الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما .... عقاب اصلع بجناح واحد

عباس داخل حسن

2011 / 1 / 26
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أوباما .... عقاب اصلع بجناح واحد
في خطاب حالة الاتحاد الامريكي وكما هو معروف فالخطاب معني بالشان الداخلي الامريكي بنسبة كبيرة وعلى هامش الخطاب تاتي الاوضاع والاحداث ومايدور خارج امريكا باشارات ورسائل مختلفة ، قد وضح الرئيس الامريكي باراك اوباما رؤيته حول الوضع الاقتصادي ملمحا الى الحاجة لاجيال للتعافي من الازمة ورؤيته حول الطاقة والثورة التونسية ودعم الحكم الرشيد ودعم الحليف الكوري الجنوبي وحرب افغانستان والقاعدة ...الخ
وقد دعا الرئيس كل من الجمهوريين والديمقراطيين الى التعاون من اجل تقاسم في الحكم والمسؤلية وهذا دليل على تقاطع استراتيجيات الحزبين في الكثير من القضايا الداخلية والخارجية مضيفا لن يتم تبني قوانين جديدة الا بدعم الديمقراطيين والجمهوريين .سوف نتقدم معها اولا نتقدم ابدا .
يبدو ان اوباما ليس طليق في الفضاءات التي طرحها بقوة في حملته الانتخابية من اجل التغير ولايستطيع التحليق لمتباقي له من فترة رئاسية بمديات جديد لاسباب حزبية عززتها بروز (حزب الشاي) وتعزيز الجمهوريون موقعهم في مجلس النواب والشيوخ ، لكن هناك مسألتين اثارت المتتبعين :
قضية الشرق الاوسط (القضية الفلسطينية) حيث تم اغفالها بشكل كامل وبتجاهل تام لاي جهود تذكر متعثرة او متقدمة وهذا تعبير عن ضعف وفشل الادارة الامريكية في لعب اي دور وسيط في مساعي السلام وبدأت الادارة الامريكية بعيدة تماما عن لعب هذا الدور في الوقت المنظور وماعمق الانتكاسات التي تمر بها قضية الشرق الاوسط مافضحته قناة الجزيرة تحت كشف المستور باطلاقها 1600 وثيقة لماجرى من مفاوضات مارثوانية دون جدوى كانت نتيجتها مزيدا من الدماء والتنازلات لصالح اسرائيل والاستيطان وتصفية المقاومة ومحاولة تشويهها ، ولهذا ارتئى الرئيس الامريكي تجنبها وتتجاهلها لانها لم تعد ورقة رابحة للتسويق في ظل ظروف الشرق الاوسط والغليان الشعبي بالمنطقة . اضافة لتراجع اوباما امام رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في الفترة السابقة لضغوط معروف سلفا للعرب وغيرهم
المسالة الثانية هي (العراق) حيث اشارة الرئيس الامريكي الى ان القوات الامريكية ماضية حسب الخطة المقررة بالانسحاب ونحو انجاز مهمتها في هذا العام وهذا ليس له صحة على الارض رغم التحسن الامني الكبير الذي حصل في العراق وهذه حقيقة يتمنى العراقيون ان تترسخ الى ابعد الحدود ولكن لازالت هناك تفجيرات تذكر بان الخطر لازال قائم اضافة الى وجود مناطق ساخنة مثل الموصل وديالى والانبار وفي ظل حكومة محاصصة وبرؤس متعددة لاتستطيع حسم الكثير من القضايا العالقة والشديدة الخطورة لااعتقد ان الامريكان في غفلة للانسحاب اوايهامنا بالانسحاب ، ومايقوم به نائب الرئيس الامريكي (بايدن) لتصميم خارطة بقاء حتى لوكلف ذلك تقسيم العراق وليس انسحاب اضافة لتعزيز وجود القوات الامريكية في شمال العراق برضا الاقليم ليكونوا على مرمى حجر لكل من ايران وتركيا .
والامريكان يعرفون قبل غيرهم في ظل اسباب عديد سيبقى الوضع هش بالعراق وان صوروا لنا هناك تدخل ايراني ضارب في العمق العراقي لكن هناك تدخل غير محمود العواقب من كل الجيران والعرب بدرجات متفاوته وباطماع متفاوته والامريكان يعرفون قبل غيرهم ان من يتربع على عرش العراق سيتحكم بالكثير من السياسات لاسباب جيواستراتيجية وتاريخية
من خلال ماتقدم يبدو الرئيس الامريكي مهادن وواقعي الى ابعد الحدود للتخلي عن ماهو غير مفيد لرئاسته لهذه المرحلة المتشابكة والمعقدة باحداثها وتطوراتها وتسريباتها ، وبدا الرئيس الامريكي في الخطاب الاخير( رغم التصفيق الحاد لعدة مرات ) كعقاب اصلع لكن بجناح واحد لايستطيع الطيران الى مديات اعلى ولا الافتراس بقوة في كثير من القضايا الملحة والتاريخية في اللحظة الراهنة التي سيكون العالم فيها على مفترق طرق شتى ربما من صالح الشعوب هذه المرة وليس الانظمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح