الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جواهر المعري

جريس سالم بقاعين

2011 / 1 / 19
الادب والفن


من جواهر المعري:

- قوله في النزاع بين أتباع الأديان:

في اللاذقية فتنةٌ ما بين أحمد و المسيح
قس يعالج دلبه و الشيخ من حنق يصيح
كلٌ يعزز دينه يا ليت شعري ما الصحيح

- و قوله بكونه رهن المحبسين:

أراني في الثلاثةِ من سجوني فلا تسأل عن الأمر النَّبيث
لفقديَ ناظري و لزومِ بيتي و كون النفسِ في الجسمِ الخبيث

- قوله في العزلة و التوحد و في رفض خصال العلماء من حب الملوك و الأمراء و التزلف لهم:

توحد فإن الله ربك واحدٌ و لا ترغَبَن في عشرة الرؤساء

- قول المعري في الرد على أصحاب الديانات فيما يثبتون من تنزيه الله عن المكان و الزمان :

قُلتم لنا خالقٌ قديمٌ قلنا صدقتم كذا نقولُ
زعمتموه بلا مكان ولا زمان ألا فقولوا
هذا كلام له خبيءٌ معناه ليست لنا عقولُ

- المعري يذمُ الحياة الدينية:

رويدك قد غررت و أنت غرٌّ بصاحب حيلة يعظُ النساء
يُحرم فيكمُ الصهباء صُبحاً و يشربها على عَمْدٍ مساءَ
يقول لكم غدوتُ بلا كساءٍ وفي لذَّاتِها رهنَ الكِساءَ
إذا فعل الفتى ما عنه ينهى فمن جهتينِ لا جهةٍ أساءَ
- و يذمُّ الحياة الخلقية:
و ما أدَّبَ الأقوامَ في كل بلدة إلى المَيْن إلا معشر أدباء
أمماً شعرتُ بأنها لا تقتني خيراً و أنّ شرارها شُعراؤها

- و يذمُّ أهل عصره عامة:

وجوهكم كلفٌ و أفواهكم عِداً و أكبادكم سود و أعينكم زرق

- المعري يعتزل الناس و يأمر بإعتزالهم:

فإنفرد ما إستطعت فالقائل الصادق يُضحي ثِقلاً على الجلساء:

- قول المعري في العقل و نفيه الإمامة عن كل شيء إلا العقل:

يرتجي الناسُ أن يقوم إمامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرساءِ
كذبَ الظنّ لا إمام سوى العقل مشيراً في صبحهِ و المساءِ
فإذا ما أطعتَه جلب الرحمة عند المسير و الإرساء
سأتبع من يدعو إلى الخيرِ جاهداً و أرحلُ عنها ما إمامي سوى عقلي

- و قوله في ذم أهل الدين:

تستَّروا في أمور في ديانتِهم و إنما دينهُم دينُ الزناديق
تُكذّبُ العقلَ في تصديقِ كاذبهم و العقل أولى بإكرامٍ و تصديق

- و قوله أن للشك حقّه في الدخول على ما أثبته العقل:

و يعتري النفسَ إنكارٌ و معرفةٌ و كل معنىً له نفيٌ و إيجابُ

- و من رفضه وشكه في الأخبار و الكتب الدينية و ما روت و من القدماء و الماضي إذا بعُد العهد به:

دينٌ وكفرٌ و أنباءٌ تُقصُّ و قرآن يُنصُّ و توراةٌ و إنجيلُ
قي كل جيلٍ أباطيلٌ مُلفقةٌ فهل تفرّد يوماً بالهدى جيلُ
سيسأل قومٌ ما الحجيجُ و مكةٌ كما قال قومٌ ما جديسٌ و ما طََسْم
و أحاديثُ خبّريها رواة و إفترتها للمكسب القدماءُ
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتُكم مكرٌ من القدماء
أرادوا بها جمع الحُطامِ فأدركوا و بادوا فماتت سنة اللؤماء
قال قومٌ و لا أدين بما قالوه إن إبن آدم كابنِ عِرسِ
جَهل الناسُ ما أبوه على الدهر و لكنه مسمًّى بِحَرسِ
في حديثٍ رَوَاهُ قومٌ لقوم رهنَ طِرس مُستنسخ بعدَ طِرس

- و قوله بأخذه بالتَّقية و مُداراة الناس لأنّ في نفسه سرّاً لن يُظهرَ الناس عليه:

لا تُخبرنَّ بكُنهِ دينكَ معشراً شُطراً و إن تفعل فأنت مُغرّرُ
و أصمت فإن الصمتَ يكفي أهلهُ و النطقُ يُظهِرُ كامناً و يُقرِّرُ
فأصمت فإن كلام المرء يُهلكهُ و إن نطقتَ فإفصاحٌ و إيجازُ
و ليس على الحقيقة كلُّ قولي و لكن فيه أصنافُ المجازِِ
لا تُقيّد عليّ لفظي فإني مثل غيري تكلُّمي با المجازِ
أهوى الحياةََ و حسبي من معايبها أني أعيش بتمويه و تدليسِ
فاكتم حديثكَ لا يشعر به أحدٌ من رهط جبريل أو من رهطِ إبليسِ

- و قوله في الزمان:

نزولُ كما زال آباؤنا و يبقى الزمانُ على ما ترى
نهارٌ يمرُّ و ليلٌ يكرّ و نجمٌ يغورُ و نجمٌ يرى

- و قوله في المكان:

أما المكانُ فثابتٌ لا ينطوي لكن زمانُك ذاهبٌ لا يثبتُ
مكانٌ و دهرٌ أحرزا كلَّ مُدركٍ و ما لهما لون يُحس و لا حجمُ

- قوله في تعظيم الكواكب و إجلالها:
-
و لهن بالتعظيم في خَلدي أولى و أجدر من بني فِهر.................. بني فهر لفظ عام يشمل بيت الخلافة و النبوة
الشهبُ عظمّها المليكُ و نصّها للعالمين فواجبٌ إعظامها

- و قوله في الجَبْر:
-
المرءُ يَقدمُ دُنياهُ على خطرٍ بالكرهِ منه و ينآها على سَخَطِ
ما بإختياريَ ميلادي و لا هرمي و لا حياتي فهل لي بعدُ تخييرُ
إن كان من فَعَل الكبائر مجبراً فعقابهُ ظلمٌ على ما يفعلُ
والله إذا خلق المعادن عالم ان الحِدادَ البيضَ منها تُجعلُ
لا تمدحنَّ ولا تذمنَّ امرأ فينا فغير مُقصّر كمُقصرّ
و في الأصل غدرٌ و الفروع توابعٌ و كيف وفاءُ النجل و الأب غادرٌ
إذا إعتلَّّت الأفعال جاءت عليلة كحالاتِها أسماؤها و المصادرُ
فقل للغراب الجون ان كان سامعاً أأنت على تغيير لَونِكَ قادرُ

- و قوله في التناسخ:
-
يقولونَ إنّ الجسمَ يُنقلُ روحُهُ إلى غيره حتى يهذِّبه النقلُ

فلا تقبلَن ما يُخبِرونكَ إذالم يؤيِّد ما أتوك به العقلُ

- و قوله في الجن و الملائكة:
قد عشتُ عمراً طويلاً ما علمتُ به حِسّاً يحس لجنيِّ و لا مَلَكِ
- قوله في النبوات:

ان الشرائع القت بيننا إحناً و أورثتنا أفانينَ العداوات
و هل أبيحت نساءُ الروم عن عرض للعُرب إلا يأحكام النبواتِ
هَفت الحنيفةُ و النصارى ما اهتدت و يهودُ حارت و المجوسُ مضلله
إثنان أهل الأرضِ ذو عقل بلا دينٍ و آخر ديّن لا عقل له
و لا تحسب مقال الرُّسل حقاً و لكن قول زور سطَّروه
و كان الناسُ في عيش رغيد فجاءوا بالمحال فكدّروه
أتى عيسى فأبطلَ دين موسى و جاء محمد بصلاة خمس
و قيل يجيءُ دينٌ بعد هذا فأودى الناسُ بين غدٍ و أمس
إذا قلتُ المحالَ رفعتُ صوتي و إن قلتُ اليقينَ أطلتُ همسي
إذا رجع الحصيفُ إلى حمَاهُ تهاونَ بالشرائعِ و إزدراها
تلوْا باطلاً و جَلَوا صارماً و قالوا صَدَقنَا ، فقلنا نعم
و لستُ أقولُ إن الشُّهْبَ يوماً لبَعث محمدٍ جُعلت رجوما
و محمد و هو المنبأ يشتكي لِمكان أكْلته انقطاع الأبهر
و إذا ما سألتَ أصحاب دينٍ غيَّروا بالقياس ما رتبوه
لا يدينون بالعقول و لكن بأباطيل زُخرفٍ كذّبوه
بَنَت النصارى للمسيحَ كنائساً كادت تعيبُ الفعلَ من مسابها
و متى ذكرتُ محمداً و كتابَهُ جاءت يهودُ بجحْدِها و كتابِهَه
غدا أهلُ الشرائع في إختلافٍ تُقضُّ به المضاجع و المهودُ
فقد كذبت على عيسى النّصارى كما كذبتْ على موسى اليهودُ


- قوله في انكار ما في القرآن من تقسيم فرائض الميراث:

حيرانُ أنت فأيًَ الناس تتبعُ تجري الحظوظ و كلُّ جاهل طبعُ
و الأم بالسدس عادتْ و هي أرأفُ من بنت لها النصفُ أو عِرس لها الرُّبعُ

- قوله في قدم النوع الإنساني: و الشك في أب الإنسان:
جائزٌ أن يكونَ آدمُ هذا قبْله آدمٌ على إثر آدمْ
و ما آدم في مذهب العقل واحد و لكنه عند القياس أوادم
- و قوله في عدم إيمانه بالبعث:

أنهيت عن قتل النفوس تعمداً وبعثت أنت لقتلها ملكين؟
و زعمت أن لها معاداً ثانياً ما كان أغناها عن الحالين؟

- قد تمنى أبو العلاء لو أن الإنسان لم يوجدْ لأنه شرير مُفسدٌ في الأرض فقال:

يا ليتَ آدمَ كان طلَّقَ أمَّهم أو كان حرَّمها عليهِ ظِهارُ
ولدتهُمُ في غير طُهر عاركا فلذاكَ تُفقَد فيهمُ الأطهارُ

- كره أبو العلاء الوجود، و آثر العدم ، و تمنّى للوليد ألايولد ، و للحيّ أن يفنَى فقال:

فليت وليداً مات ساعةَ وضْعه و لم يرتضعْ من امهِ النُّفسَاء
على الوُلدِ يجني والدٌ ولو أنهم ولاةٌ على أمصارهمْ خُطباء
و زادك بُعداً من نبيك و زادهَهمْ عليك حُقوداً أنهم نُجبَاء
يرون أباً القاهُمُ في مؤرّب من العَقدِ ضلّت حلّه الأرباءُ

- عندما مات المعري أوصى بكتابة ما يلي على قبره:
- "هذا جناه أبي عليّ و ما جنيت على أحد"
معناه- أنه بالموت قد فارق هذه الحياة التي لقي فيها الأحزان و المصائب ، و لولا أن أباه ما قذفه الى هذه الدنيا لما أحسّ الآم الحياة ، على أنه لم يشأ أن يشاطر أباه هذه الجناية ، فقضى حياته عَزباً من غير نسل ولا زواج

- و كان ضد الزواج و أُعجب بحياة الرهبان فقال:

فإن أنت لم تملكْ و شيكَ فِراقها فعفَّ و لا تنكح عواناً ولا بكر
و سيان من أمة حرّةٌ حَصَانٌ و من أمة زانية
و يعجبني عيشُ الذين ترهبَّوا سوى أكلِهم كدَّ النفوسِ الشحائح

- و قوله بعدم تكريم الجسم بعد موته، و إنكاره على المسيحيين بوضع موتاهم في التوابيت، و إستحسانه لحرق الهنود موتاهم:

نكرّم أوصال الفتى بعد َموتهِ و هنَّ إذا طال الزمانُ هباءُ
قد يسَّروا لدفينٍ حان مصرعُهُ بيتاً من الخُشْب ام يُرفع ولا رَحُباً
يا هؤلاء إتركوه و الثَّرى فلَهُ أنسٌ به و هو أولى صاحب صحباً
فأعجبْ لتحريق أهل الهند ميتهمْ و ذاك أروحُ من طول التباريحِ
إن حرَّقوه فما يَخشونَ من ضبع تسري إليه ولا خفى ولا تطريحِ
والنارُ أطيبُ من كافور متينا غبّاً و أذهب للنكراء و الرحِ


... فإنا لّله و إنا اليه راجعون، و له الحمد ممزوجاً به الدمع ، مستكّاً اه من الوجد السمعُ، و صلى الله على محمد و عثرته صلاة يثقلُ بها لساني حزناً ، و ترجح في المحشر قدراً:
هذه الرساة عند تحليلها نفسياً ليس إلا نسيجاً من تلك الزفرات الحارة التي كان يُصعِّدها أبو العلاء المعري عند وصوله المعرّة فافتقد من كان يرجم لقاءه "أمه" ... نعم هي نسيج من تلك الزفرات ، يشوبها يأس قد أسخط أبا العلاء على كل شيء بعد موت أمه ، حتى لم يرضَ أن يُسديَ الحمد الى ربه إلا ممزوجاً بالعبرات المسفوحة من جفونه المقروحة ، ولم يقنعه ذلك حتى جعل هذا الحمد ثقيلاً على مسمعه،
ثم لم يشأ أن يصلي على النبي حتى جعل الصلاة عليه عبئاً يثقل به لسانه و إن جادَ به قلبه

أبو الفتح الحسن بن عبدالله بن ابي حُصينة يرثي المعري:
ما كنتُ أعلمُ و هو يودعُ في الثرى أنَّ الثرى فيه الكواكب تودعُ
العلمُ بعد إبي العلاء مُضيّعُ و الارضُ خاليةٌ الجوانب بلقعُ
جبلٌ ظننت و قد تزعزعَ ركنه أنّ الجبالَ الراسيات تزعزعُ
و عَجِبتُ ان تسع المعرَّة قبرَه و يضيقَ بطن الأرض عنه الأوسعُ
ما ضيّعَ الباكي عليك دموعَه إنّ الدموعَ على سواكَ تضيَّعُ
قصدتْك طلاب العلوم ولا أرى للعلم باباً بعد بابك يُقرعُ
تنصرمُ الدنيا و تأتي بعده أممٌ و أنت بمثله لا تسمعُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ساحر بدون مكنسة
رجا جميل حداد ( 2011 / 1 / 21 - 13:32 )
الاستاذ جريس .
هناك نافذة تحتاج الى من يقفلها:

لماذا هبط المعري من عليائه الى مستوى البشر؟
لماذا اصبح ساحر بدون مكنسة؟
هل لعلمه ان نوبة سوء الحظ يكون السبب فيها وجود شخص معين؟ام لعلمه انه
لا فائدة من الثورة ضد القدر؟
انها جريمة خطيرة تحتاج الى من يحل رموزها.

اتمنى لك حظا سعيدا.



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب