الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الياسمين إلى الخلافة

محمد أبو هزاع هواش

2011 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


قبل إنطلاق المسيرة الحاشدة التي يتكلمون عنها في هذه الأيام والمتوجهة إلى العاصمة تونس كانت قد إبتدأت الهتافات لخلافة إسلامية في ذلك البلد. سيحاول الإسلاميون إبراز عضلاتهم وحجمهم في الأيام القليلة القادمة. ستبرز الأحزاب الإسلامية على الساحة وسيكون من المهم معرفة حجم كل منها وسيطرته على الشارع. المشكلة القادمة في تونس ستكون مع إنهيار أكبر لأجهزة الدولة. كل هذا يتوقع عن ماسيحصل مباشرة بعد هذه المظاهرة! هل ستنهار أجهزة الدولة بسرعة أكثر من ماهو متوقع أم ستصمد وسيكون هناك إنتقال معقول للمرحلة الجديدة من تاريخ تونس. بالطبع سيكون الخبز والحاجات الضرورية الأخري مصدر مشاكل جديد وخصوصاً أن هذه المواد الأولية تنفذ، أو نفذت من السوق. في هذه المرحلة الدولة مشغولة بالمحافظة علي الأمن في ظل وضع يتدهور كل يوم أكثر. لهذا فمن الضروري مشاهدة ومراقبة هذه المظاهرة الحاشدة الجديدة وماتخلفه من ضرر.

تبحث هذه الجماهير عن كبش فداء أيضاً في هذه الحالة. تبغي هذه الجماهير تغيير الوضع القديم. ماهو الوضع الجديد؟ كم سيكون لعلمانية بورقيبة وخليفته بن علي من تأثير على الإنتخابات إن جرت؟ ماذا سيحصل للنساء في هذه الحالة؟ هل سيقف النهضة والغنوشي نداً للسلفييون الجدد؟ من سيظهر من الإسلاميون في هذه المظاهرة ومابعدها؟

تاريخ تونس الحديث سيتغير بلا شك. فترة بورقيبة وتغييراته الجذرية وشبه الراديكالية في المجتمع والدولة التونسية ستنتهي. لم يحافظ بن علي على تركة بورقيبة بل حول الدولة إلى جهاز قمعي كبير بالطبع حجمه يعرقل حركة تنمية حقيقية في المجتمع التونسي الذي بلاشك يعاني من مشاكل البطالة وفرص العمل. محرك هذه المظاهرات والتغييرات هو الفشل التنموي لدولة بن علي الذي حكم بالطبع عن طريقة الحزب الواحد. بالطبع سيدفع الشارع التونسي على المدى الطويل الثمن لهذه السياسة. هنا، مرة أخرى، سيلعب حجم علمانيوا بورقيبة دوراً والسؤال هل سيختفي هؤلاء أم سينضموا بالتدريج إلى حزب إسلامي ما؟

تذكر أنه أيام بن علي كانت الدولة تراقب المسجد. كذلك كانت الدولة تراقب الحركات الإسلامية والتنظيمات أيضاً. لم تكن اللحية مرحب بها والدولة تراقب كل تصرف. بالطبع كل هذا سيتغير وليس هناك قوة كافية لإيقاف المد الإسلامي القادم الذي بالطبع سيطلق اللحية ويرمي الجينز ويهتف للخلافة الإسلامية في تونس.

ملاحظات:

- الرابط لفيديو المظاهرة الداعية للخلافة:

http://www.youtube.com/watch?v=Ct9vmNg_zzQ&feature=BF&playnext=1&list=QL&index=1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - روبرت فيسك
ريم العراقية ( 2011 / 1 / 23 - 15:12 )
لقدتناولت الحالة التونسية من احدى الجوانب ايها الاخ الكريم .. ولا يخفى على القارئ النبيه اهميتة ذلك الجانب .. ولكن هناك تحليلا جوهريا تناوله الصحفي روبرت فيسك على صحيفة الاندبندنت البريطانية بعمق النظرة الموضوعية والتحليل العميق . وشكرا لك


2 - إلى السيدة ريم العراقية.
محمد أبو هزاع هواش ( 2011 / 1 / 23 - 15:56 )
تحية سيدة ريم. شكراً على مرورك ونفيك لما كتبناه بجرة قلم وتحويلنا لمقال روبرت فيسك.

نتكلم عن نقطة معينة وحضرتك تريد نقل النقاش إلى موضع آخر. وأما أذا ذهبنا إلى مقال السيد فيسك فسنرى أنه عادي جداً ولاجديد فيه.

قوله أن ديكتاتوريوا الشرق الأوسط يرتجفون في أحذيتهم مبالغ فيه وغير واقعي. الكثير منهم مرتاح وماحصل لبن علي علمهم درسها سيقويهم أكثر من مايضعفهم.

أما عن موضوع العمق في ماقاله السيد فيسك فهذا مشكوك فيه أيضاً لأن مقاله يتناول بلاداً عديدة ونقاط عديد ويتسطح هنا وهناك وهو يتكلم عن كتلة وهمية تمتد من الباكستان إلى المغرب .

ماقلته في مقالي محدد ومركز ويتناول فقط مايحدث في تونس.

أرى أن العمق ليس موجوداً في مقال السيد فيسك الأقرب إلى الإنشائيات والكليشيهات الصحفية. يتكلم مقالي أعلاه عن موضوع في تونس بحيادية ياسيدتي الكريمة. أريد أن تزويدنا عن ماهو تعريفك للتحليل الجوهري؟ لمن يريد قراءة إنشائيات فيسك فإليكم الرابط:

http://www.independent.co.uk/opinion/commentators/fisk/the-brutal-truth-about-tunisia-2186287.html


3 - سراب الخلافة
زكرياء الفاضل ( 2011 / 1 / 24 - 10:02 )
أعتقد أنك تبالغ في الأمر لأن الشعب التونسي مثقف ولن يسمح بالرجوع إلى الخلف. صحيح هناك من يتوهم أحلامه واقعا، لكن هذا يؤكد ضعفهم الثقافي والعلمي ونظرتهم الخيالية للواقع المعاش. أولا الخلافة راحت من حيث لن تعود، ثانيا حزب النهضة كان غائبا عن الانتفاضة لذلك لن يتمكن من السيطرة عليها، ثالثا الغنوشي في قناة الحوار ظهر ضعيفا ومرتبكا ومتلعتما في أجوبته الشيء الذي لم تغفله الجماهير، في حين أن حمه الهمامامي ظهر رجلا سياسي قويا. هذا لا يعني أنه بإمكانه السيطرة على الشارع وقيادته، لكن حظوظه في انتشار شعبيته أكبر من الغنوشي.
إن تونس والجزائر والمغرب لن يقوم بها نظام الخيمني أبدا لعدة معطيات لا مكان لذكرها هنا رغم أن الحضور الأصولي بها واقع لا ينكر، لكنه يختلف تماما عن الشرق. حسب الفيديو المعروض فإن المتظاهرين لا يمثلون حشدا كبيرا وأصواتهم فاترة ويسمع صفير موجه لهم تعبيرا عن عدم تضامن الناس معهم. بالطبع لكل تنظيم أنصاره، لكن الأصوليين ليس لهم أغلبية تمكنهم من توجيه الانتفاضة لصالحهم. وما قلته فيهم أقوله في باقي الأحزاب الأخرى على الأقل حاليا.


4 - رد للسيد زكرياء الفاضل
محمد أبو هزاع هواش ( 2011 / 1 / 25 - 12:46 )
تحية سيد زكريا. قلت أن الأيام القادمة سترينا حجم كل معسكر. بالطبع سنرى أحزاب جديدة لأن الوضع السابق منع أحزاباً ذات شعبية مثل الإسلاميون. قلت أيضاً أنه تحت بن علي كان التدين مراقب من قبل الدولة وهذا لن يحصل الآن كما يبدو وهذا دليل صغير على التغيير. مع الشكر لمشاركتك القيمة.

اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا