الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لشعب تونس وثورته الياسمينية

محمد الموسوي

2011 / 1 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


تحية لشـعب تونس وثورته الياسمينية
18-4-2011

بعـد حوالي أربعة أسابيع من المظـاهرات الشـعبية في اغلب المـدن التونسـية انتصرت الثورة في تونس الخضراء وهرب الدكتـاتـور الذي جثم على صـدور التوانسـة الأشقاء لمدة 23 عـامـا مزورا الانتخابات وإرادة الشعب التونسي لأربعة دورات بنسب ال90% فمـا فوق التي تعـود الدكتاتوريين العـرب على اهانة شـعوبهم بمهازلهـا.

ينبغي أولا توجيه التحية والوقوف إجلالا أمام دمـاء شـهداء الشـعب التونسي والآلاف من الضحايا والسـجناء السياسيين من كافة أطياف الشعب مع تحية خاصة للشهيد محمـد (طارق) البو عـزيزي الذي كان شرارة انفجـار ونجاح الثورة التونسـية في 14 ينـاير ومن كـان يصـدق بعـد كـل هذا الهـوان والخضوع المهين للشـعوب العربية أمام جبروت وطغيـان الأنظمة القمعية الفاسـدة بملوكهـا ورؤسائها ومشـايخهـا وكذلك الدعم الأجنبي من الدول الاسـتعمارية الغـاشـمة ، من كان كـان يصدق أن يثور شعب تونس البطل ليرغم الدكتاتور وإذنابه على إعادة حسـاباتهم والبحث عن دول قـد تعطيهم سـمة الدخول عند طردهم من قبل شعوبهم أو هروبهم أمام غضبتها بدلا من أن تبقى طائراتهم محلقة لسـاعات طويلة في الفضاء لحين قرب نفـاذ وقودهـا كمـا حصل لطائرة " شـين الهـاربين" .

هناك مقارنة غير عادلة في الإعلام العربي بين ما يجري في تونس ألان وما جرى في العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق عـام 2003 والذي اسـقط النظام القمعي الدكتاتوري لصدام حسين ومـا أعقبته مـن فوضى وتدمير وقتل ، متجاهلين من اختلاف ذلك الوضع و مسؤولية الاحتلال الأمريكي الأساسية وخططهم في تدمير الجيش والمؤسسات المدنية ومـا بقي منهـا بعد الحصـار الجـائر منذ عـام 1991 واختلاف ذلك جذريـا عن أوضاع الثـورة التونسـية التي تحمـل آفاقا واعـدة ليس فقـط
للشعب التونسـي بل ولشـعوب المنطقة ، ولاشـك إن ذلك يحتاج إلى الخلاص مـن رموز النظـام
القمعي السـابق وأدواته وأنصاره وخاصة أجهزته القمعية وحزب النهضة الدستوري بمسميات

لقـد أجهضت انتفاضـة الشـعب العـراقي في عـام 1991 بعد اندحـار الجيش العراقي في حرب الخليج الأولى عقب غزو الكويت ،تلك الانتفاضة التي شملت كـافة مـدن العراق ، وحصل ذلك لأسباب ذاتية وموضوعية ولوقوف الأمريكان والأشقاء العـرب إلى جانب حكم صـدام الغـاشم والدفاع عنه ودعمـه في قتل وذبح عشـرات الآلاف من أبناء شـعبنـا باستخدام الأسلحة الكيماوية والقصف الوحشي والأسلحة الثقيلة ، ولو شئنـا أية مقـارنة موضوعية فأن ثـورة تونس الحالية والتي نأمل لهـا الانتصـار ينبغي أن تقـارن مع انتفاضة الشعب العراقي في عام 1991 والتي لم يكتب لهـا النصر آنذاك.

لقد حكم النظام الدكتاتوري التونسي لحوالي خمسين عـامـا برأسين أساسيين همـا بورقيبة و زين العابدين وبحزب حاكم واحـد أذاق الشعب التونسي صنوف العذاب والتجويع وسيطرت مـافيـا متحكمة يقودهـا أخوة وأقارب زوجة الرئيس الهـارب الثانية ليلى الطرابلسـي , وفي الوقت الذي عانى الشعب العراقي مـن هيمنة وقمع حزب البعث العراقي الفاشي منذ عـام 1963 ، نجد إن معـاناة الشعب التونسي تمتد لفترة أطول ونجـد حاليـا محاولات مشبوهة من أزلام نظـام بن علي كالمبـزع والغنوشـي للالتفـاف على ثورة الياسمين في تونس الخضراء لإجهاضها ومواصلة هيمنتهم عبر ادعاء الاسـتقالة من الحزب الحاكم ونتمنى أن لا تنطلي تلك الأحابيل على الشعب التونسـي وان يواصل إصراره على كنس كل رموز وأدوات النظام السـابق من الحكم وان تكون الفترة الانتقـالية بإدارة عناصـر نظيفة مخلصة للشعب ولثورته من كافة القوى التي ناضلت ضد الحكم الدكتاتوري وتعرضت للقمع والقتـل والتعذيب والسجن.

لاشـك أن الثـورة الشعبية فـي تونس تحي آمال شـعوبنـا التواقـة للعدل والحرية والديمقراطية والعـدالـة في توزيع الثروات للقضـاء عـلى الفـقـر والبطـالـة وتوفير الخدمـات الصحية والتعليمية وأبسط مستلزمـات الحياة الكريمة كالكهربـاء والمـاء وتحقيق التنمية الصناعية والزراعية والقضاء على الأمية وتوفير الضمـان الاجتمـاعي ، خاصة وان صفات الفسـاد وعـدم تلبية المطالب العادلة للشعب و الحكم بالحديد والنـار هي مـمـيزات معظم حكومـات المنطقة التي تخدم مصالح الدول الأجنبية وتتجاهل مطالب شعوبهـا ، إلا أن هناك مخاوف وقلق حقيقي على ضوء محاولات ازلام النظام السابق في مواصلة حكمهم بجعلنـا نتساءل عمـا إذا كـان مـن المبكر الاسـتنتاج بان التغيير قـادم أو في طريقـه للمنطقة أو إذا كـان هذا التغيير هـو لا محـالة نحو الأحسن خاصة وان هناك محولات جدية لإجهاض الثورة والالتفاف عليهـا كمـا لا ندري هـل ستتعظ الحكومـات القمعية الفاسـدة وسـارقة خيرات الشعوب والتي تحكم بالحديد والنـار وبحماية الاجنبي وتلبية مصالحه على حسـاب شعوبها ام ستنتظر نهاياتهـا الحتمية التي نتمنى ان تكون قريبة جـدا.


يتساءل السـيد روبرت فسك الكاتب المنصف المتخصص بشـؤون الشرق الأوسط في مقالته يوم أمس بصحيفة الاندبندنت بالارتبـاط مـع ادعاءات الغرب عـن رغبته بتحقيق الديمقراطية والانتخابات النزيهة في منطقتنا ويشير إلى أن الغرب قـد يقبل بالقليل من الديمقراطية في تونس ولكن يبقى هدف الغرب الأساسي في منطقة الشرق الأوسط هـو الحفـاظ على الاسـتقرار والأمن والقـانون حتى وان كـان عـبر أنظمة فاسـدة كنظـام حسـني مبـارك الفاسـد في مصـر وسيضمن الغرب ذلك , ولا يعتقـد فيسك بالنظر للتمزق والهـوان الحاصل في الشـرق الأوسط فلا يوجـد هناك أي أمل على المدى المنظور بروز ديمقراطيـات حاكمـة من الفوضى القائمـة عندنـا وستبقى مهمة الحكـام العـرب كمـا كانت دائمـا إدارة واضطهـاد وضبط شعوبهـا وحب الغرب وخدمته وكـره إيران.

مـرة أخرى تحية عـراقية لشـعب تـونس الثـائـر وتمنيتنـ بالنصـر لثـورته الشـعبية المظفـرة

والرابط أدناه لمـن يرغب في قـراءة المقـالـة الكـاملة للسـيد روبرت فيسـك
http://www.independent.co.uk/opinion/commentators/fisk/the-brutal-truth-about-tunisia-2186287.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق