الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق العودة= الهولوكست

حنان بكير

2011 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مرعبة الوثائق التي سربتها قناة الجزيرة. والرعب الأكبر يأتي من طريقة عرضها الاستفزازية، التي تدفع كل فلسطيني للإنفعال واتخاذ مواقف عدوانية إنفعالية، توسع هوة الخلافات الفلسطينية/ الفلسطينية.. وهذا أمر ليس بجديد على الساحة العربية. وهذا ليس موضوعنا الآن.
ما يجري على الساحة العربية، لا يمكن تجزئته، وفصله عن بعضه البعض. وربما نشهد هذا العام 2011، تقسيمات تجعلنا نترحم على تقسيمات اتفاقية سايكس- بيكو.. ولا تخرج قضية إعصار الوثائق المسربة، عن مسار ما يحاك في كواليس الغرب الاستعماري.
شهدت اسرائيل في الفترة الأخيرة، سقوطا أخلاقيا على الصعيد العالمي، تحديدا منذ حربها على غزة وحصارها اللا انساني، وطريقة تصديها لأساطيل فك الحصار، وسقوط ضحايا في سفينة مرمرة. ثم عدم تجاوبها للنداءات الدولية، بتجميد الاستيطان، فجاء تسريب الوثائق، لإنقاذها من الحرج الدولي!
اسرائيل أيضا أربكها موضوع إعلان الدولة الفلسطينية، وتوالي الإعتراف الدولي بها، وقد أفصح دبلوماسيّوها وصحافتها عن تلك المخاوف. فكانت الوثائق مخرجا لهذا الارباك، وإلهاء للسلطة الفلسطينية!
حركة حماس، التي فازت بالانتخابات، بسبب الفساد في السلطة، إنزلقت هي الأخرى في فساد، أفقدها مصداقيتها. إضافة الى ممارسات تذكّر بممارسات اسرائيلية، مثل تهديم البيوت! فكانت الوثائق أيضا، لإعادة تفعيل سلطة حماس، على حساب تدمير سلطة الضفة الغربية! وليس كالجزيرة، وأنا من مدمنيها، من لعب دور المدافع عن المشروع الديني للمنطقة! ولا نعتقد بأن الهدف كان وطنيا بقدر ما هو ديني، يتمثل في إقامة دولة اسلامية تمهيدا لإحياء الخلافة الإسلامية.. وفتح روما..
ولو كان الهدف " وطنيا"! فماذا عن عملية التطبيع المجاني لدولة قطر، التي نكنّ لها الاحترام، مع كيان مغتصب! علما أن دولة قطر، ليست من دول الطوق، وبالتالي هي بعيدة، عن أي خطر اسرائيلي!! والمفارقة العجيبة، تكمن في التغطية الاعلامية الرائعة لقناة الجزيرة، للحرب على غزة، واظهار بشاعة ووحشية تلك الحرب، ولم تحرك قطر أي ساكن على صعيد الضغط على اسرائيل!!! ناهيك عن وجود قواعد أمريكية، مهيئة للإنقضاض على أي دولة عربية تخرج عن طاعة أولي الأمر!
الأرجح، أننا سوف نشهد قريبا، حروب وثائق ووثائق مضادة.. سوف تفضح خبايا الكواليس السياسية. فحتى الآن لم تتطرق الوثائق المهربة، لدور الأنظمة العربية وخبايا علاقتها بالمشروع الصهيوني، منذ العام 1948، ودور الجيوش العربية السبعة التي دخلت لتحرير فلسطين من الاستعمار الانكليزي وعصابات الصهاينة، فكان أن طهرتها من أبنائها. .. ولا يفوتنا أن الحرب على غزة، أعلنتها تسيبي ليفني، من أرض مصر العربية!
إن كنا لا نصدق، فإننا لا ننفي كل ما جاء في تلك الوثائق.. ففي ظل هذه الهجمة الاعلامية، وصمت المجتمع الدولي عما يجري في فلسطين، وانحياز الراعي الأمريكي لجانب الذئب، يبقى على السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات بكل أشكالها، ونقل ملف القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة، والضغط الدبلوماسي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة والمتخذة منذ العام 1949، والمتمثلة بالقرار 194. وكل ما تلا ذلك من قرارات وتوصيات.. وتحميل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية، عن جرائمه التي اقترفها.. الهولوكست، جريمته الأولى، هي صناعة أوروبية، لا علاقة لنا بها.. وجريمته الثانية، حين أجبرنا على تسديد فاتورة جريمته الأولى، فكان الهولوكست الفلسطيني الدائم العرض! ولو صحّت معلومة تورط عميل المخابرات البريطانية في تسريب تلك الوثائق وتنسيقه مع وضاح خنفر، فإن الضمير البريطاني ما زال يغط في سبات أهل الكهف، وهو المسؤول الأول عن نكبة عام 1948.
التوجه للأمم المتحدة، يجب أن يشمل كافة الأطياف الفلسطينية، بما فيها حركة حماس. والتشبث بقرارات الأمم المتحدة. وعلى رأسها حق العودة، الذي هو حق خاص لكل فلسطيني، بقدر ما هو حق عام. ولكل طفل أو شيخ فلسطيني حقه في تقرير مصيره كما يشاء. وأن حق العودة مقدس عند الفلسطيني، كما هو الهولوكست لدى الاسرائيلي، كما عبر الدكتور سلمان أبو ستة.
ضرورة استبعاد بعض الرموز التي سقطت أخلاقيا ووطنيا. ياسر عبد ربه، خبير إطلاق بالونات الإختبار، لجس نبض الشارع الفلسطيني، بالنسبة لحق العودة. أحمد قريع، والذي ارتبط اسمه بصفقة الإسمنت المصرية، التي أشادت مستوطنات جبل أبو غنيم.. والشعب الفلسطيني لم يعدم الطاقات العلمية والقانونية والوطنية المتمسكة بحقوقه وثوابته.. والغرب يعج بتلك الطاقات التي تجيد التخاطب معه.
نهيب بالرئيس محمود عباس، بأن يكون على قدر أحلام شعبه وتطلعاته، واعتبار حق العودة مقدسا كما الكتب السماوية، ولو خيرنا، بين دولة ممسوخة وحق العودة، لنختر حق العودة، حتى ولو عدنا لاجئين مرة أخرى، كما خرج أباؤنا عام 1948.. ونأمل من قناة الجزيرة التعقل والحكمة، وعدم تهييج المشاعر والغرائز البدائية في طريقة عرضها للوثائق.. الا اذا كانت مرتبطة بمشروع جهنمي يرمي الى تصفية القضية الوطنية على حساب قضاياها الدينية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف؟
سليم عبد الحق ( 2011 / 1 / 27 - 11:32 )
سألخص مداخلتي بأحتمالين: اما هذه السلطة اللاشرعية، التي ساندتها امريكا واسرائيل ذاتها للوصول الى ضياع حق الشعب الفلسطيني بالكامل على ارضه ووجوده والجميع يعرف ذلك، يجب فضحها اكثر وتعريتها اكثر اي سيكون بمثابة وضع هذه السلطة كما الانظمة العربية في خزانات التعرية ورجمها والتخلص منها كما حدث في تونس ويحدث في مصر واليمن وغدا في امكنة اخرى. واما هذه السلطة تعدل موقفها وتغير اتجاهها بـ 180 درجة نحو شعبها ومطاليبه الحقيقية وبذلك تغسل ذنوبها وترجع لصفها الوطني. اما القول ان هذا قد يؤثر على الوحدة الوطنية هذا كلام غير منطقي فكيف نجمع بالمشروع الوطني مع المشروع العمالاتي الخياني اي تقارب وجهات النظر الفلسطينية الوطنية - الفلطسينية الخيانية وليس الفلسطينية الفلسطينية هنا حضرتكم الاستاذة الكريمة وقعتم في سهو المعادلة؟


2 - كيف؟
سليم عبد الحق ( 2011 / 1 / 27 - 11:32 )
سألخص مداخلتي بأحتمالين: اما هذه السلطة اللاشرعية، التي ساندتها امريكا واسرائيل ذاتها للوصول الى ضياع حق الشعب الفلسطيني بالكامل على ارضه ووجوده والجميع يعرف ذلك، يجب فضحها اكثر وتعريتها اكثر اي سيكون بمثابة وضع هذه السلطة كما الانظمة العربية في خزانات التعرية ورجمها والتخلص منها كما حدث في تونس ويحدث في مصر واليمن وغدا في امكنة اخرى. واما هذه السلطة تعدل موقفها وتغير اتجاهها بـ 180 درجة نحو شعبها ومطاليبه الحقيقية وبذلك تغسل ذنوبها وترجع لصفها الوطني. اما القول ان هذا قد يؤثر على الوحدة الوطنية هذا كلام غير منطقي فكيف نجمع بالمشروع الوطني مع المشروع العمالاتي الخياني اي تقارب وجهات النظر الفلسطينية الوطنية - الفلطسينية الخيانية وليس الفلسطينية الفلسطينية هنا حضرتكم الاستاذة الكريمة وقعتم في سهو المعادلة؟


3 - تحية
رائدخليل التوبة_ سوريا_حمص/مخيم العئدين ( 2011 / 1 / 27 - 21:32 )
السيدة المحترمة..
اتفق معك بمحاسبة المذكورين في متن المقال ولكن هؤلاء مظلة يختبئ تحتها الرموز العليلة التي تحيك مايريده الامريكي والاسرائيلي والغريب أنك أسميت محمود عباس بأنه ( رئيس ) على مين مش عارف , أنا و كل أبناء المخيمات لمننتخبه و حتى أن ولايته منتهية مثل كل الزعماء العرب .. الانسجام مطلوب في نسج الموقف من أي قضية..هذه سلطة فاسدة وأنا أسميها سلطة محتلة على حد تعبير أحدهم ..كما أنك أغفلت من تصويبك المهم الرجل الغامض الواضح سلام فياض!! و( حكومته ) البريئة من دماء الفلسطينيين لسبب بسيط كما يقول السيد فياض نفسه أن حكومته فيها كل الطيف الفلسطيني من الاسلاميين حتى الشيوعيين واليساريين ( حواتمة المحسوب على اليسار له وزارة الشؤون الاجتماعية )..لذلك هذه الحكومة بعيدة عن الشبهات بمقياس فياض ووزراءه ووزيراته أيضا..أما وحدة المشروع الوطني فلا أرى أن الطبيعة و الواقع يسمحان بوحدة بين نقيضين في المصالح ..مع التحية..

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا