الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضواء على زيارة الوفد الكويتي الى بغداد

اياد حلمي الجصاني

2011 / 1 / 25
السياسة والعلاقات الدولية



اضواء على زيارة الوفد الكويتي الى بغداد والآمل المنشود في المفاوضات القادمة

1/2 : توجهات وآراء لا تهدف الى تحسين العلاقات الثنائية
بعد ان أُشير الى ما نقلته الصحف الصادرة في نهاية الاسبوع الثاني من هذا الشهرعن الخبر السار لزيارة الوفد الكويتي الى بغداد برئاسة رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح وعضوية نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية محمد صباح السالم الصباح والوفد المرافق لهما ، سانقل بعض وجهات النظر لكتاب كويتيين نُشرت في الاسابيع القليلة الماضية ، اجد من الضروري مناقشتها في مثل هذا الظرف الحساس الذي تمر به العلاقات العراقية - الكويتية ومن ثم اتطرق الى دراسة تاريخية سبق وان نشرتها من اطروحتي للدكتوراة في التاريخ الاقتصادي عن علاقة الكويت بالعراق عام 1974 .
خلال زيارة الوفد الكويتي الى بغداد صرح كل من رئيس الوزراء ونائبه بان "المرحلة السابقة انتهت "، و" نحن الآن في مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية واذا كانت هناك صعوبات تواجهنا علينا ان نحلها بالطرق السلمية ".واكدا على ان البلدين قررا عقد اجتماعات مشتركة على اعلى المستويات بعد القمة العربية المقررة في بغداد لانهاء الملفات العالقة بينهما. وذكرا "ان الملفات العالقة بين العراق والكويت هي القضية الابرز التي تقف حاليا عائقا امام خروج العراق بشكل كامل من وصاية الفصل السابع ". واكدا ايضا أن " الزيارة هي في غاية الاهمية وهي ليست بروتوكولية فقط، بل تشمل ايضا مناقشة قضايا اساسية ". و"ان الجانبين اتخذا قرارا بازالة جميع العقبات التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين حفاظا على امن واستقرار بلديهما " . وعلى صعيد آخر وصف مسؤولون عراقيون الزيارة بالتاريخية وانها اسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة "باسرع وقت" بغية حل جميع المشاكل العالقة بين البلدين. كلام جميل ومسئوول وغاية في التفاؤل ! وكلنا بانتظار النتائج . .
وبالرغم من الخبر المحزن عن حادثة الصيادين العراقيين التي وُقت وقوعها مع زيارة الوفد الكويتي الى بغداد وكتب عنها بسخرية حمزة الجناحي بتاريخ 13 يناير في صحيفة كتابات تحت عنوان :" الكويتيون رسالة قوة والجانب العراقي بلعها " ، قال الجنابي :" في حادثة ليست الأولى من نوعها لكنها مختلفة من حيث التوقيت ومدبرة كرسالة الى القادة العراقيين الجدد الذين لا يستطيعون حماية الدماء العراقية أرسل الكويتيون برسالة ذكية جدا إلى العراقيين مفادها ان الكويت ليست كويت الأمس وأن الحدود الإقليمية الكويتية والمياه الإقليمية ليست كما كانت بالأمس وان الكويت تستطيع إن تقطع يد وتقتل أي عراقي متى ما تشاء ووقت ما تشاء بالضبط كما حدث بالأمس قبل وصول رئيس الوزراء الكويتي القوي إلى العراق الضعيف .. مع علم الجميع وخاصة أهل مدينة الفاو وبالتحديد الصياديين إن زورق الصيد كان داخل المياه الإقليمية العراقية وان الحادث كان لابد أن يحدث لأن الكويتيين يجب أن يوصلوا رسالتهم إلى العراق قبل وصول الرئيس الكويتي "، وبالرغم من ذلك كله ، كتب رئيس تحرير صحيفة البينة الجديدة العراقية الذي عُرف بهجومه اللاذع على حكام الكويت والخليج والجزيرة ، كتب هذه المرة بتاريخ 13 يناير 2011 وبكل ادب واحترام مثمنا الزيارة التاريخية للوفد الكويتي بعنوان :" الكرة في الملعب الكويتي" وقال :" ان الامال العراقية ما زالت معلقة على حصول انعطافة تاريخية في العلاقة ما بين البلدين تؤسس لصفحة ايجابية جديدة تقوم على اساس الثقة المتبادلة والحوار الهادئ البناء وطي صحفة الماضي وانهاء كل الاخلافات المؤججة لتعكير صفوها والاهم من ذلك هو مبادرة الكويت باطفاء كل ديونها المترتبة على العراق وشطب ما تبقى من التعويضات والبالغة قيمتها الاجمالية (35) مليار دولار بالرغم من حاجتها لذلك الى قرار دولي ونعتقد جازمين ان خطوة كهذه لها مفعول سحري في اطفاء النيران المتقدة في الصدور وتهدئة النفوس التي شابها الشيء الكثير.. ان الكرة الان في الملعب الكويتي وعلى الاشقاء الكويتيين ان يدركوا انهم بحاجة ماسة الى جارهم الشمالي شاؤوا ام ابوا وان الظروف الحالية الان لابد ان تسفر عن وضوح في الرؤية التي يحجبها الانشداد الى الماضي بكل تراكماته المزعجة. مرة اخرى نقول ان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة وقد آن الاوان للبلدين ان يشرعا للوصول الى الهدف .. الهدف الذي يصب في خدمة الجارين الشقيقين."
وليد نويهض الذي لا يروق له الوضع في العراق اليوم كتب عنه مقالة في الوسط البحرينية ونقلتها ايلاف بتاريخ 11 ديسمبر 2010 بعنوان : " الكويت وتكرار المشهد المتأزم " قال فيها : " سابقاً كان في بلاد الرافدين قوة واحدة ودولة واحدة وحزب واحد ورئيس واحد وعنوان واحد، بينما الآن يعاني العراق من تخمة في تنوع القوى وتعدد مراكزها وتشرذم الأحزاب والكيانات والرؤساء والعناوين. وهذه الفوضى الهدامة التي اجتاحت بلاد الرافدين منذ العام 2003 ساهمت في تعديل الهوية الأهلية لصيغة العراق، كذلك لعبت دورها في هيكلة معادلات إقليمية منها ما هو ممتد من الخارج إلى الداخل ومنها ما هو منبسط من داخل العراق إلى خارجه. الكويت مثلاً التي كانت أكثر المستفيدين من حصار النظام السابق أصبحت الآن من المتضررين من انهياره لأنها خسرت العنوان الواضح الذي يمكن أن تتوجه إليه للمطالبة في التعويض أو الترسيم. وهذا النوع من الفوضى المجاورة يساعد على عدم استقرار أي تسوية جرى إقرارها في موعد سابق . الجديد هو احتمال نمو الفوضى في العراق وتمدد تلك التخمة من العناوين السياسية والأهلية من بلاد الرافدين إلى جوارها . المشهد الفوضوي بدأ يدخل في مرحلة التموضع وإعادة الانتشار" ..
علقت على كلمة نويهض في نفس صحيفة ايلاف بعنوان : " المصير واحد ومشترك " قائلا :" احترم واقدر كثيرا ما ذهب اليه الكاتب ولكني دهشت لهذه المعادلة التي لا اساس لوجودها عندما قال : "الفائض السياسي الذي تعاني منه الكويت لا يمكن تفسيره محلياً بربطه في عوامل محض داخلية . فالجانب المذكور موجود وليس جديداً. الجديد هو احتمال نمو الفوضى في العراق وتمدد تلك التخمة من العناوين السياسية والأهلية من بلاد الرافدين إلى جوارها " . وواصلت التعليق قائلا :" لا اجد اية علاقة ما بين ما يجري في الكويت والفوضى التي يراها الكاتب في العراق. ان ما يجري في الكويت تيارات سلفيه لا يروق لها حكم الاقلية من شيوخ الكويت وهم ينشدون الكثير من الامتيازات والظهور على المسرح السياسي وهذا لا يلائم دولة الشيوخ وحكومتها التي باتت ديموقراطيها التي اقل ما يقال عنها اليوم انها اصبحت صورية وعرضة للمزايدات والدعاية على طول السنين السابقة . اما ما يجري في العراق فالامر معروف مما يسميه بالفوضى ، وهو ينسب الى وجود الارهاب والمفسدين وكلاهما الى صقر وبأس المصير يوما ما والذي للسادة حكام دول الجوار الدخل الكبير في اشاعة هذه الفوضى في بلاد الرافدين وليس لما ينشده العراقيون من اصلاح الشان الديموقراطي والمكتسبات التي يطمح لها كل عراقي . ان ما ينشده العراقيون هو علاقات مستقرة ما بينهم وبين الدولة الصغيرة المجاورة ، وعلى تنمية روابط حسن الجوار والمصالح المتبادلة والعمل المشترك. فليس من مفر امام الكويتيين من اجل استقرارهم الا النظر الى دولة الشمال مهما تبدلت الاوضاع وطال الزمن وان كل من لا يريد معرفة هذه الحقيقة هو كمن يضع رأسه في رمال الكويت الساخنة " .
اما عن مقالة ظافر محمد العجمي المنشورة في العرب القطرية والمنقولة في ايلاف بتاريخ 22 يوليو 2010 بعنوان :" التقويض المنهجي للعلاقات الكوينية –العراقية ، فقد نقل الكاتب فيها ما جاء على لسان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو قبل أسبوعين قائلا " : قد تكون هناك حاجة لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شمال العراق بحلول موعد انسحاب القوات الأميركية أواخر 2011م. ولتعزيز الأمن والاستقرار على طول الحدود الكويتية- العراقية في وقت المخاض الأمني الذي يمر به العراق بدءاً من الخلافات على السلطة إلى تبعات الانسحاب الأميركي وفراغ القوة المتوقع، لا يبقى أمامنا إلا الرجوع للشرعية الدولية، حتى لو عدنا إلى الحالة التي استمرت 12 عاماً بوجود البعثة الدولية لمراقبة الحدود الكويتية- العراقية (اليونيكوم UNICOM) التي أنهت أعمالها في الكويت 7 أكتوبر 2003م . وما في ذلك كما نرى انتقاص للسيادة الوطنية لكلا البلدين، طالما بقي الماضي الحزين يتعدى إطاره الزمني ويعيد إحياء نفسه ويقتحم الحاضر ويصطدم به متشبثاً بالذاكرة الجماعية العراقية طارحاً نفسه كمشروع حرب ".
اجبت العجمي قائلا :" حقا ان اوديرنو او الكاتب اصابا كبد الحقيقة في هذا الكلام الخطير لان الماضي الحزين تعدى اطار الزمن وهو بالفعل يعيد نفسه مقتحما الحاضر باستمرار ولن يفارق الذاكرة العراقية التي تجد نفسها مغتصبة حقوقها ومضحوك عليها من قوى الاحتلال واعوانه في المنطقة التي استحوذت على الارض العراقية وثروتها النفطية بالقوة وسخرت لها الامم المتحدة باسم الشرعية الدولية لتطبيق قراراتها الجائرة بحق العراق مما دفع الجنرال يقول ان هذا الوضع قد يرقى الى القبول" كمشروع حرب قائم في ذاكرة العراقيين " باستمرار . اذن ان الدولة المحتلة اصبحت تستعد من جديد لحماية مصالحا باعادة نشر قوات حفظ سلام التابعة للأمم المتحدة بحلول موعد انسحاب القوات الأميركية أواخر 2011 " وهناك بالطبع من يتمنى ذلك ! .
وليد بورباع كتب عن العُقد التي تسكن في نفوس العراقيين بعنوان :" بعد 20 عاما وكاننا نسمع حزب البعث ". ففي مقالته المنشورة في ايلاف بتاريخ 7 اغسطس 2010 بمناسبة مرور عشرين عاما على غزو صدام للكويت قال فيها :" ان الظاهر حتى مع سقوط تمثال صدام حسين من على قاعدته الفوقية إلا أن عقدة صدام والحدود مع الكويت مازالت تسكن في نفس كل عراقي ما قبل وما بعد صدام أيا كانت الحقبة التاريخية ما دامت التصريحات الرسمية هي التي أخذت تطفو على السطح لتبقى مهمة الأخ السفير العراقي «بحر العلوم» شاقة جداً فرغم حقيقة جغرافية الجوار وان السياسة تقوم على المصالح المشتركة المتجددة إلا أن في العلاقة الكويتية العراقية أزمة الثقة هي السائدة .
وكان ردي على بورباع بنفس المناسبة في مقالة لي بعنوان : " مرور عشرين عاماً على غزو صدام للكويت، هل تعلًم حكام الكويت الدرس ؟ " نشرت في عدة صحف جاء فيها : " لن يطمئن حكام الكويت ما دامت مسالة ترسيم الحدود المشبوهة قائمة . كل العراقيين وخاصة اهل البصرة اضافة الى الكويتيين انفسهم عام 1960 كانوا يزورون اقربائهم في الكويت والبصرة وكانوا يدخلون اليها عبر نقطة المطلاع حيث نقطة مخفر الجوازات الكويتية الذي كانوا يحصلون منه على ختم الدخول الى مدينة الكويت او الخروج منها دون الحاجة الى فيزة ، وانا واحد منهم ولا ازال احتفظ بجواز سفري آنذان وعليه ختم المطلاع حتى اليوم . اما بعد انقلاب 8 فبراير 1963 ، فحدود الكويت الجديدة طفرت وامتدت الى مخفر جوازات العبدلي الذي يبعد حوالي 100 كيلو متر عن الكويت !! هكذا اصبحت حدود الكويت بقدرة قادر اليوم بعد ان استلم البعثيون الثمن وباعوا الوطن من اجل قتل عبد الكريم قاسم والانقلاب عليه بمساعدة الاخوة العرب والكويتيين بالذات. فيا ترى كيف تقنع ثلاثين مليون عراقي يرددون هذه الحقيقة في زمن اصبح فيه التعبير عن الرأي بعيدا عن قمع صدام حسين . وهل ستنتهي لما فيه خير البلدين ، ام انها ستبقى عقدة بين الطرفين مثل حل القضية الفلسطينية والقضايا الاخرى المعقدة في التاريخ ؟ "
وواصلت القول :" إن على حكام الكويت أن يفكروا بعمق، وينظروا بعيداً لا بين سيقانهم، ويعيدوا النظر في مجمل سياستهم تجاه الشعب العراقي، ويتطلعوا نحو المستقبل بقلوب صافية تجاه أشقائهم العراقيين في وقت المحنة هذه، فهي فرصتهم الوحيدة والأخيرة لقيام علاقات أخوية بين الشعبين والبلدين، وعدم إضاعة هذه الفرصة التي ربما لن تكرر، وإن الاستمرار على مواقفهم العدائية تجاه العراق ستجر البلدين إلى مالا يحمد عقباه، وليكن في علم حكام الكويت أن العراق سينهض لا محالة عاجلاً أم آجلا، وأن العراق باقٍ لن يزول، وأن أمريكا سترحل عن المنطقة عاجلاً أم آجلاً، ولا قوة تحمي الكويت سوى علاقة الأخوة والمحبة والتعاون مع العراق، ونسيان الماضي بكل آلامه، والتطلع نحو المستقبل المشرق للجميع واعادة الحقوق الى اهلها. فهل يتعلم حكام الكويت الدرس أم يصرون على السير في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر؟ " .
اما داوود البصري الذي يُذيل مقالاته بانه كاتب عراقي فقد كتب بعنوان " عفوا ياسادة ... هذه ليست الكويت " المقالة المنشورة في صوت العراق بتاريخ 7 ديسمبر 2010 اي قبل زيارة الوفد الكويتي الى بغدلد بايام حيث قال عن الكويت فيها ": أنها ليست مجرد بئر نفطية... إنها أكبر من كل ذلك بكثير كونها إحدى المحطات الحضارية التي حملت رسالة التنوير و التقدم في المنطقة فعفوا ياسادة ياكرام الكويت ليست ميدان معركة ولا ساحة لتصفية الحسابات وهي بالتالي ليست المكان الملائم لعروض الفوضويين و القتلة و تجار الدماء و الحروب.. إيماننا كبير بقدرة القيادة و الشعب في الكويت على إفشال كل المؤامرات و الخطط السرية الخبيثة وعلى إفهام من لا يفهم بأن الكويت ستظل رقما صعبا وعصيا على القسمة و الإنقسام.. تلك هي الحقيقة الوحيدة , أما من يتربص الدوائر و يعبث بملفات الشر فلامكان له تحت شمس الحرية الكويتية المحرقة" .
هنا اترك للقراء ان يردوا على البصري عن موضوع " دور الكويت كمحطة حضارية حملت رسالة التنوير والتقدم" ، او ما اشار اليه عن" الفوضويين و القتلة و تجار الدماء والحروب ".. ومن هنا اجد نفسي مجبرا ان اضيف البصري على قائمة الكتاب الكويتيين امثال عايد المانع وخالد العتيبي ومبارك الذروة و ناصر الدويلة وابراهيم البهبهاني واحمد الصراف وغيرهم الذين اتعبونا بلهجتهم العنترية وهذيانهم بعد ان اصيبوا بحمى دولارات النفط التي ادت بهم الى ضيق التنفس مع رطوبة وحرارة اجواء الكويت العالية وفقدانهم التفكير السليم نتيجة التخمة المزمنة التي يعانون منها بسبب اكل اللموًش والدقوس في مثل اجواء الكويت" . .
اما الدكتور عبد الله النفيسي الذي تعرفت عليه قبل اكثر من ثلاثين عاما في الكويت عندما كان استاذا جامعيا في ريعان شبابه وكنت ازوره في مكتبه الانيق داخل جامعة الكويت ووجدت انه كان يتميز بنظرة ثاقبة وهدوء حذر ، سارت السنين واذا به يصطدم بالسلطة في الكويت الامر الذي ادى الى خروجه او اخراجه منها مثلما وصل الخبر الى الجميع . اليوم يلقي النفيسي محاضرات مسجلة على صفحة اليو تيوب حول مستقبل الكويت والامارات الاخرى في الخليج اتسمت ببعد النظر وكثير من الاهمية وعرضه المتزن للتحديات التي تواجه المنطقة بدلا من اطلاق البالونات الفارغة والهجوم العنتري الذي ادلى به عام 2005 . اطلق النفيس ذلك العام وخلال حوار له مع احمد منصور في فضائية الجزيرة بالونا من العيار الثقيل والمخيف عندما قال :" ان العراق اصبح حفرة كبيرة وقعت فيها امريكا . ان بؤرة الصراع الان هو العراق وان الامتحان الكبير للامة هو في العراق. واذا ما تمكنت امريكا من حل مشاكلها في العراق واستطاعت ان تغادر بسلام دون تمريغ وجهها بالدم ، واذا لم تؤدب في العراق فسيكون الدور القادم علينا في الخليج لان الخطر القادم على دول الخليج هو الوجود الامريكي في العراق ". ان من أستمع الى النفيس وهو يطلق هذا البالون المرعب أعتقد ان دول الخليج ما زالت بعافية وغير محتلة وان النفيسي بلا شك هو من المحرضين العاملين مع التيارات الاسلامية المتطرفة على سفك الدماء في العراق. ان مثل هذه العنتريات والمغالطات شبعنا منها واصبحت ممجوجة منذ الخمسينيات حتى احتلال العراق. لكن الغريب والمدهش في الامر هو هذا الانقلاب في اسلوب الحديث اليوم في طرح النفيسي للقضايا المصيرية في المنطقة الذي يبدو متناقضا وخطابه المتطرف الذي اراد منه الشهرة من خلال وسائل الاعلام مع احمد منصور في الجزيرة. والدليل على ذلك هو ما جاء في محاضرة للنفيسي مؤخرا حول مصير الامارات وقطر والبحرين والكويت بالذات وهو صلب الموضوع الذي اتناوله في هذه الدراسة. ففي محاضراته هذه تطرق النفيسي فيها الى الانتقاد الذي وجهه الى الكتاب الكويتيين وكأنه ينتقد معي هؤلاء الذين استعرضتهم كما مر بنا بالاضافة الى انتقاد نفسه عندما قال ": ليس هناك كاتب او قلم كويتي يحلل اوضاع العالم بناء على الاطار الاستراتيجي الاوسع . اننا نحلل اوضاع العالم بناء على متطلبات تافهة " . كما اشار الى حالة الرخاء التي يعيشها الكويتيون قائلا ": اما هذا الغرق في النعمة التي نحن فيها فهذا انتحار بطئ " . وان ما يدور في الكويت اليوم من اكتشاف شبكات تجسس تهدف استقرار الكويت فهذا كلام متفاءل جدا. المسالة ليست استقرار الكويت بل المسالة وجود الكويت او عدم وجودها " . .
ولنستمع الى طرح النفيسي حول وجود الكويت وهو يقول ": نحن نقع ، "اي الكويت" ، في قلب مثلث ضلعه الشرقي ايران والاخر العراق والجنوبي المملكة العربية السعودية وبالطبع اذا ما خيرنا بين هذه الاضلاع الثلاثة ايدوني اني اطمئن اكثر للضلع الجنوبي الذي هو الضلع السعودي . ثمة وشائج تاريخية بيننا وبين الضلع الجنوبي وبالتالي اذا ما ارادت الكويت تحقيق الامن فلا يمكن ان تستطيع ذلك بمفردها ولا حتى الدول الاربع الاخرى في الخليج ان تحقق امنها الداخلي الا وفق صيغة الا وهو انضمامها الى المملكة العربية السعودية " . ويضيف قائلا ": يجب ان لا ننسى ان الخريطة السياسية لشريط النفط هي موروث الاستعمار البريطاني الذي سلم السلطة سنة 1968 الى الاستعمار الامريكي . لا ينبغي ان ننظرالى امن احوالنا في الكويت ونقصر النظر على الحالة المحلية دون ان نعي الاطار الاستراتيجي الاوسع لما يدور في الكويت. هذا خلل فكري يجب ان نعالجه . الكويت لا تستطيع تحقيق الامن بمفردها لانها طالما ظلت هكذا شظية جغرافية مثلها مثل قطر والبحرين ، هذه شظايا ليس بمقدورها ان تحقق امنها الداخلي الا اذا التحمت في صيغة وحدوية مصيرية مع مجلس التعاون وبالذات مع المملكة العربية السعودية . اننا لا نستطيع مواجهة التحديات الخطيرة القادمة والتي قد تكون قريبة ، لذلك ينبغي علينا ان نعي خطورة الاوضاع التي نعيشها في الكويت . نحن جزء من حزام النفط وهذا الحزام اصبح الان هدف احتلال القوى الدولية وهو الان كله محتل . كلنا دول محتلة من الكويت الى الامارات . لا يتصور احد اننا دول حرة لها حق القرار الاستراتيجي ابدا . القرار الاستراتيجي هو بيد الحليف الدولي المسيطر اليوم على شريط النفط وهو الولايات المتحدة الامريكية . هذه الامور لا تستطيع ان تقررها سياساتنا المسكينة . اما الذي يقررها هم الامريكان الذين اصبحوا يتعاملون مع حكوماتنا ويمشون امورنا بالفاكس لاننا شعوب رديئة ".
تحدث النفيسي في محاضرته هذه بواقعية وبالاتجاه العقلاني دون تشنج او تهور او اطلاق بالونات هوائية كالتي اطلقها مع احمد منصورسابقا . كما انه تجاهل اطروحته باخراج امريكا من العراق بالدم وخوفه من دخولها الى الخليج ! والان يعترف بان امريكا هي الدولة الكبرى المحتلة لشريط النفط بالكامل . وهو ما تناولته في كتابي الاخير المنشور غام 2008 عندما ذكرت "ان امريكا اكملت السيطرة على المنطقة بعد احتواء الحلقة المفقودة باحتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين عام 2003 تلك الحلقة التي تربط الطوق الكبير الممتد من تركيا جنوبا عبر اسرائيل الى اليمن وشرقا الى الخليج وشمالا الى العراق الضاربة حدوده الى تركيا من جديد " . والقارئ يستطيع ان يميز ما بين حديث النفيسي عن احتلال العراق مع احمد منصور وحديثه هنا في هذه المحاضرة . وهو تناقض صارخ وانقلاب كبير !
هذا كل ما استطعت ايجازه من محاضرة عبد الله النفيسي وحواره مع احمد منصورعام 2005 . والعلم عند الله في سر هذا الانقلاب في موقف النفيسي من الوجود الامريكي في العراق و الخليج . وفي هذه الحلقة ناقشت بعضا من آراء الكويتيين المنشورة مؤخرا والتي بكل أسف لا تهدف الى تحسين العلاقات بين البلدين وسأواصل في الحلقة الثانية التطرق الى مجمل الحقائق التاريخية التي تربط الكويت بالعراق (الحوار الذي اجراه احمد منصور مع عبد الله النفيسي في فضائية الجزيرة بتاريخ 28 ديسمبر 2005 ) و( محاضرة الدكتور عبد الله النفيسي بعنوان : امن الكويت بين اطماع الخارج واوضاع الداخل على صفحة اليوتيوب ) . يتبع في الحلقة الثانية ../.

اضواء على زيارة الوفد الكويتي الى بغداد والآمل المنشود في المفاوضات القادمة

بقلم : اياد الجصاني
2/2 : احداث وحقائق تاريخية لا مجال لانكارها

على ضوء الحقائق التاريخية التي استعرضها في هذه الحلقة الثانية والاخيرة ، والتي ارجو ان يطلع عليها الاعضاء من كلا الفريقين المشاركين في لجنة المفاوضات القادمة وان لا يتنكروا لها ، هذه الحقائق التي تدلًل على مدى ارتباط الكويت تاريخيا واقتصاديا وسياسيا وجغرافيا واجتماعيا بالعراق ، اكرر ان الكويتيين يعرفون والعالم اجمع ان قيام الكويت ما جاء الا على حساب العراق وان نهضتها ما كان لها ان تكون لولا بقاء آل صباح في جنوب العراق بالقرب من شط العرب بعد ترحالهم الطويل من الجزيرة . امل العذبي الصباح تذكر في كتابها : "ولنا في هجرة آل صباح من نجد الى قطر اولا ومن ثم الى المنطقة الخصبة في جنوب العراق واستقرارهم قرب كوت ابن عريعر آخر المطاف في بداية القرن الثامن عشر خير مثال على حركة الهجرة العربية : ( امل العذبي الصباح : الهجرة الى الكويت ص 2 ) . اما المؤرخ الكويتي عبد العزيز الرشيد فيذكر في كتابه : "ومنذ ان حل آل صباح في منطقة شط العرب ، بعد ترحالهم الطويل وخروجهم من الجزيرة ومرورهم بمناطق عديدة في الخليج طلبا للاستقرار ، والى ان وصلوا الى جنوب العراق وتم طردهم من قبل الحكومة العثمانية من المحراق تلك المنطقة الغنية ، لما كانوا يقومون به من سلب ونهب وقطع الطرق في هاتيك الجهات ، اجبروا اخيرا على النزول قرب ( القرين ) على رأس الخليج طلبا للحماية والاستقرار من جديد ، ذلك الميناء المرتبط ارتباطا وثيقا بولاية البصرة من الناحيتين الاقتصادية والادارية تبعا للاحداث التي عاشتها المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر". (عبد العزيز الرشيد : تاريخ الكويت ص 36 ). وكتب كينغ :" ويظهر من ذلك بوضوح مدى اتصال الكويت الوثيق بارض الرافدين وتوجه سكانها نحو الشمال لتعميق علاقاتهم وتطلعاتهم الانسانية بمركز السلطة ومصدر المياه والغذاء تلك العناصر التي لا غنى عنها لاية عشيرة كانت تنشد الاستقرار من اجل البقاء . الكويت التي تفصلها 350 ميلا من السواحل الخالية المهجورة عن بقية مشايخ الخليج ، تطلعت دائما وقبل كل شئ الى المدن العربية في الشمال طلبا لتحقيق آمالها الاجتماعية والسياسية " . . G. King: Imperial Outpost-Aden , Royal Institute of International Affair 1964
ليس مجال الحديث هنا عن التطورات السياسة الاستعمارية البريطانية في منطقة الخليج والعراق منذ ما قبل الحرب العالمية الاولى . ولكن يجب القول ان استغلال الفرص التاريخية لترسيخ بقاء الكويت في جنوب العراق ضمن تحالفات كويتية- بريطانية منذ العهد العثماني مرورا بالمعاهدة السرية بين بريطانيا وشيخ الكويت عام 1899 واتفاق عام 1913 بين بريطانيا وتركيا غير المصدق وحتى اعلان استقلال الكويت المفاجئ عام 1961 التي اثبتت جميعها صلتها باعتبارات استراتيجية ، كان النفط هو المحرك الاول الذي كانت بموجبه توقع المعاهدات والاتفاقيات وتخطط الحدود داخل مناطق النفوذ البريطانية من كركوك شمالا وحتى سلطنة عمان في الجنوب. وليس بالمستطاع هنا ولا في النية استعراض هذا الكم الهائل من المؤامرات والاحداث التي انطلقت في مختلف الظروف والتي صبت جميعها في النيل من العراق والعراقيين وأدت الى تأزيم العلاقة ما بين الجارتين على طول العقود خلال القرن العشرين منذ الحرب العالمية الاولى وحتى اليوم. يقول سمبسون : "عام 1914 اقامت بريطانيا صندوقا لجمع التبرعات لمساعدة الجرحى في الجيش البريطاني الذي دخل لاحتلال العراق . مبارك الصباح ساهم في تقديم 50 الف روبية . وفي عام 1917 ابرق مهنئا الحكومة البريطانية على تقدم قواتها لاحتلال بغداد" John Simpson : From the House of War p. 87, UK 1991 ..ولا حاجة بنا ان نذكر ما جرى للملك غازي الذي اغتيل نتيجة لتطلعاته القومية ، ولا لرئيس الوزراء الاسبق نوري باشا السعيد ومفاوضاته الحرجة مع الانجليز في مؤتمر لندن اثناء وجوده في اجتماع لحلف بغداد حيث دافع بقوة عن مصالح العراق ، ولا للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم صاحب قانون رقم 80 الذي حرر الارض العراقية من امتيازات شركات النفط الغربية ، ولا لصدام حسين نفسه بعد ان ابتلع الكويت على طريقته الكارثية الخاصة ، كما احتارت بريطانيا اين تضع هذه الجوهرة الثمينة ذلك الوقت. يقول ترفليان : " اصبح من الحكمة في اعتبارات الاستراتيجية البريطانية ان تشمل الكويت تلك البقعة الصغيرة الغنية بالنفط بمخططاتها الجديدة في اختيار الحل الملائم، فهل تنضم الكويت الى حلف بغداد ام تلتحق بالاتحاد الفدرالي الهاشمي ام ندخلها حضيرة الكومنولث البريطاني ؟ ". Trevelyan Henry : The Middle East page 184, London 1970.
وهكذا حصل آل صباح على ارض وثروة واقامت لهم بريطانيا العظمى دولة على شواطئ قرية مهجورة هي (القرين ) المنطقة التي تمثل الامتداد الطبيعي لارض وادي الرافدين ومن ثم استلمت امريكا الارث البريطاني عام 1968 بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة ، امريكا التي اكملت احتلال شريط النفط كله بعد احتلال الحلقة المفقودة المتمثلة في العراق عام 2003 ورسمت الحدود للكويت مع العراق كما هي تريد، وليس الكويت ومن قبلها بريطانيا ، وبتعسف للحفاظ على مصالحها النفطية في المنطقة ولتبقى ورقة مساومة بيد الكويتيين وشركات النفط ومصدرا للخلاف حفاظا على مبدأ فرق تسد . ومن ينظر الى خارطة العراق اليوم ، يرى في حدود دولة الكويت المرسومة قوة الانكسار المغروس بتعسف في بطن جنوب العراق.
وتذكر لنا الدراسات الجيولوجية : " مرت سواحل الخليج الشمالية في جنوب العراق بتغيرات كثيرة حتى وصلت الى شكلها الحالي ، حيث كان للرواسب الطينية التي حملها نهرا وادي الرافدين ، دجلة والفرات ، الاثر الكبير في تراجع مياه الخليج جنوبا وبدون انقطاع وكان لكل من دجلة والفرات مصب مباشر على رأس الخليج ما بين الالف الثالث والاول قبل الميلاد والدليل على ذلك ان مدينة اور في اوج ازدهارها ، زمن السومريين كانت تقع على ضفاف الخليج مباشرة واليوم تقع اطلالة هذه المدينة الاثرية ، ""التي اصبحت قاعدة امريكية"" ، على بعد 320 كيلومترا شمال الخليج " . وان من يقع في يده مؤلف " لوريمر" عن جغرافية الخليج العربي في صفحاته الخمسة آلاف سيندهش لحالة البؤس والتخلف الذي كانت عليه امارات هذا الخليج ومنها الكويت منذ بداية القرن الماضي وحتى الخمسينيات وصعوبة معرفة حدودها حينما يضيف اوريمر قائلا : " انها لمهمة غاية في الصعوبة ان تحدد اراضي شيخ الكويت حتى لو اخذنا بالاعتبار دقة عملنا بشكل تقريبي " . Lorimer: Gazetteer of the Persian Gulf and Eastern Arabia, p. 1060. S.C.Easton : The Herritage of the Past p. 78 and A.Wilson : The Persian Gulf p . 68
وبعد كل هذا ، هناك اليوم من يسأل لماذا هذه المواقف الكويتية في مثل هذه الظروف تجاه العراق ؟ هل حقا ان الكويت بحاجة الى الاموال ؟ وهل الكويت ما زالت تخشى الحكم في العراق كالسابق ؟ العراق الديموقراطي الاتحادي البرلماني المؤسساتي الدستورى القائم على سلطة الشعب . فلماذا اذن لا يطمئن الكويتيون الذين يتفاخرون بديموقراطيتهم الى التغيير الذي وقع في العراق والذي ساهمت الكويت فيه الى حد التدمير والكارثة التي حلت بالعراقيين ؟ ولماذا طال رفض الكويتيين للمباحثات الثنائية ؟ ولنرحل عن التاريخ والجغرافية ، ولندخل في صلب الموضوع عن كيفية التعامل مع قضية الكويت من ابعادها الرئيسية . ولناخذ النقطة الجوهرية الاولى وهي عقدة الخوف المستمر الذي تغلغل في نفوس الكويتيين وليس كما مر بنا من قول بورباع " انها عقدة صدام والحدود مع الكويت التي مازالت تسكن في نفس كل عراقي " . بالعكس انها في الحقيقة عقدة تزييف التاريخ والحقائق التي تعشعش في رأس الكويتيين والذين لم يستطيعوا الخروج من شرنقتها من بعد حصول الكويت على العديد من الامتيازات من خلال علاقاتهم الوثيقة مع بريطانيا اولا والولايات المتحدة ثانيا القوتان اللتان سخرتا الامم المتحدة لخدمة المصلحة الكويتية ومصالحهم الامبريالية على حساب ارض وشعب وتاريخ العراق ومصير العراقيين . والولايات المتحدة الامريكية اليوم هي القوة الوحيدة الكفيلة بازالة الظلم الذي اوقعته على العراق من خلال فرض الامر الواقع برسم الحدود ما بين البلدين مسخرة الامم المتحدة خدمة لمصالحها . ولا اريد ان اعطي حلا لهذه النقطة وانما اقترح وجوب ان يُناط الموضوع الى عهدة لجنة من اطباء عراقيين وكويتيين وعرب واجانب سايكولوجيين متخصصين في دراسة هذه الحالة التي لا بد من علاج لها ، هذا اولا . وثانيا ، دخول اعضاء اللجنة القادمة في حوار ثنائي على مستوى السياسيين والخبراء المؤرخين ورجال القانون المشهود لهم بالكفاءة والخبرة على ان تكون لجنة متخصصة رسمية من كلا الطرفين وباشراف الجامعة العربية والامم المتحدة والاتحاد الاوربي مدعومين بالوثائق لبحت القضايا المصيرية والوصول الى حلول وصيغة نهائية لها بعد المكاشفة الواقعية امام الطرفين لاستعادة ما للعراق من حقوق واعطاء الكويت ما لها والبحث في ارساء اقوى العلاقات للجارتين تبقى متينة على مر العصور واقناع الكويتيين بالكف عن اسلوب الغرور والمراوغة منذ ما كان عليه الحال مع الزعيم عبد الكريم قاسم الذي راح ضحية السيناريو المشبوه . ذلك السيناريو الذي فبركته بريطانيا والشركات النفطية التي اوصلت البعثيين للقيام بالانقلاب على الزعيم ومدهم بالاسلحة والاموال من الكويت ودول عربية اخرى لتصفيته وابادة الكثير من العراقيين في الانقلاب الدموي في 8 فبراير1963 والذي ستحل ذكراه الحزينة مصاحبة للاحتفالات في ذكرى الكويت السعيدة بعيد استقلالها الخمسين . ومن ثم جاء دور الاطاحة بصدام حسين ، السيناريو الذي فبركته امريكا واستدرجت فيه السفيرة الامريكية ببغداد ابريل غاسبي صدام حسين عند زيارتها له في 25 يوليو 1990 للسقوط في المصيدة آنذاك ، والذي تم تاجيله للخلاص من دكتاتور العراق حتى شن الحرب المدمرة على العراق واحتلاله عام 2003 من قبل امريكا وحليفتها بريطانيا وبدعم من الكويت ودول عربية اخرى ايضا . ومنذ ان تم القضاء على الزعيم عبد الكريم قاسم وتنفس الكويتيون الصعداء ، تصاعدت نبرة الغرور والانانية في الكويت من جديد. وفي حوار مع الشيخ جابر العلي وزير الاعلام الكويتي الاسبق جاء فيه : " اتصور ان من واجب الكويت ان تكف عن نبرة الغرور الخليجي حتى لا تشنق نفسها مدحا فالمرحلة القادمة يجب ان تكون لبناء الانسان قبل بناء ناطحات السحاب " (من حوار لمفيد فوزي مع الشيخ نشرته صحيفة السياسة الكويتية في 1 مايو 1975). فيا ترى ما الذي يريده الكويتيون اليوم ؟ ( من كتابي بعنوان : النفط والتطور الاقتصادي والسياسي في الخليج العربي دار المعارف الكويت 1982 و كتابي :" "احتلال العراق ومشروع الاصلاح الديموقراطي الامريكي : حقائق واوهام 2008 مكتبة دار الكتاب العربي ، شارع المتنبي ببغداد ).
وبمناسبة الحديث عن الذكرى الخمسين لاستقلال الكويت نقلت كونا ان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد امر بصرف مكرمة اميرية بمناسبة الذكرى ال50 لاستقلال دولة الكويت والذكرى ال 20 للتحرير وذكرى مرور 5 سنوات على توليه منصب الامارة الشهر القادم . وإن الكلفة الاجمالية للمكرمة تبلغ نحو مليار و250 مليون دينار بواقع الف دينار لكل مواطن في الكويت وان المكرمة الاميرية تشمل صرف المواد الغذائية بالمجان لكل حاملي البطاقة التموينية من تاريخ 1 فبراير المقبل وحتى 31 مارس 2012. علًق الكاتب جيمس تراوب في مجلة الفورين بوليسي ، الشئوون السياسية في حديثه عن ثورة الشعب التونسي ومدى تأثيرها في اشاعة الرعب والخوف عند الحكام العرب بالقول :" ان المنطقة التي شلًها الحكام الاوتوقراط المنفردون بالحكم بدأت تموج وتتحرك وبدأ قادتها بالتراجع الى الوراء . فهذا امير الكويت يعلن وعلى نحو مفاجئ عن توزع 4 مليارات دولارات من الهبات والمكرمات والغذاء بالمجان على الشعب "(جيمس تراوب في الفورين بوليسي 21 يناير 2011) ! وهنا لا بد ان اشير الى ما جاء في محاضرة النفيسي التي تطرقت لها في الحلقة الاولى عندما علّق على حالة الرخاء في الكويت بالقول : " لا احد يفيدنا لا المغنين ولا الشعراء اننا بحاجة الى رجال يتحركون ويحتجون ويصنعون التاريخ . اما هذا الغرق في النعمة التي نحن فيها فهو انتحار بطئ " . . بعد ان اقر مجلس الامن في ديسمبر من العام الماضي ثلاثة قرارت تقول الاخبار انها هامة وتتعلق بانهاء الحظر المفروض على الأنشطة النووية والتكنولوجية العراقية وتمديد فترة عمل وصلاحية صندوق التنمية العراقي وإنهاء برنامج النفط مقابل الغذاء ،
الا ان المجلس اقر استمرار العراق في دفع 5 % من ايراداته النفطية كتعويضات للكويت التي رفضت تخفيض النسبة الي 2% وتسلمت حتى الان حوالي 13 مليار دولار من ايرادات الشعب العراقي النفطية كتعويضات ولا تزال تطالب بـ22 مليار دولار. وياليت ان رسالة البينة الجديدة المنشورة في الحلقة الاولى بعنوان "الكرة في الملعب الكويتي" قد وصلت الى انظار امير الكويت باقتراحها " اتخاذ الامير مبادرة في اطفاء الديون التي سيكون لها مفعول سحري لاطفاء النيران في الصدور" . ولكني اقول ياليت ان الامير بالفعل تذكر الشعب العربي المسلم الجار وتكرم ووافق على الاقل على تخفيض نسبة التعويضات كتاكيد على حسن النية ورغبة الكويت الصادقة في انجاح المحادثات القادمة مع العراق . ولكن لتطمئن البينة والجميع معها ان امير الكويت ربما ادخر الامر لمناسبة اخرى وهي مشاركته في مؤتمر القمة العربية القادمة الذي سينعقد في العاصمة بغداد في مارس القادم ليبادرامام الملوك والرؤساء العرب والشعب العراقي الى تقديم ما يليق بحضوره في المؤتمر وليعطي زخما قويا للجانبين في اللجنة المشتركة للتوصل الى حلول ايجابية في المحادثات التي ستبدأ بعد انعقاد المؤتمر كما هو مقرر لها . ويؤسفني ان اذكر انه ليس بخاف على امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الذي يعرف جيدا ان مناسبتي الاستقلال وتحرير الكويت اللتان يحتفل بهما مع شعبه في الكويت قريبا هما بنفس الوقت من المناسبات الحزينة والكارثية على الشعب العراقي والاسباب معروفة . .
عندما طلبت الموافقة على نشر كتابي الاول من وزارة الاعلام الكويتية عام 1982 ، طلب آنذاك الوزير ناصر المحمد الصباح وهو حاليا رئيس الوزراء الكويتي الذي زار بغداد على رأس الوفد المرافق هذا الشهر ، طلب مقابلتي ، وعندما دخلت عليه في مكتبه بالوزارة استقبلني بكل أدب وبعد تقديم القهوة العربية عاتبني مبتسما بشأن الهجوم على الكويت وايران الذي جاء في كتابي ولقد اعتذرت واجبته على الفور بان الامر موثق على لسان اصحاب الشأن الكويتيين والمؤرخين منهم . وفي ختام المقابلة شكرته على موافقته وتشجيعه وكرم استقباله . لقد قدمت في الكتاب ما هو مطلوب من العراق والكويت للوصول الى حلول لاكثر القضايا ما بين البلدين وكنت استند في ذلك على اطروحتي في الدكتوراة بالتاريخ الاقتصادي من جامعة تولوز بفرنسا عام 1974 ، التي جئت فيها بنظرية كيفية بقاء الكويت وديمومة الرخاء في دولة الرفاه وذلك من خلال تكريس الطاقات والجهود ضمن الوحدة الجغرافية المحدودة بالمنطقة التي تقع فيها الكويت التي تتكفل ببقائها تلك العلاقة المصيرية القائمة باستمرار ما بين الطبيعة ، والمتمثلة في ارض ومياه وزراعة البصرة القريبة التي تفتقر اليها الكويت ، وبين حضارة صناعة النفط الجديدة في الكويت أي ثروتها النفطية الوحيدة المهددة ، عاجلا ام آجلا ، بالنضوب . طبعا لم يعجب الكويتيين هذا الكلام آنذاك ولربما هم مازالوا يرددون النفط لنا ومياه الخليج لنا والرمال لنا والحدود لنا وكل شئ فقط لنا ، وفي النهاية وقعت الكارثة عام990ّ1 ! . لما لا وهناك امثال داوود البصري المصاب بالعدوى وهو يردد كما ذكرت في اعلاه : "الكويت ليست مجرد بئر نفطية... إنها أكبر من كل ذلك بكثير كونها إحدى المحطات الحضارية التي حملت رسالة التنوير و التقدم ..." .وهذا ما نتمناه وعساها ان تنور بصيرة البصري وغيره ! وهناك ايضا عبد الله النفيسي الذي لم ير في محاضرته اهمية ولا دورا للعراق كدولة خليجية واقترح الحل الامثل للكويت لتحقيق امنها هو انضمامها للسعودية بناء على الوشائج التاريخية وكائنما الوشائج التاريخية القبلية وغيرها من العلاقات التي قامت بين الشيوخ على المصلحة الشخصية والتفافهم حول المحتلين قبل ان تقوم بين الشعوب منذ بداية القرن الماضي هي وحدها ما يضمن اليوم امن وبقاء الكويت وليس مياه شط العرب والثروة الموجودة ما بين البلدين والحنين الى البصرة ، وارضها الخصبة وبساتينها ومجتمعها القديم الموقع الحضري الاقرب الى الكويت ، من اية مدينة في السعودية اضف الى ذلك التاريخ المشترك للشعبين والجالية العراقية الموجودة في الكويت والعلاقات الاسرية منذ زمن طويل . هذه الوشائج التاريخية والجغراقية والجيولوجية والاجتماعية وحتى العلاقات السياسية المضطربة على طول الخط وغيرها هي من الثوابت التي تفوق بكثير تلك الوشائج التي تربط الشعب السعودي بالشعب الكويتي مع كل الاحترام للشعب السعودي! وليس دوري هنا اقناع النفيسي او غيره فهو الاعلم بالهم العراقي الكويتي وعظم الوشائج المتشابكة ما بين البصرة والكويت على طول التاريخ ! .
ومما لا شك فيه ان الكويتيين اليوم لا يريدون الاستمرار في تكثيف الضغوط على بغداد اوالمشاركة من جديد في سينوريوهات قلب الانظمة وابقاء العراق يدور في حلقات السقوط ؟ فالبلدان تحت الاحتلال الامريكي ضمن شريط النفط الواحد ، والديموقراطية تسبح بحمد امريكا وحماية قواعدها المجاورة ، والحكم قائم على الدستور والبرلمان هنا وهناك ايضا ، والمصالح النفطية اصبحت كليا برعاية حامية شريط النفط الدولة الكبرى علما ان العراق الذي تبنى النظام الديموقراطي الجديد والسياسات الرشيدة واختار ما ينشده العقل والمنطق واحترام تطلعات الشعبين ، رغم الكثير من مساوئ ديموقراطية الاحتلال المستورة وارتفاع ضريبة مآسي تطبيقها ، قد اغلق الابواب امام كافة المخططات والسينوريوهات الهادفة الى قلب الانظمة الى الابد . وبكل تاكيد ها هي حكومة العراق اليوم تضع برنامجا للعمل المشترك مع الكويت على طاولة المفاوضات القادمة احترما للثوابت الوطنية ووحدة المصير . ولا نشك ابدا من مباركة العم سام في السفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء في بغداد ورعايته بشكل غير مباشر واشرافه على تقدم هذه المفاوضات . .
وللنظر الى ما كتبه لي الدكتور عبد الجبار العبيدي صديقي في الكويت لسنين طويلة وهو استاذ التاريخ في جامعة الكويت حتى الاحتلال عندما قال : "ستبقى مسألة الخلاف بين العراق والكويت قائمة بلا حل دائم الا بعد ان يحتل العقل والسياسة الرشيدة مكانة التطبيق، حين تُطبق مواثيق الاستقلال للبلدين بموجب معاهدة الاستقلال العراقية عام 1925 التي حددت حدود العراق ومياهه وأودعت في منظمة عصبة الامم ومن بعدها هيئة الامم المتحدة، ومعاهدة أستقلال الكويت عام 1961 التي حددت حدود الكويت ومياهه الاقليمية ، وأي تجاوز على المعاهدتين سيجلب المتاعب والقلق للدولتين الجارتين ولشعبيهما ، ولا احد اليوم كان من كان يستطيع الخروج على الثوابت الوطنية ابداً، وما اشيع عن نظرية (الحدود المحسومة) التي نادى بها البعض في وزارة الخارجية العراقية ولجان التفاوض معدومة الخبرة ، لهو ضرب من الخيال في عقول الاخرين ، لأنه قول ضد منطق التاريخ لو كانوا يعلمون . ولن يستطيع احد ان يضع توقيعه عليه الى ابد الابدين "(عبد الجبار العبيدي : من سيكون خلفا لعبد الكريم قاسم : في مقالة نشرتها صحيفة كتابات 11 يوليو 2009 ). وارجو ان يسمح لي صديقي العبيدي ان اضيف واقول ، بل وحتى قبل قيام عصبة الامم والامم المتحدة ، بل ومنذ مؤتمر عقير في ديسمبر عام 1922 عندما اخذ برسي كوكس المندوب السامي البريطاني في العراق بالقلم الاحمر ورسم حدودا على خارطة الجزيرة العربية وقسم مناطق محايدة عليها ، كان النفط هو المحرك والمخطط لها حسب ما كانت تقتضيه المصالح البريطانية في المنطقة العربية لحكمتها المشهورة : فرق تسد (الكولونيل دكسون حضر المؤتمر وكتب عنه في كتابه : الكويت وجاراتها). وللامانة التاريخية اذكر ايضا ان حتى صدام حسين نفسه الذي كان في اوج شموخه قبل استلام السلطة عام 1979 وبعدها ، وقبل دخوله الحرب مع الجارة ايران عام 1980، لم ينجح والاسباب معروفة في تطمين الكويتيين واقناعهم عندما كان يصرح : " ان حل مسالة الحدود ياتي عن طريق الحوار الاخوي تحت خيمة المصالح العراقية الكويتية ومصلحة الامة العربية في الخليج . وان على من يريد ان يؤشر الحدود عليه ان يجيب على مقترحاتنا الايجابية . واننا لا نركض وراء توسيع رقعة الارض عراقيا وانما نسعى بتثبيت خليجية دولتنا بصيغة تجعل هذه الدولة قادرة على الدفاع عن نفسها وعن اشقائها امام أي خطر خارجي ، هذا هو منطق تاشير الحدود وبدون هذا الشكل لا تؤشر الحدود (من حوارات متعددة اجراها رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية احمد الجار الله مع صدام حسين في 17 نوفمبر 1971 و 14 اغسطس 1973 و3 مايو 1975) ! وختاما ، ورغم مرور السنين ، وعسى ان يتعض الكويتيون باحداث التاريخ والحقائق المعروضة قبل وقوع كوارث اخرى كما يتوقعها النفيسي ، اكرر ما ذكرته في اطروحتي من ان الكويتيين مدعوون ، عاجلا ام اجلا ان يعدوا انفسهم وان يكرسوا جهودهم ضمن الوحدة الجغرافية المحدودة بالمنطقة التي تتكفل ببقائهم تلك العلاقة الازلية القائمة باستمرار ما بين الطبيعة والحضارة ، وفي هذا الوضع فقط يكمن الحل الوحيد والاخير، وهو الذي ما زال عصيا و يعرفه الكويتيون جيدا وهو ما سيجنبهم كل مكروه مستقبلا وسيبعدهم عن كل خوف وسيكتب لدولة الكويت ضمان امنها وديمومتها وتطورها والحفاظ على اصالة وجهها العربي . وبعد ذلك ستصبح مسالة الحدود التي رُسمت بتعسف ، وخنق منفذ العراق البحري وسحب نفطه ، ومشكلة عصر النفط مع العراق ، ودعم البعثيين لاسقاط حكم عبد الكريم قاسم ، وما دُفع من مليارات لصدام حسين لحربه مع ايران ، والمطالبة بالتعويضات عن ما وقع من تدمير في الكويت بعد غزوها ، تطالب الكويت العراقيين بها اليوم دون حق والكثير منها مشكوك فيه ، ومن ساهم في فرض الحصار الجائر الذي جوع وشرد ملايين العراقيين ، وكذلك خروج العراق من البند السابع الذي تعارضه الكويت باسم الشرعية الدولية ، وجميع القضايا المؤسفة الاخرى ، كلها ستصبح من المشاكل التي عفى عليها الزمن وطوتها الايام بالنسيان بعد الكف عن نبرة الغرور واحترام الانسان ومنطق التاريخ والثوابت الجغرافية وتبّني السياسات الرشيدة والبرامج المشتركة المدروسة ومد الجسور ما بين العراق والكويت خدمة للاجيال القادمة ووحدة المصير. فهل من الجائز والمعقول ان يتنصل الكويتيون في الدولة الجارة العربية المسلمة عن دورهم ومسئوولياتهم في صنع المأساة العراقية ويبقون متفرجين عليها الى ما لا نهاية ؟ .
انني وغيري من العراقيين يتطلعون الى اليوم الذي سيجلس فيه اعضاء اللجنة المشتركة في المفاوضات القادمة وبحضور الاطراف الخبراء المحايدين الذين اقترحت وجودهم في بادئ الامر وذلك من اجل التوصل الى الحلول المرتقبة . وما على اعضاء الطرفين الا التحلي بالصبر واحترام الرأي الاخر وما تنص عليه الوثائق التاريخية من اجل دراسة كافة الملفات للوصول تدريجيا الى النتائج المرجوة التي نرجو ان تخرج على الشعبين مسجلة الحدث التاريخي الاكبر في تاريخ العلاقات الثنائية ، مفوتة الفرصة على واضعي السينوريوهات التي تريد اللعب بمصير الشعبين ، حتى تُترجم الى انجازات حية وواقعية على الارض لتصب في خدمة الانسان في كلا البلدين مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم المساس بمصالح الدولة الكبرى حامية شريط النفط في منطقة الحدود . ومن اهم ما اتمنى تحقيقه هو اقامة الجسور والبنى التحتية التي ستربط البلدين باقوى القواعد والركائز الحضارية . وياليتني ارى بعد الوصول الى اي تقدم ملموس في المفاوضات ، العمل المشترك على اقامة خط للسكة الحديدية من احدث ما توصل اليه التطور التقني في النمسا او المانيا او فرنسا ، تربط البصرة بالكويت تمهيدا لربط كل دول الخليج مستقبلا ، الى جانب طريق سريع جديد تتخله اجمل محطات الاستراحة ومواقع شركات الاستثمار المشتركة على هذا الطريق وفي الموانئ وان يتحول موقع عمل نقاط الحدود الحالية ما بين العراق والكويت الى مركز واحد مشترك يقع قي منتصف الطريق ما بين صفوان والمطلاع لتسهيل دخول وخروج المواطنين من كلا البلدين دون الحاجة الى متطلبات الفيزة كما كان عليه الحال في الماضى القريب ، انتظارا الى اليوم الذي سترفع فيه نهائيا للوصول الى استخدام البطاقة الشخصية . هذا بالاضافة الى تشريع القوانين التي تمنح المواطن الكويتي في العراق وكذلك العراقي في الكويت حق الاقامة والتنقل والتملك والاستثمار واقامة المشاريع والبيع والشراء وتبادل زيارات الوفود على اختلاف انواعها كل ذلك كخطوات اولى من اجل تحقيق الحلم الذي راودني عند تقديم اطروحتي عام 1974 . انني شخصيا متفائل جدا وانا اترقب بدء المفاوضات في الاشهر القادمة . واني اصلي من اجل تحقيق مستقبل زاهر مدعوم بالمحبة والاحترام والمصالح المتبادلة خدمة للاجيال القادمة في البلدين الجارين .
اللهم اني بلغت والله الموفق !
اياد الجصاني
باحث ومترجم اكاديمي
عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية
فيينا-النمسا .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملف العلاقات العراقية الكويتية
سعد السعيدي ( 2011 / 1 / 25 - 21:46 )
استاذ اياد حلمي الجصاني
طاب قلمك على هذه المقالة الشاملة

لدي سؤال وملاحظة. ابدأ بالاخيرة.
في الفقرة المتعلقة بردك على الكاتب بورباع تقول :

فحدود الكويت الجديدة طفرت وامتدت الى مخفر جوازات العبدلي الذي يبعد حوالي 100 كيلو متر عن الكويت

لاشك كنت تقصد 100 مترآ في المنطقة الحدودية. اليس كذلك ؟

اما السؤال فهو كالآتي : واضح بشكل كبير اطلاعك الواسع على ملف العلاقات العراقية الكويتية. هل يمكن يا ترى ان نطمح لقراءة مقالة منك تغطي بشكل واف حلقة التحضير لانقلاب 8 شباط في العراق وما قيل عن قضية الشيك المرسل الى الانقلابيين وقتها ؟ وكذلك عما كشفته الآن عن قفز خط الحدود نحو الشمال ايامها وعن علاقات الكويت بعبد الكريم قاسم وقصة مفاوضات الفدرالية بينهما وقصة محاولة الضم الفاشلة .... الخ من الملفات التي يتوجب كشفها للرأي العام العراقي والعربي ؟

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو