الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايمن الظواهري والعجز الفكري

ماجد فيادي

2004 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مجدداًَ تبث الفضائية العربية شريطاًَ صوتياًَ للارهابي ( ايمن الظواهري ) يحث فيه الشباب المسلم على مقاتلة الصليبيين واليهود وتشكيل قيادة موحدة للمقاومة والاستمرار بالجهاد حتى في حالة وفاته وعدم خيانة الله والرسول. ان من استمع للشريط سيجد ان مشكلة الظواهري تكمن في الحرب الصليبية ضد الاسلام ولا شئ غيره.
وهنا نتسائل هل نحيى من اجل الدين ؟؟؟ ام ان الدين في خدمة الانسان ؟؟؟من اطلع على الفكر الديني يجد وبكل بساطة ان التثقيف الذي يمارسه رجال الدين يصب في ان الدين نظام ودستور لخدمة الانسان , وهو مكون من مسلمات ومتغيرات , اي ان الدين فيه الكثير من الامور التي تخضع لتطور الحياة , وهذا ما حدث تجاه الفلسفة من الدين عبر التاريخ .
ولان الفكر الديني يعجز عن تقديم الكثير من التفسيرات للظواهر الطبيعية , كما يعجز عن تقديم النظم الاقتصادية المتجددة مع تطور الحياة , والوقوف عاجزاًَ امام الحرية الفكرية والديمقراطية وحقوق الانسان , اصبح البديل لتحريك الشباب وشدهم الى الاسلام هو طرح فكرة الحرب التي يمارسها الاخر ضد الاسلام ليكون الاحساس بالخطر والخوف من الالغاء هو المحرك الاساسي الذي يدفع المسلم لكي يكون مستنفراًَ اربعة وعشرين ساعة .
ان الظواهري وامثاله ممن يأمنون بالعنف لجذب الانظار ينسون ولا يلتفتون الى العشرات والمئات والالاف من الابرياء مسلمين كانوا ام كتابيين يسقطون ضحايا اعمال العنف كما لو انهم خراف تذبح قرابين الى محراب يبتلع سيل الدماء دون توقف .
ان نحول خلافنا مع امريكا والغرب والشرق الى قضية دينية فأنه استخفاف بالعقل وتقزيم للقضية , وابراز صورة سيئه للانسان , فكيف نفسر قتال المجاهدين ( هكذا يدعون ) ضد الاتحاد السوفيتي السابق وبالتعاون مع امريكا المسيحية( الشيطان الاكبر هكذا يسمونها الان ) ؟؟؟ هل كان الاتحاد السوفيتي دولة مسيحية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان الحرب التي تلجئ لها القوى الامبريالية والتي تحركها الشركات المنتجة للسلاح لايمكن ان نقف بوجهها باستخدام الدين محركاًَ لنا , لان الكثير من المثقفين ممن لاينخدع بهذه الحجة سيأخذ موقف ضد هذا الاسلوب بسسب ان فكره سيهمش كما لن يجد مكان لقضيته في هذه الحرب علاوه على انه لن يثق بالمستقبل مع القادم الجديد الذي لايأمن بالاخر كما لن يجد المسيحي واليهودي والازيدي والصابئي مكاناًَ له .
ان سياسة من هذا النوع تأسس الى فكر ارهابي يأمن بالقوة فقط ولا يلجئ الى الحوار كما انه يثير العداء تجاه الاخر ويدخلنا في سلسلة حروب لانهاية لها فبعد النصر على الكفار ( الاتحاد السوفيتي السابق ) بمعاونة الكتابيين من المسيح في امريكا , جاء الدور على المسيحيين حلفاء الامس , وغداًَ على اليهود , وبعد الغد على الطوائف الدينية الاسلامية الاخرى , وهكذا دواليك دون نهاية لمجرى الدم .
ان العقل الارهابي الذي تتخذه القاعدة وغيرها لايختلف عن المنطق الذي تتخذه شركات السلاح , الحرب الحرب الحرب , اي اننا لن نرى الامان ولن تغمظ لنا عين , وسيكون من المقاومة ان اذهب الى عملي واعود الى داري بدون ان اتعرض الى الموت بالقرب من سيارة مفخخة او كمين للصليبين , وسأكون محظوظاًَ اذا لم يتعرض احد من عائلتي للموت.
ان امريكا واوربا واسيا وافريقيا واستراليا مليئة بالمواطنات والمواطنين الرافظين للحرب التي تشنهى شركات السلاح الامبريالية فهل من المنطق ان نكسبهم بالدعوة الى الحرب ام سنظمهم الى طابور الاعداء لتطول القائمة ونصبح منبوذين من العالم كله, اتوجه بسؤالي هذا الى من يتأثر بالطرح العنفي من القاعدة والاسلاميين المتشددين وازلام نظام صدام البائد والضحايا من جراء الحروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد