الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح وصحوة الصفعة

اسماعيل رمضان

2011 / 1 / 27
القضية الفلسطينية


شغلت قناة الجزيرة الفضائية الرأي العام العربي والفلسطيني وربما العالمي بما أعلنته من وثائق سرية، ومن المتابعة للحلقات الأربعة وما تبعها من نشر العديد من المقالات والتصريحات يتناول هذا المقال عددا من الملاحظات على جوانب من المسألة الوطنية والتي تم تسطيحها وعرضها بطريقة هامشية.
فجميعنا يعرف ان حركة فتح هي من عمل على استقلال القرار الوطني الفلسطيني وفصله عن الدور العربي الرسمي والشعبي، وحركة فتح قادت النضال الوطني بمعظمه مع باقي فصائل العمل الوطني أينما تواجدت، وليس كما يسميها خبرا في وكاله معا فصائل غزة، فكلنا نعرف ان لدينا فصائل للعمل الوطني ولا يوجد ما يسمى بفصائل الضفة، ولا فصائل الخارج ولا فصائل غزة، وحركة فتح عندما عنونت نفسها قولا وفعلا تصدرت النضال الفلسطيني وقدمت العديد من أشكال النضال، والمزيد من الشهداء والأسرى والألم والعذاب والتضحية وكانت مدرسة إقليمية وعربية وأحيانا عالمية في الفعل الثوري.
لا نريد إعطاء فتح اكثر من حقها ولا ان نبخس دورها التاريخي والقيادي عبر ما يقارب النصف قرن، ولكن نريد ان نسأل فتح قيادة وقواعد اين هي من تصدر النضال الوطني الآن واين هي من معالجة الأخطاء، واين هي من اعادة النظر وملائمة بنيتها وبرامجها مع تغيرات الواقع العربي والدولي.
ولكي يصبح مطلبي من حركه فتح اكثر ملموسية نتطرق الى ما ورد من وثائق في قناة الجزيرة الفضائية
ان من ما ورد من وثائق هو على العموم وثائق رسمية وحقيقية، وان كان اسلوب الجزيره في قراءتها وطريقة تعاملها مع الوثائق لا يلائم جميع الناس والتوجهات ومن ذلك فالموضوع الذي كان الاجدر التركيز عليه هو القضية الفلسطينية وليس قناة الجزيرة ورواتب المذيعين فيها، ولا دولة قطر ذات مستوى المعيشة المرتفع وكأن ذلك عيبا او تهمة ا وان لسان حالنا يقول "اللي ما يطول العنب بيحكي عنه حصرم" ، او اناقة المذيعين ومقارنة ذلك بفقر المخيمات، واستخدام الفهم الطبقي بمزاجية وانتقائية تشبه انتقائية الجزيرة وتركيزها على فقرات ربما منزوعة من سياقها او جاءت في سياق غير كامل، وحركه فتح ومن فتح بوق اعلامه لتوضيح ان قطر دولة متخمة بالثراء وان بها قواعد امريكية وحليف لامريكا وكان لها مكتب تجاري مع اسرائيل
ان من حق الجزيرة اوالغارديان ان تنشر ما تحصل عليه من معلومات او وثائق او اخبار، وطريقة ادارتها للاستديو الخاص فيها شأن يتعلق فيها وهذا الشكل وليس المحتوى، والمحتوى هو شعار الصحافة الحرة ان تصل المعلومة للجمهور وان اي معلومه يجيرها كل طرف لمصلحته ويشذبها على مقاسه.
والإعلاميين والسياسيين ركزوا على الجزيرة ولم يركزوا على ما ورد فيها من معلومات، وفيما يخص وجود اهداف محتملة خفية اوعلنية لقناة الجزيرة او لدولة قطر او اميرها فليس على السياسيين ان يكونوا انتقائيين في مواقفهم ولنضع النقاط على الحروف
ان جيل حركة فتح وما قبل السلطة كان له لغة سياسية مفهومة ومنسجمة نوعا ما، لا تختلط فيها التعابير وكان للكلمات معناها المحدد مثل الامبريالية الامريكية والعدو الصهيوني والرجعية العربية والانظمة حليفة امريكا.
وهل نلوم دوله قطر على وجود قواعد امريكية بالوقت الذي تحول قسم كبير من حركة فتح بحكم عوامل ذاتية وموضوعية من مواقع الثورة والمقاومة لمواقع السلطة بشكل ليس خفي على احد، واستبدلت عبارة الامبريالية الامريكية والمستعمرين بعبارة المجتمع الدولي، واصبحت السلطة تطلب من امريكا حليفه قطر ان تعطينا دولة، وهل تعطي امريكا لشعب او قيادة دولة دون ان تضمن تبعية هذه الدولة لسياستها ومصالحها من مكافحة ما تسميه بالارهاب وضمان امن إسرائيل حليفة امريكا الاولى وربيبة المجتمع الدولي.
كأن من المسموح للسلطة ان تكون حليفا لامريكا وغير مسموح لقطر، ان المرحلة التي مرت فيها الثورة الفلسطينية من تآمر وتراجع وتنامي قوة اسرائيل وحلفائها الغربيين، وضع الفلسطينيين وقيادتهم في زاوية حرجة، واضطر قسم منهم للجوء الى اتفاقيات اوسلو البائسة، وكأن تراجع مكانة القضية الفلسطينية وانزلاق الكثير من الانظمة العربية تحت القدم الامريكي للحفاظ على مقاعدهم في السلطة وحماية الانظمة وفقدان الروح الوطنية والقومية وجد له تبريرا في سلوك السلطة نفسها الذي كان بمثابة جسر ما بين إسرائيل والعالم العربي برعاية امريكية .

وما كانت عليه فتح وغيرها من فصائل العمل الوطني تشكل الهاما للشعوب العربية ورهبة للعديد من الانظمة العربية اصبحت بشكل مدروس مقصود او غير مقصود تقدم لهم مقدمات واعذارا للتطبيع دون ان تتحدث السلطة او فتح عن هذه الانظمة واعتبارها حليفة امريكا، بل تصفهم بالاشقاء العرب وتطلب مساعدتهم المالية وايضا وساطتهم لدى امريكا ولدى إسرائيل احيانا ولا يجوز متى شئنا ان نلومهم على اشياء سمحنا لهم فيها واسقطناها من قاموس عملنا الوطني بتمييع فكرة الاصدقاء والاعداء



ومن مطالعتي للمقالات والأخبار في وكاله معا والتي زادت نسبة قرائها 60 بالمائة بعد وثائق الجزيرة ولم اعلم هل سبب الزيادة مرده وثائق الجزيرة ام عصبية وكاله معا في تناول الموضوع ، التي يطل علينا احد الناطقين باسم اللجان الشعبية ويصرح في مقال يشير فيه ان الشعب الفلسطيني يثق في ابي مازن وان كل المخيمات واثقة بقيادته وكأن هذا الناطق اجرى استفتاءا للمخيمات، علما ان اللجان الشعبية ايضا غير منتخبة، وفيما يخص ما يسموه بالثابت فالثابت الوحيد بالنسبة لي وطن اسمه فلسطين، وفلسطين ليست مسألة ثقة او عدم ثقة، بل مسألة نضال وثبات، وموازين قوى وتاريخ اكثر منه سياسة والثقة بالامور الحياتية كما الأمور السياسية لا تتم بالظلام، والقائد لكي يكون سنديانة عليه الا يكون في الظل بل في الشمس والمثل الشعبي يقول "افضح الشر بيسترك" واي عمل يتم في الاروقة والسر وبقيادة فردية علينا الحذر منه، والنسر الفلسطيني المروسة به الوثائق من الصعب ان يكون نسرا محلقا في سرب من الدجاج.
ان الثقة نستمدها من العلانية ومن الجماعية، والقيادة الجماعية والمسؤلية الجماعية، اما الحديث عن الولاء المسبق واثاره العداء شمال او يمين وصناعة مظاهرات مفتعلة لتأكيد الثقة بالقضايا المصيرية فلا يتم الا بصناديق الاقتراع.
ان السرية وتناول معلومات عن سيرها من خلال الجزيرة او القدس العربي او الغارديان او ويكيلكس او هآرتس او معاريف هو امر لم يكن ينبغي الوقوع فيه، فالاحرى بقيادتنا ان تكون موحدة، وتشارك الآخرين من فصائل ومنظمات جماهيرية ومؤسسات وافراد وتكاشفهم، وان يكونوا حماية لظهر القيادة لا ان تسير القيادة بنفق مظلم يحفره لها اعداء الشعب والقضية الفلسطينية، ويصبح البون شاسع بين ثوابت القيادة وثوابت الشعب وثوابت التاريخ، فثوابت الافراد ليست قدرا علينا ومن السهل ان يتغير الأفراد في مواقفهم وتاريخهم الشخصي، وان كان ناصع فهو ليس شفيع لحاضرهم ، والشيء الاكيد هو الحقائق والوقائع لانها عنيدة لا تقهر ولا تشطب بجره قلم مثل اللاجئين والقدس والحدود والاتفاقيات او مشاريع الاتفاقيات لن تلغي اسلامية القدس ومسيحيتها ويهوديتها ولا ترتيب قضية اللاجئين لقوائم وارقام سوف يلغي وجودهم الواقعي والدائم كلاجئين وكمشكلة قائمة على الدوام تبحث عن حل، وقنبلة موقوتة لا ينزع فتيلها اي اتفاق غير منصف, وفيما يخص هذه النقطة على المفاوض الفلسطيني والاسرائيلي والراعي الامريكي ان يبحث عن حل دائم وليس عن تسكين لمشكلة بحقن منتهية الصلاحية.
وكفلسطيني ولاجيء من خلال ما ورد في الوثائق اقرأ ان موقف الفلسطيني كان ضعيفا وضعيفا جدا ومتهالكا على اي حل ،وكأن المفاوض يدير امرا خاصا وشخصيا ويقاتل ليس من اجل فرض ثوابته ،بل لتحسين فرص بقائه السياسي، ولست ادري هل هدفنا حماية السلطة ام حماية القضية، فحتى ابو مازن اشار وتحدث بجلاء عن ان الاحتلال الاسرائيلي هو انظف احتلال واقل احتلال كلفه والفلسطينيين ليسوا جاهزين ولن يقبلوا اذا استمر التعنت الاسرائيلي بالقيام بالدور الفلسطيني الذي يخدم اسرائيل فقط وانه سوف يبحث عن خيارات اخرى.
وفي رسالتي هذه لقيادة حركه فتح وقواعدها اطالبهم بالتالي
لن يقوم قائمه للقضية الفلسطينية دون ان تتعافي فتح من اوهامها وعليها ان تفصل نفسها عن جسم السلطة وتتصرف كحركة تحرر وطني وقائدة للنضال الوطني، وفتح لها وما زال أوسع امتداد جماهيري وشعبي ومؤسساتي وكفاحي في الخارج والداخل وما زالت روح فتح الوطنية حاضرة في نفوس الفتحاويين وكل الوطنيين.
وفي حال فصلت فتح نفسها عن السلطة استطاعت ان تكون رديفا وحليفا لها واحتياط استراتيجي لحماية السلطة من الانزلاق او التآمر عليها او الانفراد بها وورقه دعم وطنيا وكفاحيا لهذه السلطة.
وليس هذا بمطلب جديد فلقد طالبت به وقت عقد مؤتمر فتح الاخير، ومن الجدير بالذكران فتح عندما خسرت بالانتخابات اشارت لضرورة اعادة البناء واعادة النظر واخذ العبر وكانت فقط صحوة وانتفاضة من يتلقى الصفعة، ونفس السلوك تكرر بعد الانقلاب اعادة النظر اعادة النظر، وحاليا على فتح على ضوء هذه الوثائق ان تعيد النظر وان تستعيد هيبتها ودورها الرائد والكفاحي ليس في رد هجمة اعلامية من هنا وهناك وليس أيضا بالرد بطريقة من تعتقد فتح انه يهاجمها.
على فتح والسلطة وبشكل سريع وعملي ان ترد على ما ورد في الوثائق ليس من خلال كونه صحيح او خاطئ فقط او له غايات واهداف خبيثة او نبيلة، اجراء بسيط عند من يحترم نفسه ان يقوم بجراحه ومن سرق من مكتبه وثائق عليه ان يستقيل او يقال حتى لو لم يتم نشر الوثائق
اما بخصوص الموقف الضعيف كما عبرت عن الوثائق في العديد من المسائل كما الحرم واللاجئين وتفسيرات الحدود فعلى القيادة ان تقيل طاقم المفاوضات وان تشعر الطرف الامريكي والاسرائيلي بتصلب موقفها، وليس هذا فحسب بل واستعادة الوحدة بكل ثمن واذا كان هدف تسريب الوثائق خدمة لحماس، فلو كنا موحدين بحكومة وحده وطنيه لما كانت تجدي هذه التسريبات لتقوية طرف على آخر، وانقسامنا احد الاسباب التي تجعل البعض يصطاد بالمياه العكره او تعكيرها ان كانت نقية، ولسنا بصد زيادة الاصطفاف الفئوي والفصائلي بمقدار ما نحتاج الى الرجوع للروح الوطنية التي مثلها قادة امثال ابو علي اياد وسعد صايل وابو جهاد وماجد ابو شرار ،وان نقبل بما كان من الممكن ان يقبلوا فيه لو كانوا معنا ، فوفاءا لدماء الشهداء وتاريح فتح رائدة النضال اتوجه لابناء فتح ان يستعيدوا روحهم التحريرية لكي يشعر الفلسطيني ان نضاله لن يذهب عبثا وذلك بالتحالف مع باقي فصائل العمل الوطني والابتعاد عن سياسة الاقصاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى