الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفى والأديب والمفكر!

محمود عبد الحى

2011 / 1 / 24
سيرة ذاتية


كثيرا ما تغضبنا افعال النخبة المصريه من مثقفين وأدباء و صحفيين ,فالنخبه الثقافيه هى من يوجه دفه الرأى العام و يقود قطار المجتمع و يمنعه من الانزلاق من فوق القضبان,فالمثقف هو ضمير مجتمعه و قلبه النابض ,المثقف هو من ينجح فى ان يحرك المياه الراكدة فى مجتمعه ليس بالضروى نحو افكاره هو ,و لكن نحو التفكير بشكل عام نحو الجدل فالمثقف لابد له ان يثير الجدل ,المثقف هو الذي يمارس النقد بمعناه الابداعى الخلاق .

ان غياب المثقف الذى تحدثنا عنة معناه ظهور المثقف الايديولوجى,الديماجوجى الى حد بعيدا الذى يساهم فى انتاج وعى زائف او بمعنى ادق فى "تغيب الوعى"فكما يقول انطونيو جرامشى "إن كل الناس مثقفون، وبناء عليه يمكن المرء أن يقول ويكتب، لكن كل الناس لا يمارسون وظيفة المثقفين داخل المجتمع".

و ايضا يؤكد ادوارد سعيد "أن المثقف عموما هو شخص يتميز عن باقي الفاعلين الاجتماعيين بكونه إنسانا منفيا خارج جنة النظام السياسي والثقافي والرمزي السائد، ويمارس نوعا من الصعلكة التي تجعله بمأمن من الاستلاب والتدجين وتسمح له بأن يجهر بالحقيقة في وجه السلطة، أو أن يعارض بقوة خطابه خطاب القوة· "

و حتى لا اخرج عن موضوع هذا المقال المعنون ب الصحفى و الأديب و المفكر فأحب ان اعطى مثالا عمليا للمثقف الحقيقى الفاعل فى مجتمعه (و نعود للحديث عن المثقف و السلطه و المجتمع باستفاضه فى مقال قادم)فها هنا اكتب عن ثلاثه نماذج تستحق الاحترام و التقدير .

لم يكن احدهم كاتب سلطه او متزلف او منافق فكم راينا مثقفين لا ينطقون ببنت شفه امام الرئيس او السيد المسؤل و لنا فى اللقاء الاخير الذى تم بين الرئيس و مجموعة من المثقفين أسوه غير حسنه !.

الصحفى:هو إبراهيم عيسى الصحفى الشرس, مقاتل فى سبيل الحريه بشكل يجعلك تحترمه حتى و ان اختلفت مع أسلوبه الصحفى,متمرس و متمكن فى أداء دوره الصحفى بجريده كانت هى الاقوى فى تاريخ الصحافه المصريه ,كان عيسى ناجح الى حد بعيد فى فتح جريدتة لجميع القوى و التيارات السياسيه المختلفة فتجد الليبرالى و اليسارى و الاخوانى ,نجح تماما فى ان يعبر عن المجتمع المصرى سواء بمقالاته او عمله كمقدم للعديد من البرامج بالتلفزيون,عندما تشاهده تكاد تتأكد ان ثلاث أرباع وزنه ما هو النخاع المصرى ,حتى بعد ان حاول بعض من يمكننا تسميتهم (معارضين تحت الطلب)ان يشتروا رضا النظام المصرى باسكات صوت الجريده الغراء ,و بعد ان تدخلت الاجهزه القمعيه(الامنيه سابقا)لوقف عرض برامج الرجل يبقى إبراهيم عيسى واحد من أشرف الصحفيين المصريين الذين كتبوا أسمائهم بحروف من نور فى قلوب الجماهير المصريه.

الأديب:هو علاء الاسوانى هو اخر امتداد لسلسه عباقره الأدب المصرى بعد طة حسين و العقاد و توفيق الحكيم و نجيب محفوظ و......الخ,متواضع للغايه رغم صعوبه ألا يكون المرء مغرورا بعد ان يصل الى مثل هذه المكانه,جميع اعماله الادبيه تعبر عن حقيقه المجتمع المصرى(بشقيه الزائف و الحقيقى),تجمع اعماله بين البعد الانسانى و السياسى ,لم يكن الاسوانى ابدا منافق او متزلف للسلطه التى كانت من الممكن ان تمنحه العديد من الاوسمه و النياشين و تفتح له جميع ابواب وزارة السخافه(الثقافه سابقا)ليس ليمدحها بل ليكف عن انتقادها ,فالاسوانى و الذى يؤكد دوما على فكرته ان الديمقراطيه هى الحل (رغم انه لا يقدس فكرته لان تقديس المثقف فكرته خيانه لنفسه),
على مدار السنوات الاخيره اثبت الاسوانى انه ايقونة الأدب المصرى عالميا برائعته عمارة يعقوبيان الذى لا يختلف عليها اثنان ,و يتعرض الاسوانى لمحاولات تجاهل داخليا لمعارضته النظام المصرى وتشويه خارجيا لموقفه من اسرائيل و الجرائم التى ترتكبها فى حق الشعب الفلسطينى,بربكم ألا يستحق هذا الأديب ان نسانده ضد كل من يسعى لتشويه كما كان الراجل دائما يقف الى جانب شعبه قبل مصلحته.

المفكر:هو جلال امين الرجل الذى خرج من عائله نابغه فهو ابن المفكر الكبير احمد امين واحد ممن ساهمو فى تجديد الفكر الاسلامى,الدكتور جلال امين اكاديمى مصرى و اقتصادى قل نظيره ,لا يعرف اسلوبه الطنطنه الكاذبه لكثير ممن يطلق عليهم متخصصى اقتصاد,فالرجل لا يكتب بالارقام و لكن يكتب للانسان ,فما فائدة الارقام اذا كان الانسان فيها غامض ورغم كونه مثقف من طراز رفيع الا ان الدكتور جلال امين يمتلك عفويه شديده فتشعر من عدم تسويه شعره او اهتمامه بملابسه بشكل زائد انك امام شخص لا يكترث بالشكليات او المظاهر,خصص الرجل مشروعه الفكرى كاملا لرصد التغيرات التى اصابت المجتمع المصرى و الانسان المصرى نتيجة سياسات الانظمه الاستبداديه سواء على الناحية السياسيه او الاقتصاديه او الاجتماعيه,يعتبر كتابه"وصف مصر فى نهايه القرن العشرين"واحد من اهم الكتب على الاطلاق فالرجل لخص ببساطه حال مصر و المصريين مع بدايه الالفيه الثالثه, و له العديد و العديد من المؤلفات التى تلخص حالنا اليوم فجميع ما كتبة الرجل بالامس (الذى كان مستقبلا وقتها)قد تحقق بالفعل اليوم.

هؤلاء الثلاثه الذى لم تعطهم هذه السطور القليله حقهم كاملا هم نموذج يحترم هم نموذج للمثقف الحقيقى الذى لا يسكن اسوار السلطه او الابراج العاجيه ,يا جماعه الخير استيقظوا من سباتكم الذى جعلنا اقل من فى الارض ,سيف التاريخ لا يرحم الجبناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو