الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظهور المسرح الملحمى فى مصر على يد المخرج المسرحى ... بقلم : د/ محمدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية

محمدعبدالمنعم

2011 / 1 / 23
الادب والفن



بقلم : د / محمدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية ... وعت السلطة السياسية منذ بداية الستينيات أهمية دور الشعب وتوجهت إليه بشكل ملح للعمل على النهوض به، وتم التأكيد على هذا التوجه نحو الشعب مع صدور الميثاق الوطنى والأخذ بمبادئ الاشتراكية .



فتمخض عن هذا التوجه الشعبى الاشتراكى إفراز تيار مسرحى جديد لم يكن مطروحاً فى الساحة المسرحية المصرية من قبل، هو المسرح السياسى الملحمى، ذلك المسرح الذى ينطلق من فلسفة اشتراكية خالصة تضع الشعب نصب عينيها دائماً لاسيما شرائحه الكادحة.



وإذا كان المسرح الملحمى قد ظهر على يد برتولد بريخت منذ ظهور مسرحية (سبارتاكوس) أو (طبول فى الليل) فى بداية عشرينيات هذا القرن إلا أنه لم يجد صدى فى مصر إلا فى بداية الستينيات نظراً لاتساقه مع التوجه السياسى المطروح فى تلك الفترة التى تزامن معها عودة المبعوثين من الخارج الذين كانوا قد أرسلوا لدراسة المسرح مثل سعد أردش،
كرم مطاوع، كمال ياسين، وغيرهم ممن جاءوا محملين بالتطورات والتيارات المسرحية الحديثة فى أوروبا، شكلاً ومضموناً .


وإلى جانب عودة المبعوثين، كان للترجمة أثر كبير فى انتعاش الحركة المسرحية فى الستينيات، ومعرفة الاتجاهات الحديثة فى المسرح الأوروبى المعاصر، مما يدل على أن تلك الفترة كانت تكشف عن رغبة واضحة لتجديد المسرح المصرى، فصار التجديد فى اتجاهات مختلفة أفرزت الكثير من التيارات الحديثة التى تجاذبتها الدراما المسرحية المصرية بدرجة أو بأخرى، ومن بينها الدراما الملحمية.


ومن ثمَّ كان مناخ الستينيات تربة صالحة لظهور المسرح الملحمى فى مصر، حيث شهدت حضوراً قوياً للمد البريختى تجلى فى ظهور العديد من العروض المسرحية الملحمية آنذاك، مما يؤكد وعى المسرحيين باتساق هذا التيار والظروف القائمة والمناخ العام.



وكانت أولى أعمال بريخت المسرحية فى مصر هى :



1- مسرحية (الاستثناء والقاعدة) التى أخرجها فاروق الدمرداش فى الموسم المسرحى (1963/1964) للمسرح الحديث

2- و(طبول فى الليل) التى أخرجها كمال عيد فى الموسم المسرحى (1964/1965) لمسرح الجيب



مما لفت الانتباه إلى هذا التيار الملحمى بقوة للدرجة التى تأثر به الكثير من كتابنا، وانعكس صداه فى أعمالهم، حيث كانت الاستجابة سريعة لهذا التيار المسرحى السياسى.


ويرد الباحث أسباب ذلك إلى أن المسرح الملحمى كان مقترناً بالفكر الاشتراكى - كما ذكرت سلفاً - وكانت مصر فى تلك الفترة متشبعة بالأفكار الاشتراكية، فكان طبيعياً أن يلفت هذا التيار نظر الكتاب والفنانين المسرحيين فى مصر


- فكتب نجيب سرور مسرحية (ياسين وبهية) متأثراً بملحمية بريخت وأخرجها كرم مطاوع لمسرح الجيب فى الموسم المسرحى (1965/1966)


- بعدها توالت عروض بريخت فى المسرح المصرى وبجانبها عروض مسرحية مصرية تأثرت به، فأخرج سعد أردش (الإنسان الطيب) لمسرح الحكيم فى الموسم المسرحى


(1966/1967)، و(دائرة الطباشير القوقازية ) للمسرح القومى فى الموسم المسرحى (1968/1969) وغيرها.



- بينما ظهرت من عروض المسرح المصرى التى تأثرت بمسرح بريخت (اتفرج يا سلام) تأليف رشاد رشدى وإخراج كمال ياسين فى الموسم المسرحى (1965/1966)

لمسرح الحكيم .


- (الزير سالم) تأليف ألفريد فرج وإخراج حمدى غيث عام 1967م للمسرح القومى .


- (آه ياليل يا قمر) لنجيب سرور وإخراج جلال الشرقاوى فى الموسم المسرحى (1966/1967) لمسرح الحكيم، وغيرها من العروض المسرحية المصرية التى أكدت الحضور

البريختى فى ساحة مسرحنا المصرى طيلة فترة الستينيات فيما قبل هزيمة 1967م وما بعدها.


مع تحياتى

د / محمدعبدالمنعم

قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا