الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة مهمشين أم أزمة نخب عربية ؟

عبدالله العبادي
الكاتب الصحافي

2011 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة مهمشين أم أزمة نخب عربية ؟
كان على حق الراحل الشابي, منذ عقود, حين قال اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر. ولم تخطا الفئات العريضة من المقصيين واولئك الذين يعيشون على هامش المجتمع, ان تطالب بادنى شروط العيش الكريم والحق في حياة كريمة في ظل انظمة عربية راكدة منذ الاستقلال. انظمة سيطرت عليها نخب سياسية انهكت قوى الدول وقضت على النمو الاجتماعي-السياسي-الاقتصادي وسيطرت على ثروات البلاد والعباد.
فئات انهكتها الوعود والخطابات العمياء وشعارات الحمقى والمعتوهين. فانتفظت من اجل كرامة الفرد وانسانيته وضد كل اشكال الاستعباد, لهته الاسباب وغيرها لم تكن انتفاضة تونس من اجل الخبز او للظروف الاقتصادية – الاجتماعية المزرية والقاهرة فحسب, بل كانت اكثر دلالة من ذلك. كانت ثورة من اجل انسانية مفقودة, ترجمت شعور الفرد بعدم توفر ادنى شروط الكرامة الانسانية, وبالمقابل احتكار النخبة السياسية والطبقة الحاكمة لكل ما هو اقتصادي وسياسي.
فمنذ الاستقلال نهجت الانظمة العربية سياسة القمع والتهميش من اجل سيطرة تامة على الحياة العامة وخنق واغتيال كل محاولة للتغيير, وفرضت البورجوازيات العربية –والتي من مصلحتها ان تستمر الانظمة الحالية لانها لا تستطيع ان تعيش في النور- سيطرتها على الدائرة السياسية والاقتصادية مهمشة فئات عريضة داخل المجتمع العربي.
الاشكاليات السياسية الراهنة المطروحة في العالم العربي هي بالاساس اسئلة تداول للسلطة ,الممارسة السياسية الحرة , حرية التعبير, الاعلام, حرية النقابات والاحزاب وخصوصا قبول النقد والمحاسبة. تراكم الثروات والسلطة في ايدي جماعات قليلة يولد تهميش عامة الشعب ويدفع نحو الاحتقان وبراكين تتحرك في صمت قابلة للانفجار في اي وقت.
انحصار السلطة بين ايدي هته الفئة وتوارث المناصب القيادية بين افرادها عمق الهوة بين الاعلى والاسفل, وانحصر الشان السياسي في القمة ولد نفورا سياسيا لدى الشباب واستبعد بشكل مقصود من المعترك السياسي. المشاركات الباهتة في الانتخابات وفقدان الثقة في مصداقيتها وسيطرة الجيل القديم اي جيل الاستعمار على مراكز القيادات الحزبية الادارية اوحتى احزاب المعارضة لم يجعل منها سوى تماثيل جامدة, حولها الزمن الى رسوم كاريكاتورية تعبر عن مصالح ضيقة .
بعد مؤتمر الكويت في بداية السبعينيات تطرق مهدي عامل الى ازمة البورجوازيات العربية كازمة قائمة بداتها في وجه الديمقراطية, ومنذ اكثر من اربعة عقود لم تتحرك الانظمة العربية من اجل احتواء الازمة واعطاء فرص اكثر للشباب في العمل السياسي وممارسة نزيهة تدفع المجتمعات العربية نحو انتقال ديمقراطي حقيقي.
إنّ غياب رؤية استراتيجية متكاملة لكيفية إدارة الانتقال نحو ديمقراطيات حضارية، في مجتمعات يعيش غالبية سكانها تحت خط التهميش السياسي ,الاقتصادي والاجتماعي، دون ان يتعرض السلم والاستقرار الاجتماعي للمخاطر،هذا الغياب ادى الى تعطيل عجلة البناء وقد برهنت الحلول الترقيعية محدودية فاعلية الإجراءات الرسمية وبقاءها دوماً في خانة العلاجات المسكنة للالام.
ايمكن اعتبار انتفاضة الشارع العربي بداية نهاية حقبة شبه استعمارية وبذور لنهضة عربية حديثة وعصر انوار يفتح الباب امام بناء وصياغة عقد اجتماعي وسياسي-اقتصادي جديد يضم كل مكونات المجتمع في اطار عدالة اجتماعية شاملة تعيد الحقوق لاصحابها وتصبح الاوطان تتسع للجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم