الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشهد الشعري العراقي بمختارات (الزمان) أفقٌ واسعٌ وطيفٌ بألوان الشمس

حكمت الحاج

2011 / 1 / 24
الادب والفن


صدر في لندن كتاب بعنوان (المشهد الشعري العراقي) وهو بمثابة العدد الخامس الخاص لسنة 2011 من المجلد الثقافي الفصلي (ألف ياء) الصادر عن شركة الزمان العالمية للصحافة والنشر بواقع 470 صفحة من القطع الكبير متضمناً مختارات شعرية لمائة وثمانية وخمسين شاعراً عراقياً معاصراً، بينما جاءت التخطيطات والرسمات الداخلية للفنان خالد خضير.
وقد تَصَدَّرَ هذه الأونطولوجيا الضخمة عن الشعر العراقي الجديد تقديمٌ للناقد والروائي العراقي د. فاتح عبد السلام قال فيه إن أية مقدمة نقدية عبر منهج دون سواه لا تستطيع أن تتعاطى بإنصاف ومنهجية مع التنوع الكبير لأساليب هؤلاء الشعراء الذين يتضمنهم الكتاب. وربما كان هذا الكلام تبريراً من رئيس تحرير السلسلة التي صدر ضمنها كتاب (المشهد الشعري العراقي) لغياب ما اعتدنا أن نراه في مثل هذا النوع من الأونطولوجيات أو المختارات الأدبية إن شئنا، وهو مقدمة نقدية مطولة نوعاً ما، يتم فيها الإجابة على عديد الأسئلة النقدية من قبيل: تُرى لِمَ هذه الأونطولوجيا وَلِمَ هذه الأسماء دون غيرها، وَلِمَ هذه النصوص المختارة دون غيرها، وما هي أبرز الملامح التي تجمع أو تفرق بين الشعراء المختارين، وما هو موضعهم من التاريخ الأدبي العام للجماعة المنتجة لهذه الشخوص وتلك النصوص.
وكان د. فاتح عبد السلام مقنعاً الى حد كبير، فيما يبدو لي، وهو يجد إن هذه النصوص الشعرية، والتي نشرت جميعها على صفحات جريدة (الزمان) لفترات متفاوتة، قد تكون كافية بحدّ ذاتها لتحفيز المعالجة النقدية لاحقاً في أجزاء من هذا المشهد الشعري على حسب مناهج النقاد وأساليبهم ورؤاهم.
إنه مشهد شعري عريض بحقّ وَلَهُ أبواب ونوافذ وشرفات وشناشيل مشرعة على رياحٍ من كل اتجاهٍ، ومتى كان المشهد الشعري العراقي، يتساءل الدكتور فاتح عبد السلام، غير واسع ومتعدد وصاخب وناضج وملهم؟
إننا هنا في هذا الاصدار الفخم أمام شعراء من أجيال مختلفة وتجارب شتى، فبينهم من شغل اسمه الساحة الشعرية العراقية خمسين سنة وبعضهم من نشرت دواوينه منذ ثلاثين سنة وآخرون كانوا يكتبون في الظل قسراً أو طوعاً، ومنهم من تنفس هواء الشعر في العقد الاخير ولما تزل تجربته غضة، وبينهم من ثقلت مخطوطاته في أدراجه تبحث عن نور الناشرين حسب ما يقول د. فاتح عبد السلام في مقدمته.
هذا الحشد من الشعراء في محشر التجرية العراقية مهما تعددت الرؤى النقدية فيه كما يقول صاحب المقدمة سيكون مكانا فسيحا لاستجلاء تلك اللحظة الشعرية الصعبة مرةً والمستحيلة مراتٍ والتي تعني دهرا عراقيا من التناقض والقهر والاستلاب والحلم والكبرياء والانسحاق والحروب.
لكنّ لسائلٍ أن يسأل وهو يجوب ثنايا هذا السِّفْرِ الكبير عن جدوى تلك الإشارة تحت اسم كل شاعر ورد اسمه في كتاب (المشهد الشعري العراقي) إلى مدينة في العراق أو عاصمة في الأقطار العربية أو مدينة في المهاجر البعيدة، فهل كان المقصود أن تعطي تلك الإشارات بُعداً ضافياً لقراءة النص عبر معرفة أين مكان الشاعر، أم مجرد تنويه الى أصله وفصله، أم لتعريف من لا يعرف بأنه أي الشاعر طريد إحدى تلك المنافي البغيضة؟
شخصيا وجدت ذلك غير ذي نفع بل وأضفى على الكتاب غلالة من اللاإحتراف خاصة إذا اكتشفنا بأن أغلب تلك العناوين غير دقيقة وتحتاج الى تحيين.
ثمة ملاحظة أخرى تتعلق بالصور المرفقة صوب كل شاعر في الكتاب، وإنه لأمر حسن أن نقرأ لشاعر أو شاعرة ونرى صورته أو صورتها في الوقت نفسه، لكن بعض القصائد جاءت غُفْلا من صور أصحابها، في الوقت الذي وجدت فيه على سبيل الخطأ في تحرير الكتاب إن صاحب قصيدة (تعبئة) على الصفحة 454 وهو الشاعر خليل مزهر الغالبي من ذي قار قد حاز على صورة الشاعر خزعل الماجدي الذي لم يردْ ذكرهُ في الكتاب الذي نعرض له.
أما المشكلة الأكبر التي لم أجد لها فهماً مني على الأقل، فقد وردت على الصفحة رقم 168 من الكتاب المذكور حيث نجد قصيدة بعنوان (التحقيق) بإمضاء الشاعر عقيل القريشي من بغداد، غير ان الصورة المرفقة بالقصيدة ترينا وجه الشاعر الراحل عقيل علي، في تخطيط شهير له لا يخطؤهُ أحد. والسؤال هنا: هل المقصود بعقيل القريشي هو عقيل علي؟ فإذا كان الجواب بنعم، فهل قصيدة (التحقيق) هي للشاعر عقيل علي؟ وكيف سنتحقق من ذلك خاصة إذا ما لحظنا إنها تخالف كل ما تعارفنا عليه من شعرٍ لعقيل؟
وتبقى لحظة الفرح الكبيرة ماثلة للعيان عندما يلتقي القارئ عبر هذا الكتاب المهم حقاً، بكل تلك الأسماء الشعرية الجديدة الطالعة من أرض العراق الولود شعراً وشعراء وشاعرات، يرسمون بخطى وئيدة ملامح وجه الإبداع الأدبي في بلاد وادي الرافدين.
إنه ببساطة مشهد شعري عراقي يقول عنه الذي قدّمَ لهُ إنه فضاء مُشرع على اتجاهات شتى هي جزء حيوي من التكوين الثقافي الإبداعي العراقي من خلال قرنين تجاورا وتداخلا حينا، وحاولا التمرد والإصطراع حيناً آخرَ، ولا يزالان في هذا المخاض المرير لكنه سيستطيع بكل ثقة أن يضع مراسي قوافيه على بحور القرن الحادي والعشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -شد طلوع-... لوحة راقصة تعيدنا إلى الزمن الجميل والذكريات مع


.. بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر تنظم مهرجانا دوليا للموسيقى ت




.. الكاتب في التاريخ نايف الجعويني يوضح أسباب اختلاف الروايات ا


.. محامية ومحبة للثقافة والدين.. زوجة ستارمر تخرج للضوء بعد انت




.. الكينج والهضبة والقيصر أبرز نجوم الغناء.. 8 أسابيع من البهجة