الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم

فؤاد ابو لبدة

2011 / 1 / 21
القضية الفلسطينية


حكومتي غزة ورام الله رغم الاختلاف الإيديولوجي والسياسي بينهما , حيث تميل الأولي إلي تحويل غزة لإمارة إقطاعية تعيدنا للخلف بعد لفظت المجتمعات النظام الإقطاعي الذي لم نعد نجد له ترجمات إلا في دول افريقية معينة وتسابق الزمن كي يكون لها اصطفاف محوري معين, وتميل الثانية إلي تكريس النهج البرجوازي وفقا لمعيار وأساس محوري أخر , يختلف كل منهم في رؤيته لطبيعة الاصطفاف السياسي وبالتالي الاختلاف في آلية العلاقات الخارجية واختلاف في قوي الإنتاج وعلاقات الإنتاج حيث الأمر في الأولي هو امتلاك الأراضي لبعض الأشخاص وفي الثانية نظام قائم علي المزاحمة والمضاربة , إلا أن المصلحة فيما بينهما تقاطعت وبشكل كامل في تجسيدهم للشعار أن أفضل طريقة للدفاع عن النفس هي الهجوم وان كان لكل من الطرفين رؤيته الخاصة في تنفيذ الشعار , إلا أن هناك التقاء في تنفيذه .
لقد استهل سلام فياض حديثه الأسبوعي الإذاعي بما ورد بالقمة الاقتصادية بشرم الشيخ وعن مشاركته فيها وعن الانجازات التي حققتها حكومته للشعب الفلسطيني وعن الخطط الاقتصادية التي تم تنفيذها والتي تتناسب مع حجم المتطلبات المعيشية والربط ما بين زيادة الرواتب وجدول غلاء المعيشة وحل مشاكل الفقر والبطالة , دافعا ان ثمة زيادة تراكمية في مقياس الغلاء ما بين الأعوام 2001 إلى 2010 بلغت 40 ونصف بالمائة تقريباً، وبالمقابل كانت الزيادة التراكمية في معدل رواتب موظفي السلطة الوطنية خلال أعوام 2003 و2010 حوالي 55 بالمائة , واعدا الجماهير بزيادة في شبكة الأمان الاجتماعي ليزيد عدد الأسر من 65 ألف أسرة ليصل إلي عدد 95 ألف أسرة , ورفع قيمة المساعدات الطارئة في وزارة الشؤون الاجتماعية من 13 مليون شيكل اي ما يعادل 3 مليون ونصف دولار في عام 2010 الي 24مليون شيكل أي ما يعادل 6 مليون و700 ألف دولار في عام 2011 , واعدا برفع مخصصات اسر الشهداء إلي أربعة أضعاف ومخصصات الأسري لزيادة قد تصل إلي 50% هذا العام , معتمدا في رؤيته واعتماده للخطط الاقتصادية علي جهاز الإحصاء المركزي .
ان جهاز الإحصاء المركزي الذي يتولي مسؤوليته الوزير حسن أبو لبدة لم يتسنى له العمل في محافظات غزة منذ الانقسام والشرخ السياسي الذي وقع بغزة بتاريخ 14-6-2006 , وان عمل هذا الجهاز الإحصائي معطل تماما بغزة منذ اكثر من خمس سنوات وهذا يعني ان تلك الأرقام التي سمعناها لا تنطبق علي غزة لا من الناحية النظرية ولا من الناحية العملية , كيف يمكن للحكومة ان تقيم حياة المواطنين المعيشية ومدي تكيفها وتأقلمها ومدي انسجامها وتقبلها لحياة معيشية قاسية بناء علي جهاز إحصائي أصيبت أطرافه بالشلل الرباعي التام بغزة وبالشلل النصفي في الضفة ؟؟؟؟ كما أن الجهاز الإحصائي المركزي كثيرا ما يعتمد تقارير إحصائية صادرة عن مؤسسات ومن الممكن ان تكون تلك التقارير خاطئة او غير دقيقة ولا تعكس الحالة الحقيقية للأوضاع المعيشية للمواطنين , وما تشير إليه تقارير الخبراء والمستشارين الاقتصاديين للحكومة الفلسطينية برام الله بها الكثير من المداهنة والتملق وعدم إعطاء الصورة الحقيقية والواضحة عن معانيات المواطنين وعدم القدرة علي مسايرة دراكولا العصر المسمي بالغلاء الفاحش .
ان هذا الخطاب الإذاعي يعتبر بمثابة هجوم استباقي وضربة إعلامية استباقية الهدف منها الدفاع عن النفس قبل المباغتة بالهجوم والاحتجاج الجماهيري او الخروج بمسرات وتظاهرات احتجاجية تطالب بالتغيير والإصلاح وتخفيض أسعار السلع الأساسية التي تشكل عبا علي كاهل المواطنين وأيضا دفاعا علي اي هجوم إعلامي من قبل المعارضة , وحني تأتي هذه الخطوة ثمارها تميز الخطاب بأكثر شيء يسكت الجماهير وهو قضية الشهداء والأسري واللتان تعتبران خطوط حمراء لدي الجماهير حيث وعد الأولي بزيادة أربعة الضعاف والثانية زيادة 50 %.
أما في غزة فكان الأمر مختلف لم يكن خطابا إعلاميا بل كان هجوما علي ارض الواقع , ففي الوقت الذي ارتفعت به الأسعار للسلع الأساسية ليصل كيلو السكر الي ما يقارب دولار ونص ويقاربه بالسعر او يقل عنه قليلا كيلو الدقيق وأنبوبة الغاز إلي 20 دولارا أقدمت حكومة غزة علي إطلاق الحملات علي السيارات من تراخيص وتامين وإطلاق الحملات للجباية مطالبة السكان بترخيص البيوت وضرائب بقيمة 40% علي السجائر , والهدف من هذا الهجوم هو الدفاع عن النفس حتى لا يطالب المواطن إلا بإزالة الآثار الأخيرة وربما نصطلح عليها مصطلح " إعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه قبل ثورة تونس " متناسية حكومة غزة ان هذا الأمر من شانه ان يكون هجوما مضادة عليها لان التراكمات الكمية تؤدي الي تغيرات نوعية . رغم الاختلاف الأيديولوجي والسياسي بين الطرفين الا ان التفكير المشترك في كيفية امتصاص الغضب الجماهيري والالتفاف علي الطالب الجماهيرية المطالبة بالتغيير والإصلاحات والحقوق , ناهيك عن الجدل الكبير بين طرفي النزاع في احقية استلام الاموال المخصصة ثمن الكهرباء والتي يتم استقطاعها من الموظفين , فكلا الطرفين يدعي استحقاقه في استلام تلك الاموال .
وهناك نوع جديد من الدفاع عن النفس أقدم عليه احد السائقين في مدينة رام الله وتناقلت الخبر وكالة معا حينما سكب احد السائقين البنزين علي شرطي مرور استوقفه ضمن حملة , ولكن القدر شاء ان ينجو الشرطي من الحريق عندما توقفت قداحة السائق عن الاشتعال ليتجمع عدد من الشرطة زملاء الشرطي وعدد من السائقين ليحولو بين الاثنين ويتم إسعاف الشرطي واعتقال السائق , رغم أنها طريقة للدفاع عن النفس وضمان الحفاظ علي الكرامة إلا إننا لا نميل إلي العنف ونتمنى من قوي اليسار كما أسلفنا بمقال سابق ان تكثف جهودها مع نقابة السائقين من اجل إحقاق مطالبهم الشرعية وكذلك التنسيق مع باقي النقابات الاخري من اجل قيادة النضال المطلبي الجماهيري والذي هو في جوهره نضال طبقي ويتوجب علي اليسار ان يشغل الماكثات الإعلامية المعطلة منذ فترة طويلة من اجل استنهاض قوي الشعب التواقة الي التغيير والتحرر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله
أحمد أبو لبدة ( 2011 / 1 / 31 - 21:44 )
ممتاز و ارجو المتابعة على هذا المنوال

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب