الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ننظر الى قرار الحكومة السعودية بمنع الحوار المتمدن

ماجد فيادي

2004 / 10 / 1
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


اختلف الحلفاء , بعد طول ود وتوافق المصالح , والسبب عدم نزاهة الاهداف . فبعد استخدام السعوديين من قبل الامريكان مادياًَ , اصبح لابد من استخدامهم بشرياًَ , وهذا ما جرى على ارض افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي (سابقاًَ) , فلكي يكون هناك مبرر لتحشيد البشر استغل الامريكان وبذكاء شديد خلق تيار ديني متشدد ومتطرف يسعى لمقاتلت الكفار من الشيوعيين ( كما يروج له) , وهو المتنفس الذي يمكن اشغال العرب عن قضيتهم المركزية ( هكذا يتوهمون) فلسطين واشغال النشطاء من المتدينين عن خروقات الحكومات الاسلامية تجاه شعوبها .
من هنا توافقت المصالح واخذت تتبلور من خلال التجارة المشتركة والترويج للطرف الاخر والتغاضي عن تجاوزات الواحد للاخر واستمرت الحالة لتتعاظم في التداخل وتشمل كل مجالات الحياة حتى اصبح الوصف السابق لايفي بالغرض , على ان لاننسى ان المصالح الامريكية التوسعية قد سبقت ذلك وتناغمت مع تطورات الاحداث لتجد في السعودية مكانًَ مهيئ لتنفيذ خططها , وساعد في هذا الطابع الديني الذي تتميزت به البلاد والتخلف الثقافي والانغلاق عن العالم الخارجي الذي تعيشه السعودية وهذا منذ سنين طويلة لم يعد اليوم موجوداًَ .
بعد خروج الاتحاد السوفيتي السابق من افغانستان وسقوطه نتيجة الاخطاء القاتلة التي ارتكبها عبر التاريخ وتحول البلاد الى النظام الرأسمالي لم تعد الحاجة الامريكية الى الاستمرار بالحرب المبطنة بالشكل السابق لانهم بدءوا بأستثمار اموالهم في روسيا وشرعت المصالح المشتركة تاخذ شكل جديد . وهذا ادى الى قطع المساعدات المالية عن المقاتلين العرب المسلمين بعدما تعودوا على حياة القتال وسفك الدماء مما اغاظهم وحملهم على مقاتلت الخائن الامريكي ومساعديه السعوديين .
ترتب على ذلك وهنا لااريد الاطالة بالسرد , من تفجيرات في السعودية واليمن وضد المصالح والسفارات الامريكية في ارض العالم كله لتاتي الكارثة الانسانية التي عبرت عن خطر الطوفان الذي ابتلع برجي التجارة العالمية ليدق الناقوس منذراًَ ان لا احد في منئ عن الخطر .
بدأت امريكا تضغط على السعودية لتجفف منابع الارهاب متخذه عدة وسائل من العيار الثقيل , وهي في نفس الوقت لاتريد ان تخسر الدجاجة التي تبيض ذهباًَ , فأندفع السعوديين لارضاء الامريكان والحفاض على مصالح العائلة الحاكمة التي ترتبط ارتباط وثيق بالمصالح الامريكية , لترسم خطة جديدة تتوالم مع الاهداف الجديدة لامريكا وتبقي ايضا رموز الحكم مستمرين في مناصبهم التي منحها لهم الخالق عز وجل .
السؤال هل القيادة السعودية جادة في التغيير , الجواب نعم وهي تعمل على ذلك بكل ما تملك من قوة , يتمثل في مطاردت المتطرفين والارهابين وتتبع كل خيط يدلهم على هدف . لكن السؤال بهذا الشكل فيه نقص والمهم ان نعرف ما هو التغيير المطلوب الوصول اليه , انه القضاء على الابناء المدللين في الامس القريب والتخلص من فكرة العنف في اداء المجاميع السياسية لاغير , اما حل المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد من احترام حقوق الانسان وحرية الفكر والتعددية السياسية واستقلال القضاء وتعديل القوانين وتعديل الدستور وحرية المرءة وما الى ذلك من تغيير ينعش الحياة السياسية في السعودية فهو غير وارد وغير خاضع للنقاش .
من الطرق الجديدة التي تتبعها السعودية في نهجها بالقضاء على الارهاب , برنامج ( اظاءات) تقديم تركي الدخيل الذي يقدم على القناة الفضائية العربية , حيث يستضيف الوجوه الدينية التي لها كلمة على المسلمين في السعودية وتجعلها تبث فكر اسلامي لايختلف في مضمونه عن السابق الا في رفض الارهاب وعدم الجوء الى العنف كحل للمشاكل كما يستضيف مفكرين اسلاميين سجنوا في فترة الثمانينات والتسعينات بسبب خطابهم السياسي الذي لايتوافق مع مخططات الحكومة وامريكا, واليوم اصبحت الحكومة السعودية تتبنى خطابهم السابق . وعلى المستوى الاقليمي والعالمي فهي تسعى الى عقد المؤتمرات ضد الارهاب لتقول لامريكا نحن جادين فقط نحتاج الى الوقت وفي نفس الوقت تقول الى المجاهدين ( كما يسمون في الامس) والارهابين (كما يسمون اليوم وهم كذلك ) نحن جادين في انهاء هذا الاسلوب ولم نعد بحاجة له.
وياتي الاصرار السعودي في عدم الرغبة الحقيقية بالتغيير ليشمل المراقبة على صفحات الانتر نيت بمنع موقع الحوار المتمدن الذي من شأنه ان يفتح المجال امام الشباب في التعرف على الاخر ومناقشة العقلية الدينية بدون خوف وبدون نفاق مصلحي , هذا الموقع يشكل خطر حقيقي على السياسة السعودية التي تعيش في تناقض كبير يسهل تشخيصه فيما لو اعطية الفرصة لذلك , ان السعودين يخشون وبحق من المواطن السعودي الذي يعتنق الاسلام ولا يتردد في الاتطلاع على فكر مثل الذي يطرح على الحوار المتمدن , لان الكثير من السعودين ممن اتيحت لهم الفرصة بالدراسة في الخارج فضلوا العيش خارج السعودية لانهم وببساطة لم يعد لهم القدرة على العيش في وسط متخلف ومنغلق بعدما تفتحت عقولهم وتعرفوا على حقوق الانسان وتعلموا ما لهم وما عليهم واستطاعوا ان يتقبلوا الاخر بدون ان يرفضوه ويرفضهم , من هنا ياتي الخوف من انقلاب السعوديين على واقعهم المهين الخالي من مفاهيم حقوق الانسان والحرية والديمقراطية , مجتمع لاتزال القيادة فيه وراثية تدعي التغيير ولا تتغيير , كيف يمكن الموازنة بين هذا وذاك , انه التخريف بحق .
يشترك مع السعوديين في هذا التناقض الامريكان فقد رفضوا من قبل فتح قناة عراقية تقدم بالطلب لها الاستاذ فخري كريم وكان الرفض لانه من خلفية شيوعية متفتحة , وهنا مكان اخر يتفق فية القيادة السعودية مع الامريكان بوجه الحرية الفكرية الثقافية , فلا تستغربوا رفاقي الاعزاء على موقف الحكومة السعودية ( الغير منتخبة مم قبل الشعب ) تجاه صحيفتنا الديمقراطية الرائعة , وعلينا ان لا نستسلم ونستمر في اطلاق صوتنا علياًَ كلما استطعنا .
ارى من المناسب هنا الاشارة الى مقالة للدكتور كاظم حبيب الموسومة (من اجل التحول الديمقراطي الحقيقي في السعودية ) والتي تغني الكثير مما اختصرته في مقالي هذا عن الواقع السعودي وقد نشرت على صحيفتنا الحوار المتمدن بتاريخ 11/11/03 في العدد 649 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق