الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال البنا في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنوير والعلمانية، وحقوق المرأة والعمال في الإسلام.

جمال البنا

2011 / 1 / 23
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار: ضياء حميو

من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا – 25 - سيكون مع الأستاذ جمال البنا حول: التنوير والعلمانية، وحقوق المرأة والعمال في الإسلام.

 

1- في اغلب البلدان العربية ممن تمتلك دساتير ،ترد فقرة : "الإسلام دين الدولة الرسمي " ،وأنت دعوت إلى حذف هذه الفقرة,لماذا؟ وهل هي دعوة لدولة علمانية ؟ وكيف ترى مكانة ودور الدين فيها في الدولة الحديثة؟.

· أجل .. فضلت حذفها لا لأني ضد الإسلام ولكن حماية للإسلام ، لأن تتدخل الدولة في الإسلام كائناً ما كان لن يكون في مصلحة الإسلام ، فلا تستطيع الدولـة بهيلمانها أن تجعل فردًا ما أكثر تقوى ، في حين أنها لو تدخلت في الديـن فمن المؤكد أنها ستستغله وتسئ إليه ، وقد قامت هذه الفكرة على أساس أصولي ، كما قامت على التجربة التاريخية ، فمن الناحية الأصولية فإن الدين في طبيعته هداية بالحكمة والموعظة الحسنة ، والهداية تستهدف الأفراد وتقوم على الإيمان الطوعي والقلبي للأفراد ، ولهذا فيفترض أن لا يحكم الدين في الحياة فالحكم لله «إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ» ، والله تعالى هو الذي يحكم يوم القيامة ، وقد يوجد شيئاً إن كلمة الحكم تعني القضاء ، ويكون التعبير القرآني مسبوقاً بـ «بَيِّنَ» بالناس وقد وضح الدين أن الأساس هو العدل «وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» ، فإذا كانت طبيعة الدين هي الهداية ، فإن هذه تتنافى مع ممارسة الدولة التي تستهدف الضبط ، ولهذا فإنها تصول بالقوة التي تتمثل في وجود بوليس وسجون «تقهر» المخالفين ، كما تكافأ المطيعين بالأموال أو المناصب ، فطبيعة الدين هداية وطبيعة الدولة ممارسة وإقحام الدين في الحكم سيغير من طبيعته بحيث لا يمكن أن يقوم بدور الهداية .

· هذا من الناحية الأصولية ، ومن ناحية التاريخ فإن كل محاولة لإقامة دولة على أساس ديني باءت بالفشل ، فلما كوَّن المسلمون دولة على أساس ديني تحولت من خلافة راشدة إلى ملك عضوض ، وعندما كوَّن المسيحيون دولة فإنها جعلت من دين المحبة محكمة تفتيش ، وكل المحاولات في العصر الحديث لإقامة دولة إسلامية باءت بالفشل ولو جاز لدولة دينية أن تنجح لكان يجب ذلك في السودان ، فالشعب مؤمن وقد رزق مفكرًا تعلم في مدرسة الإخوان ثم درس في السوربون ولندن وهو الدكتور حسن الترابي ، ولكن طموحه السياسي وتجربته في «تطبيق الشريعة» جرت على السودان أفظع الكوارث ، ولم تحقق عدالة ، ولا حرية ، ولا معرفة ، ولكن أدت إلى تقسيم السودان ، أما الدول التي تدعى الحكم الإسلامي كالسعودية أو طالبان أو باكستان فهم أبعد ما يكون عليه الإسلام ، وقد قلنا مرة إن الشريعة قد تكون مطبقة في دولة يرفع علمها رسم الصليب ، وليست مطبقة في دولة يحمل علمها «لا إله إلا الله» ، لأن الشريعة في جوهرها هي العدل ، وقد قال القرآن «وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ» وقال ابن قيم الجوزية «حيثما يكون العدل فثم وجه الشريعة» .

· وقد تضمن دستور 23 الليبرالي في مصر نصًا على أن الإسلام هو دين الدولة والعربية لغتها ، بقبول ورضا من ممثلي المسيحية واليهودية في اللجنة التي وضعته ، ولكن لم يعن هذا النص شيئاً ، فكانت هناك دور بغاء مرخصة ، وكانت الخمر تباع في دكاكين البقالين ، وكان المرابي اليوناني يبيع بقرة الفلاح لاستقضاء دينه .

· وهناك بعد اعتراض شكلي فإن النص على أن الإسلام ومبادئ الشريعة هي المصدر الرئيسي للأحكام ، فإن هذا لا يجعلنا بمأمن من هجوم فريق من المهوسين والمتشددين الذين يطالبون بتوقيع حد الرجم والردة ويطالبون بفرض الجزية على فريق من السكان بدعوى أن هذا كله من مقاضيات الدولة الإسلامية ، وبهذا ينغص صفاء الأمن القومي .

· فإذا كان لابد من النص على دين للدولة فليكن «دين هذه الدولة هو خدمة شعبها» .

· ولا يمس هذا كله الإسلام ، بل هو دفاع عن الإسلام ، ولنا كتاب من 400 صفحة بعنوان «الإسلام دين وأمة .. وليس ديناً ودولة» .


2-هل توافق على إخضاع " المقدس " نصاً أو موروثا لتحليل نقدي تاريخي واجتماعي ؟ وكيف ترى حركة التحديث والتنوير في الدين الإسلامي التي أنت احد ابرز روادها؟

· المقدس لدينا هو القرآن وحده ، أما السُـنة ، وأما أحكام الفقهاء فليست مقدسة ، وأنا لا أوافق على إخضاع القرآن للمعالجات الحديثة لأن من المفارقة أن تكون أبحاثهم أكثر صحة من النص ، ولكن لا يدخل في النص التفاسير للقدامى من الطبري حتى سيد قطب ، كما لا يدخل فيها محاولات «التفكيك» أو علماء اللغة واللسانيات ، وهذا يتطلب كتابًا ولا يتيسر الوفاء به في صفحات ، ولكن بصفة عامة يجب أن يُفهم أن في القرآن نصوصًا عن القتال عندما يراد بالقتال فرض أي عقيدة أو «فتنة المؤمنين» ، فهذه هي الحرب الدفاعية التي يجب أن يشارك فيها بالقتال لأنها هجوم مسلح على العقيدة أو على الأرض أو على الملك ، فإذا لم يكن قتال بهذا المعنى فالعدل والقسط والسلام ، هناك «بدائل» في الأحكام لأن القرأن أنزل للناس في كل العصور ولا يمكن أن تأخذ كل كل العصور وكل الناس بحلول واحدة ولا يقال إن القرآن «حمال أوجه» ، أو يضم متناقضات ولكن يقال أن فيه سعة ، وبدائل وكل واحد يرتضي آية يأخذ بها ولا يقال أن هناك آية أخرى تناقضها لأن القرآن «لا يضرب بعضه بعضًا ولكن يكمل بعضه بعضًا» .

· ومما ركزنا عليه أن القرآن كتاب فن أكثر مما هو كتاب أدب ، وأن الأحكام التي فيه معدودة ، وأنه يعطي تأثيره بالانطباع لأن أعظم جوانب الإعجاز فيه هو النظم الموسيقي ، فالقرآن له طبيعة الموسيقى ، ومن أجل هذا تتقبله الآذان بمجرد سماعه بحيث لا يكون هناك حاجة إلى تفسير .

· فهذا مرفوض ليس فحسب من الإسلام ، بل من كل الأديان التي تقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر .

· وإذا قارنا ما بين المسجد الإسلامي والزواج الإسلامي بالكنيسة في المسيحية والزواج فيها وجدنا «العلمانية» في المسجد والزواج ، فالمسجد أي قطعة من الأرض والإمام أي فرد يحفظ شيئاً من القرآن ، والزواج «عقد» وهو «ميثاق غليظ» ، ولكنه «ليس مزجًا بين اثنين أوقعه الله ولا تحله قوة أخرى» .

· وإذا رجعنا إلى الأصل التاريخي لظهور العلمانية لوجدنا أنه كان الثورة على الكنيسة وبابواتها الذين بسطوا حكمهم على العلماء وعلى الملوك وعلى عامة الشعب ، ولم تكن موجهة إلى المسيحية كدين ، فالمسيحية كدين موجودة في كل الدول التي تأخذ بالعلمانية ، بل إن هناك أحزاب مسيحية ، فالعلمانية ليست ضد الدين ولكنها ضد المؤسسة الدينية التي تحتكر الدين وتريد فرضه على الناس وعلى المفكرين وعلى الحكومات .

· ولكني مع هذا أؤثر تعبير «مدنية» وأفضله على العلمانية لاحتمال معناها بالاقتصار على الدنيا ورفض الآخرة .
 


3- تقول :" ان النقاب عار على المرأة أن تضعه، لأنه يطمس شخصيتها" ,ماذا عن الحجاب بشكل خاص , وحقوق المرأة في الإسلام بشكل عام ؟

· نعم .. أنا أقول إن النقاب وصمة عار لأنه يطمس شخصية المرأة وإنسانيتها ويحول بينها وبين ممارسة دورها كإنسان ومواطن ، أما عن الحجاب فيجب أن يفهم أن الحجاب ليس من عقيدة الإسلام لأن العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ولا يرد فيها ذكر الحجاب ، وهذا أمر بديهي لأنه قضية «زي» يخضع للتقاليد والعادات كما يخضع للأجواء ، وهو في حقيقته حماية يلوذ بها الرجل والمرأة لكي لا يحيق بجسمه ولا بوجهه ولا برأسه أذى من البرد أو الحر أو المطر أو التراب .. إلخ ، أو هو نوع من الزينة ، كما أنه أيضًا هو حق من حقوق الإنسان ، فهذه كلها اعتبارات بعيدة عن الدين ، ولكن لما كان المجتمع الحديث هو مجتمع «ذكوري» يحكمه الرجل ، فإنه أخضع الأنثى لتحكماته ، أو حتى لملكيته ، فاحتجزها في البيت لتكون في خدمته ولترعى أبناءه وكان من تمام أحكام هذه الملكية أن تغطي رأسها ووجها حتى لا يراها أحد غيره ، وقد يدل على ذلك أن الحكم اختلف بالنسبة للمرأة الحرة عنه بالنسبة للجارية ، وفي قانون حمورابي كانت الحرة تعاقب إذا أسفرت كما كانت الجارية تعاقب إذا تحجبت ، وتصور أن هذا الحكم اخترق الأيام واختصر الأزمان حتى وجدنا عمر بن الخطاب يخفق جارية بعصاته قائلاً أتتشبهين بالحرائر يالكاع !!

· ليس في القرآن نص على حجب مكان معين من المرأة إلا فتحة الصدر التي كانت في الجاهلية تتسع حتى منابت الثديين فأمر القرآن النساء أن «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» ، ولا تتضمن أمرًا بلبس الخمار ولكن المرأة العربية قبل الإسلام كانت تضعه لحماية رأسها من التراب والشمس .. إلخ .

· كل الآيات في القرآن الكريم عن الحجاب كلام عام مثل «وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا» ، و«يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ» ليمكن تفسيرها تبعًا للزمان والمكان ، وكلمة حجاب لم ترد في القرآن بالنسبة للمرأة إلا بالنسبة لزوجات الرسول وكانت بمعنى باب أو ستارة وليس زي وكانت خاصة بزوجات الرسول اللاتي قال عنهن القرآن «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ» ، وهناك آية تبيح لاثنى عشر فرد من محارم المرأة أن تبدي كل ما هو بين السرة إلى الركبة .

· أما الأحاديث عن المرأة فمعظمها موضوع أو ضعيف وهي على كل حال تخالف طريقة تعامل الرسول مع المرأة ، فقد كان فارسًا بمعنى الكلمة ومحبًا ومقدرًا للمرأة ، وكيف لا يكون كذلك وأول من أسلم كانت خديجة التي ناصرته عاطفيًا وماليًا ، وكان أول الشهداء امرأة وكان من النساء من تحارب دونه بالسيف عندما فر الرجال .

· بالنسبة للحجاب الذي يكشف الوجه والكفين فأنا أقبله لا كفرض ديني ولكن كزي عملي يريح المرأة من عناء التصفيف اليومي للشعر الذي لا تطيقه المرأة العاملة وهذا في نظري هو من أكبر أسباب نجاحه ، بالإضافة إلى ما في الأذهان من أنه الزي الشرعي .

· وقد يستحق الذكر أننا أصدرنا خمسة كتب عن المرأة «الحجاب» ، و«المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء » ، و«ختان البنات ليس سُـنة ولا مكرمة ولكن جريمة» ، و«جواز إمامة المرأة الرجال» ، و«قضية القبلات وبقية الاجتهادات» .


4- لم يعد الإسلام السياسي يخفي رغبته في السلطة سواء أكان محتكما إلى صناديق الاقتراع أم إلى العنف محققا نجاحات على مستوى عدد المناصرين ،وعدوه الأول " العلمانية والديمقراطية " قبل حكامه المستبدين . ما هو رأيكم في ذلك؟

· تعبير «الإسلام السياسي» تعبير ضال مُضل ، فكما قلنا في الرد على السؤال الأول إن الإسلام رسالة هداية تقوم على الإيمان الطوعي للأفراد وأنه لا يحكم في الحياة الدنيا ، وأن الحكم لله تعالى يوم القيامة .

· وقد أوضحنا في الرد على السؤال الأول تناقض طبيعة الإسلام كرسالة هداية لطبيعة الدول كأداة قهر ، وأود أن أضيف نقطة أخرى تلك هي أن السلطة هي مجمع الإغراءات من مال ، أو نساء ، أو سيطرة ، أو زهو .. إلخ ، وهي بالتالي أكبر أعداء الإسلام الذي هو قيم كالرحمة والخير والمساواة .. إلخ .

· ولكن السؤال يبرز قضيتين هما العلمانية والديمقراطية ، وأنا أقول إن الإسلام يتفق مع العلمانية في الفصل ما بين الدين والسلطة الحاكمة ، كما أنه يتفق معها فإنه ليس له رجال دين ولا أكليروس لهم حق الحرمان ، كما أن الإسلام بسيط وعملي وهما من خصائص العلمانية أيضًا .

· ولكن إذا كان معنى العلمانية هي إطراح عالم الغيب والاقتصار على الحياة الدنيا فهذا هو ما انتقدته الآية «إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ»

· بقيت الديمقراطية .. فإذا كان الخيار هو ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والشيوعية فلا شك أن الديمقراطية هي الأفضل .

· ولكن هذا ليس قدرًا مقدورًا ، ويمكن أن يوجد نظام حكم قد يكون أفضل من الديمقراطية ، ذلك لأن الديمقراطية ليست ــ كما يتصور أنصارها ــ الدواء من كل داء إنها حافلة بوجوه النقص والقصور ، والديمقراطية الأمريكية هي أسوأ ما يكون إعلاناً للديمقراطية لأنها تسمح لهيئة لوبي مثل الإيباك أن تجعل السياسة الخارجية للولايات المتحدة تعمل لمصلحة إسرائيل حتى عندما يضر بمصلحة الولايات المتحدة ، كما يجعل مصلحة الشركات الكبرى فوق مصلحة جماهير الشعب .

· ورأيي الخاص أن الديمقراطية ليست إلا الوجه السياسي للرأسمالية وأنها حملت إلى المجال السياسي كل أوزار الرأسمالية ، كما أنها كما لاحظ ذلك المفكر السياسي «هايك» هي الحكم بالأصوات بينما كان فلاسفة أثينا يفضلون الحكم بالقانون .

· وقد جلى «هايك» هذه القطعة من الأدب السياسي عندما دعاه البنك الأهلي المصري في احتفاله بعيده الخمسيني سنة 1955م فألقى محاضرة بعنوان «المثال السياسي للحكم بالقانون» جاء فيها : «إن حكم القانون كان هو المثال لكل الفلاسفة والمفكرين وكان فى أثينا ما يطلق عليه أسنوميا isnomia وهى كلمة أنسيت بعد ذلك ، وتقهقرت أمام كلمة «الديمقراطية» ، وعندما ظهرت فى قواميس القرن السادس عشر ترجمت إلى «المساواة أمام القانون» أو «حكومة القانون» أو «سيادة القانون» .

· وقال هايك «استخدم أفلاطون الكلمة كمضاد صريح للديمقراطية وليس كمرادف لها ، كما تعد الفقرات التى جاءت فى السياسة لأرسطو خلال مناقشته لأنواع الديمقراطية دفاعًا عن حكم القانون ، وليس عن الديمقراطية . الأمر الذى يدل عليه قوله «من الأفضل أن يحكم القانون عن أن يحكم المواطنون» ، و«أن يعين الأشخاص الذين يتقلدون المناصب العليا كحماة وخدما للقانون» وكذلك أدانته الحكومة التى «يحكم فيها الشعب وليس القانون .. وحيث يحدد كل شىء بأغلبية الأصوات وليس بالقانون» ، ومثل هذه الحكومة لا تعد فى نظره حكومة دولة حرة لأنه «حيث لا تكون الحكومة فى يد القوانين ، فليس هناك دولة حرة ، لأن القانون يجب أن يكون أسمى من كل الأشياء الأخرى» ، بل إنه ذهب إلى أن تركيز القوى فى أصوات الشعب لا يمكن أن يسمى ديمقراطية لأن مدى قراراتها لا تكون عامة ، وفى كتاب «البلاغة» قال إنه لمن أعظم الأمور أهمية أن تحدد القوانين السليمة نفسها كل النقط ، ولا تدع إلا أقل ما يمكن للقضاة» .

· وبالنسبة لجدة هذه الفكر على كثير من الكتاب ، فإننا أثرنا أن تنقل هنا نص الفقرات التى استشهد بها هايك عن هذه النقطة ، وها هى ذى :

… We find isonomia used by Plato in quite deliberate contrast to democracy rather than in vindication of it. In the light of this development the famous passages in Aristotle s politics in which he discusses the different kinds of democracy appear in effect as a defense of the ideal of isonomia. It is well – known how he stresses there that «it is more proper that the law should govern than any of the citizens», that the persons holding supreme power,, should be appointed only as guardians and servants of the law», and particularly how he condemns the kind of government under which «the people govern and not the law», and where «everything is determined by a majority vote and not by law». Such a government, according to him cannot be regarded as that of a free state, for when the government is not in the laws, and then there is no free state, for law ought to be supreme over all things». He even contended that any such establishment which centered all power in votes or people could not, properly speaking be called a democracy, for their decrees cannot be general in their extent. Together with the equally famous passage in his Rhetoric s in which he argues that «it is of great moment that well drawn laws should themselves define all the points they can, and leave as few as may be for the decision of the judges» :

THE POLICAL IDEAL OF THE RULE OF LAW BY F.A. HAYEK.

The National Bank of Egypt, Fiftieth Anniversary (1955) Commemoration Lectures – Cairo, P7



5- كيف تقيم واقع وأفاق الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي وفق المفهوم الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي الذي تطرحه؟

• خلال بحثي في تاريخ الحضارة الأوروبية ونهضة شعوبها وقفت أمام فئتين هما العمال والنساء ورأيت أنهما معًا خضعا لظلم شائن ، وأنهما مع هذا لم يستسلما لما حاق بهم من مظالم ، بل أنهم استطاعا أن يتوصلا إلى إبداع آليات تقوم بتنظيم عملها بصفة دائمة ومنهجية مثل الاتفاقيات الجماعية التي تنظم ظروف وعلاقات العمل ما بين العمال وأصحاب الأعمال على مائدة المفاوضات الاجتماعية التي حققت الديمقراطية الصناعية بأن جعلت للعمال صوتاً في إدارة الصناعة ، كما استطاعت أن ترفع الأجور بفضل الإضرابات المتعددة فحققت الاشتراكية .
• ومثل الإضراب والشروط التي يجب أن تتوفر فيه حتى يؤتي أثره ، ومثل العمل السياسي وعلاقة الحركة النقابية .
• وكنت كلما أوغل في القراءة كلما يتملكني الإعجاب بهذه الحركة النابعة من أعماق الجماهير والتي استطاعوا بها أن يحققوا ما أرادت الاشتراكية والديمقراطية دون التورط في أوزارهما السياسية .
• لقد دفعني هذا الإعجاب لأن أعد نفسي عاملاً ، وانخرطت في نقابة عمال الغزل والنسيج للقاهرة وضواحيها ، مع إني في هذه الفترة من حياتي كنت أبعد ما أكون تمثيلاً لعامل ، كنت جلد على عظم وكان وزني ما بين 40 و 50 كيلو نحيفاً أضع نظارات ، ولكني مع هذا انتخبت عضو مجلس إدارة لها في دورتين عام 1950م و1951م ، ومع أنها لم تكن منتجة لأن وسائل العمل النقابي كانت بدائية فإني أعتبر أنها من أسعد ذكرياتي .
• وقد تبينت أن الحركة النقابية المصرية محتاجة إلى الترشيد وإلى أن تتعرف على وسائل العمل النقابي في بريطانيا التي كانت مولدًا للحركة النقابية في العالم ، فاتصلت بمكتب العمل الدولي التابع لمنظمة العمل الدولية في جنيف ووثقت علاقتيبه ، واشتريت مجموعات تقارير الحرية النقابية التي وضعتها لجنة الحرية النقابية بمنظمة العمل الدولية عن الحالة النقابية في بريطانيا وأمريكا والاتحاد السوفييتي .. إلخ ، كل دفتر وفي كتاب من 160 صفحة وترجمتها ونشرتها الدار القومية وكان فيها أول تعريف لعمال مصر على نشأة وطريقة عمل الحركات النقابية في هذه الدول ، وصادف ذلك أن الدولة وقتئذ (1959م) عنيت بوضع قانون جديد للنقابات وأسست «مؤسسة الثقافة العمالية» التي اختاروني فيها محاضرًا عن التنظيم النقابي وتاريخ الحركة النقابية .. إلخ ، وفي سنة 1963م كونت المؤسسة الثقافية العمالية معهد الدراسات النقابية بالدقي الذي بدأت ألقي محاضراتي من أول دورة سنة 1963م حتى اعتزلت في سنة 1993م ، أي بعد ثلاثين عامًا متصلة من المحاضرات وكان المعهد يقدم دراساته للقيادات النقابية ، وكانت الدراسة إقامة لمدة شهر اختصر إلى أسبوعين عندما تكاثر العهد ، وكانت تلك هي فترة الناصرية والقومية العربية فحضر دراسات المعهد كل قيادات العمال من الوطن العربي بأسره وكل وزراء العمل في مصر درسوا في هذا المعهد منهم السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة .
• ولكن رغم التأييد الدعائي للحركة العمالية فإن ضرورات النظام السياسي الناصري الذي كان عسكريًا بالدرجة الأولى كان يضيق بالحركة النقابية ، وعندما أخذ المجتمع في التحول الاشتراكي فإنه اقتبس النظام النقابي المطبق في الاتحاد السوفييتي وكان يقوم على دمج النقابات الصغيرة بعضها في بعض بحكم القانون ليكونوا نقابة عامة وحصرت الدولة السلطة في النقابة العامة ، بينما جردت القواعد النقابية من حرية العمل وأدى إلى سد النشاط النقابي من منابعه ، وفي سنة 1963م نص القانون على ضرورة عضوية أي مرشح لمنصب نقابي أن يكون عضوًا في التنظيم السياسي الوحيد ــ الاتحاد الاشتراكي ــ فربطوا بين القيادات النقابية وعضوية الحزب .
• باختصار فقدت الحركة النقابية في مصر حريتها وفعاليتها وهو ما ينطبق على معظم دول الوطن العربي ، فقدت فعاليتها تمامًا ولم تستطع أن تتصدى لبيع القطاع العام وخصخصة شركاته أو بيعها لمستثمر أجنبي ، كما لم تستطع أن أن تجابه الظلم الذي اكتنف حياة العمال نتيجة لزيادة الأسعار مع جمود الأجور
• ويبدو أن الحركة العالمية في الدول العربية الأخرى خلاف مصر ليست بأفضل مما يجري في مصر .
• ولا حياة ولا قوة للحركة النقابية العربية إلا أن تطوي ضلالها القديم الذي زينه له قادة اتخذوهم سلمًا للسلطة ، وأن تتخلص من تدليسات المدارس السوفييتية وأن تعود إلى العمال مباشرة فتؤسس بإرادتهم وتدار بإرادتهم وتستهدف مصلحتهم المباشرة وهو في النهاية مصلحة الشعب بأسره ، ويتم تحقيق هذا عند تطبيق مبادئ الحرية النقابية وما وضعته منظمة العمل الدولية من ضمانات خاصة الاتفاقية القاعدية رقم 87 لسنة 1948م معظم الدول العربية مصدقة عليه .
• يتلو هذا بيان بأسماء المؤلفات النقابية لنا :
كتب مؤلفة
(1) الحرية النقابية (الجزء الأول)
(2) الحرية النقابية (الجزء الثانى)
(3) الحرية النقابية (الجزء الثالث)
(4) الحرية النقابية مجلد 3 أجزاء
(5) النقابات المهنية فى معركة البقاء
(6) مشروع لإصلاح الحركة النقابية المصرية
(7) أزمة النقابة بين المجتمع الرأسمالى والاشتراكى
(8) نحو حركة نقابية مثقفة
(9) الحركة النقابية حركة إنسانية
(10) الحركة العمالية الدولية (وسط)
(11) تعميق حاسة العمل
(12) الشورى فى الإدارة
(13) حق الإضراب
(14) الحركة النقابية من منطلق إسلامى
(15) منظمة العمل الدولية
(16) المعارضة العمالية فى عهد لينين
(17) لماذا يجب أن يكون للحركة النقابية عقيدة ؟
(18) نحو تعددية نقابية دون تفتت أو احتكار
(19) الحركة النقابية المصرية عبر مائة عام
(20) الحركة النقابية الدولية (موجز)

كتب مترجمة
(1) النقابات في الولايات المتحدة (1962م)
(2) النقابات في المملكة المتحدة (1996م)
(3) النقابات في الاتحاد السوفيتي (1962م)
(4) النقابات في السويد (1962م)
(5) النقابات في بورما (1963م)
(6) النقابات في الملايو (1963م)
(7) الأزمة المقبــلة (1963م)
(8) العمالة والتنميـة الاقتصادية (1966م)
(9) مدخل لدراسة الأجور (1966م)
(10) الإدارة العمالية في يوجوسـلافيا (1967م)
(11) العمل يجابه عصـرًا جديدًا (1968م)
(12) الديمقراطية النقابيـة (1969م)
(13) دستور منظمة العمـل الدولية (1970م)
(14) اتفاقيات العمل الدولية (في مجلدين) (1971م)
(15) توصيات العمل الدولية (1971م)
(16) البرنامج العالمي للعماليــة (1971م)
(17) المعارضة العمالية في عهـد لينين لمدام كولونتاي (2004م)
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المفاهيم القرآنية
أحمد الجاويش ( 2011 / 1 / 23 - 11:15 )
الأستاذ الفاضل جمال البنا كان لي الشرف بالتعرف والتحاور معك أكثر من مرة وربما اختلف خطابك هذه الفترة عن سابقتها لكن ليست هذه هي الإشكالية إنما الإشكالية هي قراءتك للآيات ببعد تاريخاني سواء فيما يُسمى بالحجاب أو غيره ،
القرآن الكريم كتاب كوني بمعنى أنه إسقاط للكون في صحيفة مقروءة -هذا هو موضوعه- وليس في القرآن تشريعات حسب معنى اللفظ المتداول ولا طائفية ولا عقائدية إنما هو هَدي وهدى للناس أي أنه يضع محطات لإنطلاق الإنسان لمهمة إستخلافه في الأرض وإكتشاف مكنون الكون من أجل الإنسان لذالك قراءة القرآن هي قراءة مستقبلية وللوصول لقراءة القرآن وآياته قراءة موضوعية يجب قراءته من داخله هو دون الإعتماد على سند خارجي وربما لا نختلف في هذه النقطة فأنت صاحب مقولة أن الروايات مكانها المزبلة إلا إذا كنت تراجعت عنها ، المهم قراءة القرآن بمفاهيمه هو الخاصة وأؤكد أن قاعدة قراءة القرآن بمافهيمه هو هي أهم خطوة لمعرفة المقصد القرآني وهديه :
( فاللفظ في القرآن أي لفظ مفهوم وليس موجود وهذا المفهوم واحد وليس متعدد وتدخل الموجودات أو ما نسمية المشترك اللفظي في هذا المفهوم حسب ما تحمله من دلالة المفهوم ) علما أن القرآن لسانه عربي وما عداه من ألسن البشر أعجمية بما فيها لساننا نحن المدعون بالعرب والقرآن لا يخضع لأي قواعد بشرية نحوية من ترادف وبلاغة وتقدير محذوف ومبني للمجهول وكل من هذه القواعد التى سجنت الفكر والولوج في القرآن حسب ما سطره صائغه تبارك وتعالى .
هذه نبذه جديدة لم نتكلم فيها معا عندما كان بيننا حوارت سابقة منذ عدة سنوات .
خالص تحياتي وتنمياتي بالصحة والسعادة


2 - رد الى: أحمد الجاويش
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:22 )
أريد أن أعبر عن تقديري للحوار المتمدن ، فقد لمست في كل التعقيبات ناقدة أو محبذة معلمًا من معالم الثقافة يضبط السياق العام ويحول دون تدهوره .
أريد ثانيًا : أن اقول أن موضوع الدين موضوع كبير شامل ومتشابك لأنه يعني بالله ، والوجود ، والإنسان ، لهذا يظهر أي حديث موجز عنه وكأنه أغفل جانبًا هامًا في حين أن الواقع هو أن المجال لا يسمح بذكر الحقيقة كلها .
ولعله كان واجبًا علىَّ أن أشير إلى بعض القواعد التي التزمت بها عند معالجة قضية الدين وهي التي تفرق بيننا وبين الفهم السلفي التقليدي الذي يسود عالم الإيمان الإسلامي ، وهذه القواعد ثمرة فكر متصل منذ أن اصدرنا كتابنا «ديمقراطية جديدة» سنة 1946م حتى أصدرنا كتابنا «نحو فقه جديد» سنة 2000م ففي كتاب «ديمقراطية جديدة» خصصنا فصلاً بعنوان «فهم جديد للدين» ، وفي كتاب «نحو فقه جديد» بدأنا الفقه الجديد .
من هذه القواعد أننا نفرق بين :
( أ ) الكتاب المقدس الموحي به من الله .
(ب) المؤسسة الدينية (الكنائس أو الفقهاء) .
(حـ) جماهير المؤمنين .
ونحن نرى أن لكل واحد منها طبيعة خاصة ولا يجوز الخلط ما بينها وبين غيرها .

******************************
( أ. الجاويش) :
أتفق معك ، وقد تسنح الفرص لإيضاح ما لم تسمح الفرصة بإيضاحه سابقاً .


3 - مداخلة أولى
رعد الحافظ ( 2011 / 1 / 23 - 12:57 )
الأستاذ المفكر الإسلامي الكبير / جمّال البنّا , تحيّة طيّبة وإسمح لي ببعض المداخلات وهذهِ أولّها
في إجابتكَ على سؤال السيّد ضياء ( الثاني ) بشأن النص المُقدّس قُلتَ ما يلي
فالقرآن له طبيعة الموسيقى ، ومن أجل هذا تتقبله الآذان بمجرد سماعه بحيث لا يكون هناك حاجة إلى تفسير .
وهذا قول يمكن تقبّلهِ جداً (أيّ قصدكّ تتقبلهُ الآذان ) .. نعم الآذان فقط , نظراً للموسيقى
لكن ربّما ترفض الكثير منهُ العقول , فما هو الحل ؟
****
ثم تضيف أنّ القرآن اُنزِلَ لكل العصور
أنا شخصياً لا أستطيع الإقتناع بهذا القول , فحسب رأيكَ هذا يُطالبنا المشايخ والأشياخ على السواء بإتباع القرآن في كلّ صغيرة وكبيرة وفي كل زمان ومكان
بينما نعلم جميعاً إنّ (واحداً بالمليون ) من مشاكلنا الحالية لا يمكن معالجتها بالقرآن , بل العلم تطوّر وجاءنا بالحلول المناسبة لكل شيء , خذ عندكَ مثلاً , تطوّر علم الأجنّة وزراعة الأعضاء وأنواع الحمل الإصطناعي الطبّي ( عكس الطبيعي ) وضرورات تحديد النسل البشري
لمجابهة الظاهرة المالتوسية وغير ذلك كثير, القرآن يعجز هنا في إيجاد الحلّ
والمشايخ يستغلون بعض نصوصهِ لمعارضة العلم , علم التطوّر مثلاً , كيف توفّق ؟
****
مقولة / الدين تُفسد السياسة والسياسة تُفسد الدين , تمثل حقيقة واقعة في مجتمعاتنا وكل مكان , فلماذا , تُطلق ألسنة المشايخ اليوم للتدخل في كلّ شيء في حياة الناس ؟
أقصد لماذا لاتدعو الى سنّ قانون يُجرّم ويمنع تدّخل مشايخ الدين في حياتنا العادية ؟
فلو سمعتَ لبعضهم ستُصاب بالدهشة والحيرة الى حدّ الضحك أو البكاء , لا أدري ؟
أمس سمعتُ الشيخ / خالد الجندي , يُجيب طفلاً يسألهُ عن إمكانية قبول الهدية من بابا نوئيل في أعياد الميلاد المجيد ؟ فأجابهُ , بل إقبلها من(( بابا محمد )) في مولد الرسول الكريم
والثانية / من موقع السيستاني , تهّكم البعض على فتواه , واحدة بكراهية مصافحة المرأة
وفتوى ثانية / بجواز وطيء المرأة من دُبرها في حالة موافقتها وإلاّ فالأصل كراهية ذلك
وعلّق المذيع يجوز وطيء دبرها لكن لايجوز مصافحتها وضحك الجمهور كثيراً , فهل ترى معي كيف جعلونا إضحوكة بين الأمم ؟
وحتى لا أتوسع في الأمثلة أقول ما يلي
أشعر أنا وغيري كثير ممن عايش المشايخ عن قرب أنّهم يُعلنون شيئاً , ولكن هم أنفسهم
يتحايلون على كلّ الآيات والمباديء ولا داعي للأمثلة أكيد سمعتَ عن الكثير منها
فلماذا لا يُحاكم هؤلاء بقانون ( أزهري مثلاً ) على أكاذيبهم وفتاويهم المؤذية للناس والمجتمع والدولة عموماً , فهي البداية في كلّ عملية قتل للآخرين المُسالمين ؟
تحياتي لكَ دوماً سيدي الفاضل وأتمنّى لكل الصحة والعافية لتستمر بالعطاء


4 - رد الى: رعد الحافظ
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:22 )
نقول أن الأذان قد تتقبل القرآن بحكم نظمه الموسيقي بمجرد سماعه ، ولكن ربما ترفض الكثير منه العقول ، وأقول إن مهمة النظم الموسيقي هي تفتيح الأذان وبمجرد أن يتم هذا يبدأ الحديث عن القيم من حرية أو مساواة أو معرفة أو المقاصد الأخرى للقرآن ، فالنظم القرآني وقدسيته ليسا إلا وسيلة لإساغة الحكم والقيم واستيعاب القصص القرآنية .
كما أنك قلت إن القرآن أنزل لكل العصور .. إلخ .
وعندما أقول هذا فإنه لا يعني بالطبع وجود الحل لكل مشكلة صغيرة وكبيرة فهذا مستحيل ، ولكني أعني أنه يركز على الكليات والقيم التي تحفظ تماسك وقوة المجتمع ، وهذه القيم لا تتغير كما أنها لا تفقد فعاليتها على مر الزمان .
أخيرًا يضيق الأخ رعد الحافظ بالغثاء الذي يزيد فيه ويفيض بعض العلماء الذين هم أشبه بالقصاصين في العصور القديمة التي كانوا يؤثرون على الناس قديمًا ويؤثرون عليهم حديثاً ويضلونهم عن سواء السبيل .
ويتساءل لماذا لا يحاكم هؤلاء بقانون ؟! والرد إننا نؤمن بحرية الفكر ولا نسمح ولو بثقب واحد فيها لأن هذا الثقب سيتسع ويبتلع كل شيء ، والحل بالنسبة لهؤلاء هو إظهار جهالتهم ، وهذا هو ما سيقضي عليهم ، نعم .. إنه يحتاج إلى جهد ووقت ، ولكن هذا أهون من المساس بحرية الفكر ، كما أن مصادرة كتب هؤلاء ستجعلهم أبطالاً ، وستجعل لكتبهم السـاقطة أهمية ، وليس ثمة من حل إلا تفنيد أقوالهم .


5 - تعليق
انبثاق محمدغني ( 2011 / 1 / 23 - 16:57 )
تحياتي اليك استاذنا الغالي جمال على مقالك الاكثر من رائع وانا اضم صوتي لصوتك .........استاذي يا ريتنا حتى اننا بقينا على الاسلام بزمن الرسول وهذا اضعف الايمان ويا ريتنا نحن العرب لدينا من صفاة الاسلام ذرة وهذا قبل حوالي 1400 سنه اوهو دين الرافه والتسامح ومساعدة المحتاج والخ....من صفاة جميله والمفروض ان التطور صفة البشر لكننا ومع الاسف في تراجع مستمر وتحوير حتى في الاسلام فمن من المسلمين اليوم لديه تلك الصفاة غير انهم منقادين دون تفكير لعاداة باليه ويسيرون عليها وهم مغمضين الاعين سوى على مصالحهم ومطامعهم ويتسترون بالدين وعليهم بالظاهر ان زوجاتهم محجبات امام الناس فقط ومن ورائهم يفعلون ما يحلوا لهم ليست مشكله لديهم اذا فعلوا الفواحش اهم شىء انهم شكلا محترمات ونفس الشىء الرجال من منهم راى فقير والتفت اليه واذا التفت فهو طامع انه سياخذ اضعاف اضعاف بالجنه فاي اسلام هذا نحن العرب اصبحنا ارذل الشعوب برغم اننا متمشدقين بالاسلام وهي مشكله كبيره اكبر مما نتصور .........تحياتي لك


6 - رد الى: انبثاق محمدغني
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:22 )
شكرًا لمشاعرك النبيلة ، وأقول إن «البركة» فيكم فأنتم الذين ستحملون لواء دعوة تجديد وتحرير الإسلام .


7 - شكر للكاتب
عين العراقي ( 2011 / 1 / 23 - 16:57 )
مقالة رائعة يستحق من خلالها كل الاحترام والتقدير لكاتبها الاستاذ جمال البنا


8 - هذا الرجل أكثر الناس حبا لدينه وصاحب فكر عظيم
محمدعبدالله الحميري ( 2011 / 1 / 23 - 21:38 )
كم أتمنى من الله أن يعجل بمجيء اليوم الذي تسود فيه نسمات هذا الفكر الحر الذي يدافع عن جوهر ومعاني الدين الإسلامي والفكر الإسلامي العظيم، دين الله الذي ارتضاه لعباده من مختلف الأجناس والألوان والعقائد. جزاك الله ألف خير على نور فكرك وشجاعة قلبك وقلمك أما سلطان الخرافة الجائر المسيطر على من يعتبرون أنفسهم علماء الدين وورثة أنبياء الله زورا وبهتانا باتباعهم الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا، وأسأل الله أن يفتح بكلامك قلوبا صمت آذانها عن سماع وفهم الحقائق كما هي، وكما أراد لها رب الناس ملك الناس إله الناس سبحانه وتعالى. ولقد كنت دائما أحترم فكر هذا الرجل وشجاعته وحبه للعمل بدون ضجيج ولا رياء ولا تمظهر خداع. وأعتب عليه أنه حين ضرب مثلا لضلال الدولة الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية. أنه لم يضرب بدولة الأفاق الخميني ضمن تلك الدول الفاسدة، وأتمنى أن أسمع أو أقرأ له ردا على هذا التساؤل، وهل أنه لا يعتبرها ضمن هذه المجموعة التي أشار لها كالسودان والسعودية وباكستان وطالبان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وفيما عدا ذلك فأشهد أنه قال الحق وبه نطق


9 - رد الى: محمدعبدالله الحميري
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:22 )
عتابك مقبول عن عدم ذكري إيران كمحاولة لبعث دولة إسلامية في هذا العهد الذي جاء من باب السهو ، ورأيي أن الخميني رجل دولة أكثر مما هو رجل دين وسخر الدين لإقامة الدولة التي هي في ذهنه ، وأعتقد أنه جنى على الفكر الشيعي الحافل بالخرافات بخرافة «ولاية الفقيه» ، وبالمناسبة فإني كشفت عن خداعه عندما تعرضت لتاريخ حركته في كتابي «الإسلام دين وأمة وليس ديناً ودولة» ، وكيف أنه غدر بكل الحلفاء الذين أعانوه بمجرد تقلده السلطة .. ولعل آخرهم «منتظري» الذي كان يفترض أن يصير خليفته .


10 - الاسلام والديمقراطيه
على سالم ( 2011 / 1 / 24 - 00:44 )
الاستاذ جمال البنا ,اجد صعوبه فى فهم طرحك الفكرى وتوجهاتك ,ااسف ان اقول لك ان كل قناعاتك تصطدم مع بعضها البعض ,هذا الاسلام الجديد الذى تتحدث عنه يتنافر تماما مع معطيات الاسلام الحقيقيه والمذكوره فى القران والسنه وكتب التراث ,انك تستخدم الاسلوب المطاطى فى تفسيرك لاايات القران وايضا لى المعنى لكى يتوافق مع طرحك مما يضعك فى موقف صعب ,او بمعنى اصح انك تبدو كالحاوى الذى يخرج من جرابه اى شئ يتخيله المشاهد .,اشكرك لااعطائى الفرصه لكى اسجل ملاحظتى


11 - رد الى: على سالم
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:23 )
ارى أنك تجاوزت الخطوط لحوار عقلاني بحجة أن هذا الإسلام الجديد يتنافر مع كل معطيات الإسلام الحقيقية المذكورة في الكتاب والسُـنة والتراث ، أقول أنك أخطأت في هذه الجملة باستثناء الجملة الأخيرة الخاصة عن التراث ، فنحن فعلاً لا نعترف بالتراث أصلاً أصوليًا ، فالتراث لا يعود إلى الإسلام ولكن إلى المسلمين ، وهناك فرق أرجو أن تجهد نفسك قليلاً لتعرفه ، إن الإسلام الذي ستلقى الله به هو إسلام الله والرسول وليس إسلام التراث أو الأئمة الأعلام .. إلخ .


12 - التحامل على مفهوم الديمقراطية والشيوعية
اميرة بيت شموئيل ( 2011 / 1 / 24 - 03:26 )
السيد الفاضل جمال البنا
تقول (( ورأيي الخاص أن الديمقراطية ليست إلا الوجه السياسي للرأسمالية وأنها حملت إلى المجال السياسي كل أوزار الرأسمالية
وكذلك تقول (( فإذا كان الخيار هو ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والشيوعية فلا شك أن الديمقراطية هي الأفضل
لماذا الخلط بين مفهوم الديمقراطية والشيوعية وممارسات الدكتاتورية والراسمالية؟؟
الا تجد في ردك نوع من التحامل على مفهوم الديمقراطية والشيوعية؟؟ .


13 - رد الى: اميرة بيت شموئيل
جمال البنا ( 2011 / 1 / 27 - 12:23 )
تقولين فإذا كان الخيار هو ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والشيوعية .. إلخ وتتساءلين لماذا الخلط ما بين مفهوم الديمقراطية والشيوعية وممارسات الديكتاتورية .. إلخ .
ليس هناك خلط لأننا نتحدث عن نظم سياسية حاكمة هي :
( أ ) ديمقراطية كالتي في بريطانيا والولايات المتحدة .
(ب) ديكتاتورية كالتي في عهد هتلر وموسوليني .
(حـ) وشيوعية كالتي كانت في الاتحاد السوفييتي .
فليس هناك خلط لأنها نظم سياسية ، ولأننا نفضل الديمقراطية عليها ، أما قولنا إن الديمقراطية هي الوجه السياسي للرأسمالية ، فالرد عليه تاريخي أن تجربة الديمقراطية في المجتمعات الأوروبية لا تعود إلى تجربة أثينا ، ولكنها نشأت في أواخر عهد الإقطاع الذي كان يقوم على الالتزام .. التزام الفلاح (الذي كان وقتئذ في منزلة القن serf ــ أي أنه وإن لم يكن عبدًا ، فإنه لم يكن حرًا تمامًا ، باللورد والتزام اللورد بالملك والتزام الملك بالبابا ، وكانت العلاقات تقوم ما بين الطبقات لأن شخصية الفرد لم تكن حتى استكملت خصائصها ، وكان الهدف هو السلام وإبقاء كل شيء على ما هو عليه . وفي الحقبة الأخيرة لهذا العهد نشأت مجموعة من فلاحين وتجار نابهين أرادت الاستقلال من القيود الطبقية فلجأت إلى «بورو» borough وبالفرنسية burg بورج ، أي قلعة قديمة مهجورة ، أو ناحية نائية ، وكانت مثل هذه موجودة بكثرة ، وأعطت اللورد صاحب هذه الأرض مبلغاً من المال لقاء إعطائها «شارتر» بحريتها في العمل وإعفائها من الالتزامات الطبقية نحوه ، وبدأت هذه النخبة عهدًا جديدًا تكون العلاقة بين الأفراد بعضهم بعض وليس الطبقات وتكون على أساس «تعاقدي» ، ويكون مناخ العمل الحرية ، أما الهدف فهو الربح ، ونجحت تجربة هذه النخب وظهرت في أواخر عهد الإقطاع هذه النخب وأخذت تتسع وتقوى بقدر ما كان الإقطاع يتهاوى وينتهي وأطلق على هذه النخب البورجوازيين .
كان ظهور هذه النخب في أواخر العهد الإقطاعي في أوروبا الذي أنهى عهد الإقطاع وبدأ عهدًا جديدًا ظهرت فيها الـ Craft unions ، النقابات الحرفية أو المهنية بدور قصير في تمثيل الإنتاج ولكنها أسلمته إلى أصحابه الطبيعيين «التجار» الذين تقلدوا الزمام الاقتصادي ووضعوا أساسها شرعة حرية العمل وحطموا الحواجز التي كانت بين المدن بعضها بعضًا ليصلوا إلى السوق القومي ، فمهدوا الجو لظهور الثورة الصناعية التي وضعت حدًا فاصلاً في التاريخ الإنتاجي إلى ما قبل الثورة الصناعية وما بعد الثورة الصناعية .
إن شعار laissey-faire laissey faire لم يكن شعارًا اقتصاديًا فحسب ، بل كان أيضًا سياسيًا ، وهو الذي أوجد «لا ضرائب دون تمثيل» No taxation without representation الذي هو أساس انتخاب نواب .
وأوجه الشبه بين الديمقراطية والرأسمالية واضحة السمة ، فكل منهما يقوم على الفرد وكل منهما متمسك بحرية العمل وكل منهما يستهدف الربح «الكسب» في مجال الاقتصاد والسلطة في مجال السياسة ، ولا يعسر على من يتصدى لدراسة التاريخ الاقتصادي لأوروبا أن يلمس التواصل والتشابه ما بين الديمقراطية والرأسمالية التي كانت سابقة وأورثت الديمقراطية خصائصها .



14 - مداخلة
مازن البلداوي ( 2011 / 1 / 24 - 06:39 )
الأستاذ الفاضل جمال البنّا
عند كتابة مداخلتي هذه لم اجد اية مداخلة أخرى،واستغربت جدا لعدم وجود المداخلات،على كل حال سأدون نقاط استفساري راجيا منكم التفضل بالأجابة عليها

باعتبارك مفكرا اسلاميا تريد الحفاظ على الأسلام وكينونته الأيمانية وتعتبر تداخله في الأمر السياسي تلويثا له بسبب عوامل السلطة من مال ونساء....الخ،مامدى التأثير الذي سيؤديه رأيك كما تعتقد امام مؤسسات لها وزنها مثل حركة الأخوان المسلمين؟ وهل ترى ان تشكيل جبهة تنويرية بهذا الأتجاه الذي تنادي به ضرورة ملحة للحفاظ على جوهر الأسلام؟

هل ترى بنظرك ان استمرار المدارس الدينية المتخصصة كما جامعة الأزهر ضرورية في زمن وعصر اختلفت فيه مناهج التعليم في العالم، ام انّك ترى ان مثل هذه المدارس تستطيع ان تتعصرن وتتجدد بما يواكب روح العصر من نهج علمي تتسابق فيه الأمم لغرض التطور العلمي بما يخدم الأنسان؟

كما ذكرت...انك لاتحب ان يطلق على القرآن بأنه حمّال اوجه،ولكنك تفضل بان يقال ان القرآن فيه سعة...مالمقصود بهذه السعة؟ هل هي الفسحة التي يتسلل اليها من يريد عصرنة النص المقدس كي يتطابق النص مع معطيات زمن وعصر معين؟ وان كان هذا هو الجواب، فمن هو المخوّل بذلك؟

لقد تفضلت وقلت بان القرآن انزل للناس، فأي ناس تقصد؟ هل هم الناس الذين يقرأون العربية، ام الناس الذين يقرأون ويفهمون العربية، ام هم الناس الذين لايقرأون ولايفهمون العربية؟ وماهو السبيل برأيك لغير الناطقين بالعربية كي يفهموا ويميزوا ما جاء به، الا ان يستعربوا؟ اذن هل نفهم من هذا انها دعوة العالم للأستعراب؟ ام ان الناس الذين قصدتهم هم فقط العرب ولا احد غيرهم؟

لو اتيحت لك الفرصة بان تكون احد اعضاء لجنة صياغة دستور جديد في مصر او في العراق او سوريا او تونس، فما هو موقفك من الفقرات الخاصة (بالحريات العامة من لباس وتفكير مقترن بتعبير،الخمور،منابر التنوير،وحرة اعتناق الدين) وحسب ماصرحت به من مبادىء فصل الدين عن الدولة وان الله هو الحاكم؟

لايسعني الا ان اطلب سعة صدرك وتسامحك عن اية هفوة قد اكون ادرجتها،فما القصد من الأستفسار الا الأستنارة بفكر يحمله اناس مثلك

تقبل شكري وتقديري


15 - دعوة
محمد الدرقاوي ( 2011 / 1 / 24 - 09:26 )
ادعو كل مسلم رجلا وامرأة من كان يتسلح بعلم ـوالعلم لدي لايقتصر على علوم الدين
ان يقرأ هذا الرجل بعقل ومنطق وان يغوص معه في اعماق كلماته فعسانا نركض قليلا بدل الحبو المريض والذي يضاعف ابقاءنا في لفائف الرميم وكان علوم الدين ما استوعبها الاالأوائل وكأن ما تجلى اليوم من علوم لا حظ لها من عقل ولا ايمان لها باله ل


16 - العقيدة و التشريع
عامر احمد درادكة ( 2011 / 1 / 24 - 13:32 )
نشات العلمانية في البيئة الاوروبية نتيجة ظروف سياسية و اقتصادية و اجتماعية محددة نابعة من سيطرة الكنيسة و رجال الدين سيطرة متحكمة و متحجرة على مجريات الحياة في تلك البلاد, فجاء المثقفون و اصحاب دعوات التنوير بالعلمانية لانهاء سيطرة الكنيسة على الحياة المدنية و لكن ليس انهاء دورها اي الكنيسة و الدين في المجتمع و تعزيز القيم الروحية في نفوس الناس. و بذلك فان العلمانية بمفهومها المعتدل البعيد عن صور التشنج و التطرف تدعو الى اشاعة مناخ الحرية و تفعيل دور العقل البشري في كل جوانب الوافعي الفعلي الانساني و الطبيعي لذا اقترح محمد عابد الجابري باستبدال مفهوم العلمانية لما يحدثه في ذهن العربي المسلم من اشكاليات بمفهوم العقلانية و الديموقراطية, و الكاتب جمال البنا يستبدله بالمدنية. و من المؤكد فيه ان الدين الاسلامي دين داع في الكثير من المواقع الى الحرية و العقلانية. ان الدين الاسلامي الحنيف وضع قواعدا عامة و اساسيات شمولية تنظم الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها و فتح باب الاجتهاد لكي يتمكن المجتهدون الاكفياء من استنباط قواعد و تشريعات جديدة ذات اصول اسلامية خالصة و متناسبة تماما مع روح العصر الحاضر و ملبية لمتطلباته ممل يجعلها متزاوجة بين الاصالة و المعاصرة فتتحقق بذلك صلاحية الدين الاسلامي لكل زمان و مكان. بشكل اخر, ان الدين مكون من عقيدة و تشريع, فالعقيدة اساس لايجوز الخوض فيه و لا يستطيع العقل ان يصل الى نتيجة يقينية به لذا يتوجب اخذها من الوحي عن طريق الخبر و الايمان بها دون التفكير في كيفية اثباتها كمثل الايمان بالله الواحد الاحد الفاعل المطلق في هذا الكون و الايمان بالاخرة و الحساب و العقاب و غيرها, اما التشريع فله قواعد و اصول عامة ذات اهداف غائية تتلخص في مصلحة الانسان و تحقيق العدالة و بذلك فان اي تشريع او قانون يضعه الانسان يلتزم بحفظ المصلحة للمسلم و يضمن تحقيق العدالة يكون من صلب الدين الاسلامي. اذ ان الدين خير و هدفه اسعاد البشرية فما وافق هذه القاعدة من تشريع فهو منه و ما حاد عنه فهو ليس منه ابدا. و من هنا فلابد ان يعود العلماء و المجتهدون المتشبعون بافكار الحداثة و ما بعدها باعادة قراءة التراث العربي الاسلامي قراءة متانية ملتزمة بفقه الواقع و بذلك تتم القطيعة المعرفية التي ستشكل المحرك لتحقيق التنمية الشاملة للامة الاسلامية. و من المعلوم, انه ضطرت في الفترة القريبة الماضية عدد من النظريات و التوجهات اللغووية و الفلسفية في كيفية قراءة النص و تحليل الخطاب الشفوي و المكتوب, و قد ظهر عدد من المفكرون العرب و المسلمون الذين طبقوا و دعوا الى تطبيق هذه المدارس في قراءة النصوص الاسلامية و الكتب التراثية في الفكر اللاسلامي كمثل محمد اركون و الجابري و محمد اقبال و ابو زيد و حسن حنفي و غيرهم, و انني اتبنى فكرة امكانية تطبيق هذه المدارس الحديثة من البنيوية و التفكيكية او التقويضية و فلسفة موت المولف و الفيللولوجيا و مدارس الانثروبولوجيا و غيرها على نصوص التراث الفكري العربي و الاسلامي و لكن من عدم الممكن تطبيقها على القران الكريم و السنة النبوية الصحيحة لانها مقدسان و مصدرهما الله المتصف بالكمال , و هذه المدارس تتطلب نزع القداسة عن النصوص. و اخيرا, ان المراة نصف المجتمع و بتعطيل دورها يعني تجميد قوة هائلة من الممكن ان تسهم بصورة كبيرة في مسيرة الانتاج و البناء و لذا من الضروري حث المراة على العمل بما يتناسب مع امكاناتها و سيكولوجيتها, اما لباسها فان الاكتفاء بكشف الوجه و الكفين مناسب للمراة و يضمن الحشمة.ختاما, اشكر الحوار المتمدن التي اتاحت لنا القراءة و الحوار و ارجو ان اقرا تعليق


17 - تحية من القلب
... نابلس فلسطين مفيد دويكات ( 2011 / 1 / 24 - 14:08 )
اغتنم هذه المناسبة لاتوجه بالتحية والتقدير والاحترام الى الاستاذ جمال البنا سائلا الله ان يمنحه الصحة والعافية وان ينفعنا بعلمه ووعيه النقي فنحن بامس الحاجة الى رجال دين يفكرون بهذه الطريقة المتحضرة لننشر وعيا دينيا صادقا بين جماهير امتنا التي تحاول فضائيات ورجال دين مسيسون تغييب وعيها وتحويل ابصارها عن مشاكلها الحقة
الف تحية لك ايها الكريم


18 - كم ضاقت السبل بتا
داليا محمد عبدالحميد ( 2011 / 1 / 24 - 18:02 )
تحية طيبة استاذ جمال البنا
حوار رائع وارجو سعة الصدر
ضللنا الطريق وبيننا قيمة وعلم مستنير فهل هذا لان علم استاذ جمال يحتاج لقنوات وروافد تاخذ به من المنبع للمصب والترع ليروى ظمأ الجهل والاستبداد والقهر مسلمين لا نعرف مسيحيين لا نعرف ونعيش نقلد ما الفينا عليه اباؤنااان المسافة بين العمق والسطح هوة كبيرة

لا نختلف كمثقفين علي علم ولكن نختلف في طرق التعليم والا سنظل نختلف ويرفض بعضناالاخر لفقدان التواصل نعيش ضائعين بين مثقفين لا نعرفهم و سلطة ترفض العلم الجديد وترفض التغير والتحول والتطور


19 - اين تصنف نفسك
samir hamdi ( 2011 / 1 / 24 - 19:42 )
للسيد جمال البنا رؤى مغايرة فهل تفضلون سيد جمال ان افكاركم هي رؤية داخلية من الجسم السني والنسق السلفي نفسه، ام هي رؤية استشرافية جديدة من خارج السياق
سؤال مباشر : السيد جمال يصنف نفسه ضمن اي فكر


20 - إن لم يكن من الدين فمن أين ؟؟؟
عبدالله النوبي ( 2011 / 1 / 24 - 21:58 )
حاكمية الدين فرض وليست خيار بأي حال من الأحوال فطالما أنك رضيت بالإسلام ديناً فمعناه أنك رضيت به حُكماً وحاكماً ولا تخيير أو تبديل للتشريع بحسب الأهواء وبحجة تغير الأزمان والأحوال فالتشريع هو أساس الدين ومتى ما تم التشريع من غيره فقد قيمته ومعناه (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فهو في الآخرة من الخاسرين ) فلا مناص من عدالة الإسلام وقوانينها أما التطبيق فنعم بعض الدول أو هيئات فيها أو أفراد يلوون النصوص ويفرضون رأي فقهي قسراً لكن هذا لا يعني أن نقصي الدين بل نحاسب هؤلاء على أفعالهم وتطبيق الشريعة والدين ليس وصاية أو تحكم بالناس انما هو أمر بمعروف ونهي عن منكر متى ما تم مشاهدته بالأماكن العامة وهو فرض على الجميع وليس الدولة وحدها وليس هناك وصاية في البيوت مثلاً بل الوصي صاحب البيت وعائله هو الحاكم عليه والمنفذ لما يدين به أما مسألة الحريات بشتى مللها ونحلها فلا غضاضة فيها فالدول كلها بها وزارات ومنظمات ولم يقولوا هذه بدعة من عمل الشيطان لكن لابد أن تكون مرجيعة هذه المنظمات والهيئات والحريات هي مرجيعة الدولة ذاتها وتأخذ من قوانينها التشريعية الدينية ومتى ما حادت عن هذا وسعت وطافت تروج سلعة غيرها شذت عن الجماعة ومرادها ولو لبست ثياب عفاف حقوق الإنسان والأمومة والطفولة والمرأة فالقناع لا يلغي ما تحته أبداً ..... ولي عودة ان شاء الله


21 - فكر الشبهات
عبد الله إغونان ( 2011 / 1 / 25 - 00:33 )
يكفي الرجوع إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مادة حكم لكي نعرف أن النص القرآني يؤكد تحكيم شرع الله و الآيات في ذلك كثيرة(فلا و ربك لا يومنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم...)النساء34اما بالنسبة للحجاب ففي سورة الأحزاب ضبط لباس المرأة المسلمة في الآيات33و36و53و59من سورة الأحزاب.تنص بعبارات واضحة
ـ و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
ـ و إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب
ـ قل لأزواجك و بناتك يدنين عليهنمن جلابيبهن
وعرفت انواع من الحجاب لدى الشعوب المسلمة (لثام، خمار،إزار،طرحة،ملحفة..) و ما زالت كل أنواع الملابس التي ترمز للعفة بل حتى لى غير المسلمات.
آراء الأستاذ جمال البنا غريبة شرعا و تاريخا و من شخص هو أخ إمام الدعاة الشهيد حسن البنا رحمه الله


22 - الاكراه في الدين
أيمن منير ( 2011 / 1 / 25 - 06:21 )
الأستاذ البنا,تحية تقدير واحترام
مارأيك السيد البنا في الحديث القائل بأن تارك الصلاة يقتل حدا,وفي مقولة-أمرت أن أقاتلهم حتى يشهدوا أن لا اله الا الله...اخ.أليس هذا اكراها في الدين
وشكرا


23 - الى الامام
داليا خيري ( 2011 / 1 / 25 - 06:38 )
كما عودتنا استاذ جمال على مواضيعك التي تمس صلب الموضوع دون تجريح او الثرثرة التي تبعدنا عن الحقيقة
نشر هذا المقال وتعميمه فيه الخير الكثير وتوعيه المجتمع الاسلامي بالاخص احوج اليها فهو مجتمع اعمته ترهات المشايخ وشغلهم الشاغل في تغييب المواطن وتعقيد مخرجات الحياة عليه
الى الامام كلنا معك


24 - تناقض
د.منذر عياشي ( 2011 / 1 / 25 - 09:23 )
قرأت فعجبت لكاتب يريد أن يتصدى لأمر في الدين فاذا به يقع في تناقض مع المعقول وجهل بالمنقول . واني أعتقد أن الحاجة قد غدت ماسة بغض النظر عن اتجاهنا السياسي أو العقدي الى كتابة عالمة ، فان لم يكن هذا فان الجهل والتحيز الآيدولوجي سيرتدان بنا الى ما دون مرتبة .... وكفى كفى سفها . أقول أعطني علا وخذ مني قوت يومي .


25 - ألدين ألنصيحة
صفاء ألدين الشيشاني ( 2011 / 1 / 25 - 16:18 )
تحية للأستاذ جمال ألحجاب ألمعقول ألذي يستر ألمرأة ويظهرها بمظهر يخفف من وطأة ألتبرج ألفاضح
ألذي يجلب ألنظر لا ضير فيه . هذا الموضوع لا علاقة له بالنظم ألتي تحكم وليس له علاقة بالعناصر ألتي تحكم وليس له علاقة في قضية فصل ألدين عن ألدولة وليس ألعلة هي في ألدين وأنما ألعلة في رجال ألدين ممن يمدون أنوفهم ويدخلوها في ألسلطة لا لأجل أنصاف ألمظلومين ولا لأجل ألعدل ولا لأجل ألتقدم ولا لأجل ألبناء والأرتقاء ولا لأجل ألحفاظ على حدود ألوطن ولا لأجل سيادة ألعدل وعندما يكونون هكذا فأن ذالك يعطي مفهوماً بأن رجال ألدين قد فشلوا في ألسياسة وفي ألأدارة ولوكانو هؤولاء ألرجال على صدقاً ومعرفة وأيمان وعلى مر ألعصور ألتي أعقبت زمن ألرسالة ألأسلامية لما أعطوا المجال لكي ينبذ أتباعهم وتأتي ألمنادات بفصل ألدين عن ألدولة وأقصاءأصحاب ألأفكار الدينية عن ألحكم والسلطة ,وكذالك من أسباب ألفشل في هذا ألمجال أن رجال ألدين يحملون أفكار دينية وحسب مع ضعف في الجانب ألسياسي ألذي فرضته ألحياة ألعصرية بعد ألتقدم ألحاصل وذالك ما يؤكده ألزمن لو عدنا أليه نرى أن ألحكومات في ألقديم والسلطة كان يقودها رجال ألدين . فالذي أريد أن أركز عليه هو أننا يجب أن نفهم ومعنا رجال ألدين أن ألوقت يختلف عما كان عليه قديماً لأن ألسياسة مبغاها شيء وألدين فيه حكم ألله ألذي لا أختلاف فيه ولا يقبل ألشك ولا يقبل ألتسويف كما ذالك في ألسياسة
لأن ألسياسة فيها كذب كثير والدين لا يقبل هذا فلذا من ألافضل أن تترك ألادارة ألحالية لأهلها من ألكفاءة والأختصاص ويبقى ألدين ألاساس ورجال ألدين لهم ألنصيحة --- أنما ألدين ألنصيحة . ولكم ألف تحية وبالتوفيق


26 - انعدام الحقوق والحريات
جوزيف شلال ( 2011 / 1 / 25 - 17:30 )
الاخ العزيز المحترم الاستاذ جمال البنا

قلناها ونقولها وسنبقى نرددها لا يوجد حريات وابسط الحقوق في الاسلام , الاسلام بحاجة الى تغيير جذري في المفاهيم والافكار وحذف الاحاديث والايات التي تكفر الاخر وتدعوا الى قتله وتهميشه .
لا المراة ولا الرجل لهما حقوق في الاسلام ومن يقول ان هناك ادنى حقوق في الاسلام فهو يضحك ويقشمر نفسه ليس الا .
لا يوجد اسلام معتدل واسلام محافظ او متزمت الكل واحد . تغيير الدساتير والقوانين وفصل الدين عن السياسة والدولة اي الدين لله والوطن للجميع قد يؤدي الى نوع من الحريات والحقوق .
التخلص ونبذ جميع الاحزاب الدينية سواء كانت مسيحية او اسلامية . لان كل حزب ديني هو فاشي ونازي وعنصري وطائفي واتباعه مختلون فكريا وعقليا وشكرا .


27 - العلمانية نتاج حضارة حديثة
محمد علي مقلد ( 2011 / 1 / 25 - 18:25 )
تحية احترام إلى الأستاذ جمال البنا
الملاحظة التي سأسوقها تندرج في إطار المنهج لا في إطار نقاش الأفكار الواردة في الحوار. العلمانية مصطلح ينتمي إلى شجرة عائلة ، والفكر الديني إلى شجرة أخرى. وشجرة العائلة في أي مصطلح لها جذورها في البنية الحضارية. العلمانية من ثمار الحضارة الرأسمالية بينما ينتمي الفكر الديني إلى الحضارة السابقة على الرأسمالية. وحتى لا يساء فهم هذا التصنيف يمكن للقارئ أن يعود إلى نص منشور في صفحتي في الحوار المتمدن وعنوانه : الشيوعيون بين اضمحلال الدولة وتدمير الدولة. وخلاصة الفكرة الواردة فيه هي أن الحضارة السابقة على الرأسمالية تميزت على الصعيد الاقتصادي بهيمنة الزراعة، وعلى الصعيد السياسي بيهمنة حكم يدعي الحاكم فيه أنه ممثل اللله على الأرض ، وفي الثقافة بهيمنة الفكر الغيبي. أما في الحضارة الرأسمالية فالهيمنة هي على التوالي للصناعة والديمقراطية ( الحاكم يمثل الشعب) والفكر العلمي . وفي هذا الإطار تندرج العلمانية بصفتها إحدى تجليات الديمقراطية وإحدى أسسها. إذن شجرة عائلتها هي : دولة القانون والمؤسسات والكفاءة وتكافؤ الفرص والتناوب على السلطة والفصل بين السلطات والعدالة والديمقراطية والحريات وحقوق الانسان...وهذه كلها ليس لها لا أصل ولا فصل في النظام السياسي الذي أفرزته الحضارة السابقة على الرأسمالية. ففي تلك الحضارة شجرة مصطلحات أخرى ، من بينها الشورى. من هنا أرى أنه لا يوجد في الرأسمالية ما تقارن به الأديان ،لا لأن الرأسمالية لا دين لها ، بل لأن الإيديولوجيا لم تعد هي المهيمنة في النظام الرأسمالي. غير أن ما يمكن أن يخضع للمقارنة هو النظام السياسي . ومن هنا أيضا أرى أن مقارنة الإسلام بصفته دينا مع نظام الحكم هي مقارنة بين مستويين مختلفين وبنيتين مختلفتين ، والصحيح أن المقارنة تستقيم إذا تناولت طبيعة نظام الحكم في الحضارتين. وبغير ذلك فإن ثنائيات متل الإسلام والديمقراطية هي من الثنائيات المغلوطة التي تشبه السؤال التالي : من تحب أكثر والديك أم الملوخية؟؟؟ قد تحب الجهتين من غير أن تكون متناقضا ، لكن الالتباس الأكبر هو حين تطرح المقارنة بين الدين والدولة والمقارنة السليمة هي بين سلطة رجال الدين (الكنيسة)أو وكلائهم من أهل السياسة ، وسلطة الدولة ( القانون).ولهذا كله أرى أن البحث عن جذور العلمانية في الحضارة السابقة على الرأسمالية هو بحث عقيم ، لأن المنهج فيه ليس منهجا علميا.


28 - .المواثيق الدولية.العلمانية
حسن ابراهيمي ( 2011 / 1 / 26 - 01:38 )
لقد اتسم التاريخ العربي بمميزات ,كان ابرزها انتقال -المواطنين- بالدول العربية في مرحلة تاريخية من الرعاة الى الرعايا كما يرى بعض المثقفين ,الشيئ الدي يفسر ان هدا التاريخ هو تاربخ الاستبداد -الملون- بالتسامح ,
لدلك انتفت المواطنة حتى في المعاجم العربية,اوليس الامام اوالخليفة من بنوب عن الله ؟فكيف لغيره ان يشاركه او ان يعارضه؟
ولدلك تعتبر المواثيق الدولية , العلمانية المرجعية التي تضمن ممارسة حقوق الافراد والاقليات ,للقضاء على كل اشكال التمييز ولضمان المساواة بين كافة -المواطنين -كما ورد ضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان ,وباقي الاتفاقيات الدولية الاخرى.
ولتحقيق دلك على كافة المنضمات الحقوقية , واليسار بمختلف مكوناته ,وكافة الشرفاءالمزيد من النضال لتحقيق الديمقراطية , وسيادة الشعوب .ان المواطنة بما تعني من ممارسة لكافة
الحقوق والواجبات تقنضي دستورا ديمقراطيا.يمكن الجمبع من ممارسة الحقوق المدنية والسياسية,الاقتصادية ,الاجتماعية والثقا فية

,


29 - مداخلة ثانية
رعد الحافظ ( 2011 / 1 / 26 - 03:22 )
تحيّة طيّبة ثانية للأستاذ جمال البنّا وللجميع
أتوّقع تأخّر الأستاذ بالرّد مُبرر لنا , نظراً لتوقعنا إنشغالهِ كباقي الشعب المصري الحبيب بالأحداث الأخيرة ليوم أمس 25 / 1
وبهذهِ المناسبة سأضيف سؤال آخر , فيما لو تسنى لهُ الرّد , متمنياً لهُ الصحّة والعافية
سيّدي هل تتصور أنّ الأمور في منطقتنا العربية والإسلاميّة عموماً ستًحل بأفضل طريقة لو تغلغلت الديمقراطية في بلداننا ؟
أقصد هل تكفي الديمقراطية لوحدها لتكون العصا السحريّة لحلِ كل المشاكل ؟
أم سنبقى محتاجين لتحييّد الدين وتدخلاتهِ في الحياة العامة ؟
إذا كان جوابكَ أنّ الديمقراطية تعني ضمناً تحييد الدين
فعندي مثال بلدي البائس / العراق
دخلت إليه الديمقراطية ( صحيح أنّها مستوردة ) , لكن كانت مقابل ثمن غالي وتضحيات كبيرة من الشعب , مع ذلك نجد الفساد اليوم يضرب أطنابهِ في كلّ مكان , وربّما وحسب الأرقام التي نسمعها تفوق ميزانية الرئاسات الثلاث , كل المخصص للصحة والتعليم والإعمار والصناعة والزراعة مجتمعين
الكل يتكلم ويصرّح ويصرخ بحرية في وسائل الإعلام , مع ذلك الفساد يكبر وينمو
الديمقراطية السياسية تبقى بطّة عرجاء مع تسيّد الأحزاب الدينية المشهد السياسي
تلك الأحزاب الدينية تستغل البسطاء فتوفر لطائفة كبيرة منهم الحريّة الدينية بالمسيرات المليونية والأربعينية , فيتعطّل البلد ومصالح العباد لأسابيع عدّة كل عام ويتراجع كل شيء ماعدا الفساد ينمو ويتكاثر ويتزايد
أشعر أنّ رجال الدين يسرقون تضحيات الناس والجنود الذين قتلوا لتحرير البلد من الطاغية صدام , فأخضوعهم لطاغية أكبر وقيد أشّد .. الوهم والخرافة والتطرّف
حتى الديمقراطية المفيدة في كلّ مكان , اُستخدمت عندنا في مزيد من التخلف والفساد
ما هذا اللغز العجيب عندنا , سيّدي الفاضل ؟


30 - اين الحوار ...؟؟
هشام حتاته ( 2011 / 1 / 27 - 05:52 )
تقولون انه حوار بين الكاتب والقراء ... اذا كانه السيد الكاتب لايرد على التعليقات الموجهة اليه ، فأين الحوار ..؟؟


31 - الدليل قبل ويلات التهويل
نور العلوي ( 2011 / 1 / 27 - 15:12 )
سيدي البنا
دمت بخير وبصحة ودمت لأهلك ولبلدك ولمن تحب
أنا لاديني ، لاأدري، أميل لمذهب الربوبية ، وعندي سؤال واحد
القرآن يتوعد صراحة الكفار الذين لا يؤمنون بالله ورسوله وباليوم الآخر بالنار الأبدية والخلود
- الذين لا يؤمنون بالله ورسوله إنا اعتدنا للكافرين سعيرا -
إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً . خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيراً } الأحزاب / 64 ، 65-
ألا ترى معي أن هذه العقوبة غير مبررة وصادرة عن ذات بدون رحمة - أنا لا أقصد إهانة معتقد- ، أي أم أو أب على سطح المعمورة قادر على زج ولده في النار خالد فيها أبدا ، يصرخ ويبكي ، ويتلوى ، ويحترق ، لا لشىء إلا لمسألة إيمان بيزنطي والأنكى أن مدعي النبوة لا دليل له
ألا ترى معي أن أمهات العالم كلها بدون استثناء أرحم من هذه الذات
التي - أوحت من السماء ما أوحت- ؟؟؟؟ ، لو ذهبت للبنك وطلبت أن تستخرج 1 دولار بدون بطاقة هوية ، هل سيعطيك المصرفي ما طلبت ؟ كيف بنا إذا نعطي قلوبنا وفكرنا وأعمارنا لرجال ادعو أن خبرا من السماء يأتيهم بدون أي دليل ،ماني ، زرادشت ، محمد ، إشعياء ، يسوع ، دانيال ، بهاء الله ، القادياني ، نبي المورمن ، رشاد خليفة ، رائيل .. وغيرهم ،
أليس الله أو إيل أو يهوة كلهم على صورة البشر خلقوا ؟
اليس الدين مجرد تراكم للمكتسبات البشرية ومجرد تفاعل الإنسان مع بيئته في سياق حياة صعبة و قاسية نهايتها الموت , مجرد تراكم للطابوهات وأساطير الأولين من طوفان سومري وتكوين بابلي ؟
تحية حب وإجلال



32 - قول الحق فضيلة
سرسبيندار السندي ( 2011 / 1 / 27 - 15:26 )
بداية تحياتي لك يا سيدي الفاضل على مقالك هذا والذي تحاول فيه جاهدا تبرير ألإسلام كدين مما أصاب أوطاننا ولايزال يصيبها من ويلات وكوارث وظلام لتضعها على أكتاف الناس والمشايخ وكأنهم ليسو بمسلمين تمام ... لذا فالمطلع على كتب السلف والخلف والتاريخ والدين لا يؤيدون طرحك هذا لأن فيه الكثير من التجني على هؤلاء الشيوخ الذين لم يستقو علمهم وسلوكهم إلا من كتب السنة والقرأن والحديث وما في ألإسلام ... كما أنهم لاينطقون عن الهوى بل يستشهدون بما في القرأن والحديث من كلام ... !؟
1 : تساءلي لك ولكل القراء والمعلقين المحترمين وبكل محبة هل يعقل إله كلي المعرفة ( أن ينسخ كلام قاله بالأمس بكلام يقوله اليوم ) والملوك وأنت سيد العارفين لاتبدل كلامها حتى لو كان الثمن في ذالك قطع رأسها ...!؟
2 : كيف يعقل وحي في لوح مكتوب والقارئ العاقل والباحث يكتشف بسهولة ثلاث شخصيات تنطق في القرأن ( ألله ، محمد ، جبريل ) كما يكتشف أن الخلفاء الراشدين وفي أحيان كثيرة قد أخذو دور جبريل في إتمام وحي محمد والشواهد في ذالك أيضا كثيرة ...!؟
3 : مسك الختام كلام يفيد أمة ليخرجها من بودقة الخرافات والأوهام ... وكلمة حق تنير عقولا تزرع الخير والمحبة والسلام ...!؟


33 - سؤال
فادي يوسف الجبلي ( 2011 / 1 / 27 - 16:34 )
ما رأيك بالكلام الأتي
لم تبتلي البشرية بأفة او مرض خطير كما ابتليت بالاديان وهي منذ ان وجدت كانت كارثة على البشرية فالاديان هي التي فرقت الامم وقسمتهم الى ملل ونحل متصارعة وليس هناك اية ضرورة منطقية لوجودها ومتى ما زالت الاديان بين البشر زالت الكراهية والبغضاء بينهم وعند زوالها فأن كافة المجتمعات البشرية ستلجأ الى العمل والابداع والتطور ،ووجودها(اي الاديان) كانت لضرورة زمنية وهي جهل الانسان بأسباب بعض الظواهر التضاريسية كالبراكين والاعاصير وخسوف القمر وكسوف الشمس وما ان ظهرت الاديان السماوية حتى استغلت جهل الناس بهذه الظواهر وطوعت (هذا الجهل) خير تطويع (من اجل مصالحها السياسية )وعقدت الفهم عند الناس بأن آلت امر هذه الظواهر الى اله مزعوم في السماء يتحكم بحياة الناس كما يتحكم اللاعبون بالالعاب التقنية(العاب الفيديو) ....ان اجبت على سؤالي ارجو ان يكون جوابك نابعا من عقلك وليس من قلبك


34 - راي بسيط
عذري مازغ ( 2011 / 1 / 29 - 23:58 )
ثمة رأي بسيط للغاية، انا مثلا لا أومن بقرآنكم حرفا ومضمونا هل لي في دولة الإسلام حق يضمنه دستور إسلامي معين؟ هذه هي الإشكالية، ولا أتفق معك على اننا أمة موحدة، فهذا القول يحتاج إلى أساس، كيف ستتعامل الدولة الإسلامية مع هذا الإشكال، علما اني أبا عن جد مغربي بكل طقوس المواطنة، وأنا في الأخير لا أومن بهذه الشريعة
الموت لي، أليس كذلك؟؟


35 - السيد جمال البنا ابعدوا الدين عن الدولة والسي
محمود الفرج ( 2011 / 1 / 30 - 02:47 )
هاهو الشعب المصري وثورته الشعبية والجماهيرية ولا بد لها ان تسير لتحقق مطالب الجماهير السيد جمال البنا ابعدوا الدين عن الدولة والسياسة فالتجارب الاسلامية في الحكم كلها مخجلة وغير مشرفة وتاريخ الاخوان معروف لك

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط