الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يريد إجهاض ثورة تونس ؟

الطيب آيت حمودة

2011 / 1 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تونس التي ألهبت النفوس بانتفاضتها الشعبيية ، وأصبحت على كل لسان من المحيط إلى الخليج ، بل وأصبح بو عزيزها رمزا من رموز الثورة ضد جبروت الأنظمة الحاكمة ، هذا الشعب الذي تمخض فولد ثورة ( الياسمين ) التي وإن لم يكتمل نجاحها ، لكنها في طريق التتويج الكلي إن وصلت ضغطها السياسي السلمي .، فهي حققت في بضع أسابيع معجزة إسقاط نظام لم يتصور أحد سقوطه بهذه السرعة المتناهية التي قد يكون للقدر فيها ضلع محمود .
***ثورة لم تكتمل بعد ...... .
إن استمرار الإحتجاج ، وزيادة الضغط الشعبي خاصة بعد عودة المعارضيين للبلاد ، مرده شعور بسرقة ثورة ؟ ، فالثورة التي كان مطلبها الأساس هو قطيعة مع نظام الرئيس بن علي لم تتحقق بعد ، فالمناصب السيادية في الحكومة الإنتقالية كلها في يد وزراء من عهد بن علي [*] ، وهو ما يدعوا إلى الغرابة كيف يتسيدُ ويستبد أفرادٌ بمناصب هامة في الحكومة الإنتقالية ،والثورة قامت ضدهم بسبب فسادهم أو فساد رؤسائهم ، وهو ما يعني أن طبوخات طبخت على عجل بين رئيس الحكومة ور ئيس البرلمان ، وهوما يوضحه تتويج محمد الغنوشي لنفسه كرئيس بالنيابة ، على شاكلة نابليون بونابرت ، ثم تراجع لانفضاح أمره ، لوجود عائق قانوني متمثل في الماداة 57 من الدستور ، ولا شك أن الكولسة وتبادل المنافع لعبت دورها وفعلت فعلها بين محمد الغنوشي وفؤاد المبزع ، والفريق الحكومي القديم ، بركوب صهوة الثورة لقطف ثمارها ، وبزيادة الضغط الشعبي اضطر هؤلاء إعلان انسحابهم من الحزب الدستوري الحاكم ، وفصلوا بين الدولة والسياسة ، كما فسخوا عضوية سيدهم الهارب بن علي . ، ولسان حالهم يقول حيثما دارت المصلحة فنحن معها .
***طبخة تونسية بثلاث أكلات .
*المشهد السياسي في تونس بعد هدير الثورة ينبيء بأن طبخات أعدت لامتصاص الأزمة و الثورة ، بجعلها ذات مطالب اجتماعية لا غير ، و علاج الإشكال في حاجة إلى إصلاح أكثر منه إلى تغيير جذري في أنظمة البلاد ، وهو ما يسعى إلى تحقيقة شخصيات العهد البائد الذين سيطروا على الموقف ، فهم تلوّنوا بلون الثورة وتبنوها ، ودخلوا بقوة في تشكيلتها ، وهو أمر تنبه إليه الشعب الذي استمر في التظاهر والإحتجاج مطالبا بتنحي هؤلاء من الحكومة الإنتقالية ، وقد تتضح معالم المشهد بعد نتائج الاجتماع الطاريء للمعارضة بعد انسحاب أ ربعة من وزرائها .
* الثورات الناجحة هي تلك الثورات التي تسقط كل رموز النظام السابق ، وتدخل الحلبة بتصورات جديدة مستلهمة من الإرادة الشعبية عبر مجلس تأسيسي تشارك فيه جميع الفعاليات السياسية والفكرية والإجتماعية ، تضمن وصول الثورة إلى بر الأمان ،عبر ميكانيزمات محكمة لصالحها لا لغيرها وهذا يتطلب مسح كل الهياكل والأجهزة السابقة بهيئاتها الفاعلة بما فيها البرلمان .
* الطبخة الأخيرة الأخطر ، تتمثل في دفع الشعب إلى الهدم الذاتي والإنتحار ، عبر أخطار ، منها خطر الحرس الجمهوري الذي تحول إلى مليشيات تجوب الشوارع بسيارات مزورة الهوية لا قتناص المواطنين ، وتخريب المنشآت ،همهم هو إجهاض الثورة وإدخالها في دوامة الاقتتال على شاكلة ما وقع ويقع في العراق ، وهي حتميية بعيدة المنال لوجود كفاءات فكرية وطنية قادرة على إرباك الفاعلين ورأب الصدع قبل استفحاله .
*** ثلاث طبخات منها ما أُعد ، ومنها ما هو في طريق الإعداد ، وهي ضريبة جزافية قدر على الشعب التونسي أن يتذوقها بالقلة أو الكثرة ، والسرعة في حسم الموقف سبيل للنجاح ، لأن التماطل والتريث في قطف ثمار الثورة لصالح الثوار الفعليين لا المنفعلين ، يستدعي نفسا ثوريا أطول ، وشجاعة أكبر ، حتى لا تجهض الثورة بسبب المتربصين بها في الداخل والخارج ، والذي بدا واضحا جليا من حكومة اليمين الفرنسي على لسان وزيرة خارجيتها ( ميشيل إليو- ماري ) القائلة بأنها مع نظام بن علي ،والتي لم تتوقع اندلاع الثورة وسقوط النظام التونسي بهذه السرعة ! ونفسها فعل الجار القذافي بنصائحه البلهاء للثوار التونسيين ؟ ، كما أن أكبر الخطر يأتي من مقررات شرم الشيخ العربي الاقتصادي ؟! .
** مؤتمر حكام العرب في شرم الشيخ ، ظاهره اقتصاد ، وخفية سياسة .
يبدوا أن إحساس الأنظمة بمخاطر ما يجري في تونس ، يستدعي وحدة عمل ، وتكاثف الجهد لاستبعاد إمكانية تكرار ما وقع ، خاصة وأن بوادر انتقال العدوى بدأت ترتسم ، في ازدياد عدد المنتحرين حرقا على الطريقة البوعزيزية في الجزائر ومصر واليمن ، والمسيرات الإحتجاجية التي زاد الطلب عليها في غالب الأقطار أسوة بما يجري في تونس ، فحتى دولة الكويت سارعت إلى منح هبة سخية لشراء ذمم مواطنيها ، خوفا من تكرار الفاجعة ، أوحدوث ما يحدث حاليا في حراك شعبي في جنوب اليمن ، فالخطر الداهم آت لا محالة ، لذا على الدول المهددة ، والتي تتشابه مع نظام بن علي ، أن تغير من سياستها تجاه شعوبها ، حتى تضمن لنفسها البقاء ، ولا شك أنهم سيرسمون خريطة طريق تضمن لهم الإستمرار في عروشهم ، بكل الوسائل والسبل ، ولو بما هو غير اقتصادي وإنساني وأخلاقي ؟ واتفق العرب أخيرا بضخ ملياري دولار في صندوق للتنمية للتخفيف من وطأ البطالة وارتفاع الأسعار ، ولا أستبعد أن تكون لقاءات هامشية بين القادة العرب قد تمت( وهي أصل اللقاء) ، همها التنسيق على كيفيات خنق الإنتفاضات والثورات ، أو حتى التفكير في إرجاع بن علي لسدة الحكم في تونس ؟ وأكبر المخاطر يأتيها من جارتها الشرقية ،لأن نجاحها يعني المزيد من الأخطار ضد أنظمتهم الأستبدادية الفاسدة .
***وكم تمنيت أن تعقد الشعوب ( العربية ) مؤتمرا بديلا لها في (طرابلس ليبيا ؟) لتقييم ثورة تونس ، وإمكانية تعميمها على باقي البلدان لكنس أنظمة الفساد فيها ، والتي تنخر مقدرات شعوبها عبر شبكة من المتحايلين والمرتشين من أصحاب العمولات ، والذين أدخلوا بلداننا في سجل جينيس للأرقام القياسية في مجال الإختلاس والفساد ، وفي كل يوم يظهرُ موقع وكيليكس حجم التردي الذي طال آل الحكام ، هذا التردي الذي أخّر بلداننا ، وأدخلها غرف الإنعاش والموت البطيء .
-=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-
[*] 14 وزيرا من الحكم البائد (من أصل 23 وزيرا ) ، ومن حزب R.C.D يتربعون على وزارات السيادة في تونس بعد ثورة جماهيرها ؟؟؟. فهم يشكلون الأغلبية المطلقة في هذه الحكومة ولو هي انتقالية ، أي ثورة هذه ؟ التي تحتفظ بزبا نية بن علي الذين أفنوا الشعب و قهروه وأذلوه في السر والعلن .ووزارات السيادة بين أيدي خمسة منهم و بعد الثورة ؟ :
1) محمد الغنوشي ، رئيس ا لحكومة .2) رضا قريرة ، وزير الدفاع .3) كمال مرجان ، وزير الخارجية .4) أحمد فريعة ، وزير الداخلية .5) محمد رضا سلغوم وزير المالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استئصال رموز الاستبداد هي الحل.
ila adawn ( 2011 / 1 / 20 - 10:39 )
لا يمكن للمجهود النضالي للجماهير التونسية ان يؤتي اكله الا بالقطيعة التامة مع العهد البائد ورموزه الاستبدادية . ما يقع حاليا في تونس مؤامرة ضد الشعب والتفاف على الثورة الشعبية من اجل تحريف مسارها واستغلالها بشكل يخدم اعمدة الاستبداد القديمة والتي تحاول تجديد هندامها كي تنال بعض القبول من طرف الشعب ودلك عبر تقديمها لاستقالاتها من حزب بن علي الدي كان مستحودا على السلطة في تونس. وعلى ما يبدو فان الشعب التونسي متيقظ وعازم على الاطاحة بكل رموز وفلول النظام المتهاوي وواع بان تغيير الهندام الحزبي او خلعه بالمرة من طرف بعض المنتمين لحزب بن علي حيلة لن تنطوي على احد لانها لا تفعل اكثر من استبلاد دكاء الشعب من خلال تغيير الشكل والمظهر مع الابقاء على الجوهر الاستبدادي قائما وفاعلا

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟