الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع عربي رديء

رامي الغف

2011 / 1 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن دفع منطقة الشرق في آتون الفوضى والتخريب والإرباك لم يكن من قبيل الصدفة، بل كان سيناريو مبرمج "إمبريالي عالمي" صهر هذه القوى لإعادة تشكيلها من جديد وبرؤية تتفق من مصالح ونهج القائمين عليها.
وطالما أن منطقة الشرق الأوسط تشكل موقعا إستراتيجيا مهما ليس على المستوى الجغرافي وحسب، بل على المستوى الاقتصادي والتكنولوجي ايضا، فهدف القوى الإمبريالية العالمية هو اخضاع المنطقة العربية بحكامها وشعوبها وذلك من خلال إعادة تشكيلها من جديد بما يضمن هدوءها وتسهيلها لمختلف المهمات الغربية بما فيها القواعد العسكرية "عنوة" في الشرق الأوسط وكذلك تغذية هذه المهمات بالمال والعتاد والرجال.
لذلك اصبح العالم العربي يعيش الآن في فوضى عارمة وعدم إستقرار ويعتمد إعتمادا كليا على "الامريكان ومن في ركبهم" من الدول الغربية في تسيير اموره، الأمر الذي يجعله يترك مقود قيادتة "شاء أم ابى" لمن يحفظ سلامة أنظمتة ويحافظ على كينونتة، وهذا يقود بالطبع لنفس المفهوم الجديد.
فامتنا العربية تعيش أزمة الفرقة الشديدة بعد أن تقسمت "شيعا واحزابا ودويلات صغيرة" حسب الولاءات المصلحية فيما بينها والتي تخدم مصلحة حكامها، وكذلك ما تميلة عليهم السياسة الخارجية لولية نعمتهم وحامية بقائهم وحارسة قصورهم ومطلقة يد إسرائيل عليهم لتعيث في الأرض فسادا وقتلا وترويعا وتخريبا وتشريدا وتدميرا للبشر والشجر والحجر.
هذا هو الواقع العربي الرسمي الذي اخذ على عاتقة، واقسم اليمين على استمرار التفرقة والانقسام، وحول ملامح النصر العربية والمشكلة من وحدة الشعوب وقوة الإيمان وشجاعة وبسالة المقاتل العربي والثروة الطبيعية وسلاح النفط وكل القيم التي تفتقر إليها كل شعوب المعمورة، الى "حالة مهزومة" امام دولة تحمل ملامح الهزيمة في تركيبتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية والمعنوية والاخلاقية.
واقع عربي رديء لم يتفق حتى على يوم صيامة وافطارة ولم يحترم قراراته ولم يلتزم بتنفيذ ما يرفع من شأنه وكرامتة فيها.
فكم قمة عربية متتالية جرت هنا وهناك بعد إنقطاع ونتائجها إنقطاع تلو إنقطاع وعدم تنفيذ وإنكار, وجامعة عربية من كثرة قراراتها التي صدرت عنها أكلت بعضها البعض وأصبحت بانوراما سياسية لا تستطيع فك رموزها، لإنها لا تحمل رموزا لتحليلها ومعرفة قرارها النهائي في التيه الصحراوي العميق فتتحول إلى سراب.
ان ما يهمنا الأن نحن كشعوب عربية أصيلة في هذا العالم الجديد وفي عمليات التشكيلات والترتيبات القائمة التي يقودها "الغرب والامريكان" هو الحفاظ على ترس وجودنا في هذه الماكينة. وهذا لن يتحقق إلا من خلال إحترامنا أولا لذاتنا والحفاظ على وجودنا في سياق إستراتيجيات وطنية دقيقة يراعي فيها إحترام التعددية السياسية ووحدة القرار الوطني وعدم الإنجرار لمتطلبات فئوية او إقليمية لأن هذا الأمر سيضعنا تحت الوصايات كما كنا سابقا.
إن خطورة المرحلة ودقة متطلباتها تدعوننا للنهج بعقلانية والإسراع في إعادة ترتيب اوضاعنا الداخلية قبل فوات الأوان، حيث ان المرحلة القادمة ستكون من أخطر المراحل التي مر بها الوطن العربي، حيث ستكون مرحلة كسر عظام وفرض للأمر الواقع بالقوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراك داخل قاعة البرلمان الإيطالي


.. تصاعد حاد للقصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل




.. المستشفى العائم الإماراتي في العريش يستقبل مزيدا من الجرحى م


.. بعد رد حماس.. ما مصير الصفقة المقترحة لوقف الحرب على غزة؟




.. -عمرها 130 عامًا-.. احتفاء بمعمرة جزائرية كأكبر الحجاج سنا ف