الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمير من أور _قراءة في مجموعة شعرية

رسمية محيبس

2011 / 1 / 21
الادب والفن


قراءة في مجموعة أمير من أور


أمير من أور مجموعة شعرية كتبها الشاعر حسين عبد اللطيف تدور أغلبها في رثاء صديقه الشاعر والفنان أحمد امير الجاسم الذي وافاه الاجل في برلين عام 1994وقبل ان نتعرف الى قصائد هذه المجموعة يجدر بنا ان نعرف الشاعر حسين عبد اللطيف الذي يعتبر من ابرز شعراء السبعينيات صدرت له قبل هذه المجموعة ثلاثة مجاميع شعرية هي 1نار القطرب 2على الطرقات ارقب المارة 3لم يعد يجدي النظر صدرت الاخيرة عن دار الجمل في المانيا اثناء سفره اليها مع صديقه الراحل احمد امير الجاسم كتبت هذه القصائد في رثاء احمد بعد رحيله ما عدى قصيدة دوارة الرياح كتبت في حياة احمد الجاسم واهداها اليه يقول حسين في مقطف منها
نحو اي الطرق
سوف تفضي بنا السنوات
نحن قد نلتقي او يضيع كلانا
وكأنه يتنبا بهذه النهاية المحزنة
هناك مقاطع من شعر الراحل احمد امير افتتح بها الشاعر قصائده في احد هذه المقاطع يقول الشاعر الراحل
وكان عليّ ان اصبغ قميصي بيرقات الخيفة
وانسل تحت ذيل النهار الى وطني
اتوسدحجره الوثير الممهور بالعشب
من دكات زقورة أور مشيت
حتى جناح المجوهرات في فندق بغداد الدولي
هذه المقاطع تدفعنا لمعرفة هذا الكوكب الذي خبا سريعا دون ان نتعرف الى تجربته الثرية اذ لم نجد مجموعة احمد جاسم ابن الناصرية لكن الشاعر حسين عبد اللطيف قام بهذه المهمة فقد احتفى بموت صديقه بطريقة مذهلة ونقل الينا ميزات هذه الشخصية الكبيرة
واذا كانت واقعة موت الشاعر والفنان احمد امير الجاسم قد حفزت مخيلة حسين عبد اللطيف في انتاج هذه المجموعة الشعرية مما فجر لدينا تساؤلات عن عمق الصلة بين الشاعر وصديقه الراحل والتي جعلته منتجا لهذا الكم الهائل من الشعر الصادق والمعبر حيث يصف الشاعر مجموعته هذه بانها باقة ازهار يرغب في وضعها بين يدي صديقه
ان حسين عبد اللطيف لا يخلق عالما من صنع الخيال بل يتناول ظاهرة شعرية فريدة يعود اليها ليعيشها من خلال ارتباطه بتلك الشخصية التي تركت اثر لا يمحى على روح ووجدان الشاعر
ان الذين يستوعبون امكانات الذات هم قلة ولا يكون الشاعر مهما الا بانتماءه الى هذه القلة القليلة وحسين عبد اللطيف ينتمي الى هذه القلة لقدرته الفائقة على التوصيل في كتاباته كلها
في قصيدة جناز يؤكد الشاعر فداحة الموت حيث يخاطب صديقه
ها انت الان
على الجانب الاخر من المراّّة
حيث لا يمكن لاحد ان يصلك على الاطلاق
ويتصور الشاعر نهايته المحتومة فيقول
والى ان تأذن لي اصبع الرب المرورية
باشارتها الحمراء
بالعبور الى ذلك العالم
حيث الرخام لا يبهض الروح
والازهار لا تشتعل بسرعة
لكن خوفي ان يتقاطع خط سيري مع خط سيرك
اي انه يخشى ان يذهب الى اتجاه اخر غير الذي سلكه صديقه الحميم لكنه يعود ليطمئن صديقه فيقول
ساتدبر اموري جيدا
عند المنعطف او عند التقاطع
حيث يمكنني ان القي عليك نظرة خاطفة
كنظرة اورفيوس
لصالح ان المحك
واضع بين يديك
هذه الباقة من الازهار
هل هي ازهار حقا ام انه يقصد بها هذه القصائد التي وضع فيها الشاعر خبرته الكبيرة هذا الشاعر الكبير الذي ما زال يواصل مشروعه الثقافي بعيدا عن الضجيع الاعلامي فالمجموعة الاخيرة تجعلنا نقف باحترام امام شاعر متمكن جعل قضية موت صديقه احمد امير الجاسم قضية ادبية كبيرة ولم يجعل منها حدثا عابرا
ان اللغة هنا تمنح الاشياء حيوية وتجعلنا نعيشها مرة ثانية من خلال الحدث واسماء الاماكن التي وردت في المجموعة مما يجعل القارىء مشدودا الى تلك التجربة التي عاشتها تلك المجموعة من الشعراء الذين تناهبتهم المنافي والنهايات المحزنةكنهاية أمير من أور التي خلفت كل هذا الشعر ليس من قبل حسين عبد اللطيف فقط بل كتب سعدي يوسف قصيدة زينت غلاف أمير من اور يقول الشاعر سعدي يوسف
يا لهذه الحياة
احمد امير يجيئني بقبعته الخفيفة
وايماءاته التي هي أفكار بالوانه وملصقاته التي ملأت شوارع برلين
بمقبرة شرق برلين يرقد طفل من النخل
اذن أي انسان هو هذا الامير الذي خرج من أور يحمل كل هذا الحب الذي خلفه في النفوس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب