الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة التونسية ومخاض المستقبل وما بعد التغير

ستار عباس

2011 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لم تذهب سدى دماء الشعب التونسي الذي قرر ان يكون حرا, فقد سطر هذا الشعب العظيم اروع الصور وملامح البطولة عندما تمرد بحق على الظلم الجاثنم على صدرة منذ ثلاثة وعشرون عام ونبذه الى الخارج بدون رجعه,فقد تفجر الشارع التونسي بكل اطيافه على هذا الظلم منذ أنطلاقة الشرارة الاولى من الاجساد الشريفة التي اضرمت النار في جسدها الطاهر لتقول للاحرار العالم نحن نتحدى الظلم والطغيان بأعز مانملك,نعم ايه البطل محمد البوعزيز انك والله أذكيت نار الثورة في نفوس العاطلين والمعطلين قسرا والمبعدين عن الاوطان عمدا ووقدتها شراره و أحتجاجا على الظلم في سيدي بو زيد وبارك بها الله لتمتد الى كل المدن التونسية وخرجة عن أطارها الجغرافي لتعبر الحدود و وتتحول ثورة على الذات العربية المنكسرة واليائسة لتبث فيها الامل بغداُ موعود وأخوانك الذين سقطو برصاص السلطة الحاكمة في المدن الاخرى مشرعين صدورهم غير أبهين برصاص البوليس الرئاسي مسترخصين ارواحهم من أجل الوطن كانو الدافع القوي والمغذي والمعين لرروح الثورة,فقد اعلنت الثورة لتوقض ظمائر كل الشرفاء في العالم وتعطيهم درسا بالغ الاهمية درسا يختلف عن كل الدروس الاخرى وطنياً بامتياز وبدون تدخل الاجنبي أثبت بأن الشعب هو صاحب القرار ولاشئ يقف امامه اذا ما اراد التغير,الثورة تعتبر أنعطافة كبيرة في الحداثة العربية ومفخرة وصعقه كهربائية لشعوب العربية والعالمية القابعه تحت نير الاستبداد والظلم,والانعطافة الاكبر في التاريخ الحديث,فمنذ الشرارة الاولى كتبت مقالة بعنوان سيدي بو زيد مصباح في نفق مظلم, واليوم اضاء هذا المصباح وبدد الضلام وعبد الطريق امام الثوار,واليئكل الثوارمن ثمار الثورة ويذكرودماء الشهداءوصفعات البوليس وضربهم لمتظاهرين والارامل والايتام والمحرومين ويترجمو شعاراتها الى واقع والتاكيد على رمي الغسيل البائد لكي لا تتسخ الثورة وتطهير الثورة من براثين النظام السابق التي مازالت تتشبث في الحكم وتلعب دور الحرباء راغبه بأجهاضها او تفريغها من محتواها الشعبي والوطني وتكيل الامور بمكيالين فهيه بالظاهر مع التغير وتأمن الاتصال مع رئس الافعى القابع بالسعودية,الثورة التي جسدت معنى الحرية لم تمنح لتونس ولكن ابنائها وبناتها انتزعوها بدمائهم ,حافظو على ثورتكم ولاتتركوها لمتربصين بها,ولتتفق كل القوى الوطنية على خارطة طريق يخدم تونس ويمتص تداعيات الاحداث,ويستفاد من الاحداث التي شهدتها البلدان التي تشهد تغير جذري وما يحدث من السلب والنهب والتخريب الاسحابة صيف تحدث في كل البلدان حتى المتقدمه والمستقرة ديمقراطياً ولاتحسب على الثورة,ومعرفت مديات النفاق السياسي الذي تمارسه الدول الاوربيه وامريكا التي لازمت الصمت في بدايات الشورة وعندما قرئت الثورة بدأت تعلن تأيدها لحقوق الانسان ,كله يتطلع اليكم وينظر لكم بكبرياء وأحترام, لقد عدتم لنا فرحة ثورة الشعب السوداني على الدكتاتور النميري وكيف تلاحم الجيش مع الشعب واصبح القائد سوار الذهب رمزلبطوله والوفاء يوم اوفى بعهده وسلم السلطة ,الثورة اوئدت والفرحة تبددت وخيم هاجس الخوف على الشعوب العربية واسترخت الجثث السياسية التقلدية عشرات السنين على كراس السلطة حتى أمتلئة الاوطان من نتنة الجلوس الطويل على الكرسي المغتصب وشرعت قوانين الغاب بأن يبقى الحكام في الملعب السياسي المغتصب مدى الحياة فلامنازع لهم الا الموت ليسلموها الى اولادهم بالتوريث,وبقى الشعب يعيش على اطلال الماضي يستذكر ثورات الابطال ويقول مع نفسه هاكذا كانو اجدادي,ولكنكم ايه الابطال ابناء تونس الحرة قلبتم المعادلة وغيرتم حسابات الطغاة وافزعتم مضاجعهم وارقتموهم بثورتكم على الطاغوت وجعلتموه يلوذ بالفرار غير مرحب به من اصدقاء الامس وضاقت به وبزوجتة العقربة رحاب الارض وهاذا هو مصير الظالمين غيرتم حسابات المخابرات العالمية التي كانت تقول بان حلفائهم مصيطرين ولا خوف عليهم من الشعب,احذرمن ان ياتيكم اناس بلباس الدين والوطنية والديمقراطية ومن اصحاب الشعارات البراقة والوعود الكاذبه فلترو قادتكم وبعدو الجيش والشرطة عن السياسة وحافظو على ابنائكم الشرفاء فقد جسدت دمع الجندي عبر الفضائيات مدى التلاحم بين الشعب والجيش,ثورتكم اثلجت قلوب الشعب العربي وبثت فيه روح التحدي واسترخاص الارواح من أجل الحرية, واغاظة قلوب الحكام الذين يرغبون بتشويه صورتها كي لاتعبر الحدود ,رحم الله شهداء الثورة التونسية واشفى الجرحى وعاش الشرفاء والوطنيون. ورحم الله الشاعر ابو القاسم الشابي الذي قال أذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابات إسرائيلية تقتحم مدينة غزة وإسرائيل تأمر السكان بإخلاء


.. حزب الله يشن هجوما بالمسيرات على موقع إسرائيلي في جبل الشيخ




.. كأس أمم أوروبا 2024: إسبانيا الموهوبة تواجه الصلابة الدفاعية


.. هجوم روسي بالصواريخ على مدن أوكرانية يخلف عددا من القتلى




.. #روسيا تحبط محاولة اختطاف -قاذفة استراتيجية-.. وتحدد الفاعل