الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الرواية والفلم

سعد محمد رحيم

2011 / 1 / 24
الادب والفن


ما ظل عالقاً في ذهني لسنوات طويلة هو الفلم المأخوذ من رواية ( ثرثرة فوق النيل ) لنجيب محفوظ. فحين حدّثنا مدرس اللغة العربية الأستاذ عبد علي في الصف الثالث المتوسط/ 1972، في ثانوية السعدية للبنين، عن كل من الرواية والفلم ألفيتني مبهوراً بكليهما. على الرغم من أنني لم أكن قد قرأت الرواية بعد، ولم يكن التلفزيون قد عرض الفلم، على حد علمي، حتى ذلك الوقت. حصلت على نسخة من الرواية بعد أشهر قليلة، وقرأتها، ولم يخب ظني. لكن لم تتح لي فرصة مشاهدة الفلم حتى العام 2006. كنت أقلّب قنوات الفضائيات حين رأيت لقطة واحدة من فلم عربي.. قلت جازماً؛ هذا فلم ( ثرثرة فوق النيل ). وفي نهاية الفلم قلت لنفسي؛ لقد كان الأستاذ عبد علي على حق. ولعل شخصية أنيس زكي الذي مثّل دوره ببراعة الممثل الراحل عماد حمدي كانت الأكثر إثارة للاهتمام. أذكر أن مدرّسنا أخبرنا في وقتها كيف أن المخرج ( حسين كمال ) غيّر النهاية لأنه صوّر فلمه بعد هزيمة حزيران 1967 ( وتحديداً في العام 1971 ) فيما كان محفوظ قد أصدر روايته قبلها. تلك الرواية التي عدّها كثر من الباحثين والنقاد نبوءة لما سيحصل من كارثة لمجتمع مخدّر لا يعلم شيئاً عمّا يجري حوله حتى تصدمه الهزيمة فيستيقظ وإذا بواقعه مخرّب بشكل مريع.
الفلم الآخر الذي انتظرت عرضه طويلاً هو ( ذهب مع الريح ) المقتبس من رواية بالاسم نفسه للروائية مرغريت ميتشل.. قرأت الرواية في العام 1973، وعرفت من خبر اطلعت عليه، يومها، في مجلة محلية، ربما ( الإذاعة والتلفزيون ). بأنه حقق ثاني أعلى إيراد في تاريخ السينما الأمريكية. بعد أكثر من عشرين سنة شاهدت الفلم على شاشة التلفزيون، وأيضاً لم يخب ظني.. حصل فلم ( ذهب مع الريح ) على ثمان جوائز أوسكار، هو الذي أُنتج في العام 1939 وأخرجه فيكتور فيليمنغ. فيما أدى الدورين الرئيسين ممثلان رائعان؛ كلارك غيبل في دور مهرّب الأسلحة خلال الحرب الأهلية الأمريكية ريتشارد بتلر. وفيفيان لي في دور سكارلت أوهارا الشابة المدللة التي تنتمي لعائلة من الملاك الزراعيين في الجنوب الأمريكي، والتي ستتولى رعاية شؤون أسرتها بشجاعة، في ظروف الحرب الصعبة. وما زال الفلم يحتفظ بالمرتبة الثانية من حيث الإيرادات، وقد أُختير من ضمن أعظم مائة فيلم منتج في القرن العشرين، وكان ترتيبه الرابع.
الفلم الثالث المقتبس من رواية جيدة، والذي أعدّه من أجمل ما شاهدت هو ( المريض الإنكليزي ) للمخرج أنطوني منغيلا، وقد أُنتج في العام 1996. قرأت الرواية في نهاية التسعينيات وهي للكاتب مايكل أونداتجي بترجمة الشاعر الكبير سعدي يوسف. وشاهدت الفلم فيما بعد، أكثر من ثلاث مرّات. برع الممثل راف فاينر في دور المريض الإنكليزي، وتألقت الممثلة جوليت بينوش في أداء دور هانا الممرضة التي ستتعلق بهذا المريض المشوّه ( بعد سقوط طائرته في الصحراء الليبية واحتراق معظم أجزاء جسمه )، فتقوم برعايته في دير إيطالي متروك خلال الحرب العالمية الثانية. وفي هذا الفلم مشاهد مذهلة لا يمكن نسيانها، ومنها مشهد الممرضة هانا معلّقة بنهاية عتلة يحركها بالحبال ضابط الألغام الهندي ( كيب/ الممثل نافين أندروز ) فتظهر وكأنها تحلّق في الهواء وبيدها شعلة تتفرج عن قرب على الرسوم الموجودة في محيط قبة الدير من الداخل.
إن الروايات العالمية التي تحوّلت إلى أفلام ممتازة كثيرة جداً، ولكن متى سنشاهد رواياتنا العراقية وقد تحولت إلى أفلام ممتازة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي