الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الياسمين التونسية تنبا أن الدكتاتور أخر من يفهم

عباس جبر

2011 / 1 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


عجيب أولئك الطغاة الذين يوعدون شعوبهم بالحرية وتحسين الوضع المعيشي ويرفعون الشعارات البراقة وما أن يمسكون بزمام السلطة حتى يتحولون إلى جلادين وتحيط حول عيونهم غشاوة لا يرون فيها إلا صورهم الكالحة التي تملئ الساحات والجدران وبوليسيهم السري وسجونهم المنيعة ، يكاد الطغاة أن يكونوا متشابهون إلى حد سواء فكلهم في ظلم شعوبهم سوا ، ما حصل في تونس الخضراء مع بداية عام 2011 كانت زلزال أولي يهز عروش خاوية امتدت لعقود وهي تموج على بحار من دماء الشعوب المقهورة ، إن الشعب التونسي سجل نفسه مع الخالدين الأحرار كما خلدت قصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم ألشابي وهكذا كانت النبوءة صادقة بان مع إرادة الشعوب لابد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ولابد للعروش أن تتهاوى ولابد للطاغية أن يندحر ، هكذا كانت النبوءة وهكذا صنعها الشعب التونسي الأبي الذي أرغم الرئيس المزمن أن يهرب بليل أليل ولجهة مجهولة ، اليقين يقول أن هؤلاء الطغاة ما يهمهم من الأمر إلا امتصاص خيرات الوطن وإعداد الطائرة التي تنجيهم من غضب الشعب ، ولعل هذه الطائرة المعدة للإقلاع قد هيأها احد المستفيدين كرد جميل لمن كانوا أولياء أمره يغدقون عليه من خزائن الشعب المقهور ، كان أخر ظهور للرئيس التونسي زين العابدين بن علي على شبكات البث وهو في وضع مهزوز لا يحسد عليه يقول ها أنا فهمت نعم فهمت إنكم بحاجة لعمل بحاجة إلى حرية بحاجة إلى رغيف خبز ، بعد ثلاث وعشرين سنه أدرك شهريار إن الشعب لم يقبل الأعذار وكل الوعود لم تكن إلا كسابقتها ، ما أخزى أولئك الحكام المستبدون أما يتعظوا بعد ، الم يجرب احدهم أن يجرب التداول السلمي للحكم ليكون علامة فارقة لمفهوم الديمقراطية ، لماذا هذا الإصرار على البقاء ولماذا اختيار النهايات المخزية ، إن هذه التراكيب النفسية المركبة جديرة بالدراسة ولكن بإمكاننا أن نعزو هذا التمسك بزمام السلطة مع توقع النهايات المؤسفة لا تقبله إلا النفوس الواطئة التي لا تحترم ذاتها كما إنها لا تحترم شعوبها وبهذا سيكونون في مزابل التاريخ ، وهل سيفهم الرؤساء المز منون مغزى الرسالة ، حتى لو فهموها فان نفوسهم الملوثة لاتهضمها كما ينبغي ، ولعلها المصير الغيبي الذي حددته الإرادة الإلهية وهو الخزي في الدنيا وأي خزيا ، وليس غريبا إن يطلوا هؤلاء المنهزمون بعد سنوات ليرشحوا أنفسهم لحكم البلد من جديد بعد سنوات ناسين ومتناسين كل ما حصل لأنهم لا يمتلكون الحياء وان كنت لا تستحي فافعل ماشئت. ولعل تعبير الأخ ألقذافي يلخص تفكير هؤلاء الشاذين وهو يدافع عن طاغية أذل شعبه ويتوعد الثوار بالجحيم ، أن عقيدة العقيد الأخ انه أصبح إلها وانه لا يموت وانه يعرف مصالح الشعوب طالما خضعت لذلها واستكانت لجلاديها ، لا عجب فان الأخ خرط حزامه الأول مع إعدام أخيه صدام ووافق كليا على الاعتراف في حادثة لوكربي ودعا ذوي الضحايا ليعوضهم ويطوي صفحة من بطولات ورقية دفع ثمنها الشعب الليبي لسنوات من الحصار والاذلال ، لعل القذافي نعى نفسه هذه المرة ولكل طاغية نهاية وانه لمن المنظرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسكتوا عباس يتنبأ؟
المهندس كاظم الساعدي ( 2011 / 1 / 21 - 23:39 )
اخي موضوعك ليس بجديد وليس حدث في القرن الواحد والعشرين بل تقادم لابعد من ذلك انت تردد مايكتب وبنفس النمطية المقيته للكتاب العرب او المحسوبين على عالم الكتابة وليس كل كتابة هي ابداع فحتى طالب الابتدائي يكتب وابداعه اكثر منك ومن كتب عن تونس وهو يعيش وحل الهزيمة انت عراقي اين انت من النضال والحرية والثورة انها في تونس وتونس للتوانسة ام تريد عطلة تضاف للبطالة بكل عطل البعث والاحزاب المتلاحقة
اين انت من شعب العراق
اين قلمك هل تستطيع ان تكتب اسم سارق ام انها عبادة الخوف في عهد صدام المقبور ولازال الخوف ربكم الاوحد
تونس للتونسة وانت تتنبأ


2 - شكرا ايها المهندس المتمدن
عباس جبر ( 2011 / 1 / 23 - 21:08 )
لااعرف من اغاظك ايها المهندس هل سابقتك على مهنتك ام على نضالك ام زاودك على ابداعاتك ولا ادري ماسر هذا التحامل ، هل على اسلوب الابتدائية الذي نعته ام لاني تجاوزت الخط الاحمر بالاساءة الى طغاة العرب وهل هناك من له الحق ان يصمت اصوات المبتهجين بثورات الشعوب المستضعفة سواء في تونس او في العراق الا من دعاة التراجع والتخاذل وانت مؤكد لست من هؤلاء انا اعترف ان ماكتبت ليس سابقة ولكنها المشاعر السعيدة التي ارجو ان يشاركني بها الجميع اسف لازعاجك وانا مسرور ان تقراني وترد على مااكتب ولا اكن لك الا الحب في الانسانية وشكرا

اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش