الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 1 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مبارك لا يعرف إلا القوة - و ما يُشتق من القوة من معاني فرعية كالإرغام ، ذلك التعبير الذي تعبر عنه عدة تعبيرات عامية مصرية مثل : إذ كان عاجبكوا ، و هوا كده ، و أخبطوا دماغكم في الحيط ، و إشربوا من البحر ، و رجلي فوء راسكم ... إلخ - و ذلك كوسيلة وحيدة للتعامل مع الشعب المصري .
فالكياسة ، و اللباقة ، و الدماثة ، هم فقط للقادة السياسيين ، و العسكريين ، و الماليين ، من غير المصريين ، و العصا الغليظة للمصريين .
مبارك يعلم أيضا أن أنظار العالم مركزة على مصر هذه الأيام ، و كل إفراط في إستخدام القوة مرصود ، ليس فقط من الحكومات الصديقة - التي قد تغض الطرف ، أو تلين في مواقفها ، لو ثبت لها قوة النظام الحاكم - و لكن أيضا من منظمات حقوق الإنسان الدولية ، وغير الحكومية ، و أي تقرير سلبي سيصدر بحقه عن تلك المنظمات سيجد - في هذه الآونة - آذانا صاغية في العالم .
إذا كيف يحل الخبيث هذه المعضلة ، معضلة التوفيق بين التعامل مع المحتجين بالطريقة التي إعتادها في تعامله مع المصريين ، و لا ينوي تغييرها على كبر ، و في ذات الوقت عدم جلب إدانة العالم له ، و وضع أصدقائه في الغرب في موقف لا يحسدون عليه ، كالذي وضعهم فيه زين العابدين بن علي من قبل ، حين أفرط في إستخدام القوة ، و أمر قواته بإطلاق النار على المتظاهرين العزل ؟؟؟
في الكلمة الأخيرة من العبارة السابقة يكمن الحل الذي سيلجأ إليه نظام آل مبارك الخبيث .
الذي سيقوم به نظام آل مبارك الخبيث هو شطب كلمة العزل كصفة للمحتجين ، و بشطبها تسقط الحصانة المعنوية التي تسبغ على المحتجين حتى الآن .
شطب كلمة العزل ، كصفة للمحتجين ، و إحلال صفات : المخربين ، و الهمج ، و المسلحين ، و الإرهابيين ، و المجرمين ، و ما يندرج تحت تلك النوعية من صفات كريهة ، بدلاً منها ، هو ما يسعى إليه نظام آل مبارك الآن .
بإلصاق صفة التخريب بالمحتجين ، ستسبغ الشرعية على إستخدام النظام الحاكم للقوة ، و لو وصلت إلى إطلاق الرصاص الحي .
إلصاق التهمة ليس صعب ، فقد إعتاد نظام آل مبارك الخبيث على دس رجال شرطته المرتدين ملابس مدنية في صفوف أي إحتجاج ، و ذلك لضرب المتظاهرين ، و إلقاء القبض على القياديين فيهم ، و الأن سيكون دورهم هو الإندساس بين المتظاهرين لأجل إحراق الممتلكات العامة ، و الخاصة ، و سلب المحال التجارية ، و ما إلى ذلك من أنشطة تقضي على أي تعاطف دولي ، و تعطي الشرعية لسحق التظاهرات بالقوة .
مساء الأمس ، السادس و العشرين من يناير 2011 ، على وجه الخصوص ، لاحظت في أحد مجموعات فيسبوك الخاصة بالإحتجاج ، وجود قوي لهؤلاء المندسين ، الذين ظلوا يدعون الشباب لإختطاف أمهات ، و زوجات ، و أطفال ، ضباط الشرطة ، و كذلك التحريض على إستخدام القنابل الحارقة لحرق المباني ، و ما إلى ذلك من دعوات لا يمكن الإكتفاء بوصفها بالعنيفة ، بل أقل ما توصف به هي : الإجرامية .
أخي المحتج ، و أختي المحتجة ، إنك لا تعرف من يهتف بجانبك ، و لا يهم أن تعرف هويته الشخصية ، أو السياسية - لأنها ثورة الشعب المصري كله ، و ليست ثورة فصيل سياسي ، أو فكري - و لكن يهمك أن تلاحظ سلوكه ، فإن خرج عن جادة الإحتجاج السلمي ، فتذكر إنك حارس على تلك الثورة ، مثلما أنك مناضل ، و حراستك لسمعة الثورة لا تقل في الأهمية عن الهتاف ضد النظام الدموي الفاسد الذي يحكمنا منذ ثلاثة عقود تقريبا .
تصدي أختي المحتجة ، و تصدى أخي المحتج ، لكل من يريد تشويه ثورتنا ، لأن في تصديكم لهؤلاء العملاء المندسين ليس فقط إفشال لخطة نظام آل مبارك الخبيث لسحق الثورة بالقوة بإعتبار إنها ثورة مخربين ، و إرهابيين ، بل و أيضا كسب للرأي العام المصري ، فحتى الأن لم ينزل الشعب المصري بثقله في تلك الثورة ، و قرار نزول الشعب المصري بثقله مثلما هو متوقف على إستمرارية ثورتنا بنفس زخم اليوم الأول ، على الأقل ، فإنه أيضا متوقف على السلوك الذي تلتزم به الثورة .
لا نريد التخريب ، و لا نريد بالطبع القتل ، و لا نريد أي شيء يشوه ثورتنا .
لا نريد أن نعطي الفرصة لمبارك الخبيث لسحق ثورتنا بالحديد ، و النار ، و إهراق دماء ضحاياه ، مع سكوت العالم ، و لا نريد أن يتصور الشعب أن شرطة مبارك تحميه منا .
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة ، و نموها .
لا نريد لثورتنا أن تموت قبل أن تؤدي رسالتها .
نريد ثورة مكتملة هذه المرة .
حافظوا على ثورتنا نظيفة ، و إستعيدوا مصر .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

27-01-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟