الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما نتخلى عن القيم... اغتيال الأخلاق وذبح الحياء هو حتما طريق للإخفاق

محمد المستاري

2011 / 1 / 26
الادب والفن


عندما نتخلى عن القــــــيم...
اغتيال الأخلاق وذبح الحياء
هو حتما طريق للإخفاق



محمد المستاري
طالب باحث في علم الإجتماع



يحكى قديما أن أمير قبيلة يتميز بالبطش والشدة، وكان قائدا مدبرا، همه الشاغل يريد بسط نفوذه على حساب الكثير من القبائل. وكان دائما ينجح في شن هجوماته على أية قبيلة أرادها، إلا أنه كان يحتاط من إحداها. فاستشار ذات يوم رئيسه المقرب بأنه سيستولي على تلك القبيلة. لكن رئيسه رد قائلا بسرعة: يا أمير!! ألا تعلم بأن أهل تلك القبيلة أقوياء وإذا واجهوا جيش قبيلة جعلوا منها خرابا؟! وعلى الرغم منها كان الأمير مصرا عازما. فاقترح عليه رئيسه أن يسمح له بالإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة قبل أن يشرع في الهجوم عليها. فوافق الامير لطلبه.

وعندما دخل الرئيس من باب السور العظيم الذي يسيج تلك القبيلة التي يريد أميره بسط نفوذه عليها، راكبا على جواده المسرج يتجول فيها خُفيةً قصد الإطلاع على أحوال أهلها، فإذا به يرى لحظة مثيرة للانتباه، طفلا صغيرا في سن 10 سنوات يوجه رمح نبله بهدف ضرب عصفورين في آن واحد، لكنه أصاب عصفورًا سقط أرضا، والثاني أصيب في ريشه وأحد رجليه حتى بترت، وعلى الرغم من ذلكـ، كافح الطائر وتمكن من الطيران، لكن بصعوبة. فإذا بالطفل ينفجر باكياً ويدس بنفسه على التراب. فنزل الرئيس من جواده ليطلع على ما أحل بالطفل وعن سبب بكائه المفاجئ، (من غير أن يكشف عن هويته بطبيعة الحال). أجاب الطفل قائلا بكل غضب: لم أصبهما معا، لم يسقطا، لم أصب الهدف. فأجابه الرئيس مستغربا لفعله: لكنك أصبت واحدا والثاني كدت ستصيبه، بل قد أصبت نصفه، وعلى الرغم من ذلك، لم يصغي الطفل. فسأله الرئيس قائلا: لكن، ما المشكلة؟ لماذا تبكي إذا لم تصبهما معا؟ أجاب الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات: لأننا لا نريد شجارا مستمرا مع أهل قبيلة طاغية تفكر يوما في الطمع على قبيلتنا، يجب أن نقضي عليها في مرة واحدة ونقطع دابرها. فأصيب الرئيس بالصدم لما سمع وعرف عن أحوال تلك القبيلة التي يفكر أميره في الإستيلاء عليها حتى الأطفال الصغار منشغلين بالنصر لها، فضرب على كتف الطفل وركب على جواده مسرعا إلى أميره ليخبره بألا يفكر في الدخول إلى تلك القبيلة، حاكيا له عما رآه وسمعه عن أحوال أهلها. حتى اقتنع الأمير...

وبعد مُضي 10 سنوات أو أقل منها بادرت الأمير نفس الفكرة التي كانت تراوده منذ زمن بعيد، ألا وهي شن هجوم على القبيلة التي تمثل له توسعا إستراتيجيا لقبيلته وتجعله قويا وشجاعا في مشاهد ومسامع القبائل الأخرى. وكعادة الأمير يستشير برئيسه المقرب بأنه عازم على تجنيد الجيوش للدخول إلى تلك القبيلة. فأجابه رئيسه: بأن أهل تلك القبيلة أقوياء وشجعان وإذا ما وجهناهم وجابهناهم ولم ننتصر عليهم فقدنا هيبتنا أمام كل القبائل. لكن الأمير كان عازما ومصرا هذه المرة، ولا يفكر إلا في الإستيلاء على تلك القبيلة، مبررًا ذلك بالزيادة في القوة والشجاعة، وكثرة الجنود والفرسان. فطلب الرئيس من أميره أن يسمح له بأن يعاود الإطلاع على أحوال أهل تلك القبيلة تجسسا لمعرفة ما قد وصلت إليه، فوافق الرئيس مستجيبا لطلبه.

بعد وصول الرئيس إلى القبيلة ودخوله من بابها الكبير على أحسن الجياد دخل وهو يتجول بين دروبها، فإذا به يلتفت فيشاهد ثلة من الشيوخ يلعبون القمار بعدما أتى قبلاً بعشر سنوات كان يراهم يعتكفون المساجد التي أصبحت فارغة.
ثم استمر يتجول قصد الإطلاع فإذا به يرى طفلا في عمر ال16 عاما يبكي وهو على حالة يرثى لها من شدة الغضب، فتعجب الرئيس منه قائلا: لقد ضيعت حدثا ربما لم أرى ماذا كان يريد أن يصنع هذا الفتى. ما سبب بكائه ياترى؟
فدنا منه على صورة العطف عليه حتى إطمأن إليه، (من غير أن يعرف هويته بطبيعة الحال). فسأله عما يبكيه؟
فأجاب الفتى وهو حزين بشدة مرتسمة على وجهه: بأنه دائم الإخفاق، ولا ينجح في أي أمر يرغبه، يبكي على حبيبة كانا اتفقا على أن يلتقيا على الساعة الثانية، وهاهي الساعة الرابعة قد أشارت عقاربها، ولم تأتـــي، لم تأتـــي بعد. فاستخلص الرئيس آن سبب بكاء الطفل الحب. إذن، القبيلة ضاع فتيانها وضاع شيوخها.
ورجع الرئيس إلى أميره آمرا له أن يدخل إلى تلك القبيلة. فتعجب الأمير !! فوصف له رئيسه عما شاهده في القبيلة….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا