الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمام أبو السعود وشجاعة البسطاء

صفية النجار

2011 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تابعت كغيري من الناس والفلسطينيين تحديداً بمزيد من الاهتمام قضية السيدة تمام أبو السعودالمتهمة بالاشتراك في التخطيط لاغتيال محافظ نابلس ضمن خلية ارهابية في الضفة الغربية, ,,والحق أقول أنني كنت قد رسمت للسيدة في مخيلتي صورة معينة ,وليس المقصود هنا بالطبع الشكل السطحي ولكن شكل الرؤية السياسية والأيدلوجية ,وهي صورة أستمديت ملامحها من مجموعة المعلومات التي وصلت إلينا من خلال كل من فضائية فلسطين الناطقة بلسان السلطة الفلسطينية في رام الله, وفضائية الأقصى الناطقة بلسان حركة حماس في غزة,,,حيث أعلنت الفضائية الأولى عن خلية ارهابية خططت لاغتيال محافظ نابلس,,وأن هذه السيدة تتزعم الخلية,,,اما فضائية الأقصى فقد وصفت السيدة بالداعية وأن السلطة قد اعتقلتها على خلفية انتماءها السياسي ودورها الدعوي,,وبقي خبراعتقالها طوال فترة الاعتقال على الشريط الإخباري لفضائية الأقصى باعتبارها تقبع في سجون السلطة تحت التعذيب الشديد,,,كانت الصورتان اللتان وصلتا الينا من خلال كلتا الفضائيتين على تنافرهما الشديد وتعارضهما,, قد صوّرتا لنا تلك المرأة على أنها ولامحالة امرأة قوية جبارة صاحبة موقف وقرار على أقل تقدير تناضل من اجل قضية أمنت بها وتتحمل تبعاتها كأي رجل صاحب موقف,,وهذا ربما مما زاد من متابعة الناس لقضيتها مع الأخذ بعين الإعتبار مايمثله اعتقال امرأة على خلفية سياسية في مجتمع محافظ كالمجتمع الفلسطيني وهي حساسية مركبة كونها معتقلة ليس من قبل الاحتلال ولكن من قبل الأجهزة الامنية للسلطة,,,
وأفرج عن السيدة تمام أبو السعود,وشاهدناها جميعاً على الفضائيات وهي بحمد الله تتمتع بصحة جيدة وقوة بنيان ,شاهدناها بكامل العافية وتعلو وجهها ابتسامة لاتوحي بحال من الأحوال عن أدنى تأثر نفسي أو فكري , لايتسنى لمظلوم ولا لمن عانى الإذلال والأهانة أن يقدر على الظهور بتلك الهيئة التي إن كان لها أن توحي بشيء فقد توحي بحمل كانت تلك السيدة تتوق للخلاص منه,,وجاء مانطقت به من كلمات مختصرة بسيطة متلائم تماماً مع هيئتها الخارجية,تحدثت بكلمات غاية في البساطة,البساطة الفكرية والإنسانية,فرأينا امرأة فلسطينية متواضعة الثقافة,بإيمان فطري لم تلوثه بعد أحقاد التحزب التي تعمي المتحزبين وتسقطهم في براثن التعصب الأعمى الذي لايبصر في الحزب أو التنظيم إلا مايحب أن يراه,,ذاك التعصب الذي يوصل أصحابه إلى تحليل الحرام وتحريم الحلال مادام القائد _أياً كان القائد- قد أفتى...
رايت في تمام أبو السعود خالتي أو عمتي أو جارتنا الحمساوية الطيبة التي تدعو للوحدة بين أخوة الدم في كل صلاة...اعتذرت السيدة الشجاعة للشعب الفلسطيني عن خطيئة كانت ستشارك في ارتكابها"إراقة الدم الفلسطيني"...لم تأخذها العزة بالإثم, فضمتها قلوبنا وسعدنا بعودتها لأحضان أسرتها,,,فمتى تصل الرسالة إلى قلوب من توغلّوا في دم الشعب الفلسطيني وتغوّلوا عليه,,لعل الرسالة لاتضيع في الطريق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة