الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة قاتمة

محمد البوزيدي

2011 / 1 / 21
الادب والفن


حياة قاتمة
محمد البوزيدي
نتيه في السراب..نعانق الأحلام..نمضي اليوم كله في الآمال والطموحات.
تتجه اللحظة هاربة إلى المجهول تنحو مسرعة متعبة..
تستغرب ...تتعجب..تتساءل مع ذاتك هل الوقت فعلا غير كافي؟؟؟؟؟؟
تريد ...تطمح..ويتواصل المسير إلى نقطة غير محددة ..
نحزم أفئدتنا ..ونقرر..... نبحث عن انشغالات عميقة بايقاعات غير هادئة.
موقع غير محدد.... نحاول أن نكون في فضائه مثل مزهرية مشعة .
البعض يرفع شعار المجتمع أولا ..والآخرون يصرخون أنا أولا.....ومن بعدي....
وبين الأنا والمجتمع... صراع أجيال..ونظريات أطنان من الوق ..وقيود تاريخ ترفض الانفلات في اتجاهات مغايرة
اتصالات هاتفية متعددة لا تنفك تنقطع أحيانا كبرق ساطع في السماء يرفض التوقف.
متابعة لقنوات تلفزية توشك ألا تضع نهاية لعملها إلا لتبدأ أخرى.. قد تنام وتستيقظ وتجدها لا زالت فارغة فاها مثل ثعلب لا يمل من الحركة وسط الغابة .فهل هي الإمبراطورية التي لا تنطفئ فيها الأضواء.
زيارات لمؤسسات ..اجتماعات بطعم علم *الاجتماع* ...
وبين هذا وذاك..يمر الزمن مسرعا لا تحس بنبضاته إلا قليلا
عمل متواصل ....انشغال دؤوب ..تزاحم للمواعيد .
تتراكم الأيام مثل مخزن مفتوح على كل شيء ..تبحث عن استراحة غير محددة المعالم ..فلا تجدها بل قد تدرك أن الاستراحة هي الحيوية التي تراكمها رويدا رويدا .
لا مجال للفراغ إذن... لا مكان للخمول.... لكن إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع مرور الزمن تدرك أن الوقت الثمين يتم تهريبه قسرا إلى ملاجئ غير آمنة ..قراءة لجرائد تافهة انشغال بمانشطات ضخمة فارغة...اجتماعات تختزل عمق الأزمة في طبيعة التواصل داخلها.
هواتف مجانية تكلفك بمهام أنت غير مطمئن لها ....مواقع انترنيت تحتجزك في ركام معلوماتها التي تصبح كالمنشفة بعد مرور يومها فلا تنتبه إلا بعد فوات الأوان أنك أصبحت المنشفة والمشنقة لذاتك بلاوعي غريب مريب.
وهكذا عوض أن تمر على اللحظات الفارهة كما قد تتوهم تمر عليك وتلتقط وقتك الثمين ليضيع في السراب.
ومع مرور الزمن كذلك تصبح مدمنا آلة تتحرك بتلقائية في مواعيد توشك ألا تنتهي .
قد تكتشف متأخرا أن ركاما من الكتب تنتظرك لقراءتها ... جسدك إلى زوال والى نحيل بفعل كل الأمراض... أبناء يتلهفون عليك ؟ آلة الحفظ والذاكرة تتلاشى....صحتك تخترقها كل الأمراض التي تعانقك دون استئذان: السكري، الضغط الدموي ....
في نفس الوقت تعتقد أن الزمن بطيء...عندها تلتفت فتكتشف أن سنوات مرت عليك ..ومرحلة قطعا دون جدوى وأن مرحلة أخرى قادمة .
تحاول أن تضع نقطة نهاية لمرحلة فلا تقدر ..إنها تنطلق دون ان تقدر على توقيفها...
تفكر جيدا وتتدبر ...تستحضر كل آليات التحليل والنقاش التي طورتها لقاءات عديدة... تحاول أن تفهم مالذي يجري؟؟ لن تقدر.. لكن رسولا يحيلك على كلمة تختزل كل شيء:
الإدمان المجاني على الروتين اليومي .فمالعمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تششيع جنازة والدة الفنان كريم عبد العزيز


.. تشييع جثمان والدة الفنان كريم عبد العزيز.. وتعديل موعد العزا




.. ما اقدرش اتخيل البيت من غير أمى.. كلمات حزينة من الفنان كريم


.. الفنان كريم عبد العزيز يمنع التصوير منعاً باتاً في جنازة وال




.. سكرين شوت | الذكاء الاصطناعي يهدد التراث الموسيقي في مصر