الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة - بيبيستان -

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 10 / 3
الحركة العمالية والنقابية


وزير المالية بنيامين نتنياهو يهدد النقابيين والنقابات العمالية.
*الوزير يفقد صوابه لنجاح الاضراب العام ويصف النقابيين بأنهم مجموعة تشبه "القتلة".
*على المستشار القضائي للحكومة التحقيق الفوري بهذه التصريحات وتقديم الوزير للمحاكمة.

إضراب ناجح وكبير

الاضراب الذي اعلنت عنه "الهستدروت" كاتحاد نقابات عمالي كان اضرابا كبيرا وناجحا لعمال القطاع العام في اسرائيل, تم يوم الثلاثاء – 04-09-21 – وكان ضربة مؤلمة وموجعة لحكومة اليمين, بقيادة شارون ووزير ماليته بنيامين نتنياهو.لم نتوقع نحن النقابيون ان يؤدي هذا النجاح والوحدة العمالية الشاملة التي اتت دعما للموظفين في الحكم المحلي لعدم دفع رواتبهم, لفترات تتراوح ما بين شهرين وثلاث سنين, ان يفقد وزير المالية توازنه لهذه الدرجة, حيث انطلق باصدار تصريحات تحمل معاني التحريض الدموي علينا خاصة, وعلى جمهور العمال عامة, هذه التصريحات صدرت منه على هامش مشاركته في الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن.


"مجموعة مجرمين- قتلة"

هذه الكلمات القاتلة صدرت عن الوزير نتنياهو عبر مقابلة صحفية اجرتها معه صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة – 04-10-01 – حيث اتهم القيادة النقابية العمالية في اسرائيل بانها "مجموعة مجرمين-قتلة" تعمل وفقا لنمط المافيا وشريعة الغاب, وانه لا بد من تشريع قانون يمنع الحق بالاضراب, وقال:" ماذا يعتقدون هناك
(في النقابات) انهم سيعيدوننا لدولة موظفستان, هستدروتستان... ". ويواصل الوزير اقواله التي يتهم فيها اتحاد النقابات العمالية (الهستدروت) بانها تعيق تنفيذ برامجه الاقتصادية وان الاضراب كان ضربة قاصمة لتلك البرامج.

من يقرأ المقابلة بالنص الكامل لها, لا بد وان يفاجئ من الخيال الخصب الذي يتمتع به سيادة الوزير الذي يحاول تزييف الحقائق, لدرجة ان الصحفي الذي اجرى معه المقابلة, والذي يعتبر من كبار الاعلاميين المؤيدين لفكره الاقتصادي, لم يحتمل هذا الخيال الغريب, محاولا ادخال اسئلة اعتراضية تهدف الى اعادة الوزير لارض الواقع لكن اجوبته جاءت اكثر سوءا وتحريضا.

يتباهى نتنياهو ان سياسته قلصت نسبة الفقر والبطالة, مقترحا على طالبي العمل ان يتوجهوا الى اماكن العمل المتوفرة بكثرة, وعندما سأله الصحفي باستغراب اين هي؟! أجاب :" يوجد عمل, بالامكان تنظيف المكاتب, يوجد طلب كبير للمساعدات في البيوت (الخادمات), عليهم البحث عن عمل.. ليعملوا , هذا هو الحل الوحيد للفقر والضائقة...". فظيع ,هذا الحديث يصدر عن وزير كبير.. حيث نجده يتهم الضحية, العمال, بدلا من الاعتراف بفشل سياسته, التي ادت الى ارتفاع عدد الفقراء وطالبي العمل, بل الى تعميق فقرهم المدقع والى ارتفاع عدد العمال الذين يعملون ويعيشون تحت خط الفقر. من قال ان هناك ماري انطوانيت واحدة, التي اقترحت على الجياع في فرنسا ان يأكلوا البسكوت بدلا من الخبز الذي فقدوه لسد رمقهم, ها هو نتنياهو – انطوانيت يقترح على الفقراء والعاطلين عن العمل ان يبحثوا عن العمل في سوق بلا عمل.



دولة بيبيستان

الوزير نتنياهو يتخبط في سياسته الاقتصادية , ويحلم بقدوم الاستثمارات الاجنبية الى اسرائيل- فنتازيا- .
هذه الاستثمارات التي لا تاتي بسبب الاوضاع الامنية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي , لان سياسته وسياسة حكومة شارون لا تؤدي الى أي استقرار, وهنا ايضا نجده يهاجم النقابات العمالية بانها السبب الاساس في هروب هذه الاستثمارات, ويوجه سهام اتهاماته القتالية ايضا لأرباب العمل الذين لا يدعمونه في حربه ضد النقابات ليقول "اجد نفسي وحيدا في المعركة". يا مسكين!.

يعود نتنياهو ويؤكد في المقابلة نفسها ان الاستثمارات الاجنبية ستاتي "لأننا , حققنا الهدوء الامني واوجدنا مناخا داعما للمصالح الاقتصادية...", قلنا ان الوزير يحلم , حلم اليقظة, فالعالم اجمع يشهد يوميا التصعيد الامني والعدوان البشع الذي تمارسه القوات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها. فهل هذا هدوء يا سيادة الوزير؟!! انت تتذكر ما قمت به من محاولات لإغراء شركات الاستثمار للمشاركة في مناقصة بيع صناديق التقاعد, قمت يومها بجولة الى الاسواق المالية العالمية واغرقتنا بالوعود بان المستثمرين في الطريق.. لكن النتيجة كانت عكس ما وعدت به ولم يشارك في المناقصة أي مستثمر اجنبي.. هل تتذكر؟!.

قلنا , الوزير يحلم.. ولديه العديد من الاحلام التي يسعد بها في الطريق لاقامة دولة "بيبيستان", هذه الدولة التي يخطط من اجل تولي كرسي رئاسة حكومتها, ضمن هذه الاحلام حلم القضاء على النقابات العمالية, القضاء على النقابيين, القضاء على اتفاقيات العمل, الغاء قوانين العمل بما في ذلك حق التنظيم والاضراب, خصخصة كافة مشاريع وشركات القطاع العام. كيف لا؟ وهو الساحر الذي يهدد باستعمال سحره هذا من اجل القضاء على كل معارض له في الطريق لتولي كرسي الرئاسة في دولته- دولة بيبيستان. لكننا نحن العمال ابناء الطبقة العاملة ونقاباتهم لن نقف مكتوفي الايدي امام هذا التهديد- الحلم , حيث سنواصل نضالنا المشروع حماية لحقوقنا ودفاعا عن مستقبلنا – مستقبل اولادنا. ندعو المستشار القضائي للحكومة باجراء تحقيق فوري في التصريحات الدموية الصادرة عن نتنياهو وتقديمه للمحاكمة فورا , فهذا العنف الكلامي يحمل في طياته خطرا كبيرا ليس على العمال والنقابيين فقط بل على مجمل المجتمع الاسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ