الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس

مكارم ابراهيم

2011 / 1 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لقد تناول العديد من الكتاب الثورة التونسية من جوانب مختلفة. فهناك من تناولها من خلال دراسة نفسية واجتماعية للشهيد محمد البوعزيزي مفجر الثورة. وهناك من تناولها من خلال تسليط الضوء على تاريخ الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في قمع حرية الراي وكبح جماح قوى المعارضة .وهناك من تناول مدى تاثير الثورة على الانظمة العربية الديكتاتورية الاخرى. والبعض تناول آليه تشكل هذه الثورة كثورة تلقائية اجتماعية ام ثورة سياسية .ومنهم من ركز على دور القوى والاحزاب المعارضة الفعلي وعلاقته بهذه الثورة ومدى مصداقيته لتمثيل صانعيها من الشعب التونسي في الحكومة الجديدة.

ولكن لم يتم تناول علاقة اسرائيل والموساد بالثورة التونسية!

اسرائيل واسرائيل واسرائيل ! نعم لم تكتف اسرائيل باسقاط الشهداء يوميا على ارض فلسطين ولم تكتف باسقاط الشهداء على ارض العراق بل امتد اجرامها الى تونس لتسقط شهداء الثورة التونسية وبايدي قناصيها من ميليشيات الموساد التي كانت تابعة سابقا لميليشيات لبنان التابعة لانطوان لحد واختبئوا فوق سطوح المنازل واسقطوا عدداً من المتظاهرين جنبا الى جنب مع قوى الامن الذين اسقطوا اخوتهم التونسيين باوامر من السلطة.
وكان ذلك حسب تصريح احد القياديين في حركة التجديد التونسية محمود بن رمضان .

هناك من يرى انه لايمكن ان نعلق كل الازمات العربية على شماعة المؤامرات وموساد اسرائيل . وهذا صحيح لانه قوات الموساد لايمكن ان تدخل اراضي تونس بدون موافقة من الحكومة التونسية التي اثبتت بفعلها هذا انها حكومة مافيوية مع احزاب فاسدة تصدر اوامر الى قوى الامن الداخلي والمخابرات باغلاق عيونها ورفع يدها وعدم التدخل في قتل التونسيين بايدي موساد اسرائيل .في حين ان هذه القوى مهمتها الاساسية هي التدخل في اصغر الجزئيات في حياة المواطن وتعداد عدد انفاسه ومراقبة كل حركاته.

ولهذا اتصور ان تسمية شماعة المؤامرة تكون اكثر دقة اذا قلنا عنها شماعة الانظمة العربية الديكتاتورية التي تحمل وجوهاً عديدة للمؤامرة وتقع تحت احدى بنودها موساد اسرائيل.

إن العديد ينكر المهمات الارهابية التي يقوم بها الموساد الاسرائيلي في الدول العربية كما هو الحال في مايخص شركة البلاك ووتر الامريكية التي تبيع قوات خاصة لعمليات عسكرية وهي اصلا مدعومة من المخابرات الامريكية السي آي ا .فهل تفاجئنا من هذا الخبر ام كان خبرمتوقع . ربما كان للبعض وليس للجميع.

إن اسرائيل لن تتوقف عن تدخلاتها في اية بقعة في الوطن العربي مادام هناك حكومات عربية مافيوية واحزاب عربية فاسدة مساندة لهذه الحكومات تريد قمع الشعب من اجل البقاء في السلطة حتى الموت وبما انها تسمح لقوات الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين العزل فلن يمنعها ضميرها من استخدام قناصين من موساد اسرائيل لقتل ابناء شعبها.

مع تسارع التطورالحضاري للمجتمعات وتطورالانسان باستخدامه للتكنلوجيا المتقدمة واتساع ابعاد وعيه كل ذلك كان له اثر كبير في تطويرالاليات والاستراتيجيات التي يستخدمها في تحقيق اهدافه وخاصة فيما يخص رفع مستواه الاقتصادي .ولايمكن تجاهل العامل الاقتصادي وازماته في تحريك مجريات التاريخ من قبل بعض الدول وطبعا الى جانب الاهداف الدينية للبعض الاخر. فالاستعمار لم ينقرض لكنه اخذ شكل اخر جديد يتلائم مع تغيرات العصر يختبأ تحت شعارات انسانية وليست عداونية مثل اطاحة ديكتاتوراو بناء اسس الديمقراطية وماشابه من اجل خداع الشعوب . عموما امور كثيرة في الحياة ماهي الا حلقة تبدا من نقطة البداية وتلتقي بنقطة النهاية . وبالتالي فلابد من مراجعة الازمة المتردية في المنطقة العربية واسبابها فلانقول انها تحتمل شماعة المؤامرة واسرائيل لان عوامل عديدة مثل الامية والطائفية والفقر والبطالة والقمع السياسي وحرية الراي والاضطهاد الذي يعاني منه الفرد في المنطقة العربية كل ذلك يقع تحت شماعة الانظمة العربية الديكتاتورية ولازاحتها جميعا يتطلب ارادة شعبية صلبة وشعب لايابه للرصاص وسجون التعذيب ولدينا في شعب تونس عبرة . وتحية للاعلام الحر وتقنية الانترنيت التي ساهمت في نشركل الحقائق التي تحاول الحكومات اخفائها وتحية للاعلام الحر الذي دعم الثورة واثبت انه يصنع الثورة.

مكارم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله