الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بقي من شعار -يا عمال العراق اتحدوا- غير الهيكل العظمي؟

خالد يونس خالد

2011 / 1 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ماذا بقي من شعار "يا عمال العراق اتحدوا" غير الهيكل العظمي؟
القسم الأول
- أن تجهل الحقيقة أو تعرف الحقيقة أو تحاول إخفاءها -


الدكتور خالد يونس خالد – السويد

ملاحظة: أكتب هذا المقال من منطلق وطني بحت فأنا لست متحزبا ولا قومجيا.

قال مارتن لوثر : "لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنيًا".
وسبقه كارل ماركس في قوله: "إذا أردت أن تكون تافهاً فما عليك إلا أن تدير ظهرك لهموم الآخرين".
وقال: "أنا لستُ ماركسيا". وكأنه كان يقرأ الصور بنباهته، لا مجرد أن ينظر ككسالى العقل إلى الصور. فالفن يكمن في قراءة الصور لا مجرد النظر إليها. هل كان ماركس يتنبأ بما يخفي الغد لمَن يقول أنا ماركسي، فيتبرأ المفكر منه لأن عصر الشرزمة والهوان يقود الفرد فلايسعه أن يكون أداة فاعلة في مجتمعه.
........................

قد يبدو عنوان هذا المقال مثيرا للجدل!
وقد يبدو غريبا في الوقت نفسه عند كثير من الذين يشتاقون لأيام العز حين كان الأديب القائد فهد يقود السفينة!!
وقد يبدو مؤلما في أيام تعاون التنظيم مع قافلة الاستبداد الصدامي بعد أن تم قتل الكثير منهم بعنجهية وجنون!!
وقد يبدو مخيفا عند البعض الآخر في عراق صفق اليسار واليمين والخير والشر لسقوط صنم ساحة الفردوس في أبريل/نيسان عام 2003.

هل نسي المثقف الماضي ويفكر بالحاضر، ولا يخطط للمستقبل؟
لقد كان الفيلسوف الشاعر الألماني جوته على حق حين قال: "أن تجهل الحقيقة ، ثم تسعى لاكتشافها ومعرفتها فأنت انسان عاقل . أما أن تعرف الحقيقة ، ثم تحاول اخفاءها ، أو تشويهها فأنت انسان قاتل" ! ! .
يؤلم العراقي المثقف أن يقرأ الواقع العراقي اليوم، ويستوعبه بكل آلام الشعب وتفرقته، وبكل المأساة في الفساد المالي والإداري، وبكل شرزمة عمال العراق إلى جماعات هنا وهناك. وكأنه نسي ما كان ، ولا يفكر ماذا ينبغي أن يكون. فالثقافة كانت زادا لليساريين، والأدب كان فراشا للتقدميين، والوطنية كوخا للمنظمين. لقد أخذت فياضانات التفرقة ما أخذت، وما لنا أن نرى هذه الأكواخ الصغيرة، وكأن النيران قد إلتهمت تلك القصور الفكرية والأدبية والثقافية، فلم يبق سوى القول بكل خجل: "لاتحزن لنفسك ولا تبكي على أحد ولا تنظر خلفك".

أتذكر حين نشر صديقي اليساري النشط الأستاذ (سلام كاظم فرج) مقالا في الشبكة العنكبوتية بتاريخ العاشر من يوليو عام (2010) بعنوان "مازلت يساريا للأسف الشديد – نص هائم". أهدى اليساري النابه (سلام كاظم فرج) مقاله إلى شخصي البسيط. فكتبت له مايلي:
"يطرح اليساريون شعار (ياعمال العالم إتحدوا). وهذا الشعار جميل وعظيم وبليغ يحمل دلالة كبيرة لمظلومية العمال الذين يبيعون قوة عملهم للرأسماليين المتعسفين. ولابد من تطبيق هذا الشعار عمليا. ولكن (للأسف الشديد) أو مع الأسف الشديد، قل كما شئت، نجد عمال العراق متشرذمين، متبعثرين، متمزقين ومتفرقين.
كيف نعلل هذا الإدعاء حتى نعرف لماذا أصبح اليساري العراقي (أقل يساريا أو أقل يسارية) ويبقى المناضل التقدمي والمكافح اليساري والمثقف المتنور وحيدا؟ لماذا لا أحد ينتظره في الزقاق المعتم؟

عزيزي الأستاذ سلام كاظم فرج: هذه العبارة التي كتبتها مرة أخرى "وحدي بقيت .. أدخن سيكارتي.. أغلق عيني اليسرى .. حذر
دخان ازرق.. وفي نهاية الزقاق المعتم لا أحد ينتظرني".
تلك لاتخصك وحدك ، بل تخصني وتخص كل عراقي يريد ماتريد أنت الخير للشعب والوطن. ولكن يصعب أن أدون تفاصيل هذه التفرقة وهذا التمزق في المنظومة اليسارية أو الجبهة اليسارية العراقية في فسحة قليلة من هذه الورقة. دعني أشير إلى بعض أسماء التنظيمات/ الأحزاب الشيوعية أو (اليسارية) في بلدنا المنكوب. فبقي الكثير وحيدا يدخن سيكارته ليخفف عن نفسه المأساة. والأمَرُّ من ذلك لا أحد ينتظره، لأنه لاينتظر أحدا أيضا. وهو يغلق عينه اليسرى، وليس العين اليمنى. (تعبير بليغ).

نعم أدون أدناه بعض من بعض الأحزاب أو التنظيمات اليسارية، والمواطن العراقي يفكر مدى شرعية هذا التنظيم أو ذاك؟ ويتساءل ما هو التنظيم اليساري الصحيح؟
أليس الهدف واحد للعمال حتى يتحدوا؟
أليست الآيديولوجيا واحدة، نسبيا على الأقل؟
أليس النظام، دعني أقول ‘‘اليساري‘‘ يتطلب تنظيما واحدا في بلد واحد؟
لماذا؟
- الحزب الشيوعي العراقي الذي يقوده الأستاذ حميد مجيد البياتي
- الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي.
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
- الحزب الشيوعي العراقي- اللجنة القيادية.
- الحزب الشيوعي العر اقي – القيادة المركزية.
- الحزب الشيوعي العراقي – وحدة القاعدة.
- الحزب الشيوعي العراقي – اتحاد الشعب.
- الحزب الشيوعي الكوردستاني - العراق
- تجمع القوى اليسارية العراقية.
- تجمع الماركسيين الثوريين العراقيين.
- تجمع الماركسيين اللينينيين الثوريين العراقيين.
- تجمع الماركسيين اللينينيين الماويين الثوريين العراقي.
- كتلة تصحيح المسار – الحزب الشيوعي العراقي.

طبيعي توجد منظمات يسارية عديدة أخرى في العراق".
كان ماركس على حق حين صرخ بأعلى صوته: "أنا لستُ ماركسيا". كان يفهم بنباهته مايكمن في المستقبل، لقدرته في استيعاب الماضي وفهم الحاضر.

هنا أرى من الضروري أن أعيد إلى الذاكرة "خطبة في التاريخ" (للمفكر الفرنسي بول فاليري).
قال: "إن أفضل منهج لتكوين فكرة عن استعمال التاريخ وقيمته، وخير طريقة لتعلم كيفية قراءته والانتفاع به، هو أن يتخذ المرء من تجربته الخاصة نموذجا لمعرفة الحوادث التي وقعت، وأن يستخلص من الحاضر نموذج حب استطلاعه للماضي. فما رأينا بأعيننا، وما عانيناه بأنفسنا وما كنا عليه وما فعلناه، ذلكم هو الذي يجب أن يقدم لنا برنامج المسائل المستخلص من حياتنا نحن، والذي يتطلب من التاريخ بعد ذلك تحقيقه ويجب علينا أن يحاول الإجابة عنه كلما سألناه عن الأزمنة التي لم نعشها".
وقال: ما أجمل قول بول فاليري حين قال: "بأننا ندخل المستقبل ناكصين على أعقابنا". (المصدر نفسه خطبته الشهيرة أعلاه). (ينظر بول فاليري، النص الثالث، خطبة في التاريخ، من: نصوص مختارة من آراء الفلاسفة في التاريخ) ترجمة عبد الرحمن بدوي، النقد التاريخي، ص306، وص309.
بقية في القسم الثاني: أسئلة كثيرة تطرح نفسها بإلحاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في العراق كارثه وقيس يبحث عن ليلى
اكرم دكله ( 2011 / 1 / 22 - 09:37 )
الاستاذ خالدالمحترم
لقد اخطأت في توقيت نشر المقال حيث ان المصانع مقفله والانتاج متوقف لمشاركة العمال العراقيين مع ملايين الشعب في زيارة ابا عبدالله بمناسبة اربعينيته الميمونه
اي مهزله تحصل بالعراق العمل والانتاج متوقف والازبال تملئ الشوارع والقتل والفساد والسرقه وكارثة التعليم المتدني والتخلف والجهل فماذا ينتظر اليسار ليتحرك
انه طوفان نوح اخوان
ويسارنا يغازل
يالبؤس
يقول المتنبي
اعيذها نظرات منك صادقه
ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم


2 - لا لميكانيكية الدفاع
خالد يونس خالد ( 2011 / 1 / 22 - 11:36 )
عزيزي أكرم دكلة
أتفق معك في المأساة التي يعيشها الوطن ولكن لا أتفق معك في ممارسة
لغة ميكانيكية الدفاع
تحت غطاء عدم توقيت الوقت وووو

لماذا لا يتحد العمال العاطلون عن العمل؟
لماذا لايثورون، أليس العمال رأس الرمح في النضال؟
لماذا لا ينظمون أنفسهم؟
لماذا يفضلون الكسل عن الثورة؟
علينا أن نحاسب أنفسنا أننا استسلمنا للواقع

لابد من العمل والنضال المفعم بالوعي بدلا من ميكانيكية الدفاع
طالما أننا نعي ما يعيشه الشعب من مأساة
-لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنيًا-.



3 - بربك هل من يلطم يعرف الوعي الطبقي؟
اكرم دكله ( 2011 / 1 / 23 - 06:52 )
السيد خالد
لم افهم ما تقصد بميكانيكية الدفاع اعتقد لم تفهم قصد تعليقي
ماقصدته بان الطبقه العامله في العراق لم يعد لها تاثير فعلي وحقيقي ففي عهد الفاشيه البعثيه الغى الدكتاتور طبقة العمال وصاروا موظفين مشبعين بالثقافه الفاشيه ومنغمسين بالحروب وقواطع الجيش الشعبي والان العمال عاطلين مغرقين بثقافه دينيه من اقصى الوهابيه السلفيه الى الشيعيه اللطميه فعن اي اتحاد وتنظيم وثوره تتحدث راجيا لهم اذا كانت الاحزاب اليساريه بنخبها وتاريخا لا تستطع فعل شئ يا اخي الثوره تحتاج الى طبقه عماليه مثقفه او على الاقل واعيه لمفهومها الطبقي و لمصالحها وغير مخدره بالدين
اليسار يغازل ويراهن على الوهم
والدين ينخر في العقول كالسرطان
ومثقفونا ينادون بوادي غير ذي زرع
ماهو الحل وما العمل هذا هو السؤال؟
اجيبونا مأجورين بمناسبة زيارة الاربعين واللطم على اشده في هذه الايام المغبره والحالكه من تاريخ العراق


4 - لا تستسلم للواقع المرير ولا للطم والتخلف
خالد يونس خالد ( 2011 / 1 / 23 - 11:39 )
العزيز أكرم

أنا أفهم ماتعانيه مثلما يعانيه الكثير من التقدميين
حتى تفهم ما أقصد أود أن أوضح أن القصد من ميكانيكية الدفاع، الاستسلام للواقع المرير لذلك فإنني لا أتفق معك في الاستسلام الطبقي أو الانهزام الوطني في وطن لازال يئن ما عاناه من النظام البائد وما يعانيه اليوم من اللطم والتخلف

النقطة التي أعجبتني في شرحك هي رفض اللطم، بل إدانة هذه العقلية المتخلفة إلى أبعد الحدود. فهم لايعرفون الوعي الطبقي بل لايفهمون الوعي الاجتماعي والوعي الحضاري، وكأنهم وضعوا على أعينهم عصابات سوداء لئلا يروا النور

من جانب آخر أرفض كما رفضت في تعليقي الأول، ميكانيكية الدفاع، وبعبارة أخرى أرفض الاستسلام للواقع. أنا أعرف أن هناك نبغاء ومناضلون من بين أبناء الطبقة العاملة مَن يستطيع أن ينظم. فليس الشعب العراقي كله يلطم . في كل وطن هناك مَن يحمل شعلة النضال، وفي العراق يعتبر التقدميون أكثر أبناء الشعب وعيا وثقافة، ولكن قلما نجد مَن يعمل ويكتب ما ينبغي أن يكتب لنودع الكسل العقلي ونبدأ كما بدأ المناضل فهد ورفاقه

لا تيأس أيها اليساري النابه، ولا تستسلم للواقع المرير فالشمس التي غربت ستشرق

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م