الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى نضمن نجاح ثورتنا

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 1 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما أخشاه الأن ، في هذا الوقت الحرج من عمر ثورة الشعب المصري الحالية ، أن ينقلب الخامس و العشرين من يناير 2011 من بداية ثورة مبشرة بكل أمل رائع إلى مجرد إحتجاج عابر، متخذاً نفس مسار الإحتجاجات السابقة .
إحتجاجات اليوم الواحد ، أو النفس القصير في أفضل وصف ، و لكي نتجنب ذلك فهناك بعض الخطوات التي يجب إتباعها حتى ننجح في الإطاحة بالنظام الحاكم ، و سوف أعرض في هذا المقال بعضها ، أعدها هي الأهم الأن في هذه المرحلة الهامة ، و الحرجة ، من عمر ثورتنا الغضة .
أولا : الإستمرارية ، أو النفس الطويل .
الثورة تدخل شهرها الثاني .
يوم واحد ، لا يكفي ، و لا حتى بضعة أيام لإسقاط النظام .
حتى يدخل الخامس و العشرين من يناير التاريخ ، و حتى لا يتجاوزه التاريخ بسرعة ، كما فعل التاريخ مع إحتجاجات أخرى ، لا أريد أن أذكرها بالإسم ، فلنعلم أن إحتجاج اليوم الواحد ، أو حتى الإحتجاج لبضعة أيام ، لا يكفي .
إذا كانت تونس هي التي جعلت لكلمة الثورة فاعلية ، إذا : مثال تونس هو الذي يجب أن يتبع .
نظام آل مبارك الخبيث أشبه ما يكون بالقلعة ، و كما هو واضح فإن هجوم ، أو حصار ، اليوم الواحد لا يكفي ، لإسقاط تلك القلعة .
إنها معركة النفس الطويل ، و خطة النظام في مقاومة الهجوم الشعبي تعتمد ، فيما تعتمد ، على أننا لا نتمتع بالنفس الطويل .
لنكن إذا أصحاب النفس الأطول ، و لكن أيضا لماذا لا نتمتع بالدهاء لنقصر نفس النظام الخبيث ؟؟؟
ثانيا : التصعيد على مستويين .
ملايين المصريين ينضمون للثورة .
لن تنجح معركتنا لإسقاط النظام ، و لن نقصر نفسه ، دون توسيع نطاق النضال على المستوى الجغرافي ، و المستوى السكاني .
بالنسبة للمستوى الجغرافي ، يجب فتح جبهات نضالية إحتجاجية سلمية في كل أنحاء مصر ، من أسوان إلى الأسكندرية ، و من السلوم إلى رفح .
الجهاز القمعي لنظام آل مبارك الخبيث ، مهما كان حجمه ، فإن له حدود ، و فتح جبهات متعددة ، في آن واحد ، و لأيام طويلة ، سيجعله مشدود لحده الأقصى ، كما سيرهقه ، و يضعف تواجده الأمني في مواجهة المحتجين ، لأنه لن يوجد لديه إحتياطي ، يستطيع أن يستبدله بأي قوات مرهقة ، و لن يوجد لديه قوات غير مستعملة يمكن أن يرسلها لتعزيز تواجده في منطقة ، أو مناطق ، ساخنة ، محدودة .
كما يمكن أيضا إختراق النظام الأمني ، فجنود الأمن المركزي ليسوا إلا جزء من الشعب المصري ، و هم ، و أسرهم ، من ضحايا نظام آل مبارك ، و هناك أمل في أن نضمهم لصفوف الثورة ، و لتحقيق ذلك يجب أن ننجح في التواصل معهم .
أما التصعيد على المستوى السكاني ، فأقصد به وجوب مد نطاق الإحتجاج لكافة طبقات الشعب المصري ، لتزيد الأعداد المشاركة في الإحتجاجات ، و تتسع دائرة التمثيل الشعبي .
أن يكون في إحتجاج ما ، ما بين عشرة آلاف ، و عشرين ألف ، شيء رائع - كبداية فقط - و لكن لماذا لا نفكر في مائة ألف على الأقل في المسيرة الواحدة ، و لماذا لا نصل للمسيرات المليونية ؟؟؟؟؟
الشباب الذي لا يذهب للإحتجاج ، يذهب للإيقاظ .
إيقاظ الأمة .
تذكروا أسلافنا الأبطال في 1919 ، و تذكروا في هذا الموقف ، و على وجه الخصوص ، الجهاز الطلابي السري في 1919 ، الذي كان عماد نجاح الثورة ، و الذي كان له الفضل في رفع شعلة ثورة 1919 ، و في نشر ضوئها في كافة أنحاء مصر ، و في إبقاء تلك الشعلة مشتعلة .
الأن ، و في مواجهة نظام خبيث ، و دموي ، فإن الثورة بحاجة لنفس الجهاز الطلابي ، أو الشبابي ، الذي يستطيع أن يصل لكافة أنحاء مصر جغرافيا ، و يستطيع التواصل مع كافة طبقات الشعب المصري .
مثلما لا نريدها ثورة بضع مدن كبرى فقط ، فإننا لا نريدها ثورة شباب متعلم فقط ، بل نريد أن نجعلها ثورة كل المصريين .
نريد لكل ضحايا نظام آل مبارك الخبيث أن يظهروا على ساحة الثورة ، فليس هناك طبقة من طبقات الشعب المصري ، لم يكن أعضائها ، من الشرفاء ، من ضحايا ذلك النظام الخبيث ، و الإجرامي .
رابعا : وحدة الهوية الوطنية ، و حيادية الهوية السياسية .
كتلة واحدة .
لا نريد للثورة أن تتشرذم لكتل سياسية ، و أطياف فكرية ، و دينية ، فيلعب الخبيث لعبته التي إعتادها حتى أجادها : فرق تسد .
الخلاف ، ايا كان نوعه ، من سمات الديمقراطية ، إذا ليبقى بعيدا عن ساحة النضال لحين تحل الديمقراطية محل الإستبداد ، أما الأن ، في وقت النضال ، فيجب أن نظل كتلة واحدة ، في مواجهة نظام خبيث مرتص يسعى لشرذمتنا ، و إخافتنا من بعضنا البعض .
الأن كتلة واحدة في مواجهة كتلة واحدة .
الأن الشعب المصري ضد نظام فاسد دموي .
لا أعلام ، إلا أعلام مصر ، و لا هتاف إلا لمصر ، و لا مطالب إلا مطالب الشعب المصري كله .
خامسا : مطلبان كبيران ، و لا تنازل عنهما ، لا تفاوض بشأنهما .
لا للمطالب الصغيرة ، كتلك التي طفت على السطح مساء الأمس ، الخامس و العشرين من يناير 2011 ، للأسف .
ليس لنا إلا مطلبان فقط ، لا تنازل عنهما ، و لا مساومة ، و لا تفاوض ، بشأنهما ، و لا حياد عنهما ، و هما :
إقتلاع النظام الحاكم الحالي من جذورة ، و محاكمة مجرميه .
إنهما المطلبان اللذان يتصدرا الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر ، و نحن في حزب كل مصر ندعو الشعب المصري ، لأن يتبنى بأجمعه هذان المطلبان ، و أن يرفض التنازل عنهما ، أو المفاوضة بشأنهما .
بل و لا لأي تفاوض ، أيا كان شكله ، أو نوعه ، أو مستواه .
الوقت حرج ، و هذه الساعات ، هي التي ستحدد إما بقاء الثورة على قيد الحياة ، و نموها بإتساع نطاقها على المستوى الجغرافي ، و السكاني ، لتغير شكل مصر للأفضل ، و إما موتها ، و لحاق الخامس و العشرين من يناير 2011 ، بغيره من الإحتجاجات السابقة ، ليصبح مجرد ذكرى لمحاولة نضالية لم تكتمل .
لا مانع من وقفة تعبوية ، يحددها من هم في أرض المعركة النضالية ، و لكن لا يجب أن تطول أبداً ، حتى لا تنطفئ شعلة النضال .
لتتوحد الأن الإرادات ، و لتكبر الأهداف ، و ليعلو الهتاف ، و لتتراص الصفوف ، و لتشتد العزائم ، و لتتسع الثورة .

إستعيدوا مصر

ملحوظة : ممكن طبع ، و توزيع ، المقال ، بشرط أن يكون كاملاً ، لمن يرغب في ذلك ، دون شرط الإنتماء لحزب كل مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس