الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار الديكتاتور...ومهام الثوريين ............ تحية لشعب تونس من ماركسي لينيني مغربي

رفيق عبد الكريم الخطابي

2011 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تحية لشعب تونس من ماركسي لينيني مغربي

ملاحظة لها علاقة بكل ما سيأتي:

كتب الشهيد غسان كنفاني ذات يوم ما يلي:" إننا نتعلم من الجماهير ، ونعلمها ومع دلك فانه يبدو لي يقينا أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير ، المعلم الحقيقي الدائم والدي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب"


هرب الديكتاتور.. وظل يحلق بطائراته لأزيد من ست ساعات.. رفضته كل المطارات أو لفضته كأي حيوان أجرب أو جثة نتنة.. لم يؤوه سوى زميله في النتانة والخيانة...سقط ديكتاتور تونس وارتعشت عروش زملائه في الخيانة والفساد..شكرا لك شعب تونس لقد فتحت لنا الطريق.
نعم لقد خط لنا الشعب التونسي البطل ملاحم البطولة والتصدي ،ونهض من كمونه كالفينيق ليكنس نظامه المتحنط اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي وسطر بانتفاضته المجيدة كل معاني التضحية والصمود وأعاد تقويم البوصلة لكل الشعوب المقهورة الباحثة عن الحرية والكرامة والانعتاق،وخصوصا شعوب المغرب العربي الكبير المتشابهة أنظمتها كثيرا.لن نستغرق طويلا في مدح ووصف هده الملحمة وهدا الشعب العظيمين ،وان كانا يستحقان أكثر من دلك، ولكن الانجاز والدماء التي سقت أرض الخضراء تونس المسترجعة كان أبلغ تعبير ومدح وإثراء، بل نكتفي ببضع إشارات نقدية- كي لا تصبح ثورة الشعب التونسي ثورة مغدورة- لجزء كبير من خطاب النخبة التونسية في غياب أداة ثورية تقود نضال الشعب التونسي الى غاياته ومطامحه القصوى ، وكذلك الإشارة إلى بعض الدروس المستقاة من هده التجربة الخالدة.
الإشارة الأولى التي يجب الوقوف عندها طويلا والمتمثلة في تلك الأقلام المأجورة التي كانت ومازالت تتحدث عن إمكانية التعايش بين أنظمة الفساد والتبعية وشعوبنا ، وأن خطاب الثورة والانتفاضة الشعبية هو خطاب ماضوي مغامر وشعبوي لا يصلح لمرحلة ما بعد تسعينيات القرن الماضي ،لكن انتفاضة الشعب التونسي أعطت الإجابة النهائية والواقعية وكتب جوابه دما وبالتالي لم يعد حبر تلك الأقلام المأجورة صالحا حتى لغسل مؤخرات الأنظمة فبالأحرى وجوهها،لقد أعاد الشعب التونسي الثقة بالجماهير- التي لم نفقدها أبدا كثوريين – وبقدرة الشعوب صانعة المعجزات ،هدا الشعب الذي ينشئ لجان يقظة في الأحياء لمنع بقايا النظام الساقط من ممارسة أعمال اللصوصية والترهيب في جنح الظلام كما اعتادوا على دلك كمحاولة يائسة للدفع بحرب أهلية، وكذلك على الطرقات لمنع هروب مصاصي دمائه /رموز النظام بأموال الشعب.كل دلك يدفعنا لتحية المنتفضين وأخذ الدروس اللازمة.
الإشارة الثانية والأهم تتمثل في المفارقة الصارخة بين تقدم حركة الشعب التونسي ميدانيا في مقابل تخلف خطاب وممارسة كل النخبة السياسية تقريبا وكل التنظيمات الحزبية التي فوجئت أو ربما لم تؤمن أصلا بقدرات الشعوب صانعة التاريخ ففوجئت كما فوجئ الديكتاتور ، فالخطاب السائد ما زال يئن تحت مطالب ديمقراطية بسيطة تجاوزتها الجماهير ولم تقبل بها حتى عندما تعهد بتلبيتها الديكتاتور قبل هروبه من قبيل حرية الإعلام ومحاسبة الفاسدين وتغيير الأشخاص في السلطة.....إن الشعب التونسي الذي أعطى دماء أبنائه ومعه كل شعوب المغرب العربي الكبير تريد برنامجا لثورة وطنية تقطع مع التبعية ن فالفساد والهذر هي نتيجة موضوعية لتبعية هده الأنظمة وارتباطها بالامبريالية والصهيونية ، وبالتالي فان الحفاظ على التبعية تعني الإتيان بنظام يحمي مصالح الأسياد عوض مصالح الشعوب.
ولتركيز المقال أرى اختصارا أن على الشعب التونسي أن يختار موقعه بجانب برنامج يمكن الإشارة إلى بعض محاوره :
-بناء نظام وطني يقطع مع التبعية للدوائر الامبريالية .
-بناء نظام ديمقراطي حقيقي عبر انتخاب برلمان منبثق من لجان الأحياء التي شكلها الشعب التونسي مع العمل على ضرورة تسليحها-لأنها الوحيدة القادرة على حماية الثورة وليست أجهزة قمع النظام البائد– وممثلي العمال والفلاحين والجيش...
-تأميم الأراضي والعقارات الكبيرة وإعادة توزيعها وكذلك بالنسبة لكل المؤسسات الإنتاجية الحيوية.
-وضع الثورة التونسية في إطارها الموضوعي والصحيح والأوحد لانتصارها نهائيا على أنظمة القهر والتبعية وهو مشروع المغرب العربي الكبير الاشتراكي والموحد وهو المشروع الذي استشهد من أجله المئات من المناضلين الثوريين في المغرب أمثال الرفاق عبد اللطيف زروال وجبيهة وسعيدةالمنبهي...
عاشت الثورة العربية الاشتراكية
عاشت ثورة المغرب العربي الكبير الاشتراكي الموحد
عاشت الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالمغرب وتونس...
المجد للشهداء
الخزي لكل المتآمرين
عاش أبطال الانتفاضة في تونس
لتسقط كل ديكتاتوريات المغرب العربي وكل الديكتاتوريات كبوابة لبناء مجتمع لاطبقي عادل وإنساني
شكرا لك شعب تونس والشكر الحقيقي أن نسير على دربك.
وإنها لحرب طبقية حتى النصر أو الشهادة.
ملاحظة لها علاقة بكل ما سبق:
لتطور موقف الامبريالية الفرنسية كأكبر ناهب لخيرات شعوبنا دلالة كبرى: فبعد الصمت على المجازر التي ارتكبها النظام الدموي في تونس ، وبعد ترتيب هروبه بتواطؤ مع الجيش وليس مستبعدا دور الموساد "إغلاق المطار بعد هروب الديكتاتور مباشرة وعلم فرنسا بكل الترتيبات" ثم بعد دلك تطور موقفها نسبيا باتجاه المنتفضين ،كل دلك يوحي بمحاولة خداع الشعب التونسي وإفراغ ثورته من مضمونها الحقيقي ،عبر الحفاظ على مصالحها في المنطقة كلها مع حليفتها الأمريكية مع تغيير الأفراد أي سماسرتها الدين يحكموننا أو يحمون مصالحها ،فنهاية الديكتاتور ليست نهاية المشوار بل بدايته ،خصوصا أن الخطاب السائد الآن يوحي بأن كل التنظيمات السياسية جاهزة للمساومة على دماء المنتفضين في غياب حزب ثوري حقيقي يقود المعركة وهي نقطة ضعف تعاني منها كل شعوب المنطقة وكل ماركسي لينيني بالمنطقة المغاربية عليه مهمة التأمل جيدا في هدا الواقع وترجمة الحلول التنظيمية والسياسية الكفيلة بتجاوزه، وإلا راحت كل تضحيات شعوبنا أرصدة في جيوب البرجوازية الصغيرة بلحيها أو شواربها فهي المتخصصة في خطف أو تحريف الثورات والركوب عليها.
أتمنى أن يستطيع الشعب التونسي إفراز حزبه الثوري كما استطاع إسقاط ديكتاتوره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيوعي لكنه مغربي عربي !
سيكو الكريم ( 2011 / 1 / 23 - 02:32 )
لا افهم كيف لشيوعي حتى النخاع يستلذ مصطلحات عرقية من قبل المغرب العربي ويلبس لبوس رمز تاريخي امازيغي حتى الغضروف عبد الكريم الخطابي انها مفارقة عجيبة.اما ان تكون نفسك بكل مكوناتك او ان تلج ساحة جامع الفنا لتكون مهرجا ومطبل القرود عوض اللعب على حبال تكون سبب موتك.لن يكون تحليلك محط اهتمام الا اذا كاشفت نفسك وطردت الرياء


2 - الى السيد المحترم:سيكو الشوفين
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 1 / 23 - 12:47 )
مشكلتك أخي تبدو في المفارقة التالية:كيف لشيوعي أن يتحدث عن مشروع قالوا لك عنه أنه مشروع عرقي أي مشروع المغرب العربي الكبير الاشتراكي الموحد؟ثم أخطر من دلك كيف لشيوعي أن يتبنى ويفتخر باسم أمازيغي حسب وصفك؟
أشير ابتداء أن مشروع المغرب العربي الكبير الاشتراكي هو مشروع سياسي وليس مشروع عرقي هو مشروع دي مضمون طبقي واضح وحتى ان كانت له بعض المسوح القومية فهي ضرورة تاريخية على الطبقة العاملة وحلفاؤها انجاز التحرر القومي بعد أن عجزت البرجوازية عن دلك.أما بلغة جامع الفنا فأنا ليست عندي نفس العقد العنصرية لا مانع ان نسمي مجتمعنا اللاطبقي الاتي بالمغرب الكلداني الدكالي الأرمني....فيتحول حلمنا الى كوابيس طائفية وقبلية.لعلمك البرجوازية هي أول المستفيد من مثل داك الخطاب الشوفيني.المغرب العربي ليس له دلالة لغوية أو عرقية العرب هم أمة بها أعراق عديدة تحتاج حلا ديمقراطي وليس نفخا وجهلا رجعيين فالعروبة بهدا المعنى دات حمولة ثورية وليست ارتماء في أحضان الصهيونية من الخونة
ثانيا عبد الكريم الخطابي يشير الى بطل ومقاوم مغربي ورمز للتضحية صديق لعبد الناصر عدو للصهيونية لا تهمني لغته وان كانت هي لغتي


3 - تتمة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2011 / 1 / 23 - 12:55 )
البرجوازية في لبنان والعراق تروج أمامنا الآن لهدا الخطاب العنصري الرجعي لكي تغطي عن ارتمائها في أحضان الامبريالية والصهيونية وكدلك تفعل برجوازيتنا العميلة.
في الختام ارى أن المشكل ليس فيما قرأته في المقال بل في العين التي بها تقرأه
وهي عين البرجوازية عربها أومازيغها فهم في الخيانة سواء.لك مني تحية وأرجو أن تعيد قراءة المقال على ضوء الملاحظات السابقة .حاول اقتناء مفردات أحسن

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24