الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية ... الدم والموت

حمزة الشمخي

2004 / 10 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يجري الحديث اليوم عن العراق الجديد والتحول الديمقراطي والتعددية السياسية وحقوق الانسان والمجتمع المدني وعملية البناء والعمران والاستثمار ومحاولة تطوير وتحديث الصناعة والزراعة والنهوض بالقطاع الصحي والتربوي وتحسين المستوى المعيشي للمواطن العراقي ....الخ .
وهذا ما نطمح اليه ونريده ونعمل من اجله لخير الوطن والمواطن .. ولكن لا يمكن تحقيق وانجاز أي شئ مما ذكرناه , بالوجود السري والعلني النشط للعصابات الاجرامية والمجاميع الارهابية وزمر السلب والنهب وقطاع الطرق والهيئات الداعية للقتل الجماعي وذبح البشر بعد خطفهم .
بحيث اصبح هؤلاء اليوم ينشطون ويرهبون الناس مستغلين الحالة الانتقالية للبلد والانفتاح النسبي ومحاولات التوجه نحو الديمقراطية وضعف الاجهزة الحكومية في ظل قوات الاحتلال الاجنبية وعدم تسليم كل الملف الامني للعراقيين. ونتيجة كل هذه الاسباب وغيرها اصبحوا هؤلاء يسيطرون على مدن بكاملها ويتحكمون بمصائر الناس وحياتهم ويقطعون الشوارع العامة ويقيمون الحواجز عليها , ويدخلون المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وحتى المنظمات الدولية الانسانية وفي وضح النهار في العاصمة العراقية بغداد وامام الجميع !! , ويعبثون ويسرقون وبالتالي يخطفون العاملين من العراقيين والعرب والاجانب , ويضربون بالصواريخ المنطقة الخضراء والتي تعتبر من المناطق الامنة وتضم اهم المؤسسات الحكومية الحساسة اضافة الى بعض السفارات ويصلون بسياراتهم المفخخة الى أي مكان يريدون , , ويتحكمون بالسيطرة على الحدود مع دول الجوار العراقي , ويتفاوضون مع الوسطاء العرب والاجانب حول المختطفين ومن جنسيات مختلفة !!, ويعقدون المؤتمرات الصحفية باسم ( مقاومتهم ) الداعية للقتل والخطف والسلب ومن خلالها يشتمون الجميع ويحرضون ضد الجهات الحكومية دون حدود ولا رادع يردعهم من كل ذلك , وحولوا حالة الانتعاش باتجاه التحول الديمقراطي والحريات العامة الى ( ديمقراطية ) الدم والموت !!! .
كل هذه الاعمال والاساليب الوحشية التي تتناقض وتتقاطع والتي لا يمكن ان تتعايش مع مصالح وطموحات وتوجهات وتطلعات شعب العراق الذي ينشد الاستقلال والسلام والامان والديمقراطية والرفاهية .
فاذن لا يمكن الحديث الان عن الديمقراطية وحقوق الانسان دون مكافحة وردع ومطاردة وسحق هؤلاء الاقزام الجبناء الذين لا يؤمنون الا بلغة الدم والموت ولم تدخل في قاموسهم بعد لغة الحوار والتفاهم والتسامح .
فلذا يجب ان تكون مهمة الجميع الاولى جهات حكومية واحزاب سياسية ومنظمات ديمقراطية وشعبية وشخصيات اجتماعية وثقافية ...وبالتعاون التام مع الاجهزة الامنية العراقية والجيش والشرطة وكل الجهات المعنية بالحفاظ على امن المواطنين , ملاحقة هؤلاء الى سراديبهم المظلمة واوكارهم السرية والقضاء عليهم .
لانه لايمكن الحديث عن طوي صفحة الماضي الدامية ونحن نشهد كل يوم ان ابناء شعبنا الاحبة يقتلون في الشوارع العامة وحتى في مساكنهم وهم في حالة من الرعب والخوف على حياتهم ومستقبل اطفالهم المجهول في ظل هذه الاوضاع الصعبة والاستثنائية التي يمر بها الوطن الحبيب .
فعلى الجميع مواجهة هؤلاء المجرمين والقتلة وبدون رحمة وهذا هو الطريق الوحيد للوصول الى شاطئ الاستقرار والامان والحياة الكريمة .
وهذه ليست دعوة للقتل بقدر ما هي الا دعوة للسلام والمحبة والطمأنينة, لان بدون التخلص من هؤلاء الاشرار لا يمكن التقدم خطوة واحدة باتجاه العراق المنشود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب