الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول اسم الحزب الكردي هل هو سوري ، أم كردي في سوريا ؟

ربحان رمضان

2011 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ما الاسم الذي يمكن ان نطلقه على الحزب الكردي في سوريا ، هل نصفه بالسوري أم أنه حزب كردي في سوريا ؟؟
سؤال يشغل الكثير من الكوادر الحزبية في الحركة الوطنية الكردية والعربية في سوريا ، وقد بادر الأستاذ حاجي سليمان رئيس تحرير " موقع بنكه " وطرحه على المثقفين مستطلعا ً آرائهم في ذلك .
من المعلوم أن الحزب الكردي أو الأحزاب الكردية القائمة حاليا كانت قد انفرزت عن البارتي الأم الذي أسسه المرحوم عثمان صبري باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ثم انطلق اليسار كاتجاه فكري وطبقي معتبرا نفسه طليعة الحركة الوطنية الكردية في سوريا ، مستفيدا ً من مختلف التجارب الثورية في التاريخ ، ثم انقسم .. ثم تفسخ فيما بعد إلى فصائل كثيرة ..
قبل انقسامه " يمنة " و" يسرى " كان قد غير " البارتي " اسمه من الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا .
وعلى هذا الأساس بقيت هذه الجملة المختصرة " في سوريا " قائمة إلى يومنا هذا ، مع بقاء الهياكل الحزبية على حالها ، معتمدة على المركزية الديمقراطية في أسلوب قيادتها والتي تغلبت فيها المرزية على الديمقراطية في معظم الأحيان .
لقد تغير اسم الحزب ، وتغير منهاج الحزب في الوقت الذي لم تتغير فيه علاقات الإنتاج في المجتمع الكردي بشكل ملحوظ منذ تأسيسه حتى الآن ، فقد كانت علاقات الانتاج شبه اقطاعية ، وتحولت إلى رأسمالية ثم تحولت إلى رأسمالية الدولة ، وأيضا لم تتغير الخريطة السورية إلا باحتلال الجولان عام 1967 ، وفيما بعد طرأ تغيير مهم ألغي لواء اسكندرون من الخريطة السورية ..
الفصائل الكردية ، سواء شقي الحزب الأساسيين ، ومعهما البارتي الذي تشكل عام 1970 باسم القيادة المرحلية ، ومن ثم مجموعة الأحزاب التي انشقت عن هذه الثلاثة فصائل ، جميعها ُتعرف نفسها بأنها سورية ، وجميعها أطلقت على نفسها اسم البارتي متبوعا بجملة قصيرة هي (.. في سوريا ) إلا البارتي السوري بقيادة شيخ محمد باقي ، فقد غير اسم الحزب وجعله الحزب الديمقراطي السوري .
موضوعة اســم الحزب شغلت حيزا ً هاما في نقاشــــات الرفاق البارتيين لفترة طويلة ، ففي المؤتمر الرابع للبارتي اليساري عام 1975 اقترحت وضمن التقرير الذي كتبته وقدمت باسم منظمة دمشق للحزب أن يتحول اسم الحزب إلى البارتي الاشتراكي الكردي – سوريا ، على أمل أن يكون حزبنا جزء من حزب كردستاني واحد له فروع في بقية أجزاء كردستان ، في نفس الوقت الذي نكون قد راعينا فيه التقسيم الكردي بين الدول الأربعة (تركيا ، ايران ، العراق ، وسوريا ) إلا أن المؤتمرين أصروا على ابقاء اسم الحزب كما هو (البارتي الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا ) لكنهم وافقوا على اقتراح الأمين العام الأستاذ صلاح بدر الدين في تغيير اسم الجريدة المركزية إلى اتحاد الشعب .
وفي المؤتمر الخامس ، وتأييدا ً لاقتراح الرفيق صلاح بدر الدين وافق الرفاق على تغيير اسم الحزب إلى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا .
لقد وجدنا أن هذا الاسم يتناسب مع طرحنا السياسي حزب كردي جماهيري شعبي ، وستقطب شرائح واسعة من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ، وناضلنا سنوات طويلة للحفاظ على نهجه المناسب لكل المراحل .. كان بحق حزب كل الشعب .
بعد عقود من النضال يبقى السؤال مطروحا ً ليس لرفاق حزب الاتحاد الشعبي الكردي فحسب ، وإنما لكل المهتمين بالقضية الكردية ، وبموضوع النضال الوطني من أجل سوريا ديمقراطية تعترف بوجود الشعب الكردي ضمن الدستور والقوانين التي توضع للبلاد .
هل الحزب كردي سوري ، أم أنه جزء من حزب كردستاني ، أم أنه حزب ذو طابع خاص في سوريا ، أو في تركيا ، أوالعراق ، أو ايران ؟؟
في هذا الصدد لابد أن أشير إلى مسألة في غاية الأمية وهو أن اتخاذ اسم سوريا أو العراق لدولتي سوريا والعراق لايأخذ طابعا قوميا بحتا ً ، ولا في ايران أيضا ً ، حيث أن كلمتي سوريا والعراق لا تعنيان البتة أن جميع السوريين عربا أو جميع العراقيين عربا ، ولا تعني أيضا أن جميع الايرانيين فرسا ً ، وانما أسماء هذه الدول تتضمن شعوبا ً متعددة هي العرب ، والأكراد ، والآشوريين في سوريا والعراق ، والبلوش ، والعرب ، والأكراد ، والآذر في ايران .
بالتأكيد ، الأكراد في سوريا ليسوا شعبا طارئ على البلاد ، وانما هم شعب أصيل ، يفتخر أبناءه بكونهم سوريين ، ويناضلوا مع شركاءهم العرب من أجل الديمقراطية ومن أجل بناء دولة مدنية متطورة .
أما في تركيا فكلمة تركيا تحديدا ً تعني الأتراك ، وهذا يعني تتريكا لكل ماهو غير تركي ، وذا يختلف كليا عن وضع الكورد في بقية أجزاء كردستان .
من هنا يمكنني القول أن اسم البارتي ، أي الحزب الكردي ، أو الأحزاب الكردية بفصائلها المتعددة يفضل أن تكون باسم الحزب الكردي السوري لاسيما وكما أسلفت سابقا أن جميع الأحزاب الكردية المتواجدة في سوريا تفتخر بسوريتها ، والهوية السورية التي حرم قطاع واسع من الشعب الكردي في سوريا منها نتيجة لمرسوم الإحصاء الاستثنائي في منطقة الجزيرة عام 1962 حتى وصل المجردين من هذ الهوية حولي النصف مليون نسمة من أصل ثلاثة ملايين كردي سوري .
هذا المرسوم الجائر حرم آلاف الشباب الكورد من حق العمل ، ومن حق العلم ، وحرم العائلة الكردية من لقمة العيش ، وتبعه مرسوم لآخر كان أشد ظلما ً وتعسفا ً هو مشروع الحزام العربي الذي قضى بتهجير الأكراد من الحدود السورية – العراقية والتركية معتمدا على الإحصاء الاستثنائي المجحف سيما وأن الأكراد الذين جردوا من جنسيتهم السورية استلموا إخراجات قيد كتب عليها : غير محسوب من العرب السوريين .
وتبع هذان المرسومان مراسيم أخرى تهدف إلى إذابة الشعب الكردي بالبوتقة العربية قسرا ً ، منها أنه قد صدر مرسوم بتغيير أسماء القرى من أسماءها الكردية إلى الأسماء العربية ، وصدر مرسوم بمنع تسمية الأطفال بالأسماء الكردي يحمل الرقم 122 لعام 1992 .
ولهذا كله ، ولأن الأكراد سوريين ، يتطلب على كل القوى السورية الوقوف معهم ، وإلى جانبهم في نضالهم المشروع من أجل تحقيق حقوقهم القومية ، في ظل نظام ديمقراطي خالي من العسف .
إنه رأي ، ومناشدة لتشديد النضال عربا ، وأكراد من أجل كل السوريين .
= = = = = = = = = = =
* عضو قيادي في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها