية تؤهلهم جميعا أن يؤسسوا دولة ديمقراطية علمانية لا تشوشها السلفية الدينية ولا التنظيمات الإرهابية ولا فلول النظام الدكتاتوري السابق. هؤلاء جميعا لا يستطيعون أن يفعلوا خيرا لشعبهم مهما تستروا في الظروف الجديدة وراء شعارات وأهداف لا يؤمنون بها، بل يريدون المحافظة على ما اخذوا ونهبوا وسلبوا من خيرات البلاد تمهيدا لإعادة زين العابدين بن علي إلى تونس فوضوية جديدة يعملون سرا على صنعها وربما بمساعدة سعودية ـ ليبية سرية.
إن أخلاقية المناضلين الأحرار والمستقلين تضع مهمة الانسحاب الفوري لجميع أحزاب المعارضة من حكومة الغنوشي ودعوة الجماهير إلى مظاهرات شعبية سلمية تنادي بتطهير الدولة من جميع الشرور والأشرار، ابتداء بتشكيل حكومة ديمقراطية من عناصر نزيهة بديلة لعناصر النظام السابق المتميزة بالنفعية على حساب بؤس الجماهير التونسية وفقرها.
القيمة المركزية في التغيير الحقيقي هي الديمقراطية والنزاهة وإنقاذ الشعب التونسي من المعاناة المعيشية والنفسية. من دون ذلك ستضيع الإرادة الحرة لشعب حر في متاهات الفوضى والتلاعب بمقدراته بأيادي النظام السابق، كما ضاعت قبل ذلك في تجارب ثورات وانتفاضات كثيرة في عدد من الدول العربية، كالجزائر ومصر والعراق.
الشعب التونسي يستحق الكرامة والاحترام والعيش الرغيد ونحن العراقيون والعرب جميعا استطعنا خلال عقود من زمن النضال أن نتعلم من الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي كيفية تنمية الطبيعة الأخلاقية في نضال الشعوب حين حفظنا عن ظهر قلب معايير الكرامة الإنسانية بكلمات تقول: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
القيمة الواضحة المطروحة أمام المعارضة التونسية هي أن تمسك جيدا بتلابيب (القدر) الذي خلقته الجماهير التونسية وان تتجه على الفور لصياغته بمعان ضمنية عقلانية ومتجددة بمنظور المسئولية الوطنية الحرة نحو فعل الخير الديمقراطي الذي وحده القادر على خلق الحياة الحرة الكريمة عبر قواعد العمل المؤسساتي في أجهزة دولة جديدة النوع قائمة على الأخلاقية الديمقراطية الحقيقية لتغييب آلام وجوع ومعاناة الشعب التونسي تغييبا نهائيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 18 – 1 – 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لصوص الديمقراطية
سلام محسن ( 2011 / 1 / 20 - 06:44 )
ان ديمقراطية تونس لن تجلب الا اللصوص والثعالب كما جاءت ديمقراطية العراق بلصوص ليس لهم شبيه حتئ زين العابدين لايشبهم .

اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت