الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماذا لو سخرت الجموع المليونية من اجل الأحتجاج للوضع المزري الذي تعيشه !!
يوسف ألو
2011 / 1 / 26مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو سخرت الجموع المليونية من اجل الأحتجاج للوضع المزري الذي تعيشه !!
انتهت زيارة الأربعين للأمام الحسين وقبلها كانت زيارة عاشوراء وبدأت الجموع المليونية بالعودة لمدنها ومساكنها كي تزاول حياتها الطبيعية والتي هي بالحقيقة ( غير طبيعية ) بسبب ما يعانيه المواطن العراقي من اعباء المعيشة وعدم استقرار الحياة العامة بدءا بالأمن المفقود والمتردي والذي يزداد سوءا يوما بعد آخر بالرغم من تصريحات المسؤولين ( الغير مسؤولة )!! والتي لم تعد مصدر ثقة للمواطن العراقي المبتلي بأمره وانتهاءا بالبطالة التي تتزايد يوما بعد آخر والتي لاتنسجم مع زيادة الميزانية العامة وزيادة واردات العراق من النفط وصولا الى قلة الخدمات او فقدانها في اكثر مناطق العراق ناهيك عن معاناة الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها وهي كثر وقد تطرقنا بالحديث عنها في اكثر من مناسبة ولكن للأسف دون جدوى !! .
نعود لموضوعنا الرئيسي وهو تعبئة الملائين من أبناء شعبنا والشيعة منهم بوجه الخصوص لزيارة عاشوراء ومن ثم زيارة الأربعين والتي كنا نتمنى لها ان تتم دون ازهاق ارواح الأبرياء ممن نضروا انفسهم لهذا الحدث التأريخي العظيم وايضا كنا نتمنى ان تكون في ظروف معيشية جيدة جدا ويكون المواطن العراقي في اوج راحته من كافة النواحي التي اسلفت لها قبل قليل , ولكن للأسف اصبحت امنياتنا وامنيات الملائين من ابناء شعبنا احلاما غير قابلة للتحقيق !! في ظل الحكم الطائفي والأستحواذي لأموال شعبنا التي تبذر وتهدر وتسرق بطرق غير مشروعة وامام انظار شعبنا وبشكل مبهم اصبح المواطن العراقي غير قادر على تفسير ما يحدث بسبب التعتيم التام من قبل المتسلطين والمتنفذين لبعض الأحزاب الدينية التي باتت تسيطر على زمام الأمور محمية بعناصرها المسلحة وميليشياتها التي لم تعد تعرف مراجعها بسبب كثرتها !
انا مع احياء الشعائر الدينية لأي من الأديان السماوية والطوائف المتعايشة في وطننا ولكن يجب ان يكون هناك عقلانية في ادائها وتنفيذها وان لاتكون مصدر خطر على المواطن اولا وان لاتكون سببا لهدر المال العام وتوقف الحياة العامة بكافة مجالاتها وهذا بالتالي سيؤذي الدولة والحكومة ومفاصلها وايضا سيوقف العمل والأنتاج ويسبب ضررا عاما لبلدنا وشعبنا , بالتأكيد لاتأتي هذه الجموع او بالحرى لايمكن لها ان تتجمع بهذا الشكل ما لم يكن تنظيم مسبق ودعاية من قبل جهات مهتمة بهذا الشأن وهي المرجعيات العاملة وأحزابها الدينية المتنفذة التي وفرت كل مستلزمات الزيارة وتعبئة الملائين التي وصلت اغلبها سيرا على الأقدام فليتصور احدنا كم من المعاناة بذل المواطن العراقي ليؤدي تلك الزيارة وتلك الفريضة ؟؟
بعد كل ما تقدم هناك العديد من الأسئلة التي يسرني ان اوجهها للمهتمين بهذا الشأن اولا ولأبناء شعبنا الذي عانى وقاسى وهو يزحف نحو كربلاء في الوقت الذي يحمل معه معاناته وقسوة حياته اليومية وهو في بيته ومدينته !!
كم من الأموال تم صرفها لمثل تلك المناسبات الدينية وشعبنا احوج لهذه الأموال لتحسين حالته المعاشية المزرية ؟
كم من الأموال كانت ستدخل خزينة الدولة لولا تعطلها ما مجموعه شهر كامل تقريبا للزيارتين بسبب تعطل الحياة العامة والمعامل والمصانع والمزارع وورش الأنتاج الأخرى في كافة المجالات ؟
الجهد المبذول من قبل المعممين والمشايخ والأحزاب الدينية المتسلطة لتعبئة الجموع الزاحفة نحو كربلاء كان بالأمكان بذله لتعبئة تلك الجموع لتزحف نحو المنطقة الخضراء مطالبة بتحسين الخدمات والوضع المعيشي المزري التي يعاني منه شعبنا وبالتأكيد لو كان حصل هذا لكان له تأثيره الأكيد في تغيير شامل وجذري بكافة المجالات وبالتأكيد كانت هناك العديد من الرؤوس العفنة التي تتربع على كراسي مكتها لنفسها بمحض ارادتها ستقلع وتزاح ؟
بالتأكيد سوف تكون اجابة المعممين والمراجع الدينية واحزابها سلبية على تلك الأسئلة المهمة لأنها تمسها بالصميم كونها المستفيد الأول والأخير من الوضع القائم وهدفهم هو اشغال ابناء شعبنا الذي يظهر بأنه غير قادر من التمييز بين الشر والخير وبين الضار والمفيد !! بمثل تلك الممرسات التي لافائدة منها وابعاده عن الهدف الحقيقي وهو التأثير على الوضع القائم ومحاولة تغييره من خلال الضغط الشعبي العام والعارم والذي ترتجف له اعتى الدكتاتوريات وتتهاوى امامه اعفن الرؤوس وتتأرجح تحته اقوى واصلب الكراسي وهذا ما حدث سابقا بالعراق واليوم في تونس وغدا بما تبقى من المتسلطين وارباب الدكتاتورية وسوف يعم بأذن الله بجميع دولنا العربية الدكتاتورية والمتسلطة بالحديد والنار واولها بلدنا العراق الحبيب .
ما الذي يجعل شعبنا يتراكض نحو كربلاء وهو الطريق المحفوف بالمخاطر ويترك او يتنحى عن ما يجب عليه القيام به تجاه نفسه وراحته في كافة المجالات ؟؟ سؤال هام نوجهه لأبناء شعبنا اولا ومن ثم لكل من تسول نفسه العبث بمصير شعبنا وايصاله للحالة التي هو بها الآن .
لقد غرق ابناء شعبنا او بالأحرى ( أغرق ) بضم الأف في امور مثالية وبمناسباة مضى عليها قرون عديدة من الزمن ( مع بالغ الأحترام لثورة الحسين ) وكان يمكن الأكتفاء بوسائل الأعلام للتذكير بالمناسبة وفي يومها كي تستمر عجلة الحياة والأنتاج بالدوران دون توقف لكن هذه مصيبة اخرى من مصائب شعبنا العراقي والشعوب العربية بوجه عام .
القوى الديمقراطية والأحزاب الوطنية اليوم مدعوة لبذل جهودها وتعبئة الجماهير على غرار ما فعلته المرجعيات الدينية ولكن للمطالبة بحقوقها الشرعية وتحسين اوضاعها المعاشية وتوفير الخدمات وبسط الأمن والنظام واخراج العراق وشعبه من معاناته المستمرة لأربعة عقود من الزمن .
تعداد اليهود بالعالم 14 مليون نسمة وقد حصلوا على جائزة نوبل للسلام 8 مرات بينما تعداد الشعوب العربية مليار ونصف وحصلوا عليها 3 مرات فقط !! قارنوا ايها العرب ؟؟ وكذلك الحال مع البوذيين الذين لايشكلون سوى نسبة اقل 10% من العرب وحصلوا على الجائزة لمرتين هل بأمكانكم اكتشاف الخلل الذي يكمن فيكم ويؤخركم الى هذا الحد ؟؟ هل سمعتم بمسيرة مليونية لزيارة بوذا ؟ ام هل شاهدتم زحفا مليونيا لزيارة احد معابد وانبياء اليهود او المسيحيين وغيرهم من الملل والطوائف بالعالم ؟؟
هل فكرتم مرة بأن ترتقوا لمصاف الدول المتقدمة وتصنعوا وتنتجوا ما انتم بحاجة له في حياتكم العامة واليومية ام ان ثرواتكم النفطية طغت على كل شي وحتى على ادمغتكم وعقولكم التي لو تحركت فستكون السباقة في كل شي بالتأكيد !! هل فكرتم بالسبب في ذلك يا سادة ياكرام والسبب اعتقد بأنه معروف لدى جميعكم وبأمكانكم التخلص منه بسهولة !!
لااريد ان اطيل بل اقول ... عليكم ان تعبؤوا شعوبكم للمستقبل وللأجيال القادمة التي تتأمل منكم خيرا وكفاكم الهرولة وراء المثاليات والأهتمام الغير الطبيعي بمناسبات دينية مضى عليها قرون من الزمان الغابر وكفاكم تسلط اعمى على رقاب شعوبكم وكفاكم ما جمعتم من اموال سحته قد تشكل ميزانيات دول بحالها ! فكروا بمصالح شعوبكم فالنفط لايدوم لكم والكرسي ما دام لأحد والأنسان لا يترك سوى السمعة الطيبة واسطر جميلة يشهدها التأريخ ومن ثم يموت ويترك امواله واملاكه التي تكالب عليها على مصالح الفقراء والمحتاجين .
يوســــف ألــــو 25/1/2011
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - المحترم يوسف الكريم
عبد الرضا حمد جاسم
(
2011 / 1 / 26 - 07:12
)
تيه وتقدير
لم يختلفوا مع الطاغيه الا على هذه الأشياء...انها ثقافة الخزن والتسيب والألهاء والكسل التي تؤدي الى السيطره على الجموع التائهه المغيبه
انها ثقافة اعماء العيون والعقول لتقاد الناس كالقطيع...انها ثقافة المفلسين من ايجاد الحلول او المفلسين من تقديم اسباب النجاح لذلك فالنجاح الكبير لديهم هو اخراج مثل هكذا امور وهم يتفاخرون بذلك ويتبادلون التهاني بالنجاح
لو نظف كل مساهم في هذه المهزله متر واحد من ارض العراق لأزاحوا خلال تلك الأيام او الجهد المبذول او الضائع فيها مئات ملايين الأطنان من الفضلات والمخلفات
تحيه لك ايها الرفيق واقول ان هذه ليست شعائر لا دينيه ولا دنيويه
2 - استاذنا يوسف آلو
مارا الصفار
(
2011 / 1 / 26 - 08:16
)
في يوم ما كان احد المناضلين الشيوعيين
يتحدث الى فلاح بسيط - وقد تخيل انه لا يفهم فيما يدور حوله
فقال المناضل : اتمنى ان يصبح العراق بلدا متطورا
صناعيا وزراعيا
وان توزع الخيرات فيه بالتساوي
وان يكون للكل حقوق كما هي المسئوليات
وان يعيش الشعب مرفه اقتصاديا
مستقر اجتماعيا
خال من الامراض
وان نقضي على مثلث : الفقر ، الجهل ، المرض
ونقضي على الامية والتخلف والتقاليد البالية
قال الفلاح : اذا صار العراق هيج
جا كول صرنا شوعية
وانا سيدي الكريم إذ أكرر ما قاله الفلاح
لو اصبحنا كما ذكرت
جا كول صرنا شوعية
3 - المثقفون غير قادرون
علي الشمري
(
2011 / 1 / 26 - 16:27
)
الاخ الكاتب يوسف ألو المحترم
مقالتك بديعة ورائعة ,واصابة الواقع العراقي بالصميم,لكن اخي العزيز من خلال توجيه دعوتك للمثقفين ان يتوحدوا ويرصوا الصفوف,هل بمقدورهم فعل هذا,وهم لم يمتلكلوا السلطة والمال,هل يستطيعوا تقديم وجبات طعام على عدد ساعات النهاروالليل الى كل هذه الملايين؟العام الماضي ,أعلن وعن مصدر قيادي في المجلس الاعلى بانالمجلس لوحده صرف 400 مليار دينار عراقي للمواكب الحسينية في طريق كربلاء؟غير الجهات الداعمة الاخرى,من داخل العراق وخارجه؟
أخي الكريم هناك مثل يقول (جوع كلبك يتبعك)الان في العراق أكثر من ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر ,ومثلهم من العاطلين عن العمل,مع أنعدام كل وسائل الترفيه,فهكذا مناسبات تروح عن انفس العاطلين عن العمل وتنسيهم واقعهم الذي يعيشونه ولو لفترة قصيرة مع توفر ما لذ وطاب من الاكل وهم محرومين منه لطول العام ,(زياره وتسياره),أنها مناسبة مثالية للاحزاب الدينية لنشر ثقافة التخلف والجهل كونها الوسط الملائم لتكاثرهم وضمان بقائهم.
تقبل تحياتي
4 - الركض للفقراء فقط
محمد الرديني
(
2011 / 1 / 26 - 18:41
)
استاذنا يوسف آلو
عنوان المقال والذي هو سؤال يحتاج قبل كل شيء الى تفريخ اسئلة
هناك جموع مليونية تركض ،حسنا من هي القوى التي تستطيع الان ان تدير دفة هذا الاتجاه؟
من هو صاحب المصلحة الحقيقية مع هذه الجموع الراكضة، هل الذين يريدون نشر الثقافة المبنية على العقل وتحكيم ارادة الانسان في سلوكه ام هؤلاء الذين يجدون في هذه الغيبوبة اثراءا لحسابهم المصرفي؟
هل كل مفعلته قوى اليسار طيلة 50 عاما الماضية ذهب ادراج هذا الركض ام ان اساليب التوصيل كانت خاطئة؟
هل يمكن ان نبدأ بتكوين قوى شريفة وذات برنامج واضح لتقود هؤلاء وغيرهم الى بر الامان ولو بعد 50 عاما؟
هل فصل الدين عن الدولة هو الحل الناجح الان؟
هذه بعض الاسئلة ليس المطلوب منّا الا التفكير مليا في الاجابة عليها كل بطريقته لخاصة
شكرا لك
5 - شكر وتقدير
يوسف يعقوب الو
(
2011 / 1 / 27 - 04:57
)
شكرا للأخوة والزملاء والرفاق الذين ساهموا بمشاركاتهم بردودهم وتعليقاتهم على مقالتي وتأكدوا ايها الزملاء بأننا جميعا نطمح لعراق حر وشعيد خال من الطائفية والعبودية والتسلط ونبذل من اجل ذلك قصارى جهدنا من خلال اقلامنا التي ستبقى مشرعة حتى يستعيد شعبنا عافيته وحتى يتمكن من تقرير مصيره بنفسه اسوة بالكثير من الشعوب التي تحررت من الطغيان والأستعمار والأستبداد
تجياتي لكم جميعا وكل دعواتنا ان يصحوا شعبنا من غفوته لأن في صحوته استرداد لعافيته وبالتالي تحسين ظروفه في كافة المجالات وهذا ما نطمح له
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا