الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شالوم (10) שלום

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2011 / 1 / 27
الادب والفن


( مجدل شمس )
يرتفع علم إسرائيل على سفح مجدل شمس بالجولان ، وسط ظلام الليل الدامس ، صمت عميق يسود المكان ، يقطعه بين حين وآخر نباح الكلاب .. ضوء أحمر خافت ، يظهر شالوم واقفاً بزيه العسكري ، رأسه للأعلى ، وعيناه تسبحان في صفحة السماء مع حركة القمر والنجوم
شالوم ( متأملاً بعمق): عيناها كبريق النجم الساطع ووجهها كصفحة القمر المتلألئ، إلهي ! أتحبني أم لا ؟.
( مطرقاً برأسه، يجثو على ركبتيه )
شالوم ( يحمل حجراً من الأرض ) : وأنت أيها الحجر ، ألا تريد أن تخبرني ، إن كانت تحبني أم لا ؟ ( صمت عميق .. يقطعه نباح الكلاب ) ما بك أيها الحجر ، ألا تريد أن تنطق ( يقذف الحجر بعيداً) فلتسكت بصمتك الأرعن نباح الكلاب الضالة .
( ينبطح أرضاً .. صمت عميق ، يدخل شاؤول بثيابه المدنية )
شالوم ( ينهض مرتعداً ): مَن هناك ( يشهر مسدسه) قف مكانك .
شاؤول ( مقهقهاً ) : هه هه هه .. لا تقلق يا صديقي .
شالوم ( يضع المسدس في جنبه الأيمن ) : شاؤول ، ما الذي أتى بك إلى هنا ، ألست في إجازة ؟.
شاؤول ( يجلس على الأرض ) : بلى .. ولكنني آثرت البقاء هنا ، فلا وقت لدي للنزول إلى حيفا .
شالوم ( يستلقي ) : حقاً إن المكوث على تلة هذا السفح الوديع ، أفضل بكثير من ضوضاء المدن .
شاؤول : هذا بالنسبة لك ، أما بالنسبة لي فالأمر مختلف تماماً .
شالوم : وما وجه الخلاف فيما أقول ؟.
شاؤول : لم أقل خلاف .. الفرق شاسع بين الخلاف والاختلاف ، فلا خلاف بيننا البتة ، أما الاختلاف فهو على ما تحبه وما أحبه .
شالوم : وما الذي يحببك بهذا المكان ؟.
شاؤول ( ساهماً ) : الماضي .. أجل الماضي الذي حمل أجدادنا إلى هذه البقاع ، ففي كل لحظة أمضيتها هنا ، كنت أتخيل فيها ، كيف كانوا يزرعون ويحصدون الغلال ، حبي لهذا المكان ، نابع من عشقي للماضي ، ماضي أجدادنا الذي أبحث عنه واقتفي أثره .
شالوم : كم أنت مثالي يا شاؤول ؟.
شاؤول : قل عني ما تشاء، لكن لن أبدل عشقي للماضي بكنوز الدنيا وجواهرها .
شالوم : وماذا لو طرق بابك قلب فتاة حسناء ؟.
شاؤول ( مستغرباً): فتاة حسناء .. سأفتح قلبي لها ، وحبي لها لن يفوق حبي للماضي ( بدهاء ) وأنت لمن ستفتح قلبك ؟.
شالوم ( مرتبكاً ) : أنا .. ( مقهقهاً) هه هه ، لا أدري إن كان سيفتح أم لا .
شاؤول : الحب في حياتنا العسكرية يختلف أشد الاختلاف عما هو عليه في حياتنا المدنية ، ومع ذلك يجب أن لا يغيب أبداً .
شالوم ( يذرع السفح جيئة وذهاباً ) : شاؤول .. لم أعرف الحب قط ، مثلما عرفته الآن .
شاؤول : الآن .
شالوم : أجل الآن ، لقد طرق قلبي طرقاً أشد من طرق الرصاص والقذائف ( يضع يده على قلبه ) آه .. يا إلهي ! كم هو مؤلم وعذب هذا الذي يسمونه الحب ؟.
شاؤول ( يقف قبالة شالوم ) : شالوم .. صديقي العزيز ، أأنت عاشق بحق ؟.
شالوم ( يومئ برأسه ) : غارق في العشق .
شاؤول : منذ متى والعشق طارق قلبك ؟.
شالوم : منذ أن قدمت إلى هذا السفح .
شاؤول : مجدل شمس .
شالوم ( يومئ برأسه ) : بلى .
شاؤول ( يخمن ) : زميلاتنا المجندات في المعسكر ، عددهن قليل جداً ( بفضول ) ترى مَن تكون صاحبة الحظ السعيد ؟.
شالوم : لسن من المجندات .
شاؤول ( مستغرباً ) : إذن من تكون ؟.
شالوم ( يشير بيده ) : انظر .. أترى ذلك البيت القصي أسفل الوادي ؟ إنها من قاطنيه .
شاؤول ( مندهشاً ) : من العرب .
شالوم ( يحدق بعيني شاؤول بيأس ) : أجل .
شاؤول ( مستغرباً ) : أمجنون أنت ، أم تراك فقدت عقلك ؟.
شالوم : لا أدري ما الذي شد قلبي إلى قلبها .
شاؤول : وهل هي تحبك ؟.
شالوم : لا أدري .. ربما تحبني ، نظراتها الوادعة تقول ذلك .
شاؤول : ألا تعلم أن شريعتك ليست على هوى شريعتها ، وأن قومها على خصومة معنا ؟.
شالوم : بلى .. ولكن الحب لا يعرف الخصومة ولا يقف عند حدود الشريعة .
شاؤول : حسناً .. سأصدق كل ذلك ، لكن ألا تعلم ما هي عقوبة مَن يخالف تعليمات القيادة العسكرية ؟.
شالوم : أعلم ذلك جيداً ، ومع ذلك سأظل أحبها ما حييت ، كما أحب إسرائيل .
شاؤول : حبك المجنون ، سيجلب لك الويلات ، واعتقد أنك بغنى عنها .
شالوم : كلا يا صديقي .. الحب والسلام يكملان بعضهما الآخر ، فهما من رحم واحد ، ولا يحيا الإنسان من دونهما .
شاؤول ( ممتعضاً ) : حقاً إنك أنت المثالي ، وليس أنا ( يخرج ) .
شالوم ( يستلقي على ظهره ) : لا بأس .. لا بأس ( بشغف ) يحيا الحب .. يحيا ( يغمض عينيه ) .
* * *
إظلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شالوم 50000
جاسم شنيته ( 2011 / 1 / 29 - 03:02 )
اشهد ما بالله نشفت ريكنا من شالوماتك اليابسه هاي يا اخي متكلي شتريد اتكول
والله يراد لك خلك

اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشاعر أمل دنقل.. محطات فى حياة -أمير شعراء الرفض-


.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي




.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني


.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم




.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع