الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارفعوا أياديكم عن إتحادنا

جواد وادي

2011 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مرة أخرى يضطرنا الوافدون الجدد صبيان السياسة على الكراسي التي قد يجدونها اكبر من ضآلتهم أن نتناولهم بأقلام تقطر أسى وهم يتسيدون الوضع السياسي بعد زوال الطاغوت لنصب لعناتنا على ذلك اليوم الذي صيرهم بهذه الصفات التي لا يستحقونها كونهم من التخلف والجهل المطبق بأوليات ما يكون عليه المسؤول الوازن والراصد الحقيقي لحركة المجتمع والتاريخ لقراءة الإحداث والاستفادة من الدروس التي وقع فيها من سبقهم حتى حفروا قبورهم بأيديهم، لان التسلط والسياط الغليظة والشطط الذي يمارسونه مهما بلغت قسوته لن تكون شافعة لهم يوم تتحول ذات السياط إلى أجسادهم رغم إدعائهم أنهم نالوا منها الكثير تحت سلطة البعث المنهار، لكنني اشك في ذلك إما لكونهم مدّعون كانوا من اقرب كلاب الحراسة للنظام المنهار واليوم بعد التغيير يسعون للانتقام بطرق خبيثة، أم أن السلطة الجديدة قد أعمت قلوبهم قبل أبصارهم ونسوا أو تناسوا أيام الجحيم البعثي، وهنا تكمن المصيبة حتى عادوا الابن الشرعي لنظام الحزب الواحد والفكر الواحد والنظرة الواحدة وصولا لأحلام غبية لا تدور إلا في رؤوسهم الجوفاء ولا يشعرون بوطأتها إلا بعد أن تفلج الفأس رؤوسهم حتى يستيقظوا من غفلتهم لان سياط الكون كله مهما بلغت قسوتها لا يمكن إن تلغي الآخر بفكره وقناعاته وحقه في العيش كيفما يرى، وهذا تحذير لتلك المخلوقات أن تعود لرشدها وتعرف إنها تعيش على الأرض لا في مجاهل كونية أخرى وهناك من يفكر ويحلم بطرق تختلف عن تلك التي يسعون إلى فرضها بشتى بأشد السبل قمعا وإلغاء للآخرين.
يبدوا أن ملتحي مجلس محافظة بغداد ومتخلفيها لا يفقهون هذا الكلام وهم يتناطحون مع الهواء ظنا منهم بان مبدعي العراق بالإمكان ترويضهم وتحويلهم إلى أذناب طيعين ليقولوا لهم سمعا سادتي ها نحن قد أغلقنا نادي الاتحاد وتركنا تناول (المنكر) وإننا الآن رهن إشارتكم في كتابة الأدعية والأذكار وارتياد المساجد والحسينيات، لا راغبين بل مثلما تريدون انتم بلحاكم التي يعلم الله والراسخون في فسادكم كم من الموبقات والمعاصي والخطايا ترتكبون بإطالتها كل يوم وانتم تعرفون أن مداهماتكم للناس المسالمين من أدباء العراق وعقوله النيرة ما هي الا تصرفات مشبوهة تخفي وراءها وتحت طياتها نوايا ابعد من أنوفكم والتمادي في مصادرة الحريات مؤشر خطير لا ينبغي إن تستسهلوا ردود أفعاله ونحن نعرف من تكونون وكيف وصلتم إلى سدة المسؤولية ومن يحرككم وما هي نواياكم لأنكم مجرد بيادق لا تهش ولا تنش فقط ننبهكم لوجه الله أن تحذروا من افعالكم قبل أن تنقلب عليكم القفة وتخسروا كل شئ.
اتركوا أدباء العراق وشانهم لأنهم لا يحتكمون في مقر اتحاد الأدباء إلا على العطاء والقلوب المحبة للسلم وهم خزين العراق الحقيقي في ألقه الدائم لا كخزينكم من الحقد والضلال والتشدق الأجوف في الدين ووشم الجباه طمعا لرضا الرعاع عليكم والدين منكم براء، فانتم تجار مذهب ليس إلا، ومحاريبكم لا كمحاريب المبدعين في التناول والتحليل وهم يهنئون بلحظات مع الأحبة، بل هي مرتع للدجل والنفاق ناهيكم عن أكداس أسلحة الموت التي لا تفارقكم والتي تؤثث أمكنة تواجدكم.
ماذا فعل مبدعو العراق وهم يفاجئون بين الحين والآخر بطوابير مسلحيكم من العسكر وهم يداهمون مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق؟ منارة العطاء والصورة المشرقة للعراق الحقيقي، هل لأنهم لا يلتزمون بطاعتكم ولا يعترفون بولايتكم حيث تسعون إلى تحويل العراق لدولة طالبان وعلى مقاسكم وما ترون تمثلا بولاية الفقيه المتخلفة؟ وهل ان مصادرة الحريات هو الطريق لتأسيس دولة القانون التي تتشدقون بها؟
إن كانت دولة المؤسسات التي تسعون إليها بهذه المواصفات فتبا لها لأنها ببساطة امتداد لدولة طالبان وولاية الفقيه.
نحن نعلم أيها السادة أن القصد من هذه المداهمات لا كما هو معلن بل المسعى اكبر وابعد، إنها البداية لقضم الحريات الشخصية وصولا إلى تسليط السيف على رقاب من لا يعترف بوجودكم أصلا وبالتالي خلق حالة من إذلال الناس لا يختلف عما كان عليه العراق أيام الحكم الصدامي الفاشي وانتم تعرفون ما آل إليه مصير ذلك النظام المقبور.
لا نريد أن نستطرد كثيرا بعواقب هذه الأفعال الصبيانية لأنها طالت أم قصرت لن تثمر بشئ ولن تفيدكم إلا فضحا أكثر في اللصوصة والنهب وكشفا للمستور.
فبدل أن تتكثف جهودكم لوضع لمسات العمل الحقيقي لانجاز بنى تحتية لأحياء كارثية وقفنا على فواجعها في زيارتنا الأخيرة للعراق المنكوب بكم وبمن شاكلكم فلا ماء نقي ولا كهرباء ولا عمل للعاطلين ولا تعبيد للشوارع ولا استغلال القفار المحيطة بتلك الأحياء لإنشاء مساحات خضراء ولا مدارس تليق وثروة العراق المنهوبة وسواها من عشرات الاحتياجات التي تتخبط بها أحياء بغداد التي ساهمتم بتشويهها وهي من اختصاصكم، تديرون ظهوركم لكل هذه الكوارث وتتوجهون لمبدعي العراق بدعوى تناول الخمور. وسننشر دراسة عن تلك الزيارة وما شاهدنا من فواجع.
إن هكذا سلوكات ستكون فاجعة عليكم إن لم تثبوا لرشدكم رغم أن اليأس منكم بلغ مداه لان العراقي مهما كانت درجة وعيه سوف لن يعود إلى عهود الإذلال وفرض سلطة القمع بأهداف ظلامية أصبحتم انتم من فرسانها بامتياز.
إنها دعوة لكل شرفاء العراق من مبدعين ومثقفين وغيرهم للتحرك في إيقاف هذا المد المخيف لان الطوفان سيطال الجميع وسيتوجه البلد الى طريق مجهول حيث لا ينفع الندم بعد وقوع الكارثة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا