الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان التجمّع الليبرالي السوري - مدخل للحوار

ياسر اسكيف

2004 / 10 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كان أول الأسئلة التي تبادرت إلى ذهني بعد قراءتي لبيان ( التجمّع الليبرالي في سورية ) .
ليبرالية أم ليبراليات ؟
وتساءلت أيضاً إن كان مصطلح ( الليبرالية ) سيلاقي مصير غيره من المصطلحات , بتجريده من كونه تعبيراً عن مرحلة حدثت وما زالت مستمرّة في مجتمع معيّن , وذلك بتحميل هذا المصطلح لجزء من خصائصه وميّزاته عبر انتقائية غير موضوعية تجعل من الذات والموضوع التباسا مضلّلاً ؟ وهل نكون ليبراليين حقّاً حينما نأخذ من الليبرالية , التي شكّلت تاريخياً الطرح الأيديولوجي البرامجي لاقتصاد السوق في لحظة معيّنة من التطوّر الرأسمالي , جانباً أو أكثر لنصوغ , تأسيساً عليه , رؤيتنا لكيفية إنقاذ الوطن من محنته , ومن وضعه الكارثي على كافّة المستويات ؟
هي أسئلة استدعتها , وببساطة تامّة , التشويهات والتحريفات التي أصابت مفهوماً أو مصطلحا آخر هو ( الديموقراطية ) . لقد أنتجت المجتمعات الرأسمالية , عبر الممارسة الحياتية وما اقتضته هذه الممارسة من صراعات أنتجت إطارها الفكري , آلية تضبط القنوات التي تربط بين الفرد والمؤسسة من جهة وبين الفرد والفرد من جهة أخرى . ولقد أثبتت التجارب التاريخية أن هنالك ممارسة واحدة للديموقراطية لم تمارس الخيانة ضد المعنى الذي استقرّ عليه هذا المصطلح هي التي عاشتها المجتمعات الرأسمالية الغربية . وإن الإضافات التي ألحقت بالديموقراطية ( قولاً وممارسة ) جعلت منه مفهوماً آخر تماماً ( ديموقراطية ديكتاتورية البروليتاريا – الديموقراطيّة الشعبية – الشورى - ..) .
ما قصدت الوصول إليه هو أن هذه المصطلحات أو المفاهيم التي لا حياة ولا قيمة لها بعيداً عن الممارسة , أي بعيداً عن جذرها الاجتماعي , تصاب بالكثير من التشويه وسوء الفهم حينما تنقل من مجالها الحيوي لتتموضع كأفكار يتم العمل على تحويلها إلى ممارسات .
هل يبدو هذا المدخل توجّساً واستباقاً عدمياً للأمور . ؟ ربّما . ولكن أليس من حق أي سوري أن يكون متوجّساً , بل مستودعاً من التوجّس . !
إن التوجّس في حالتي هذه بعيد عن المجرى العدمي . أو هكذا أظن . ذلك أنّني أعتبر أنّ اجتماع ثلاثة سوريين أو أكثر , بإرادتهم الحرّة , ولو على كأس من العرق , هو أمر يدعو للبهجة ( حسين . إنّه الآن كلامي ) فكيف إذا كان هذا الأمر يخصّ تجمّعاً يطرح مهمّات ويشتغل باحثاً عن آليات انجازها !
وما دامت تلك المهمّات , حتى هذه اللحظة , مجرّد أفكار أوّلية تمثّل مدخلاً للحوار , والمواكبة , والاجتماع , فليس من استباق للأمور أن تناقش حتى كبديهيات مختلف عليها . وعلى طارحي الأفكار أن يبتعدوا في النظرة إلى منتقديهم ومناقشيهم عن ثنائيّة ( الخصومة – الموالاة ) أي أن يعتبروا كل رأي لا يثني على أفكارهم هو رأي غير موضوعي وغير محايد , أي هو رأي خصوم , لأنهم بذلك ينسبون الكمال لأنفسهم وهذا ما لا أظنّه أبداً .
يشير بيان ( التجمّع الليبرالي في سورية ) إلى أنّه ( إثر لقاء بين عدد من المثقفين الليبراليين ..
تمّ التوافق على ضرورة وجود إطار تنظيمي يمكن من خلاله تجميع , وتنسيق , جهود جميع أحرار البلاد..... وكلّ من أصبح مؤمناً بضرورة أن تعود سوريا إلى حظيرة الإنسانية لتلعب دورها المفتقد ... ) كما ( يعلن التجمّع الليبرالي في سورية أنّه يطمح في أن يكون مظلّة يستطيع كلّ الناس العمل تحتها وفق أرقى الشروط الإنسانيّة وأفضل أشكال الحريّة الشخصيّة ...... )
لن أتحدث عن نبرة التفاؤل والثقة ذات العيار الثقيل , ما دام الأمر لم يتعد بعد حدود الأفكار المطروحة للحوار والمفتوحة على ( صيرورة التغيير غير المقيّدة بأية ذريعة ) .
إنّما سأطرح بضعة أسئلة ربما كانت أجوبة بحد ذاتها :
ما المقصود بالمثقف الحر ؟ أليس هو المثقّف اللامنتمي وغير المؤطر , المثقّف الذي يتنفس هواء ( الآن – هنا ) , المثقّف الذي لا يقيّده تنظيم . ؟؟؟؟
متى كان لسورية دوراً مهمّا في العصور الحديثة , ما هو هذا الدور المفتقد الذي يطمح أعضاء التجمّع أن يعيدوا سورية إليه ؟؟؟؟
ما الفرق بين مظلّة وجناح وحظيرة ؟؟؟؟
ألم يلاحظ أفراد التجمّع أنّهم يطرحون طموحاتهم كما تطرح الدعايات الانتخابية ( أرقى الشروط – أفضل الأشكال ... )
هل يختلف التجمع , فيما طرحه من أفكار , عن أية جمعية حقوقية تختص بحقوق الإنسان . وهل أتى بجديد في هذا المجال . مع العلم أنّه فتح , بالإسم الذي اختاره لنفسه , مظلّة لا نهائية المساحة. أم أن الاسم اعتباطي ولا علاقة له بجوهره ؟؟؟؟
أخيراً أنضمّ إلى الصديق ( نور الدين بدران ) في طرح التساؤل الذي تضمّنه مقال منشور في
( الحوار المتمدن ) بخصوص التعسف الذي مارسه بيان التجمع عند فصله للثقافي الحقوقي من سمات الليبرالية وتبنيها , فيما لم يشر إلى الاقتصادي بكلمة واحدة مع أن الاقتصادي هو المنتج والمؤطّر لهذا المفهوم , وهذه معلومة لا تخفى على أحد .
هو مدخل للحوار ,قد تّسع أو يضيق , وهذا رهن بمدى صدقيّة الأفكار التي طرحها البيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجمهوريون في فرنسا يطردون رئيسهم سيوتي بعد دعوته للتحالف مع


.. مجلة بيلد الألمانية: ماكرون حل الجمعية لإحداث -صدمة- تخلط ال




.. ما هي السيناريوهات المحتملة لتشكيل الجمعية الوطنية الفرنسية


.. تحالفات الفرصة الأخيرة في فرنسا لخوض الانتخابات التشريعية




.. ما هي الضمانات التي تطلبها حماس من أجل القبول باتفاق الهدنة