الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الدكتاتوريات

مهدي زاير جاسم

2011 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


فرحنا كثيراً ونحن نرى ا لشعب التونسي ينال حريته بعد حكم دكتاتوري دام ( 23 ) سنة من الظلم والفساد والاضطهاد ، وبعد أن ملَّ الشعب التونسي من الوعود بالتغيير فانتفض وثار ، بعد أن أقدم مواطن تونسي من عامة الشعب يعاني من شطف العيش يملك عربة لبيع الخضار يسد بها رمق عائلته الفقيرة بعد أن استفحلت ظاهرة البطالة في تونس وأشعلت شرارة الثورة ؛ عندما صفع الشرطي صاحب عربة الخضار وصادر العربة التي كان يعمل عليها ؛ ليكسب رزقة مما اضطرهذا المواطن البسيط إلى إحراق نفسه أمام البرلمان التونسي وأشعل المظاهرات في قرية (سيدي أبو عزيز)إحدى ضواحي تونس التي نالها ما نالها من الفقر والحرمان حالها حال معظم الشعوب العربية في مصر وليبيا وموريتانيا .

وامتدت الثورة لتشمل معظم المدن التونسية بما فيهاالعاصمة التونسية مما أجبر الدكتاتور ابن علي أن يقدم تنازلات كثيرة ؛ لكي يهدئ من الثورة ، آخرها أنه لن يرشح نفسه مرة ثانية في الانتخابات القادمة وقوله (اني فهمتكم) بعد كل هذة السنين الطويلة من الفقر والحرمان .

وما أضعف هولاء الأشخاص الذين حكموا الشعوب العربية بالنار والحديد ، ونحن نراهم على حقيقتهم بعيداً عن قلاعهم المحصنة خائفين انهزاميين ، فدكتاتور تونس لم يختلف عن دكتاتور العراق الذي وجد مختبئاً في جحر صغير أشعث الحية كريه الوجه ، إلا أن بن علي استفاد من أخطاء صدام وعرف النتيجة الحتمية لكل دكتاتور يضيق على شعبه ولا يكون خادماً لهم في تحقيق الحياة التي يحلمون بها من الرخا والاستقرار ، فهرب والتجأ إلى السعودية التي رحبت به بعد رفض دول أوربية كثيرة استقباله ؛ ليكون مصيره كمصير الطاغية صدام في مزابل لتاريخ .

وما إن سقط دكتاتور تونس حتى خاف معظم القادة العرب ، وهم يرون أقرانهم يتساقطون واحداً بعد آخر ، حتى قال الدكتاتور الليبي (معمر القذافي) الذي ذرف الدموع الكثيرة على صدام بعد سقوطه، متناسياً ما حلَّ بالشعب العراقي من المصائب والويلات في زمن الطاغية المقبور ، وها هو يفزع لابن علي ويقول : إن الشعب التونسي استعجل الإطاحة بدكتاتور تونس بعد (23 سنة) من الظلم والطغيان وكان عليه أن ينتظر ثلاث سنوات قادمة .


وها نحن نرى تأثير الثورة في تونس ، حيث عقدت الحكومة المصرية اجتماعاً عاجلاً لدراسة خفض الأسعار الغذائية تحسباً من انتقال شرارة الثورة إلى مصر ، وشهدت الأردن مظاهرات مماثلة للإطاحة بالحكومة الاردنية ، و بعد أن نجح المواطن التونسي الذي ضحى بحياتة حرقاً في سبيل تحقيق الحرية للشعب التونسي حفز بقية الشعوب العربية على الثورة لتحقيق الحرية ، أو في الأقل تحسين الخدمات ، حيث أقدم مواطن مصري على حرق نفسه امام البرلمان المصري ، ومواطن موريتاني أحرق نفسه هو الآخر أملاً في جذب انتباه الرأي العام العالمي للمشكلات التي تعاني منها هذه الشعوب التي لاتجد سوى إحراق نفسها عسى أن تنجح كما نجح المواطن التونسي في جلب الحرية لبلاده.




مـــــــــهدي زايــــــــــــــر جـــــــــــاسم
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم