الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالمقلوب

إبراهيم العريس

2011 / 1 / 23
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


من بين المواقع الإلكترونية العديدة والمتكاثرة، يبرز منذ فترة واحد يطلق على نفسه اسم «موقع الحوار المتمدن». وهذا الموقع الذي ينشر مقالات وأخباراً ودراسات تـنـويرية وحضارية، في مجالات عدة أبرزها الثقـافة والـسـياسـة، باتـت لـه سمعة كـبـيرة أوصـلتـه، منذ أسـابيع، الى الفوز بجائزة ابن رشد، ما شكّل في حد ذاته حدثاً عقلانياً ندر وجوده في حياتنا العربية.

طبعاً ما يهمنا من الموضوع ليس هنا. ما يهمنا هو أن هذا الموقع المتقدم فكرياً على الساحة العربية، بدأ يتساءل ويسأل كتابه وزائريه، حول إمكانية تأسيس محطة تلفزيونية «يسارية تقدمية» وتنويرية، تحاول أن تصل الى جمهور عريض لتبث في اتجاهه فنوناً وثقافات وأفكاراً من نمط يسعى الى المساهمة في بناء مستقبل عقلاني، في محاولة للوقوف، ولو بتواضع، في وجه كل ما يشكل حالياً نكوصاً في الأفكار والفنون العربية.

منذ الآن يمكن القول إن المهمة ليست سهلة، لا من ناحية تأسيس هكذا محطة، ولا من ناحية قدرتها لاحقاً - إن أُسست - على الوقوف في وجه زحف كل ما هو مائع ومتخلف. بل، من منظور معيّن، تكاد مهمة من هذا النوع أن تكون مستحيلة.

ومع هذا، لا بد لأي عربي عقلاني ومتنور ويريد الخير لمستقبل شعوب المنطقة، من أن يضم صوته وجهوده، الى مشروع كهذا. ولئن كان في وسعنا، أن نتوقع منذ الآن أن الذين قد تهمهم المساهمة في إطلاق محطة تلفزيونية من هذا النوع سيكونون أقلية، نذكّر بأن مارتن لوثر كينغ، صاحب الأثر الأكبر على وضعية وحياة السود الأميركيين في ستينات القرن الفائت، كان وحيداً حين حلم ذلك الحلم الشهير... ثم، طبعاً، دفع غالياً - حياته - ثمناً له.

من ناحية أخرى، في ما يهمنا هنا، لا بد من التنويه بخطوة كهذه تأتي عكس التيار السائد في مثل هذه الحالات. إذ، فيما اعتادت محطات التلفزة أن تنشئ مواقعها الإلكترونية، تعميماً للفائدة وتحصيلاً لأرباح مادية أو معنوية في هذا العصر الإلكتروني، يبدو لافتاً أن يقوم قوم بخطوة معاكسة: يطلقون محطة تلفزيونية بعد نجاح - معنوي بالأحرى - حققه موقعهم الإلكتروني. ولعل في إمكاننا أن نختم هنا مشيرين مرة أخرى، الى أنه بات طبيعياً في بلادنا أن يـسـير كـل شيء صحيح... بالمقلوب، حتى يصل الى هدفه.

عن الحياة

http://www.daralhayat.com/internationalarticle/214345








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهمة الصعبة
رزكار نوري شاويس ( 2011 / 1 / 23 - 23:45 )
لا شك في ان المهمة التي القاها الحوار المتمدن على عاتقته و بكل التزاماتها ليست بالمهمة السهلة و البسيطة فهي تتجاوز المهمة الاعلامية الى مديات اوسع هدفها التنوير و تقديم المعرفة دون قيود باداء راق و حضاري..


2 - الى الامام
عامر التواتي ( 2011 / 1 / 24 - 16:32 )
هل يستطيع اليسار العربي الواعي؟ ان يتجاوز طفولته المزمنةوخاصة في عصر
قتاوي رضاعة الكبير فبل الصغير فأذا كان سعد الفقي استطاع البث رقميا ومباشرة فعلى اليسار ان يشعل النار في نفسه لعله يوقض الثورة النائمة
الى الامام


3 - نبي بالمقلوب
اماني تجار ( 2011 / 1 / 24 - 19:08 )
نعم ممكن لأنه المسيح سار عكس تيار مجتمعه و استقطب العالم باسره بافكاره الانسانية


4 - امضوا قدماً!
سمير طبلة ( 2011 / 1 / 24 - 23:33 )
سلمت جهودكم. ويستحق هذا الطموح المشرف المزيد من الحوار و...العمل.
مع التقدير الدائم

اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية