الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!

حامد حمودي عباس

2011 / 1 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


لا يعنيني هنا ماهية ان تكون هناك دولة اسمها الكويت ، ولست بمعرض البحث في قانونية وجود دولة كهذه من عدمه .. المهم هو انه ما من حكومة مرت بالعراق ، اجهدت نفسها في حل هذه المعضلة العويصه ، والتي راح ضحيتها الالاف من العراقيين دون وجه حق ، واضرمت النيران بسببها في كم هائل من البيوت ، وتشرد الملايين من البشر تحت وطأة الفقر وسيادة ملامح الحرمان وضياع اسباب العيش الكريم .. ما من حكومة مرت بالعراق ، اوحت لها حكمتها بان تلقي بسلاح المواجهة الساخنة جانبا في تفاهماتها مع اخواننا الكويتيين ، لافهامهم بان للجورة حقوق يعترفون هم قبل غيرهم بوضوح اصولها في ثنايا دينهم الحنيف ..فالسلاح ليس مجديا مع دولة وضعت في مضامين استقراء الامور ، بانها محمية من دول العالم الكبرى ولن يطالها شر الاخرين ان كان ذلك عن حق او باطل ..
لا يعنيني .. واعتقد بان الشعب العراقي برمته لا يعنيه ولا ينفعه بعد اليوم ، ان يبحث في قمامات التاريخ ليصل الى نتائج لا توفر له خبزا ولا تضع لمعاناته حدود .. فالكويت دولة رغما عن انوفنا ، وهي ممثلة في منظمات العالم الدولية ، ولها وفيها سفارات تقول بذلك دون اي وجه للريب او الانكار .. ومنذ اللحظات الاولى والتي غادر العراق خلالها نظام صدام حسين ، والشعب العراقي ينحني اسفا لاخواننا في الكويت عما بدر من ذلك النظام من تعدي على حرمة اراضيهم والمساس باستقلال دولتهم .
غير أن الامور باتت تتخذ منحى اخر ، حين بدت ومنذ اللحظات الاولى للتغيير في العراق ، بوادر التعنت واستغلال الفرص واظهار النوايا غير المنطقية حيال العراق من قبل ابناء عمومتنا ، وكأننا نحن العراقيين وعن بكرة ابينا ، من دفعنا بسرايا صدام حسين المقاتله لاحتلالهم والانتقام منهم على عجل .. وابتدأت بوادر هذه السياسة المتعالية حيال العراق وكأنها لعبة اطفال في ميدان الفسحة المدرسيه ، حيث تم الاستقواء على الشعب العراقي اعتمادا على معطيات هي لسيت سرمدية بحسابات لعبة الامم .
لقد ابتدأت تداعيات سوء التعامل مع القضية العراقية من قبل السلطات الكويتية ، منذ اللحظات الاولى للتغيير عام 2003 .. وهبت الدبلوماسية الكويتية وبكل شجاعة !! للوقوف بوجه محاولات العراق للخروج من محنته .. معلنة شماتتها المبطنة ، ونواياها الظاهرة باتجاه حرمان الشعب العراقي من فرص النهوض مجددا ، وردم آثار حروب كان للاخوة الكويتيين طرف في اشعالها وعلى مدى اكثر من ثمان سنوات بين العراق وايران وبين العراق والتحالف الدولي .. فقد وقفوا بحزم امام محاولات خروج العراق من طوق البند السابع ، وجاهدوا رافضين لكل معالم ( النبل العربي ) المؤطر باخلاق الصحراء العربية وسير السلف الصالح ، إذ لم يصفحوا عن آثار تجربة مريرة لم يكن الشعب العراقي يحمل جريرتها ، بل كانت آثارها المدمرة قد اتت على خيراته واوقفت سبل حياة الالاف من ابنائه البرره .. ولم تتحرك الشيم العربية المنصفة عند اخواننا الكويتيين لالغاء الديون المترتبة علينا من تلكم الحروب ، بل جاء الاصرار على استيفائها وبدون تقبل لاي مبدأ للتفاوض .. وتحركت معاقل الصقور في البرلمان الكويتي ضد الشعب العراقي حيث بلغت حالات التردي في هذا التحرك ، والى الحدود المؤسفة حين صرح احدهم وعلى رؤوس الاشهاد ، بانه يتمنى للعراقيين المزيد من الدمار وسوء الطالع ..
ولم يتوقف الامر عند هذه الحدود ..
فلقد أوحت مظاهر النزاع بين خلايا الجسد العراق المثخن بالجراح وبين ان يتعافى وينهض .. مظاهر الصراع بين ذلك الجسد وبين حراب راحت تترصده من كل حدب وصوب لازهاق ما تبقى لديه من روح .. أوحت لاخواننا الكويتيين بان المرحلة الان مؤاتية للاستغلال .. انها مرحلة ضعف ومقاومة للاحتظار .. فالاجهاز ضمن هذه المرحلة نافع قبل ان تفوت الفرصه .. فامتدت افكار ضعاف النفوس للقيام بسلب المئات من المواطنين مزارعهم وبيوتهم في منطقة ام قصر الحدودية ، وضمها الى الكويت دون حتى اتخاذ الحيطة من حسابات قد تستحدثها تحولات المستقبل ..
فماذا كان الرد ؟؟ ..
كيف ردت وزارة خارجيتنا .. وماهي آثار ذلك على نفوس صقور برلماننا والذين اضحوا حمائم تعلوها سمات السلام ؟؟ ..
لقد بعثوا بوفد برلماني يرأسه معمم لم يكن يفقه باي اصل من اصول الترسيم الحدودي المعروفه ، وانتهى الامر بان قضى الوفد استراحة ذليلة في العاصمة الكويتية تخللتها اعراف الضيافة الحاتمية ، ومن ثم قاموا بزيارة ميدانية للمنطقة ، ليخرجوا بعد استعراض بائس كالذي يقوم به بسطاء الفلاحين حين يقيسون مساحات اراضيهم ( بالخطوات ) ، بقرار مفاده هو ان يستجيب اهالي المنطقة من العراقيين بتسليم مزارعهم وبيوتهم للجانب الكويتي ، مقابل ان تقوم الحكومة الكويتية ببناء دور بديلة لهم وعلى امتداد الارض العراقية ضمن المنطقه ..
انني لم ادرك سببا مقنعا لعدم خروج اهالي مدينة ام قصر في حينها ، وهم يحملون ما يتيسر لهم من هراوات وفؤوس ، ليطاردوا بها تلك الزمر المتبرعة بكرامة الارض العراقية دون مقابل غير ما تفرضه عوامل الاستحياء البذيئة والشعور بالهوان .. ولا اعرف مدعاة لعدم الفخر اكثر من ان يرضخ مواطن ما لاستبدال ارضه وبيته عنوة من قبل كائن من كان .. ولم يبلغني رسم حد بعينه ينطق بالتدني اكثر من ان يغفل انسان او حكومة او جن ازرق ، بان للتاريخ لسان سينطق به ذات يوم كفيل بنسف الزيف ومحوه والتبول على هامات مريديه ..
وان كان هناك من نصيحة مجدية للساسة من الطرفين ، فهي ان يرعوي اخواننا في الدم ، ويعيدوا الامور الى نصابها الصحيح .. وكفاهم ما حل بهم جراء سياسات قد نقتنع في النهاية انها كانت صحيحه لو لم يرعووا .. وللجانب العراقي اقول .. ما هكذا يستهان بالوطن .. وما تتبرعون به للغير ليس من إرث آبائكم ولم يمنحكم احد حقا بالتنازل عنه وبأي مقابل كان .. وعلى الاقلام العراقية المنصفة ان لا تسكت .. فالنار بدأت توغل حرقا فينا وبشكل هاديء ومبرمج ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا هم العربان
محمد حسين يونس ( 2011 / 1 / 24 - 14:50 )
لا يتوقفون ابدا عن استنزاف الضحيه سيئه الحظ التي يتحكمون في مصيرها ..التعاطف الذى شعر به كل بشرى بعد اجتياح صدام لهم لم يهذب من سلوكهم فيشعرون بمشاعر المظلومين ..عموما المستقبل مع الشعب الذى امتلك اقدم حضاره ولن يقابل هؤلاء العربان الحظ الحسن في كل مره يؤججون فيها الصراع


2 - اتركهم
عباس فاضل ( 2011 / 1 / 24 - 17:57 )
اتركهم يا سيدي حتى يلتف الحبل على اعناقهم , واذا كنت قد خدمت في الجيش العراقي في الوحدات الجبلية فانك تعرف ما اعني . احترامي


3 - والله زمانْ
الحكيم البابلي ( 2011 / 1 / 24 - 19:50 )
عزيزي الأخ حامد
شكراً على المقال ، وعلى الحقيقة المطروحة بين السطور ، وللحق ... فهي أقل بكثير جداً من كل المخزيات التي قامت بها الكويت تجاه العراق ومنذ سقوط صدام
الحديث يطول عن هذا الموضوع ، والسرقات والإستغلال على أشده ، ولم تترك الكويت منقصة أو إساءة ولم ترتكبها بحق العراق ، متناسين بأن الزمن يومان
أكثر ما أثارني هو أن بعض فنانيهم راحوا يرددون بعد سقوط صدام بأن العراقيين ( كواولة ) ومعناها : كاولية أو غجر
وشر البلية ما يُضحك أخي حامد ، حين يتقول علينا هؤلاء البدو الذين لا زالت كعوب أقدامهم ينام العقرب في سعة فطرها ، يقول إبن الرومي
وليسَ عِتابُ المَرءِ للمرء نافعاً ====== إذا لَم يكن لِلمرءِ عقلٌ يُعاتبهْ
تحياتي


4 - تعقيب
حامد حمودي عباس ( 2011 / 1 / 25 - 07:52 )
الاخوة الاعزاء
محمد حسين يونس .. عباس فاضل .. الحكيم البابلي
اثمن فيكم روح التجاوب المخلص مع مضمون المقال ، وتأكدوا بان المستقبل سيثبت لمن أعمتهم قباب النفط ولو الى حين ، بان واقعا مريرا سينتظرهم لا محاله ان لم يلتفتوا لحقيقة ما هم فيه من تردي .. العراق سوف يصحو مما هو فيه من خدر مؤقت ، وحينها سيندم العربان ايما ندم


5 - قاعدة الخليج العربي البحرية
كاظم الخفاجي ( 2011 / 1 / 25 - 17:38 )
من خدم في الجيش العراقي عام 1974 يعرف قاعدة الخليج العربي واين تقع حيث تقع هذه القاعدة البحرية الكبيرة على اطراف مدينة أم قصر وبعد الميناء المدني الواقع على الخليج العربي وكان شرظة الكويت في مخفر الصامتة والذي يقع بعد القاعدة بمسافة 2-3 كم عن القاعدة فكيف اصبح الكويتيين في منتصف قاعدة الخليج العربي؟ فمن أحتل من؟


6 - ردة فعل
فاتن محمد غني ( 2011 / 1 / 30 - 18:30 )
عزيزي استاذ حامد .....اشكر وعيك وثقافتك الراقيه ........ عزيزي لكل فعل رد فعل ..صحيح ان الساقط بكل معنى الكلمه صدام هو من دفع بالعراقيين الى الحرب ضد الكويت وهم مغصوبين لكنهم عاثوا في الارض فسادا وسلبوا بيت الكويتيين دون ان يجبرهم صدام على هذا لكنه سمح لهم بذلك وكل واحد واجتهاده وكان اجتهادهم بان اخرجوا ما بجعبتهم من شر وبالتاكيد ليس الجميع لكنهم جيش تربى على الوحشيه وتاقلم بها ,,فماذاتنتظر من ردة فعل الكويتيين واي نظره اخذوها على العراقيين تحياتي ولك ودي

اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار