الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الشباب للسجن مجددا.

غسان المفلح

2011 / 1 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



أصدرت محكمة أمن الدولة العليا بدمشق ( محكمة استثنائية ) يوم الأحد 23 / 1 / 2011 حكما قاسيا بحق النشطاء السياسيين : عباس عباس – أحمد النيحاوي – غسان حسن – توفيق عمران يقضي بالسجن لمدة أربعة سنوات بتهمة الانتساب لجمعية سرية( حزب العمل الشيوعي في سورية) تهدف إلى تغير كيان الدولة السياسي والاجتماعي سندا للمادة (306 ) من قانون العقوبات العام ، وبتشديد العقوبة للناشط عباس عباس بموجب المادة ( 248 ) من قانون العقوبات والحكم علية بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، وللأسباب التقديرية المخففة تخفيض العقوبة لتصبح السجن لمدة سبعة سنوات ونصف جميعهم معتقلين سابقين بنفس التهمة، وقضوا في السجون مدد تتراوح بين عدة سنوات وأكثر من خمسة عشر عاما وبالتحديد عباس عباس من " ختايرة" الحزب حيث عاش في السجون والتخفي السري أكثر مما عاش مع عائلته.
يذكر أن السلطات السورية كانت قد قامت بتاريخ 21 / 5 / 2009 بمداهمة منزل الناشط والمعتقل السياسي السابق حسن زهرة في مدينة السلمية – محافظة حماة وقامت باعتقاله مع بقية النشطاء المذكورين، ثم قامت بالإفراج عنه مؤخرا لإصابته بمرض عضال. أول ما قد يتبادر إلى الذهن في هذا الحكم هو أن النظام لا يخشى الدرس التونسي، ولسان حاله يقول للنشطاء السياسيين مادام فرحتم بما جرى في تونس، وهروب الديكتاتور الفاسد، هذا ما عندي!! كرد على فرحكم هذا، وأملكم بحرية على طريقة تونس، وما سطره الشعب التونسي، والذي يتواطأ الجميع عليه الآن، لكي لا يتحول إلى نموذج للحرية والديمقراطية! وكي لا تتحول هذه التجربة إلى نموذج يقتدى في العالم العربي، نعم الجميع دون استثناء غرب وأنظمة عربية ومعارضات تدعي الحداثة والعلمانية، والأطرف ناطقي يسار يريدون من الشعب التونسي أن يستمر حتى يكنس كل الطبقة البرجوازية، وإلا الثورة ستضيع! وأكثر ما ازعج هؤلاء جميعا أن الثورة التونسية، لم تأتي بالإسلاميين إلى السلطة!! فقد خرقت كل تنظيراتهم وهم يساندون عسكر الفساد في العالم العربي بحجة الخوف من أن يستولي الإسلاميون على السلطة، والآن هؤلاء أو بعضا منهم يحاول تصوير الأمر وكأنه مؤامرة غربية، تخلت عن بن علي!! لأسباب يفبركونها على هواهم.. وليست ثورة شعبية كاسحة.
نعم أنه رد النظام السياسي في دمشق على ما حدث في تونس فجاءت الضربة برأس معتقلي حزب كان قد دفع ما دفع من أثمان باهظة لا تتناسب مع نشاطه بقدر ما تتناسب مع حسابات سياسية وانتقامية من قبل النظام، لأنه في قرارة تفكيره يعتبر الحزب مصدر قلق له باعتبار أن مادة استقطابه الأساسية هي داخل الطائفة العلوية، وهذا أبدا لم ولن يسمح به النظام لا الآن ولا مستقبلا، وسيتعامل معه بتشدد دوما، ولنلاحظ أن الأمثلة كلها تشير بهذا الاتجاه، وليس آخرها الدكتور عارف دليلة والآن شباب حزب العمل الشيوعي في سورية. رغم أن الحزب حتى أنه لا يملك موقعا على النت، وليس له نشاطات جماهيرية تذكر!! أنه تحول بفعل عوامل لسنا بصدد الخوض فيها الآن إلى حالة رمزية لا أكثر ولا أقل..
ومن ثم يخرج هنالك من يتحدث عن أن النظام لا يفكر طائفيا!!
العقوبات هنا ليست ردعا وحسب بل أكثر من ذلك بكثير، إنها إعطاء درس بليغ يحفر في ذاكرة الوسط الشعبي لهؤلاء المعتقلين، على الرغم أن الحزب قد أعلن انسحابه من إعلان دمشق على خلفيات كثيرة أوردها في بيانه قبل أشهر عدة، ولكن أهمها وفي مضمون رسالة الحزب وعمله هو خوفه من أن تتبنى المعارضة السورية، تغييرا يمكن أن يأتي بالإسلاميين، ولا أبالغ إن قلت أن هنالك رفاق في الحزب يتمنون أن يقوم النظام بإصلاح ذاته، أكثر مما يتمنون تغييره، ومع ذلك هذا ممنوع منعا باتا، باختصار شديد يريد أن يقول لهم" أنتم علويون وفقط، داخل العلويون يجب ألا يكون هنالك صوتا معارضا، بالمعنى المنظم للكلمة.
قيادات إعلان دمشق حوكمت بسنتين ونصف، رغم كل حراك الإعلان، بينما كوادر عادية في حزب صغير مغمور الآن، تطلق بحقهم أحكام تعتبر فليكية قياسا بهذا الزمن العالمي...
هم يساريون وعلمانيون متشددون، ولا ينحدرون من الأكثرية السنية في البلاد!!
فلتعذروني رفاقي أكثر ما نستطيعه هو" أن نكتب!! علنا نبقي العالم يتذكركم، ويتذكر تهامة معروف البعيدة عن أطفالها...ورغد الحسن وبقية المعتقلات والمعتقلين..
ونصيحة لكم في معتقلكم لا تنتخبوا عباس عباس، رئيسا للجنة الطعام في سجنكم، لأن يده ماسكة قليلا!!!! يعني يحب التقتير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القابضون على الجمر
بلال زويارة ( 2011 / 1 / 24 - 12:30 )
سلاماٌ للرفاق وهم امام محكمة امن الدولة الفاشية ، سلاماٌ للرفاق وهم في سجنهم البارد بعيداٌ عن عائلاتهم ، سلاماٌ للرفاق وهم امام الاجهزة الفاشية المخابراتية . لم يشبع هؤلاء الاوغاد من دمنا ومن اجسادنا ، كسروا احلامنا ، سرقوا خبزنا ، عاثت كلابهم في غرف نومنا ، ألا من مزيد ايها الجبناء ، حتى العاهرة اشرف من اشرفكم
قلوبنا معكم ايها القابضون على الجمر ، وانتم بمواجهة من باع الجولان وباع لواء اسكندرون ، وباع ما تحت الارض ، وما فوق الارض
تعيش الطائفة ليسقط الوطن ، ومن ثم تعيش العائلة لتسقط الطائفة ، إنها مدارات الجنون إلى الانهيار الأعظم


2 - سوريا الأسد اليوم
ناريمان رستم ( 2011 / 1 / 24 - 12:54 )
يا ليتني لم أقرأ هذا المقال للسجين السابق غسان المفلح.
ولكن طالما قرأته, سوف أتورط معه, وأورط عائلتي وأصدقائي في سوريا الذين تركتهم من عشر سنوات. يعني أنني أؤيد كل ما ورد في هذا المقال الوجداني. الحريات العامة في سوريا, أكير ورطة وأخطر موضوع. يمكنك التحدث وتنتقد سعر البطاطا والفجل وتصرف رئيس بلدية قرية صغيرة. ولكن الحريات العامة, مصير الإنسان السوري, كلها تابو رهيب. ممنوع. ممنوع. يمكنك أن تسرق أن تنهب أن ترتشي علنا. ولكن لا تدخل بأي موضوع سياسي.
هل سمعتم بنبأ بيع لحم فيل.نعم فيل وزنه اربعة طونات مات أثناء مرور سيرك أيطالي في سوريا. اشتراه بعض المجرمين الفاسدين وقاموا بتقطيعه وبيعه إلى مئات العائلات السورية الفقيرة. هذه هي سوريا الأسد اليوم.


3 - نشر تعليق ورد مني
غسان المفلح ( 2011 / 1 / 24 - 14:58 )
رد على غسان الغير مفلح
Monday, January 24, 2011 - انس العمل

السيد غسان
حاكمت ودافعت وقررت كاي قيادي من حزب البعث
هل هذا ما علمك اياه حزب العمل الشيوعي في سوريه
ام تتنكر تتلمذك على يديه
كيف قررت ان النظام السوري يتعامل مع حزب العمل انه من الطائفة العلويه
ام هذا ما تريد ان توحي به وتغالط القاريء
هل تفكيريك الطائفي من ساقك الى ذالك ام لك اجهزة استخبارات تعطيك المعلومات
انت ادرى من غيرك ان حزب العمل لا يتكون من الطائفه العلويه
وان النظام السوري لا يتعامل وفق معايرك الطائفيه وان استفاد منها
بدليل موقف النظام من جمعية المرتضى الم يسحقها
الم يفتت سرايا الدفاع
بالنهايه روح الدعابه التي ختمت فيها مقالتك كانت غير ناجحه
تحية الى كل معتقلي الراي في سوريه
الحرية كل الحرية لكل المعتقلين السياسين في سورية
هذا التعليق حذف من قبل هيئة التحرير مشكورة جدا على حرصها ومتابعتها ويقظتها..ولكنني أعيد نشره لأقول للصديق بدون أسم- أعتقد أن شباب الحزب أنفسهم يعرفون هذا، ومع ذلك أن أطرح رأيا فيما يمارسه النظام من تشدد مع الناشطين السياسيين المنحدرين من الطائفة العلوية الكريمة هكذا علمتنا تجربة الاعتقال وشكرا


4 - مع الاحترام يا غسان
علي الماخوسي ( 2011 / 1 / 24 - 16:58 )
مع الاحترام يا غسان هؤلاء شوية أغبياء تغير كل شيء وتغيرت المعطيات كان يجب أن تتغير الأدوات؟ من يعرف هؤلاء اليوم؟ ومن يوصل صوتهم؟ موضة الاجتماعات والمؤتمرات انتهت؟ هم والجهاز الذي حاكمهم واعتقلهم يعمل وفق آليات قديمة جدا لن تجدي نفعا، والاثنان خاسران، ولاسيما الرفاق من أصداقائك لأن تضحيتهم ببلاش.

اخر الافلام

.. هل ينجح اليسار في فرض -جبهته الشعبية- أمام اليمين المتطرف؟ •


.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم




.. ?? بنعبد الله: تصريح رئيس الحكومة بالبرلمان يثير القلق و يحم


.. زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني مارين لوبان: نستطيع الفوز في




.. ما هي أبرز التدابير التي أعلن عنها تحالف اليسار الفرنسي في ب