الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الجماعي لمدينة مراكش بين الأقوال و الأفعال

علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي

2011 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


من الحقائق المؤسفة في تاريخ مراكش الحديث ، وجود منتخبين لا يمثلون إلا أنفسهم و فئة قليلة من رجال الأعمال و الإقطاعين الجدد . و لعل فاطمة الزهراء المنصوري و زبانيتها في المجلس الجماعي الحالي للمدينة ، نطف أخرى للمكر السياسي ، تزكي شعور المواطن " العادي " العميق بالإحباط و عدم الثقة .

و أثناء لقاء مفتوح نظمته جمعيات عن المجتمع المدني قبل أيام حول موضوع " علاقة الشباب بمخططات التنمية" ، حضره ممثلون عن المجلس الجماعي و الإذاعة الجهوية و بعض المنتمين للعمل الجمعوي ، طرحت سؤالا هو : - ما هي الضمانات التي يقدمها المجلس الجماعي الحالي للشباب المتذمر أصلا من المخططات السابقة التي لم ترتبط بهمومه و تطلعاته ؟ . أجاب عن السؤال ممثلين عن المجلس الجماعي ، الأول صرح بأن الضمانة يوفرها القانون المغربي و أن المجلس الجماعي في إطار وضع مخططات ستجعل الشباب و من بالمدينة يدهشون لنتائجه . أما الثاني فقد كان جوابه يحمل كثيرا من الملامة للشباب ، و وصفهم بالفئة التي لا ترغب و لا تجيد شيئا ، مستشهدا بأن عدد المنتسبين للأحزاب و جمعيات المجتمع المدني قليل جدا ، متناسيا أن المواطنة ليست متمثلة في الإنتماء إلى طيف حزبي أو جمعوي ما . و ختم رده و عيناه ترمي بشرر ، بأن من واجب الشباب ألا يحاسب أفراد المجلس الجماعي لأنهم " الشباب" سبب مباشرفي تعثر عملية التنمية ، متناسيا للمرة الثانية ، أن ضعف عملية التنمية و تعثرها كامن في الإنحطاط المعرفي و الأخلاقي للساهرين عليه . لأنه في ظل الأمية حسب المفكر المغربي " عبد الله العروي " السياسة طاغية و منحطة ، و في ظل الديمقراطية ، مجال السياسة ضيق و قيمتها عالية . فتصبح الرياضة رياضة و الفن فن ، و كذلك العمل و الفلسفة ... أما إذا طغت السياسة على الكل ، جرت الكل معها إلى الحضيض . فالعلاقة بين الديمقراطية و الإبداع أعمق مما يتصور .

كان جواب الأول جواب سياسي حذر ، يمكن تجاوزه ، لأنه بتحميله القانون مسألة الضمانات أوحى دون وعي منه بأن حقوقنا هضمت ، فهو يعلم أن القانون مليء بالعيوب و لا يسري على الأرض و العموم ، و لن يضمن حقوقنا ما دام و سيلة تستعمل للإستغلال و السرقة . أما جواب الثاني ، فقد ولد كثيرا من الإمتعاض لدى الشباب الحاضرين ، و ود كثير منهم في التعقيب عليه لولا إعلان مسيري اللقاء عن وقفة شاي غادر بعدها مباشرة المكان ، هو و رفيقه في المجلس الجماعي ، دون إعتذار من الحضور و دون سلام . عكس الاثنين في ذهني صورة من الداخل للمجلس الجماعي ، و كوني شابا أنتمي لأكبر شريحة عمرية تذكرت مركزي خارج الخط الأخضر، مستحضرا بعض خيبات الأمل التي تعرض لها أقراني في عديد المجالات ، من مجلس أنتخب أفراده لتحسين الأوضاع و دعم تطلعات الأفراد .

قبل عام و نيف ، أثناء الحملة الإنتخابية التي ظهر علينا فيها حزبهم " الأصالة و المعاصرة " حاملا يافطات إنقاد ما تحت الأرض و ما فوقها ، من بشر و شجر و ثراث ، ظننا لسذاجتنا ، أن زمن المعجزات قد عاد ، و أن الديمقراطية الحقيقية بدأت تهب رياحها من جديد على الجسد المغربي . لكننا اليوم بعد فوز ممثليه بالإنتخابات و تقلدهم زمام المجلس الجماعي و مباشرتهم لمسؤولياتهم ، تأكدنا بعد النتائج الهزيلة التي قدموها ، أننا في نظام سيء ، تولد عن تفسخ الإستبداد ، و أفسد النفوس بتشجيعه الأرذل و الأقبح فيها ، حتى صرنا نتكلم على حكم طغمة أو عصابة أو نصاب بتعبير ابن خلدون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟


.. مسؤولون أميركيون: إسرائيل عقبة أمام مستقبل المنطقة.. فهل تُغ




.. الردع النووي ضد روسيا والصين.. الناتو ينشر رؤوسا مدمرة | #مل


.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات وسط حر شديد | #رادار




.. شبكات | 20 لصا.. شاهد عملية سطو هوليوودية على محل مجوهرات في