الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس.. قلبي على الثورة

سعد تركي

2011 / 1 / 19
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


لم يكن المواطن الفرنسي أسوأ حالاً من نظيره البريطاني، وعلى الرغم من ذلك، فإن الفرنسيين أطاحوا بالنظام الملكي وقطعوا دابر سلسلة (اللويسات)، فابتدأت الثورة في 14 تموز سنة 1789 وانتهت تقريباً سنة 1799، وأقيمت جمهورية رفعت شعار الحرية والعدل والمساواة، مبادئ ألهمت كثيراً من الشعوب التي كان الطغاة الحاكمين باسم الله يسومونهم سوء العذاب. الثورة الفرنسية كانت واحدة من أكثر الثورات دموية، حيث اكتسحت في طريقها ما كان قد تراكم من المظالم خلال قرون طويلة، وأزالت الطبقتين الحاكمتين الطاغيتين المتحالفتين، رجال الإقطاع ورجال الدين. مثل الفرنسيين، لم يكن التوانسة أكثر جوعاً وفقراً، ولا نظامهم الدكتاتوري أشد قمعاً وتعسفاً من أنظمة بلدان تجاورهم.
شيء ما، من الصعب تحليل كنهه، يدفع شعباً إلى الثورة.. شيء ما يستعصي في بعض الأحيان على التحليل، فقد أقام الروس نظاماً اشتراكياً في بلد ، كان منظّر الشيوعية يعتقد أن الثورة ستقوم في بلد صناعي رأسمالي لا في بلد ما زال زراعياً!!
قد يكون من السابق لأوانه توقع المسار التي ستسير عليه ثورة الشعب التونسي ضد نظام بن علي، ذلك إن تاريخ الشرق الأوسط يعج بانتفاضات وثورات انحرفت بعد زمن ـ طال أو قصر ـ عن تلبية شعاراتها بنظام ديمقراطي، يضع الشعب في أولويته واهتمامه.. كثير من رجالات السلطة السابقة قادرون ـ بحكم الخبرة والموقع ـ على ارتداء ثوب الثورة والتسلل لقيادتها واغتصابها.. يمكن أن تخسر السلطة الجائرة التي يثور شعب عليها بعض رجالها وقادتها الذين سيكونون أكباش فداء، لكن ـ غالباً ـ تحافظ هذه السلطة على بنيتها وقدرتها الكامنة المتحفزة لاستغلال فجوة ما للتسلل. فالثورات غالباً ما تكون عفوية يحركها الشعور بالظلم وغياب العدالة والرغبة بالتغيير مع غياب قيادة يمكنها أن تحقق تطلعات الثائرين.
علّمنا التاريخ في منطقتنا أن من الصعب جداً أن يثور شعب على سلطته الجائرة، وعلمنا استحالة أن تحقق هذه الثورة ـ إن قامت ـ أهداف الثائرين وتطلعاتهم. علمنا التاريخ أن الثورة يقوم بها المظلومون والمسحوقون والمثقفون ويقطف ثمارها الطغاة والقتلة!!
الثورة الفرنسية انتهت بنابليون إمبراطوراً عسكرياً طاغياً قاد شعبه إلى حروب مدمرة تحقيقاً لطموحاته في حكم العالم، حروب أزهقت أرواح خيرة أبناء البلد وبددت ثروته وفتحت حدود البلاد أمام الغزاة والطامعين.. وثورة الجزائريين ـ بلد المليون شهيد ـ تسلقها طغاة حكموا الشعب بالحديد والنار.. وتونس التي ثارت على بن علي عليها أن تنتبه إلى دعائم سلطته وأدواته الذين يمكنهم أن يختطفوا الثورة، ولاسيما أن هذا البلد الصغير تحيطه حيتان كبيرة، من المؤكد أن ما حدث لا يروقها، مثلما لا يمكن أن تقبل به سلطة بلد اعتادت أن تؤوي الطغاة، وآخرهم حاكم تونس الفارّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن