الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


52% من عضوات المجالس المحلية الفلسطينية لا يرغبن في الترشيح مجددا..!

ريما كتانة نزال

2011 / 1 / 23
القضية الفلسطينية


52% من عضوات المجالس المحلية الفلسطينية لا يرغبن في الترشيح مجددا..!
بقلم: ريما كتانة نزال
في مسح أجراه المركز الفلسطيني للإحصاء بين عضوات المجالس المحلية المنتخبات، أعلنت 52.2% منهن عن عدم رغبتهن في خوض التجربة مجددا في حال تمت الدعوة مجددا لإجراء الانتخابات المحلية القادمة.
أمر عادي أن تعلن أكثر من نصف العضوات عن استنكافهن عن التقدم إلى ترشيح أنفسهن لعضوية المجالس المحلية حيث كانت بيئة العمل ووظائفها صعبة وشائكة؛ إضافة إلى التعقيدات الإضافية التي لعبت دورا في هروب العضوات من استكمال التجربة، وهي العوامل الاجتماعية التي زادت من تعقيدات وصعوبة التجربة.
الأمر الذي لا يمكن النظر إليه بعادية هو الاستمرار في تخصيص النساء بالدراسة والفحص، واستهداف وضعهن تحت المجهر – بالرغم من الغايات النبيلة وراء الدراسة- دون أن يولى الطرف الآخر ذات الدرجة من الفحص والتمحيص. لقد أبدى الجميع ،النسوي والحقوقي، الاهتمام بإسناد العضوات في تجربتهن الحديثة، لذلك سارعت المؤسسات المختلفة إلى رصد دقيق لمسار الخط البياني، صعودا وهبوطا، لكل ما يتعلق بالعضوات. حيث قامت المؤسسات برصد انتظام العضوات في حضور الاجتماعات، وفحص مدى تأديتهن وتكليفهن بأعمال المجلس غير النمطية ذات الصلة بتطوير البنية التحتية وتنمية المجتمع وازدهاره، كما ركزت المؤسسات على فحص طبيعة الإشكالات التي تعاني منها العضوات في العمل الجديد، والرقابة على كل ما من شأنه أن يمارس بقصد استبعادهن أو إقصائهن ..
صعوبة التجربة لم تقتصر على النساء فقط بل كانت صعبة كذلك على الرجال؛ وفقا لشهاداتهم أولا؛ وبدليل الاستقالات الجماعية والفردية للعديد من الأعضاء من عضوية المجالس المحلية، وأعيدت أسباب استقالة الرجال إلى الأسباب الموضوعية ذات الأبعاد السياسية، وهي ذات الأسباب التي دفعت النساء للاستقالة. أما الأسباب الذاتية التي يصر البعض على حصرها بالنساء، بهدف الوصول الى استنتاج مفاده بأن العمل في إدارة الحكم المحلي عمل رجالي لا يناسب النساء وطبيعتهم الأنثوية، دون الالتفات إلى أن الأسباب الذاتية المتعلقة بنقص كفاءة وأهلية مست كذلك العديد من الأعضاء التي كانت مرصودة ومعروفة لدى المهتمون؛ وكانت سببا في إخفاق العديد من المجالس المحلية عن النهوض بالمجتمع وتنميته...
الصعوبات الذاتية المختلفة نوعيا التي تواجه النساء دونا عن الرجال لا تتعلق بالكفاءة العلمية، فمعدلات التعليم أصبحت في صالح الإناث سواء المدرسي او الجامعي حسب الإحصاءات والمعلومات، بل تتركز في الأسباب والممارسات الأبوية المعروفة. أما قدرة العضوات على الصمود في مواجهتها المتباينة من عضوة لأخرى فيتحكم فيها الخبرة السابقة للعضوات وقوة الشخصية والثقة بالذات، بالإضافة إلى مصادر القوة الأخرى المتعلقة بالكفاءة العلمية والإسناد النسوي والمجتمعي وللسياسات الرسمية للسلطة ممثلة بالرقابة التي قامت بها وزارة الحكم المحلي.
أن تقوم أي من الجهات الفلسطينية برصد توجهات النساء بشكل عام عبر استطلاعات الرأي العام أو المسوح أو الدراسات فهو حق وواجب، ليس من موقع الرصد والمتابعة فقط، بل للتحقق من صواب أي فكرة عامة وغربلتها من المتعلقات الاجتماعية المسقطة. أما اقتصارها على المرأة فقد يكرس بأن نقص القدرات يرتبط بشخصية المرأة وينحصر بها، وبأن نقص الأهلية يقف خلف إخفاق التجربة وبما يكرس فكرة تقسيم العمل النمطية على أساس الجنس، ويدفع إلى اعتبار بأن مشكلات الرجال وإخفاقاتهم تنحصر في الأسباب السياسية والموضوعية بينما يقف العامل الذاتي خلف إخفاق المرأة.
على أبواب انتخابات محلية قادمة، أدعو إلى إجراء مسح خاص بالأعضاء وتوجهاتهم باتجاه تكرار التجربة مجددا، بهدف بناء تحليل شامل أكثر عمقا، أدعو إلى التعامل على قدم المساواة في إجراء المسوح؛ وتحديدا تلك المتعلقة بالمستوى القيادي. وفي ما يتعلق بالمسح الذي نحن بصدده ومؤشراته، أرى بأن نوجه أنظارنا نحو حوالي نسبة 48% من العضوات اللواتي إما قررن خوض التجربة أو في الطريق الى ذلك، فهؤلاء العضوات الذي يزيد عددهن عن مائتي عضوة هن من خضن التجربة بكل معانيها ومقاصدها، وكن متأكدات من ما هن مقدمات عليه دون حماس مؤقت لمجرد فكرة الترشيح والمشاركة بالعمل العام. ونأمل من الأعضاء كذلك أن يحسبوا اعتباراتهم كما فعلت العضوات، وأن يعرفوا تماما حقيقة واحتياجات المهمة ووظائفها التي يتقدمون إليها ومدى تناسبها مع إمكانياتهم، فهكذا نمط من التفكير الايجابي هو ما يفيد المجتمع ويمكث في الأرض..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة