الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحوة متاخرة

اكرام الراوي

2011 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الى اي مدى كان الشعب العربي معبأ” بالهموم والمتاعب والمعاناة , اجل لعقود طويلة , لكنه بلغ من الجبن حالة لايمكن وصفها , ترجمت من خلال الصحوة المتأخرة التي بدأنا نلاحظها ونشاهدهاعبر محطات التلفاز , ومظاهرات الاحتجاج والرفض لاستمرار الاوضاع الاجتماعية والسياسية والحياتية المتردية التي يعيشها الانسان العربي واوصلته الى حد الجنون وادت به الى الانفجار , فقد اشعلت تونس شرارة الرفض , واطلقت العنان لاصوات المطالبة بالحرية والكرامة للانسان العربي العنان لتنطلق الاف الاصوات مطالبة هي الاخرى بايقاف الاستبداد وانهاء عهود الدكتاتورية وتوريث الحكم المتسلط على رقاب الشعب العربي من قبل حكام اكل الدهر عليهم وشرب وهم يجترون سياساتهم الهترئة واساليبهم الهمجية واللاانسانية لقمع هذا الشعب.
اقبل ان تبدأ احداث لبنان وانطلاق تظاهرات الاحتجاج والرفض لقيادة ما تجد انها لاتمثل ارادة النسبة الاكبر من الشعب اللبناني , اشارت الاخبار الى وقوع حوادث احراق اجساد مواطنين عرب احتجاجا” على الظلم والطغيان الذين يواجهونه في بلاد العرب من قبل حكامهم وعصابات السرقة والقهر التي تتحكم بمصير الشعب , وقبلها انطلقت اصوات اخرى من الاردن مطالبة باسقاط الحكومة والاهتمام بمصالح الشعب , وهاهي اليوم الالاف في مصر التي سبتت لعقود وسكتت على كل الظلم والجوع والفقر وغياب العدالة الاجتماعية ونمو ظاهرة الفساد الاخلاقي والسياسي والاجتماعي في مصر, كسرت قيود الصمت وانطلقت مطالبة بحقها في حياة كريمة وحرة , وقالت للحاكم وبدون خوف وبكل شجاعة دع كرسيك لغيرك
من الغريب ان يتم توقيت تلك الصحو الان وفي نفس الوقت , ولكن لابأس انها حدثت وهي مؤشر ايجابي على ان الشعب العربي الذي ظل مغيبا” ومقهورا” لعقود استطاع ان يقل لا اخيرا” ويصحو من غيبوبته الاجبارية, ,, لكن الافق يشهد ترقبا” حذرا” , ولا ندري هل ستنطلق اصوات اخرى من بقع اخرى من العالم العربي لتعلن رفضها ووقوفها بشجاعة ضد القهر والاستبداد؟ واذا ما كان هذا سيحدث ترى ماذا سيفعل الحكام العرب , هل سيهربوا كما فعل بن علي خوفا” من قصاص شعوبهم , ولينعموا بخيرات هذا الشعب التي ظلوا ينهبونها طوال تلك العقود , هم وابنائهم واحفادهم , , وكي لايواجهوا مصير صدام حسين الشنيع.
انها صحوة رائعة تعبر عن ارادة الشعب العربي الحرة , التي ارادت لها القوى الخارجية ودماها من الحكام العرب ان تميتها وتزيلها الى الابد , وقد فقدنا الامل من انه ممكن ان تقوم لهذا الشعب قائمة , ويستعيد نهضته وكرامته وانسانيته خاصة في مصر , التي شهد لها بانها قلب العرب وصخرتهم القوية .التي يستندون عليها عند ازماتهم ومحنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و