الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل المواطن وليس من أجل لصوص الفساد

أيمن الدقر

2004 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إن مجرد طرح موضوع القطاع العام ودوره في الاقتصاد والمجتمع في نقاشات السوريين يشكل جدلاً كبيراً بينهم، يصل أحياناً إلى درجة التخوين!
وربما أكثر النقاط حساسية تتعلق بسؤال مفاده: ماذا نفعل بمؤسسات وشركات القطاع العام الخاسرة التي كثيراً ما تحتكر بعض المنتجات بالإضافة إلى عدم كفاءتها في تقديم منتجات أخرى، والفساد الذي يستشري في أروقته.. الخ!؟
وتشكل قضية خسارة القطاع العام المستمرة هاجساً للمواطنين كونهم (بالنتيجة) يدفعون ثمن هذه الخسارة بشكل مباشر وغير مباشر تحت مسميات مختلفة منها زيادة أسعار الخدمات العامة، أو زيادة الضرائب والرسوم الأخرى.. خاصة في الوقت الذي تضع الحكومة (رفع مستوى معيشة المواطن) على قمة سلم أولوياتها!
لن نخوض في أسباب الخسارة فهي معروفة اليوم للجميع، أما ما يخص الحلول فقد طُرحت أفكار عدة، منها جعل القطاع العام أكثر مرونة عن طريق الإدارة بالأهداف (التي لا نعرف إن نجحت أم فشلت؟) ومنها خصخصة الإدارة، أو طرح أجزاء من بعض الشركات للاستثمار الخاص والتي تلاقي تجاوباً سلبياً عموماً كون الاستثمارات المدفوعة (من قبل المواطنين) حتى الآن ستقدم على طبق من ذهب للمستثمرين ليحققوا أرباحاً سهلة على حساب صاحب الاستثمار (المواطن) خاصة في غياب الشفافية عن آلية طرح الحكومة المؤسسات والشركات العامة للاستثمار الخاص!
ومن الأفكار المطروحة أيضاً الخصخصة بمفهومها العام والتي تلاقي تجاوباً سلبياً أكبر بسبب كلفتها الاجتماعية المتمثلة بخسارة آلاف العاملين لوظائفهم وبالتالي مضاعفة أزمة البطالة القائمة.
لاشك في أن غياب شبكة اجتماعية كفء هو السبب الخفي وراء قلقنا وحيرتنا اليوم وفي تخبط السياسات الحكومية تجاه قضية القطاع العام الخاسر، فوجود شبكة كهذه (كما هو الحال في دول عديدة معروفة بسياساتها الاشتراكية) ستحمي مجتمعنا من النتائج السلبية لتوجهات اقتصادية جديدة مثل تعهيد الإدارة أو الخصخصة، الجزئية منها أو الكلية، خاصة عندما يعلم المواطن (صاحب المصلحة الأولى) أن العائد من بيع بعض المؤسسات أو الشركات في القطاع العام يمكن أن يستثمر مجدداً في قطاعات أخرى نحن بأمس الحاجة إليها مثل التقنيات الحديثة والبحث العلمي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعلم أيضاً أن ما سيدفعه لبناء تلك الشبكة والمحافظة عليها يذهب فعلاً لحماية المواطنين المتضررين من تلك السياسات (التي تبدو ضرورية الآن) وليس لدفع ثمن بطالة مقنعة يتسرب جزء منه لجيوب لصوص الفساد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد