الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف

احمد مصارع

2004 / 10 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من قال بأن الديمقراطية هي الاسفنجة الضخمة لتجفيف حبر دماء الشعوب في هذا العالم المتطور الحديث جدا , و للان الأيديولوجية التي تقودها أمريكا , و هي أيديولوجية شمولية مطلقة عنوانها الحرية و الديمقراطية .
الحرية والديمقراطية يمكن أن تكون على طريقين:
الطريق السلمي: و هو طريق واسع و له فروع كثيرة, له وسائله و أدواته. قليل الخسائر و التضحيات , هادف بشكل مركز, يتطلب عقولا بارعة عند طروقه بهدف تحقيق التغيرات الملائمة و المشروعة لإحلال التوافق الدولي بما يخدم مصالح القوى العظمى في هذا العالم .
الطريق العنفي : التغيير بالقوة المسلحة , و بحشود جيوش مزودة بأحدث تكنولوجيا , حرب النجوم لمجرد حكم القوي على الضعيف , و هي شريعة للعنف غير الهادف , و لا يولد العنف إلا عنفا مماثلا , و لتحقيق التغيير الدولي الملائم عن طريق العنف فلا يتطلب ذالك إلا عقولا باردة تتقن كليفيات سفك الدماء البشرية .
و عسكرتارية تقود بالأسلحة المتطورة قطعان البشر , و حين تصاب بالخذلان من رد الفعل المقاوم لها و تشعر باليأس , تلجأ إلى إشاعة فوضى الجرائم ضد الإنسان , نتيجة الاحتقان و الاهانات التعسفية المتكررة .
للوصول إلى الحرية عبر الضرب بيد من حديد على ( قوى الشر ) الذين هم بنظر المجتمع الدولي ليسو من جنس البشر , و لا شيء هنا صحيح بالمطلق , و لا شيء خاطئ بالمطلق كذالك و ليس منا من يتخيل الصدمة و الترويع و التنكيل بشكل سادي مريض على أن في الأمر لعب دمى تقليدية أو لدمى ذكية الكترونية فالعنف الديمقراطي الذي يشرع لنفسه مواجهة قوى الإرهاب أو قوى الشر , يتوجب عليه حتما أن يتعقلن , لأن جنود العنف أو عنفوان الجنون هو إرهاب أصلي و أكثر عراقة من عنف الإرهاب نفسه .
إرهابيون يحتجزون رهائن بريئة, إنها قوى شر فعلية حين بهذا العمل الخطير و لكن ما هو ذنب الرهائن ؟! أي ظروف مرعبة سنمر بهم في وضع نفساني مكشوف ارهابين يزرعون المكان بالمتفجرات و المكان نفسه و هو مادة يضح خوفا من لحظات الانفجار القادمة و بين عنف الديمقراطية و عنف الإرهابي يهلك معظم الأبرياء .
فمن هو المسؤول أخلاقيا و ضميريا عن جريمة القتل المريع و الجماعي و أي شريعة تبرر التصرفات الطائشة ؟! .
إن لم يكن أحد طرفي اللامعادلة عاقلا , ففي الاختلال الأكيد جنون ضد الجنون .. لا أحد عاقل .. لا أحد مجنون, و بعبارة أوضح إرهاب مركب مقصود يحمل صفة العنف الديمقراطي الواعي على الإرهاب البسيط الجاهل.
فأيها الأشد فتكا, و الجو النفسي مشحون بروح اليأس القاتل من تغير الحظوظ و الجنوح المسلم.
إن العنف إذا كان من أجل العنف, العنف من أجل الصدمة و الترويع العنف الإرهاب الخصم ( الشرير ) هو إرهاب.
مقاومة الإرهاب يقابلها على الضد إرهاب المقاومة , و السؤال المشروع من سيقضي على الأخر ؟ في جدلية الصخور المتهاوية عنف الحرية أم حرية العنف .؟!
متى نصل للديمقراطية ؟؟؟ .
السؤال المركزي لماذا يتجاهلون الإرهاب ؟ لماذا يتجاهل الديمقراطيون ما يسمونه ( قوى الشر)و يقومون بقطع كل أشكال الحوار مع القوى الإرهابية مباشرة.
هل القوى الديمقراطية متعجرفة ؟ بحيث يختلط علينا فهم الفوارق بين النفسية الأرستقراطية و النفسية الديمقراطية.
- ما الذي يمنع من الحوار و تقديم بعض التنازلات .؟!!
( قوى الشر) مختبئة بين الحشود البشرية و ( قوى الخير ) متمرسة وراء الأسلحة ذات التقانة
العالية و غير الذكية بالمرة .
( قوى الشر ) و ( قوى الخير ) يتحاربون و يرقصون بهستيريا دموية فوق أجساد ودماء الناس الأبرياء.
قوى الشر و قوى الخير . عنف الديمقراطية و ديمقراطية العنف و الديمقراطية غائبة لأن العنف لايولد سوى العنف , ولو كان يدعي الديمقراطية إن وجد بين طغيان الطرفين , لنشأ حوار و توافق و لكن التزمت و التطرف هو سمة الوضع الدولي الراهن , و لولا مآسي قتل الأبرياء في هذا العالم لتمنى كل عاقل في هذا العالم أن يدوم الصراع بينهما حتى يقضي كل منهما على الآخر.

الرقة 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #