الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شراكة الاضعف

سعدون محسن ضمد

2011 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن فشل المجلس الأعلى في أن يكون الطرف الأقوى ـ أو حتى القوي ـ في تشكيل الحكومة وأنا أستغرب عدم تحوله إلى خيار المعارضة، وزاد استغرابي بعد قبوله الانضمام إلى حكومة يكون طرفها الأضعف!! لأن شراكة الأضعف شراكة غير حقيقية كما أن معارضة الحكومة من داخلها معارضة مطعون بمقاصدها.
ويُعد خيار المعارضة هو الأنسب للمجلس الأعلى لأنه كيان سياسي إسلامي شيعي، أي أنه ينافس الأحزاب المؤثرة بالحكومة على نفس قاعدة ناخبيها، وقبوله بحصة الضعيف في تشكيلتها سيمنعه من كسب جولة الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأن دعايته الانتخابية لن تكون مبنية على استثمار اخفاقاتها، بسبب شراكته بهذه الاخفاقات، ولا على استثمار نجاحاتها لأنه الأضعف دوراً بهذا الانجازات. وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
هذا من جهة ومن جهة أهم فأن خيار المعارضة سيكون مصيري بالنسبة للمجلس وبعض الكيانات الأخرى عندما نكون بمواجهة أي مساع تقوم بها الأطراف النافذة بالحكومة بغرض الاستئثار بمراكز القرار في الدولة، وهذا ما تحقق عندما نجحت هذه الأطراف باستصدار قرار المحكمة الاتحادية الأخير الذي خولها الإشراف على عمل الهيئات المستقلة وفي مقدمتها الهيئة العليا (المستقلة) للانتخابات. فبعد هذا القرار يكون البقاء في الحكومة وترك المعارضة بالنسبة لهذه الكيانات بمثابة الانتحار السياسي، لأنهم سيضطرون لإضفاء الشرعية على قرار إقصائهم من العملية السياسية، إذ لا يمكن لحظوظهم أن تكون جيدة في انتخابات تشرف عليها هيئة انتخابات تابعة للحكومة.
قرار المحكمة الأخير يشكل انعطافة سياسية خطيرة وليس أمام الكيانات السياسية المشابهة للمجلس الأعلى إلا اختيار احد خيارات ثلاثة في التعامل مع هذا القرار:
الخيار الأول: أن لا تعارض هذا القرار وتبقى في الحكومة على أمل أن يكون لها تأثير من خلالها على مفوضية الانتخابات. وهذا القرار غير حكيم لأن تأثيرهم سيكون ضعيفاً عليها على كل حال.
الخيار الثاني: هو البقاء في الحكومة ومعارضة هذا القرار من داخلها، وهذا الخيار سيدخلهم بدوامة محاصصة التأثير على المفوضية وفي نهاية المطاف سيضطرون للقبول بتأثير ضعيف عليها لا يمكنهم من منافسة الأقوياء.
الخيار الثالث: هو خيار الانسحاب من الحكومة ومعارضة هذا القرار، وهذا باعتقادي هو القرار الأنسب، لأنهم سيحققون مكسبين مهمين، مكسب الحيلولة دون إطلاق يد الأحزاب المنافسة لهم على المفوضيات المستقلة ومنها مفوضية الانتخابات. ومكسب استعادة ثقة جمهور الناخبين من خلال استثمار حملة لمعارضة مساع حكومية مشبوهة تهدف إلى التأثير على استقلال الهيئات المستقلة.
كانت حركة التغيير (كوران) قد التفتت بوقت مبكر إلى أن خيار المعارضة الضعيفة، أكثر حكمة بكثير من خيار الشراكة الضعيفة في الحكومة، وجائت نتائج انتخابات برلمان إقليم كوردستان لتؤكد دقة تشخيصها، ومع ذلك لم تنتبه الكيانات السياسية الأخرى لهذه التجربة وتتعظ منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سياسة
مازن البلداوي ( 2011 / 1 / 21 - 16:18 )
الأخ العزيز سعدون
احترم جدا اطروحاتك واقدرها،الا انه يخيّل الي احيانا انك بعيد عن ارض الواقع،واعود فأقول لا، هذا خلاف المنطق
كيف للتوافقية ان تنجب معارضة سياسية؟ هل يجوز؟
وستأتي تغييرات اخرى،لاتستعجل، انها في الطريق
تحياتي


2 - معارضة مستحيلة
سلمان حبيب ( 2011 / 1 / 21 - 16:47 )
اولا معارضة سياسية غير ممكنة تماما والسبب واضح ليس بسب انجميع الكتل مشاركة في الحكومة وانها مارس دورا متبادلا في السكوت عن احتكار دوائر مصغرة للسلطة والمال وانما سبب ان جميع الكتل لاتملك رؤئ سوا العشوائية القائمة على نتف مختلطة من الفكر الديني والقومي الخالي من اي محتوئ انساني. المعارضة الوحيدة الممكنة هي هزات الشارع المتوقعة من جمهور الطلبة اوتوحد بعض الجماعات العلمانية لايجاد حراك اجماعي .هذا هو الشكل الوحيد للمعارضة. اما المشاركين بالسلطة سيسكتون منعميين بالمغانم والامتيازات وما ان يحل اجل الانتخابات حتئ ينفرط عقدهم تكتيكيا بهدف احتكار الشارع الانتخابي مجددا ودواليك. المعارض السياسية قائمة على الشفافية وعلى حيادية الدولة عن الاحزاب وحيث انه في العراق لايمكن التفريق بين الدولة والاحزاب فان تقارب التيارات البعثية- القومية مع التيارات الاسلاموية هو الحل والممكن الوحيد على الاقل لمدة العشر سنوات القادمة


3 - مرحبا اصدقائي
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 1 / 22 - 10:15 )
مازن البلداوي وسلمان حبيب، تحية محبة لكما، نعم اتفق معكما بان من ينتظر انبعاث المعارضة من داخل البرلمان العراقي كمن يبحث عن الماء في الربع الخالي، لكن يا اصدقائي الموضوع وصل الى تهديد المصالح، مصالح الجهات السياسية ضعيفة المثيل بالحكومة اصبحت مهددة وفرصها ـ بعد قرار المحكمة الاخير ـ في الفوز بمقاعد في مجلس النواب المقبل تقترب من المستحيل، فمفوضية الانتخابات سيتم السيطرة عليها وهذه الكيانات ستصبح بخبر كان.
باختصار يمكن للمحاصصة ان ترضي الاطراف لكن عندما يصل الموضوع حد تهديد المصالح اعتقد أن الموقف يجب ان يتغير..
تحياتي ومحبتي


4 - خطاء نشر رد
حسين خلف حمزة ( 2011 / 1 / 23 - 14:39 )
بطريق الخطاءاردت الرد على موضوع الاستاذ سعدون ضمد (شراكة الاضعف)وللاسف نزل الموضوع في الموضوع السابق (تعالو نئسلم المجتمع )ارجو التصحيح ولكم جزيل الشكر


5 - حسين خلف حمزة
سعدون محسن ضمد ( 2011 / 1 / 25 - 05:11 )
الصديق حسين خلف تحية لك
قرأت تعليقك يا صديقي وصحيح ما تقول من أن الاحزاب غير معنية اليوم بالتفكير بالانتخابات المقبلة، وصحيح أنها تعتقد بأن راسمالها الحقيقي في رموزها، وتعتقد بان هؤلاء الرموز قادرين على اتخام صناديق الاقتراع بالاصوات المؤيدة متى شاؤوا، لكن مع ذلك ما جرى في الانتخابات الأخيرة شكل صدمة للبعض، وبعض الرموز فشلوا في الوصول لنصف ما كانوا يطمحون إليه من أصوات، ما يدفع اتجاه إعادة التفكير، كما أنني أعول على تضاد المصالح بين الأحزاب، وأنت تعلم بأن بعض الكيانات السياسية التي كانت موالية لإيران اضطرت لمخالفتها مؤخراً بعد أن باتت إيران تطالبها بتنفيذ إجراءات لا تتفق ومصالح هذه الكيانات..
شكرا لك على التعليق ودمت طيبا

اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار